31‏/10‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [3]

زياد الرحباني
ما كدنا نرتاح من محاولة اغتيال الدكتور سمير حتى واختصاراً ودون الدخول في تفاصيل ما بين النهرين، قُتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه على حاجز للجيش اللبناني الأسير، والأسير عكس الحرّ، في منطقة العكار ــ مفرق الكويخات. عند هذه الحادثة أظن أنه يجدر بنا أن نعود الى أصل الحادثتين: «وردة عمري» وكويخات الثنائي الحرّ خ. الضاهر وم. المرعبي، فقد وقع قبلهما حدث بأهميتهما وربما أكثر وعلى علاقة بنفس الفريق الذي هو فريق حاكم حتى لو كان في المعارضة، وهو بالمناسبة حرٌّ وحرٌّ وحرُّ، أما السيدة ماجدة الرومي فحرّة.
إن كل من لا ينتمي الى قوى 14 آذار ـــ وكلمة قوى توحي لي دوماً بأن هنالك فعلاً قوى وأكاد أصدّق في بعض الليالي، وعندما أصحو في الصباح أجد أن حتى قوة واحدة لم أجدها طوال الليل ومحاولة فهمهم في الليل لا قوّة، ولا حول ولا قوّة. فمن أين هذه القوى يا ولدي؟ ـــ كل من لا ينتمي الى قوى 14 آذار هو برأي القوى هذه الافتراضية حتى الآن والمدججة بالإعلام والمحاطة بشكل خاص بالمنظمات المدنية «غير الحكومية» ــ ينتمي إلى مجموعة من الأغنام الأسيرة الرأي والقرار والموقف. أما نحن في 8 آذار في يوم المرأة العالمي المقهورة المقموعة المسلوبة الحقوق المخالفة لكل قوانين السير والهواتف المحمولة والسمّاعات والآي فونو والآي فيك والآخ يا ربّ، لا منظمات لدينا سوى فقهية فارسية أو عربية سورية وهذا أصبح مؤسفاً لقوى 14 آذار ـــ التي تحتفل بمناسبة اليوم العالمي للكلى في كلى الحالات أكان سعد أم لم يكن، أكان باسم السبع وعقاب جماعي صقر (الاسم الثلاثي) أم لم يوفقا بحجوزات للعودة ـــ والباقي من منظماتنا هي عكس منظماتهم المدنية أي حِكماً عسكرية، نعتقدهم بالمقابل أسرى السفارة وأسرى التزاماتهم غير الممكن الوفاء بها ووعودهم لجماهير «كَشَّتْ» على مرّ السنين كما «يكِشّ» القطن في الماء الساخن. هم أسرى رسائل فيلتمان النصيّة وقد شهد لهم «ويكيليكس» على طول المصداقية الشريفة وعرضها وعلى كل الشاشات الموتورة بهم أو ضدهم.
أعتقد أن صفّ الأحداث بالترتيب الذي سيأتي تباعاً سيسهّل هذه المقالة اللعنة ــ وأدري. لكن ما باليد حيلة ــ وتَدرون. إذا افترضنا، وهو عملياً كذلك، لكني ذكرتُ كلمة «اذا افترضنا» لواجبات العمل الصحفي المـوضوعي، وكي لا تخدش حرية التعبير أحدكم أو يُمسّ شعور مرهفٌ لطرّاش غرافيتي في عزّ طلعته على الحائط المواجه لحاكم مصرف لبنان والمهاجر، علينا أن نعطي لحدث سقوط بابا عمر في حمص، سوريا ـــ بمعزل عن تضارب المعلومات اللانسانية التي رافقته، لأن الاكيد بعد سماع جميع الاطراف ولكل هذه المدة، أن كل ما حصل لا انساني لكن: هذا ما حصل، وهي ليست أول مأساة إنسانية في كل حقبات التاريخ، وبالمناسبة عندما نصاب بالعجز والحَنَق والدهشة من المفيد دوماً تذكَر الحرب العالمية الثانية ـــ علينا أن نعطيه دوره كنقطة تحوّل كاملة ورئيسية في مجرى ما تَبِع في سوريا وأيضا في لبنان. لقد جَمُدَ الحراك المبرمج من جانب الفريق المتواطئ ضد سوريا الأسد وهو الأميركي وأخوته وأحفاده وأقرباؤه الشرقيون بعد هذا الحدث، وزادت برودة المراوحة في مجالس «الانسان» (مجلس الأمن، الهيئة العامة، مرصد حقوق الانسان إلخ...) واستفحل الشلل الغربي عمّا كان فيه منذ بداية الحراك السوري في 15 آذار 2011. كان موقف الغرب وخاصة الاميركيين لا يليق بالبنتاغون ولا بهوليوود ولا بالبيت الابيض طبعا ومكتبه البيضاوي ولا حتى بحلقة تلفزيونية من برنامج Ironside (آيرون سايد) وذلك قبل انهيار المعسكر الاشتراكي أو بـ X Files (إكس فايلز) بعد انهيار الاشتراكي هذا. إن حسم النظام السوري ولافروف لهذه المعركة بالذات لصالحهما كسر الهيبات وفركش الاستعدادات التي كانت مطمئنّة إلى مسارها، وعلا «هِواشٌ» عالي الصوت لا اللهجة ـــ فالـ«هواش» لا لهجة له ـــ من مجلس التعاون الخليجي، وراح يحاول التوسّع بالقوة وبخلاف أمزجة الإمارات المحيطة وبعض ما تبقّى من وادي الأردن، بينما صمت العراق والجزائر وكان زينة الفرز المذكور موقف لشرطة دبي مفاجئ جدا وحاسم وحسَنٌ ومشرّف في نفس الوقت. فقد أكد قائد شرطة دبي ض. الخلفان لنا وللأميركيين وللمصريين ولليبيين وللرئيس التونسي المفاجئ والمتفاجئ وفجأة أن في الأمر، وليس في سوريا فقط، بل وفي دبي: اخوان مسلمون. وهذا ممنوع قطعياً في دبي وإن أمكن خارجها والأفضل للوصول الى هذا المبتغى هو ومن الآخر: ضربهم بكل ما في الكلمة من أنواع الضرب، فهم لن يستسلموا مع أنه يجب أن يفعلوا. وهم لن يتوقفوا، فعلينا إيقافهم، وعلينا وعلى أعدائنا والسلام.
التتمة نهار الجمعة القادم.
سياسة
العدد ١٨٤٧ الاربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات: