05‏/07‏/2008

يا سوسو

زياد الرحباني
الأخبار عدد السبت ٥ تموز ٢٠٠٨

رئيس حكومتِك بَدّو يا سوسو
شَراكتنا تا يقدر يَسوسو
ما النكبه شو؟ يا دودو يا سوسو
آ كيف ان كان إجتمعوا سوا

29‏/04‏/2008

7 أيّار

زياد الرحباني
الأخبار عدد الثلاثاء ٢٩ نيسان ٢٠٠٨
ما بْعِمرو كان معاشُن عا قدّنا
منشِدّ طْلوع بشدّو عا أدنى
حسَمنا الأمِر صمّمنا وعقدنا
بسبعة أيّار نمشي بالإضراب
إنتو رعيان سابقها قطيعا
خَلقتو ظروف مش ممكن أطيعا
ودولة بالنصّ حاكمها قطيعا
لكنِ الفقر مكتمل النصاب

21‏/04‏/2008

تجديد

زياد الرحباني
عدد الاربعاء ٢٣ نيسان ٢٠٠٨
تميّز عهد الرئيس العماد ميشال سليمان في فترة أشهره الخمسة الأولى، بنزاهة وثبات قاطعين، وقد عادت معه هيبة الرئاسة الأولى، رمزية ومرجعية. واللافت أن الرئيس سليمان عرف منذ اليوم الأول لحكمه كيف يُبعد شتّى الخلافات المستفحلة بين الموالاة والمعارضة عن موقع الرئاسة، بعدما استدرجها للتوافق على شخصه بإجماعٍ غير مسبوق. وفيما تتلهّى هذه القوى بالنزاع على شرعيتها التمثيلية المتبادلة، يتواصل الدعم العربي اليومي والمتجدّد لشخص فخامة الرئيس ولنزاهته في تحييد رأس الدولة، يواكبه تأييد دولي بارز للرئيس سليمان في الحفاظ على هذا المنصب المسيحي المصيري في تحديد هوية لبنان التاريخية المميّزة رغم صعوبات المرحلة.
كل ما نتطلّع إليه اليوم هو أن تستمر روح الإجماع هذه حتى تاريخ 31 من شهر آب، كي يتم تجديد ولاية ثانية للرئيس سليمان دونما تلكّؤ، وذلك حتى لا تدخل البلاد في النفق المظلم أو الفراغ لا سمح الله!

10‏/04‏/2008

بالفرن

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ١٠ نيسان ٢٠٠٨
عيسى: هل فكّرتَ يوماً يا مخايل بمجموعة الصفات التي كوّنها المواطن الأميركي العادي عنّا نحن العرب؟
مخايل: نعم، إنها سيئة جداً.
عيسى: سيئة؟! إنّها لا تطاق. هل تخيّلتَ هذا المواطن وهو يراجعها مساءً قبل أن يخلد إلى النوم: عربٌ مخرّبون وهذي أقدمهم، «مارقون»، «دولٌ مارقة»، يعني كلمة مارقة فيها من البلاغة، بحيث إنّنا نحن لا نستعملها إلاّ نادراً، «برابرة»، «أعداء الحضارة، مجرمون، وحوش، همج، بدائيّون، قَتَلة»، وأهمّها: «محور الشرّ»، وهنا حصرونا بالعلم والخبرة، فتخرّجنا إرهابيين. يعني لا شكّ أنّ هذا المواطن الأميركي يتمتّع بنسبةٍ لا بأس بها من رحابة الصدر حتّى يعودَ ويستسلم للنوم بعد لائحة كهذه، فكلّ المفردات فيها ليليّة جداً وتعود بالأجواء إلى ما قبل الميلاد. فبماذا تجيبهم وهم لم يتر كوا صفةً من هذا العيار إلاّ سبقونا إليها؟ هل تجيبهم: أميركا الشيطان الأكبر، أميركا الشرّ المطلق؟
مخايل: طبعاً لا، فإن كانت الصفات التي يطلقونها علينا نموذجيّة لإرهاب الأطفال، حتى فئة الصيصان منهم، فالشيطان الأكبر قد لا ينفع بعد فئة الحضانة. أنتَ ماذا يربطك بالأميركيين في كل الأحوال؟ هل تعرفهم بقدر ما يعرفهم حلفاؤهم؟ لقد طمأنني مواطنٌ بريطانيٌ في الأسبوع الثاني من دخول قوات التحالف إلى العراق عام 2003، حين بلغت إصابات البريطانيين أربعين إصابة بنيران الأميركيين الصديقة ـــــ طمأنني قائلاً: انظر إن الأميركيين LOUD, CONFIDENT AND WRONG، أي إنهم: «صاخبون، واثقون وعلى خطأ». أنا في رأيي هذا رأيٌ هادئٌ وممتاز يا عيسى.
الاستعمار الأميركي استعمارُ «مايكروويف»، أما البريطاني فبالفرن.

05‏/04‏/2008

أُسٌّ

زياد الرحباني
الأخبار عدد السبت ٥ نيسان ٢٠٠٨
صحيحٌ أن للبنان تركيبةً اجتماعية فريدة وخصوصيات ليس من السهل أن يجاريه فيها أحد، لذا فهو مميّز جداً عن محيطه من البلدان. لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات.
صحيحٌ أنه كائناً مَن كان، الذي «أخذ أمّي صار عمّي»، لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات. صحيحٌ أن لبنانَ بمساحته الصغيرة يقرّب البحر والشمسَ من الجبلِ وثلوجه، لكن، مع كل هذه الطرقات المسكّرة والمداخل والمخارج المحوَّلة أو المسدودة، يدور المواطن في الجمّيزة، يدور في عين المريسة فيرى البحر والجبل معاً، لكنه يبقى في مكانه حتى يقرِّب الوطن أيضاً، موعدَ خروجه من موعد عودته، ففي هذه اللحظة بالذات ليس لبنانُ كذلك بل كذلك أيضاً.
صحيحٌ أن الإنسانَ مهما هاجر وازدهر وطوَّر يبقى بلده بالنسبة إليه أهمّ وأغلى ما على الكرة الأرضية لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات.
وصحيحٌ أن «الدين للّه والوطن للجميع» وأنّ «الجيش سياج الوطن» وإنما «الأمم الأخلاق...» وأنّكم «كما تكونون يولّى عليكم» لكن، ليس في هذه اللحظة أبداً.
في هذه اللحظة بالذات، لعنَ الله كلّ مَن له «أُسٌّ» بين السابع والخامس عشر من آذار...؟
ماشي!

03‏/04‏/2008

اقتصادياً

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٣ نيسان ٢٠٠٨
كانت الساعة تقارب الثالثة والربع فجراً حين أفاق المواطن غ. س على صوت حرتقة مريب، مصدره الغرفة الأخرى. تروّى وتنصّت جيّداً ليتأكد مما سمعه، فما لبث أن عاد الصوت نفسه. وقف وجال بهدوء حذر في غرفته، متفقّداً أولاده الأربعة، زوجته وأمّه، فالغرفة ليست غرفته وحده، هي غرفة أخرى هي الاخرى، أما البيت كلّه فغرفتان.
الكلّ نيام وبشدّة لفائضٍ من النشويات ومن حكمة وزير الاقتصاد سامي حدّاد، ولا يمكن أن يوقظ أيّاً منهم سوى عدوان تموز آخر. توجّه غ. س برويّة وقرف نحو الغرفة الأخرى. وسط ظلمة «مدلهمّة» تامّة، مصباح يدوي صغير يبحث داخل خزانة ضخمة فيها كل ما يمكن ألّا يحتاج إليه الإنسان إلى الأبد، وطيف إنسان من ظهره، نصفه داخلها. ما هذا؟ إنّه لصّ .
تنهّد المواطن غ. س بتعب وقرف، وبادره قائلاً: «يعطيك العافية»
ـ فاستدار اللص مرعوباً، بيده آلة حادّة ـ «مكانَك!»
فأجابه المواطن: «أنا بأمرك لا تخف. لكن قل لي عمّ أنت تبحث؟ ماذا تتوقع من هذه الشقّة بالضّبط؟»
ـ أطفأ اللص مصباحه اليدوي
ـ المواطن: «بالعكس لا تطفئه، ليته دورنا في الكهرباء لأريك الشقّة، واضح أنك لم ترها في النهار، هذه شقّة أنا أفتّشها يومياً منذ ستة عشر عاماً وما يوماً وجدت فيها شيئاً. أنا مقيم هنا يعني. ماذا تريد الآن وفي ظلمة هذا الليل يا رجل؟ إنها الساعة الثالثة والنصف فجراً»
ـ اللص: «أسكت أو أقتلك»
ـ المواطن: «لا تقتلني يا أخي، واتبع إحساسك! أعد تفتيشها بنفسك ربّما قامت زوجتي بضبّ شيء قبل أن تنام. أتمنّى لو نجد شيئاً... أيّ شيء».

28‏/03‏/2008

ماذا إذاً؟

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٢٨ آذار ٢٠٠٨
ـ عيسى: ألاحظ يا مخايل كيف أننا عدنا الى أجواء عام 1975.
ـ مخايل: أهَه .
ـ عيسى: لاحظ كيف أننا عدنا الى التسميات نفسها، كالشرقية والغربية، وكيف أن الحكم مقسوم بين حكومة مخطوفة ورئيس جمهورية غير موجود، الى حديث عن تسرّب للسلاح وعن مؤامرة على سيادة لبنان.
ـ مخايل: أهَه.
ـ عيسى: تشعر كأن التاريخ يعيد نفسه.
ـ مخايل: صحيح، قد يعيد نفسه.
ـ عيسى: ولماذا يعيد نفسه؟
ـ مخايل: لأن التاريخ، عندما يقوم بدورة كاملة دون الوصول الى تغيير نوعيّ، تتوافر له الظروف الموضوعية نفسها حتى بتغيير الزمان والأشخاص، وهكذا قد يعيد هذا التاريخ نفسه.
ـ عيسى: وهل يعيد نفسه برأيك؟
ـ مخايل: وماذا تريد إذاً؟ هل تريده أن يعيد مصباح الأحدب؟
ـ عيسى (مقاطعاً): أنا لم أقل.
ـ مخايل: هل تريد أن يعيد التاريخ عمّار الحوري؟! إن سعد الحريري وليس التاريخ هو من سيعيد عمّار الحوري.
ـ عيسى: أتظنّ؟
ـ مخايل: طبعاً، سيعيده الى آله وصحبه وسلِّم!

25‏/03‏/2008

فلنصلِّ

زياد الرحباني
الأخبار عدد الثلاثاء ٢٥ أذار ٢٠٠٨
انتهى الأحد الفائت أسبوع الآلام لدى الطوائف التي تتبّع التقويم الغربي. وبعد صوم طويل مبارك، أقيمت مراسم صلب المسيح الذي توّج بآلامه آلام المؤمنين الكاثوليك، ومنهم الموارنة على اختلاف انتماءاتهم. وقام في اليوم الثالث واطئاً الموت خاتماً الجمعة العظيمة.
وقد بدأ البارحة أوّل أيّام أسبوع الآلام الثاني لدى الطوائف التي تتبّع التقويم الشرقي، وستعاد مراسم صلب المسيح الذي سيخلّص بآلامه بقايا الغساسنة والإغريق، مختصراً آلام القمّة العربية المنعقدة في دمشق لسائر المشرق، وستكون الجمعة العظيمة الثانية.
أما الأسبوع المقبل، فستعمّ الآلام دياركم أجمعين وسيُصلب من بقي من الأنبياء والرسل مع حفظ ألقابهم وقد يُسحل عمرو موسى. فيلفّ العويل المواطنين مسلمين ومسيحيين وتحلّ عوارض الأخوّة و«صداع اللحمة النصفي» وفوقها آلام العيش المشترك، وتكون الجمعة الفظيعة.فلنصلِّ.

20‏/03‏/2008

يا ربّ ارْحَم

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٢٠ آذار ٢٠٠٨
أبانا الذي في السماوات ليتقدّس اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، بالمناسبة أنا يا سيّد متوقّفٌ في سيارتي عند تقاطعٍ رئيسي في العاصمة بيروت ستّ الدنيّا، منذ نحو 20 دقيقة. أُمرّر سيارات إخوتي في الوطن والمصير، وقد تسنّى لي، ربّي وإلهي، خلال انتظاري، أن أتذكّر كيف أن «هناك فرحاً أكبر في العطاء ممّا هو في الأخذ» وكيف «أمزّق معطفي إلى قطعتين لأكسو عرياناً برداناً». ويبدو لي أن لا أحد من هؤلاء العابرين بسياراتهم يفكّر في ذلك غيري. ربّي وإلهي، اغفر لي ولتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، هل لي بأن أعتبرهم يهوداً وتجار الهيكل، وأدخل عليهم بسيارتي غاضباً، علّني أدرك بيتي؟ فعائلتي مؤمنة وبانتظاري، يا ربّ ارحم.

15‏/03‏/2008

ما العمل ؟

زياد الرحباني
الأخبار عدد السبت ١٥ آذار ٢٠٠٨
لا يُتَرْجَم
لم يرشح أي معطى عما دار في اللقاءات الجانبية في قمة دكار حول المساعي العربية والإيرانية الجارية لإنهاء الأزمة التي تعتري العلاقة السورية ـــــ السعودية بما يؤدي الى انفراج قبل القمة العربية المقررة في دمشق. وبدا أن الجميع في الداخل والخارج ينتظرون عودة الوفود المشاركة في القمة الى بلادها حتى يظهر الى العلن ما أنتجته تلك اللقاءات وما سيعقبه من خطوات في الأيام المقبلة بين العواصم المعنية بالمساعي.
وفي انتظار اتخاذ الرئيس فؤاد السنيورة قراره النهائي بشأن المشاركة في القمة العربية أو عدمها، أظهر ممثلون لقوى 14 آذار في مؤتمرهم امس في بيروت رغبة واضحة في عدم تلبية الدعوة، باستثناء الرئيس أمين الجميّل الذي رأى وجوب المشاركة فيها، فيما أكد آخرون أن هذا الأمر سيدرس في مجلس الوزراء لاتخاذ موقف نهائي وحاسم في شأنه، ولا سيما أن هناك عدة وجهات نظر، والجميع ينتظر بصورة خاصة عودة النائب سعد الحريري من السعودية حيث يجري مشاورات تتصل بزيارة ولي العهد سلطان الى قطر ومشاوراته مع قيادتها حول ملف لبنان والعلاقات مع سوريا.
وكانت لافتةً دعوة وثيقة قوى السلطة التي تُليت في المؤتمر الى طيّ صفحة الماضي مع سوريا وتطبيع العلاقات معها، «وذلك بعودة النظام السوري الى الحظيرة العربية بعدما تحول الى حصان طروادة بمواجهة العالم العربي».
في هذه الأثناء أعادت القمة الإسلامية «تأكيد دعم المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية الى إنجاز انتخاب المرشح التوافقي في الموعد المقرر والاتفاق على أسس تأليف حكومة الوحدة الوطنية في أسرع وقت ممكن بما يمنع التداعيات الناجمة عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وبما يمنع الانقسامات».
لكن تطورات أخرى كانت تجري في باريس، حيث أفيد أن ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن أجرى مشاورات مع المسؤولين الفرنسيين، وذلك قبل تقديم تقريره في شأن تطبيق القرار 1559 إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المقرر في 24 الجاري، وجاءت هذه الزيارة بعد أيام من عودة نائب مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية لودفيك بوي من لبنان، حيث أجرى محادثات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين تركزت على انعكاسات المأزق الدستوري على قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب اللبناني. وقال لارسن لـ«الأخبار» إن زيارته لباريس تهدف إلى التشاور قبل تقديم تقريره، رافضاً التعليق على ما آل إليه الملف الرئاسي وتأثيره على تقريره.
إلا أن مصادر متابعة لهذا الملف أكدت أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية هي في قلب المحادثات الدائرة حول العالم، مشيرة إلى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي أعلن فيه انطلاق المحكمة الدولية، يصبّ في رزمة الضغوط الهادفة إلى تجاوز عقدة انتخاب رئيس للجمهورية.ورداً على سؤال لـ«الأخبار»، أكدت الناطقة الرسمية لوزارة الخارجية باسكال أندرياني أن باريس «ليس لها أن تقرر من يذهب إلى القمة»، مشيرة إلى أن موقف فرنسا معروف، وهو مرتبط بموعد 25 آذار المقرر لانتخاب رئيس جديد، مضيفة أن باريس «تتمنّى انتخاب الرئيس في هذا الموعد»، وأكدت مصادر قريبة من لارسن أن بان كي مون «يعمل بقوة وعزم» في محاولة أخيرة «لإجراء الانتخابات الرئاسية خشية انعكاس فشل القمة العربية سلباً على مجمل المنطقة بشكل غير مضبوط يؤدي إلى فوضى تمسّ تداعياتها اليونيفيل».
وذكرت مصادر عربية في باريس أن النقاط الثلاث الواردة في المبادرة العربية «لم تعد تمثِّل رزمة واحدة مطلوباً تنفيذها قبل الخامس والعشرين من هذا الشهر، ما يعني أن العمل جارٍ لانتخاب رئيس بصورة عاجلة على أساس التوافق بعد القمة العربية على تأليف الحكومة وقانون الانتخاب».
ساترفيلد
والى ذلك شكك كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد في إمكان نجاح القمة العربية المقبلة بسبب ملف لبنان. وقال «نجد صعوبة في رؤية كيف يمكن أن تكون القمة العربية ناجحة في وقت تعرقل فيه سوريا انتخاب رئيس للبنان، لكن القرار المتعلق بمستوى التمثيل في هذه القمة تقرره الجامعة العربية والدول الأعضاء».
وعن إرسال بلاده بوارج حربية إلى السواحل اللبنانية، قال ساترفيلد «إن الولايات المتحدة تنشر قواتها حول العالم ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط للدفاع عن مصالحنا وحماية حلفائنا وأصدقائنا والدفاع عن مصالحهم، ويجب أن يُنظر إلى الانتشار العسكري من هذه الزاوية على أنه إشارة لحماية وتقدم مصالح حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة والتصدي للدول التي تعارض هذه المصالح».

13‏/03‏/2008

عادةً

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ١٣ آذار ٢٠٠٨
ربّما وجب التذكير أحياناً بأنّك، في أثناء بحثك عن المكان المثالي الذي منه تستطيع أن تكشف مواقع جميع الباقين، تكون، لحظة وصولك إليه، قد وجدت، عادةً، المكان الذي تكون أنتَ فيه مكشوفاً لـ«هذا» الجميع. فخفِّف يا عزيزي من صفير الإعجاب وأنتَ تلصق عينيك بالمنظار.
¶ ¶ ¶
أعجب أحياناً كيف أنه في زحمة تكرار المواقف السياسية نفسها والجمود السائد الرتيب في المشهد العام، تضيع بعض المواقف المختلفة الإيجابية. فعندما يقول فجأة الرئيس السنيورة: «إن هاجمتنا إسرائيل هذه المرّة فسنكون كلّنا صفّاً واحداً في الدفاع عن الوطن»، عادةً، لا تدعوا الفرصة تفوتكم!

11‏/03‏/2008

عيدها

زياد الرحباني
الأخبار عدد الثلاثاء ١١ آذار ٢٠٠٨
كلّف الله المرأة أن تصف أحاسيسها للرجل، وصفاً وانطباعات، وكلّف الرجل أن يريها، دونما انطباع، أحاسيسه بالعين المجرّدة، فجعل جرمه دوماً مشهوداً.
¶ ¶ ¶
وهب الله الرجل القوّة وكلّف المرأة سحبها منه.
¶ ¶ ¶
النساء يتعذّبن ويبكين، حسناً، لكنّ الرجال يُتَوفّون.

ملاحظة: إن عيد المرأة في الطبيعة حصراً، فحيث يحكم الرجل لا أعياد.

07‏/03‏/2008

الانحطاط

زياد الرحباني
الأخبار عدد الجمعة ٧ آذار ٢٠٠٨
يكون الانحطاط في المجتمع أفقياً على الدوام. فسلسلة العلاقات الاجتماعية بين الفعل وردة الفعل، تأخذ بالانحطاط تباعاً وبشكل متبادل، حتى يتساوى المعدّل العام بفروقٍ لا تُذكر. إن نائباً كذاك ومطربة كهذه يؤثّران على مستوى الطبيب والمهندس وبائع الجرائد. وإن أي ارتفاعٍ ملحوظٍ في مكان ما على السطر الأفقي للانحطاط، يكون ازدهاراً في الانحطاط، يفترض رسمه بإشارةٍ إلى ما دون السطر منطقياً، لكن منطق الانحطاط مقلوب.
ما مناسبة هذا الحديث؟
لا شيء، معلومةٌ عن الانحطاط، لِئَلاّ...
¶ ¶ ¶
ـــ مخايل: عندما تندلع التظاهرات في أكثر من دولة أوروبية وعربية احتجاجاً على ما يحصل في غزة أو في العراق أو في لبنان، لا نسمع ولا مرّة عن تظاهرة في السعودية، هل يُعقل هذا يا عيسى؟
ـــ عيسى: إن حق التظاهر في المملكة ممنوع.
ـــ مخايل: يعني أنهم لم يتظاهروا ولا مرّة؟
ـــ عيسى: بلى، التظاهرات هناك سريّة.
ـــ مخايل: تظاهرة سريّة؟!
ـــ عيسى: نعم، تظاهرة لكن غير علنيّة، حتى لا يتم الاصطدام بالشرطة.
ـــ مخايل: وكيف تتمّ التظاهرة؟ إن التظاهر هو فعل ظهور، إنه إظهارٌ لتعبيرٍ ما.
ـــ عيسى: هذا لو كان مسموحاً، هذا نوع من التظاهر العلنيّ، يقابله في بعض الحالات تظاهرٌ سرّي.
ـــ مخايل: وما الذي يؤكد لك أنه يحصل؟
ـــ عيسى: غداً عندما يخرج إلى العلن سترى.

28‏/02‏/2008

صورة

زياد الرحباني
الأخبار الخميس ٢٨ شباط ٢٠٠٨
عندما تتعدّد التحاليل والأبحاث وتتنوّع في وضعنا العام القائم، وتصل كلّها على اختلافها، إلى نقطة الجماد، حيث يعجز العقل أن يواصل التفسير، وذلك رغم تكرار المحاولة ومرور الزمن، يكون الأبسط والأجدى الابتعاد عن التفاصيل، إعادة الرأس شيئاً ما إلى الوراء، للتمكّن من رؤية المعطيات الأساسية من جديد وتعدادها.
ـــــالأكثرية موجودة في بعض مواقع السلطة، كالحكومة في السرايا ينقصها وزراء شيعة من المعارضة. المعارضة موجودة بقوّة في الشارع، خاصّة باعتصامها الدائم في وسط البلاد على بعد أمتار من السرايا الحكومية.
ـــــ الحكومة برئاسة سنّي ورثت لم ترث ورثت لم ترث، المهمّ ورثت صلاحيات رئيس الجمهورية الخالي موقعه. تحاول أن لا تستعملها كلّياً كي تزعج لا تزعج تزعج لا تزعج البطريرك الماروني ورعيّته الطيّبين. لذا فالبطريرك غير مزعوج مزعوج غير مزعوج شرط أن يُنتخب رئيس بأقل عدد من السنين.
ـــــ السلطة الأكثرية تجتمع وتقرّر. المعارضة تنفّذ ما تريده من المقررات أو تنفّذ عكسها أو لا تنفّذ مع أنها أقلّية!!ـــــ قائد الجيش ميشال سليمان هو المرشّح التوافقي، وذلك بامتياز لدرجة أن الطرفين استغنيا عن انتخابه فهذا من تحصيل الحاصل.
ـــــ الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع مهما قرروا أن يفعلوا ضمن الأمن المعقول، بل هو يحمي كلّ قائد في المنطقة التي يختارها. وفي هذا ترف نسبي بل فائق.
ـــــ رئيس مجلس النواب منتخب دستورياً والوحيد في هذه اللحظة، لكنّه أيضاً قائد من قادة المعارضة، ولمَ لا؟ فالرئيس السنيورة من قوى 14 آذار وغير دستوري بالكامل، بالنسبة لما اتّفق تسميته: نصف الشعب اللبناني في الداخل، في الداخل والخارج؟ في الداخل؟ لا أحد يدري ورئيس المجلس متفائلٌ بإفراط رغم كل سوداوية ما يحصل.
ـــــ كلّ النقاط المطروحة للحوار بين الموالاة والمعارضة قابلة للاختلاف باستثناء بند سلاح المقاومة، فالكلّ يعتبره شأناً داخلياً ووطنياً يبحث فقط بين اللبنانيين، وقد أدّى إصرارهم مجتمعين إلى تضمينه في القرار 1701.
ـــــ قائد المقاومة المعترف بها عربيّاً وعالمياً شخصية مطلوبة، وهي هدف للاغتيال علناً، بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي لأميركا، أما باقي الزعماء اللبنانيين فغير مطلوبين، لذا يجدون صعوبة معظم الأحيان، خاصة وقت الحوار في إيجاد المكان الآمن المناسب لذلك. لذا لا يحاورون وإذا حاوروا يحاورون غيره عنه.
ـــــ تعتقد الولايات المتحدة الأميركية أنّ كلّ الجماهير الشيعية اللبنانية التي يجمعها قائد المقاومة هي جماهير إرهابيين، وربما كان هذا ممكناً في بلد متمسّك بالقيم الديموقراطية القائمة على التنوّع.
ـــــ يريد الرئيس السنيورة أن يفرض شروطه في الحوار لكنّه لا يستطيع، لأن المعارضة تمنعه من ذلك، فكيف سيفرض شروطه وهو يصرّ على ذلك ومنفتح على الجميع؟!
هذا داخليّاً دون وقبل أي تدخّل خارجي. رجاءً، خذوا لنا صورة كما نحن الآن وقبل أن يتغير شيء، إنها تاريخية منذ الآن.

22‏/02‏/2008

اللاأخلاقيّان

زياد الرحباني
الأخبار عدد الجمعة ٢٢ شباط ٢٠٠٨
المنطق يقول إن مصداقية حزب الله ومصداقية أمينه العام من أكثر الصفات سوءاً ونكداً على أعدائه الداخليين، وخاصةً أن إسرائيل، في أكثر من مناسبة، اعترفت بهذه المصداقية. لكن جدليّة الأضداد وسخرية القدر تطيحان المنطق الأول وتجعلان اللاأخلاقِيَّيْن أشدّ تمسّكاً واستغلالاً للمصداقية هذه. فهي وسيلتهما للتلاعب حتى ولو إلى الفتنة. عندما يقول حزب الله إنه «مهما حصل فلن يستعمل سلاحه في الداخل» يتكفّل اللاأخلاقيان بشتّى أنواع الاستفزاز والتحدّي والتعالي والازدراء لهذا الحزب، لعلّه يستعمل سلاحه في الداخل، فيطيحا المصداقية.
إن إسرائيل، منذ إنجاز القرار 1701، تعتبر أنها، إن أنجزت شيئاً واحداً من خلال حرب تموز، فهو القرار هذا على ركاكته، وتحاول، حتى الآن، عدم استفزاز حزب الله. أما اللاأخلاقيان فيريدان صرف هذه المصداقية حتى آخر ذرّة. هل يفكّر هذان السقيمان بمستقبل لبنان أم بمستقبل حزب الله؟ إن العاطل عن العمل يختار عادةً الطرق الأطول للتنقّل.

19‏/02‏/2008

النفق

زياد الرحباني
الأخبار عدد الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠٠٨
إنّ الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع.
ويعتقد بعض الغيارى على وضع البلد الشديد التأزم والعاصي على مشاريع التسوية الجزئية، أنهم يستطيعون التهويل على السيّد فؤاد السنيورة وفريقه بتغيير مصطلحات المرحلة وتضخيم الأوصاف لها من نوع القول: «بدأت البلاد تدخل في نفق مظلم».
إنهم غيارى فاشلون، طفوليون، إنهم غيارى قاصرون. المهم أن الجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع.
إنّ رئيساً كالسنيورة قفز في الهاوية كالقطّ، ورسا قرب الحائط المسدود، فدشّمه وسيّجه وفرش قربه واستقرّ، وأدار له ظهره ليواجه الفراغ وحده بالصبر والحبور إلى أن روّضه وجعله هادئاً ممسوكاً. إنّ رئيساً كهذا هل يهاب نفقاً مظلماً؟
أعزّائي،
إن أصررتم على أننا دخلنا في النفق المظلم، وإذا ثبت ذلك فعلاً، فأهون على فريق السنيورة أن يلتزم هذا النفق ببناه التحتية ويعمل على تعبيده وطلائه وعلى إنارته وتهويته بدلاً من إخراجنا منه، فالجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع.
إنّ الرئيس السنيورة يا ناس، يطبّق اتفاق الطائف لأول مرّة منذ إعلانه، فمن سيردّه؟ سيشيّد النفق وقد يسمّونه نفق وليد عيدو، فهذا كلّه أهون من الشراكة «المزعومة»!!

16‏/02‏/2008

بيد اللّه

زياد الرحباني
الأخبار عدد السبت ١٦ شباط ٢٠٠٨
عندما يكون القائد صادقاً لا ضرورة لأن يكون بليغاً. فهو يرقى بالأقوال إلى الأفعال، وهذا أبلغ ما في البشر.
***
ـــــ الدكتور: صحيح يا مخايل أنّ الأعمار بيد الله إنّما ثَبُتَ أيضاً أنّ التدخين يؤدّي (قاطعه مخايل):
ـــــ مخايل: قد يؤدي! (موضحاً).
ـــــ الدكتور: إن التدخين يؤدّي إلى أمراض قاتلة وأنا أجزم بذلك.
ـــــ مخايل: «طيّب»، سؤال:
ـــــ الدكتور: تفضّل.
ـــــ مخايل: أيّهما أكثر ضرراً دكتور، سيكارة «يتيمة» أم قرص أسبيرين؟
ـــــ الدكتور: وهل يلزمها سؤال؟ السيكارة طبعاً.
ـــــ مخايل: إذاً، تنَاوُل عشرين قرصاً من الأسبيرين أفضل من تدخين عشرين سيكارة!
ـــــ الدكتور: لَهْ! أعوذ بالله!
ـــــ مخايل: ما العمل إذاً؟
***
أنوحُ وقد قالت بقربي حمامةٌ.
شباط 2008 «ميلادية»

15‏/02‏/2008

طالقة بالثلاث

زياد الرحباني
الأخبار عدد الجمعة ١٥ شباط ٢٠٠٨
ـــ عيسى: يبدو لي يا مخايل أنّ الأمور بين وليد بك والسيّد حسن تتّجه هذه المرة إلى الطلاق الشرعي، فقد طالب وليد بك علناً بطلاق حبيّ معه.
ـــ مخايل: لماذا الآن برأيك، والبلد من دون رئيس جمهورية؟
ـــ عيسى: قال إنه لا يستطيع أن يعيش معه بعد اليوم، «كان عندي غشاوة على عيوني وانقشعت».
ـــ مخايل: وممَّ تحصل هذه الغشاوة؟
ـــ عيسى: والله لا أعرف، ربما من حرق الأبيض مع الأخضر واليابس في وقت واحد، لقد طلب وليد بك أكثر من مئة مرّة من السيّد ألا يكدّس الصواريخ وأن «يفكّ» عن إسرائيل، والسيّد لا يردّ، عنيدٌ يعيش في البيت على هواه.
ـــ مخايل: مع أنه يدعو دوماً للمشاركة.
ـــ عيسى: أية مشاركة! يريد أن يدخل إلى بيت جنبلاط هو وكل شيعته ومعهم ثقافة الموت.
ـــ مخايل: معقول؟
ـــ عيسى: طبعاً، بدليل أنه ردّ على جنبلاط البارحة قائلاً: «من يطلب الطلاق فليرحل عن هذا البيت!».
ـــ مخايل: «خَلَص»... لا نصيب بينهما.
ـــ عيسى: كان من الممكن أن يستعمل السيّد حكمته المعهودة بدل السير بالطلاق.
ـــ مخايل: حكمة؟! كان جنبلاط يُصَيِّح البارحة أنّ جماعة حزب الله هم «عِلْم الأشلاء، الحيّة منها والميتة، أشلاء تعيش في جهّنم!».
ـــ عيسى: وكيف تُحلّ هكذا؟
ـــ مخايل: تُحلّ من غيره.
ـــ عيسى: تحلّ بلا وليد بك؟
ـــ مخايل: طبعاً بلاه، شخصيّة «بشعة وبيتها بعيد»... والثلج على 500 متر.

13‏/02‏/2008

علوم الأشياء

زياد الرحباني
الأخبار عدد الأربعاء ١٣ شباط ٢٠٠٨
أوّل «شيءٍ» يخطر بالبال عند قراءة «شيء» كتصريح مروان حمادة عن العماد ميشال عون، منذ يومين، إعادة إنصاف الطبيعة والرجوع إلى علوم «الأشياء».
فأفهمُ الخبرَ كالآتي: صرّح «شيءٌ ما» أن العماد عون «لا شيء».
هذا كل «شيء».

08‏/02‏/2008

قوّات ماذا؟

زياد الرحباني
الأخبار عدد الجمعة ٧ شباط ٢٠٠٨
منذ نشوئها، يحضر احتمالان وحيدان في تفسير تسميتها، وأعني: «القوّات اللبنانية».
التفسير الأوّل: أن الاسم المعنوي هذا، تنقصه كلمة ما على الأقل. فتعبير «القوّات اللبنانية» لا يدلّ وحده على شيء، وخاصة إذا حَسُنت النوايا. فهو كالقائل: الجبال اللبنانية، الحدود اللبنانية، العادات والمازات والقوّات اللبنانية. قوّات من أجل ماذا تحديداً؟ القوّات اللبنانية! تشرّفنا بكم. وماذا تفعلون بالضبط؟ ما القصد من هذا التجميع للقوّات اللبنانية؟ إنّ «الحزب التقدّمي الاشتراكي» مثلاً واضح، فهذا مبدأ وهو: التقدميّة. ومن ثم صعوداً، «تيّار المستقبل» هو الآخر اختار شعاراً له، خارجه الناس من الماضي وداخله كلّ المستقبل المتوهّج بالازدهار والرغد. «الحزب الشيوعي» لبناني، لكن شيوعي. كذلك «الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«الناصري» وغيرهما على فكرة، قوى أو قوّات لبنانية أيضاً. أما القول إنكم الـ«قوّات اللبنانية» مع الإصرار على أل التعريف، وهنا سرّ النوايا، فيوحي بأنكم عن سابق تصوّر وتصميم وحدكم دون غيركم: القوّات اللبنانية. حسناً، ومن يكون الباقون؟ يمنيين؟ ليبيين يا ترى؟ هذا ألطف ما يُفهم صراحة، وخاصة أنكم لا تحددون معتقداً ولا حتى ديناً، كأن تقولوا: «القوّات اليسوعية اللبنانية»، نسبة إلى سيّدنا يسوع، أو «القوّات اللبنانية للتجريف» أو «اللبنانية للتشطيب»، «قوّات أم النور اللبنانية» يا أخي!قد تُفهم هذه التسمية في مرحلة سابقة، لكونها جاءت في موازاة الوجود الفلسطيني ومنه القوّات الفلسطينية، أو الجيش السوري ومنه القوّات السورية. فالقوّات اللبنانية هنا تبغي التعريف عن نفوس القوّات اللبنانية في هذه المعمعة. لكن هؤلاء غادروا على مراحل. فقد خرج السوريون من المناطق المحررة الشرقية في الـ81، ثم خرج الفلسطينيون من بيروت عام 82، وظلّت «القوّات اللبنانية» هي هي. وأخيراً خرج السوريون من لبنان بالكامل، وكل ما حصل أنّكم أضفتم كلمة إلى التسمية فصارت «حزب القوات اللبنانية». وماذا استفدنا؟ ماذا نفهم؟ إنّ هذا الإصرار على التسمية يجرّنا إلى الاحتمال الثاني الأسوأ.
1ــــ يستحيل تفسير كلمة «القوّات اللبنانية». فالغموض عملياً ليس فيها، بل في تفسير مفهوم «اللبنانية». إن المقصود باللبنانية هنا، هو المسيحية. ولمزيد من التحديد، المارونية. هكذا، وهكذا فقط تصبح تسمية «القوات اللبنانية» مفهومة، عنصريّة لا ضرورة لإضافة حرف إليها.
2ــــ إن لبنان الحقيقي هو للمسيحيين الموارنة بكل بساطة وبكل مساحته إن كان هذا ممكناً. وإن لم يكن كذلك، فلبنان هو المساحة التي تحكمها القوات اللبنانية، حتى لو كانت حدودها يوماً ما تبدأ بجسر المدفون شمالاً وتنتهي عند نقطة المتحف.
3ــــ المشكلة بالفعل أكبر من هذه المساحة بكثير. المشكلة أن هذا الوطن لن ينتهي عند المتحف، بل في داخله.

06‏/02‏/2008

هل فَهِمتْ؟


زياد الرحباني
الأخبار عدد الأربعاء ٦ شباط ٢٠٠٨
ـــــ السنيورة: إنّ أي محاولة للتشكيك بالجيش مرفوضة رفضاً باتّاً.ـ
ــــ مخايل: طبعاً.
ـــــ السنيورة: وأيّ محاولة لضرب هذا الجيش مدانة تماماً.
ـــــ مخايل: من دون شكّ.
ـــــ السنيورة: وأي تطاول على هذا الجيش مرفوض ومدان كليّاً.
ـــــ مخايل: هل فَهمت؟!

02‏/02‏/2008

يا فراغ الفلّ


زياد الرحباني
الأخبار عدد السبت ٢ شباط ٢٠٠٨
من الواضح أنّ طاقة اللبناني عموماً على التكيّف، حقيقة ليس فيها أيّ ذرّة من المبالغة. لا بل إنّ منسوب الطاقة هذه عالٍ لدرجة مقلقة. فاللبناني، بخلاف مخزون العنفوان والإباء الظاهرين، قادر على التأقلم مع أشنع الظروف وأغربها.هل يستطيع انسان أن يزحف مرفوع الرأس؟ كلّا طبعاً، أما اللبناني فهذا ما يفعله إذ إنه يعرف، تاريخياً، من أين تؤكل الكتف، وأنّ لكل ساعة أحكامها.
قد يعود ذلك لسببين رئيسيين:
الأول، قدرة عالية على فقدان الذاكرة قد تتفاوت بين الطوائف لكنها تبقى عالية بشكل مشرّف.
والثاني، موهبة في الاختراع وإدخال التعديل على الأشياء مصدرها، أساساً، جهل في التعاطي معها أو في استعمالها البسيط الصحيح.
فكما تكيّف اللبناني مع تقنين الكهرباء والماء، تكيّف مع الاحتلالات والتدخلات الخارجية مدّعياً العكس، وتكيّف مع الحدّ الأدنى النادر وقانون الإيجارات المعلّق والضمان الإلزامي المتعثّر والقيمة المضافة المطروحة والهجرة المتحرّكة وديون «الاحتياطي» الممتاز، وبدأ أخيراً بالتكيّف مع الفراغ الشامل على مستوى مؤسسات الحكم.
فشغّل أولاً فقدان الذاكرة وها هو، ثانياً، يستنفر ابتكاره الخلّاق، وخاصة أنّ ما اصطفاه ذهنه من كل السجال القائم حول انتخاب رئيس الجمهورية هو فقط:
احتمال أن يمتدّ الفراغ المذكور حتى موعد الانتخابات النيابية عام 2009. لذا، بدأت بالفعل استعداداته، على أكثر من صعيد، لكسر هذا الفراغ الممتد المميت.
وقد أعلنت في هذا الإطار مجموعة من التجّار ورجال الأعمال اللبنانيين وصول تشكيلة كبيرة ستُطرح قريباً في الأسواق:
فراغ مطّاط/ فراغ عجمي/ فراغ مكعّب (بالجملة فقط)/ الفراغ المضغوط/ فراغ مفروش/ فراغ أجنبي/ فراغ ـــ أقراص/ فراغ لفّ/ فراغ مستعمل/ الفراغ العُلوي (على الطلب)/ فراغ مجفف/ فراغ الحَمَام.
مواد غذائية:
فراغ بلدي/ فراغ بالحليب/ فراغ محشي/ فراغ على الحطب/ فراغ أورفلي/ رغوة الفراغ/ معسّل بالفراغ.
هذا بالإضافة الى افتتاح مجموعة من المؤسسات:
مؤسسة الفراغ واليابس/ مسبح الفراغ الخالد/ فراغ للإنتاج/ الفراغ المقدّس/ الفراغ ـــ القدوة/ دار الفراغي.
وللبحث صلة...

31‏/01‏/2008

نكسة

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٣١ كانون الثاني ٢٠٠٨
ـــ عيسى: يجب أن تحمد ربّك يا مخايل، لأن حرب الـ 67 بين إسرائيل والعرب، كانت نكسة لا هزيمة.
ـــ مخايل: الحمد الله على الدوام.
ـــ عيسى: هل تعلم ما كان سيحدث لو أنّ حرب الـ 67 هذه كانت هزيمة لا نكسة؟
ـــ مخايل: ماذا؟
ـــ عيسى: كارثة!
ـــ مخايل: فعلاً.
ـــ عيسى: الله أكبر.

26‏/01‏/2008

الكذب المعطِّل

زياد الرحباني
الأخبار، عدد السبت ٢٦ كانون الثاني ٢٠٠٨
إنّ شعور المواطن الأسوأ هو، بالتأكيد، شعور العجز عن إيقاف أو حتى التأثير على ما يصرّح به ويرتكبه زعماؤه يومياً، إذ لا يُطلب منه سوى أن يسمع ويشاهد ثم يوافق أو يكفر.
«إنّ التاريخ لن يرحم» وما شابه... بلا شكّ، ربّما.
لكنْ، وإلى أن يتمّ ذلك، الزمن عصيب وشعور العجز هذا مدمِّر.
لقد كان الأخ الأكبر سمير جعجع، آخر المعلّقين على «الرؤوس والأيدي والأرجل» من مجمل خطاب الأمين العام لحزب الله في ذكرى عاشوراء.
وكنّا ننتظر الحكيم طبعاً، ونفتقد غيابه في المناسبة، حتى ظهر وما خيّب الظنّ.
ظهر ولخّص الموضوع بصفائه الدائم العجيب قائلاً: «... نحن اليوم يا إخوان، نقف بين مشروعين، مشروع قطع الرؤوس والأيدي والأرجل ومشروع لبنان الحضارة، فماذا نختار!...» واختار طبعاً مشروع الحضارة.
هل تعرفون يا إخوان عن أيّة حضارة يتكلّم؟ إنّها حضارة:
حضارة دوري فينا
حول الكرنتينا
تا حتّى أساميهن
ترجع جثامينـا
نعم... تسَمّعوا وتفَرّجوا.

24‏/01‏/2008

التفاصيل [3]


زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٢٤ كانون الثاني ٢٠٠٨
إنَّا نُفهِمُكمْ بالحُسْنَى
الوقتُ الباقي قليلْ
عَمَّمتُم قصّةَ أطفالٍ
عن شَيطانِ التفاصيل
الرابعَ عشَرَ لن يصمد
حتى أوَّلْ إبريل
فَضُبُّوا حكومَتَكُم خَفَرا
ما عادَ البالُ طويل
رُدّوا العلّوشَ وشهَيِّب
خَفِّفوا عنّا التهويل
أتُعقَل نائلةُ مُعوّضً
والعلّامةُ ميخائيل؟
كان المساطيلُ ثلاثة
زِدتم عددَ المساطيل
وَالجعجعُ بَختُنا ليلياً
كيف أطلَقهُ إميل؟
طبعاً سيُجاوبُ وهّابٌ
أو إذا شِئتُم قنديل
الذِلّةُ هَيهاتٌ مِنَّا
وبكُم قيدَ التحصيل
ليس البلدُ لَكُمُ وعَلى
رِقابِكُمُ طويل
شعبٌ يشتُمُكُم في الظُلمة
يسهَرُ «ضيّ القَنَاديل»
يُطعمُهُ بَربَرُ يومياً
ثمَّ يُلبِسُهُ عَقيل
كَسَرَ العربيةَ «جورجُكُمُ
بوشٌ» وهذا دليل
فالأهبلُ نعتٌ والأهبَلْ
أيضاً أفعَلُ تفضيل
فَعْلُن فَعِلُن مَفْعولُن
فَعْلُن فَعِلن مَفَاعيل
بَيتٌ مِثلُكُمُ لا معنى
لا يصلُحُ للتدليل
لَن يَنظُمَهُ عمرو موسى
لا الربَّ ولا التدويل

23‏/01‏/2008

التفاصيل [2]



زياد الرحباني
الأخبار عدد الأربعاء ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٨
في إطار الحملة الأخيرة لدعم أسس المبادرة العربية للحلّ وتحصينها، تمكّنت قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع عناصر من الأدلّة الجنائية، قرابة الساعة الثانية والثلث فجر اليوم، وبعد عملية رصد دقيق وتعقّب، من القبض على أربعة من الشياطين، ثلاثة منهم لبنانيون ورابع من التابعية السورية.
وتبيّن بعد التحقيقات الأولية معهم أن لا علاقة لهم بـ«التفاصيل».
وقد صرّح قائد المجموعة زهير ف. بأنهم لا يتعاطون إلا في «الجوهر».في الإطار نفسه جدّد أمس الرئيس أمين الجميّل تمسّكه، رغم كل الصعاب، بالمبادرة العربية حلّاً مشرّفاً للجميع، حتى لو اقتضى الأمر عدم الرجوع الى التفاصيل نهائياً.

22‏/01‏/2008

التفاصيل



زياد الرحباني
الأخبار عدد الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني ٢٠٠٨
الشيطانُ يا وَلَدي
يَكمُنُ في التفاصيل
أمّا البـــــاقي فملائكـــة!
ملاكٌ في الســـــــرايا
يسرحُ في التأجيل
وَملاكٌ في معــــراب
يُمعِنُ في الإنجيــــل
وَآخـــرُ في المختــارة
يُشـبه عزرائيل
أما عمرو مــوسى
فيكره إسرائيل
والشــــيطان البــــاقي
يَكمُنُ في التفاصيـــل

12‏/01‏/2008

بعيداً (2)


زياد الرحباني
الأخبار السبت ١٢ كانون الثاني ٢٠٠٨
مخايل: خالي من الكحول.
عيسى: ما به؟مخايل: كاد أن يموت.
عيسى: وماذا فعل؟
مخايل: قرّر أن يشرب ولكن باعتدال.
عيسى: هذا أفضل بالتأكيد.
مخايل: خالي عنيد.
عيسى: وأنا أيضاً، خالي من الكولستيرول.
مخايل: ما به؟
عيسى: ترك كتلة المستقبل.
مخايل: أهَه.
عيسى: نعم وقد مُنع عن التكتل الطرابلسي وعن شتى أصناف الكتل وسُمح له بوهّابية في الأسبوع حدّاً أقصى.
مخايل: وكيف يتدبّر نفسه؟
عيسى: إنه يذوّب أبو هريرة 3 مرات في اليوم.

04‏/01‏/2008

بعيداً [1]

زياد الرحباني
الأخبار، عدد الجمعة ٤ كانون الثاني ٢٠٠٨
انتبهتُ بعد دخولي بسيارتي موقفاً للسيارات إلى جملةٍ مدهونةٍ بالبويا الحمراء على أحد حيطان المكان تقول: لسنا مسؤولين عن السرقة لا ليلاً ولا نهاراً. وقد تمَّ ترميمها ببويا بيضاء للتأكيد وأضيفت إليها كلمة: الإدارة.
نظرتُ في المكان بعض الشيء واستدرتُ بالسيارة محاولاً الخروج، فعاجلني شابٌّ يفترض أنه المسؤول عن النشاطات الأخرى غير السرقة في هذا المكان، و«خبط» بيده على مؤخّرة السيارة قائلاً:
ـــــ اترك السيارة والمفاتيح يا أستاذ وأنا أهتمّ بها.
ـــــ لا شكراً، أُفضّل أن آتيكم في أوقات أخرى.
ـــــ سيّدي يوجد مكان هنا.
ـــــ أشكرك فعلاً، المشكلة ليست في المكان، لقد قرأتُ ما تقوله «جداريتكم» هذه وفهمتُ أنكم غير مسؤولين عن السرقة لا ليلاً ولا نهاراً، ففضّلتُ أن أركن سيارتي في الوقت المتبقي.
ـــــ وأين هذا؟
ـــــ إنّه مكانٌ عظيم لن تحلم به لا في الليل ولا في النهار.
■ ■ ■
ـــــ ألا يكفي هذا المريض كل تلك النباريش الموصولة بجسده وفمه وأنفه عدا المصل والأوكسيجين، كي تكبّلوا يديه وتربطوا رجليه بالسرير الحديدي؟
ـــــ فعلنا ذلك خوفاً على حياته، خوفاً من أن يؤذي نفسه، إنه ميّالٌ إلى ذلك.
ـــــ وما به؟ ممَّ يعاني بالضبط؟
ـــــ إنّه ينازع.

01‏/01‏/2008

فداحة



زياد الرحباني
الثلاثاء ١ كانون الثاني ٢٠٠٨، جريدة الأخبار

ـ ما قيمة الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟
ـ لا يربح شيئاً.
ـ وما قيمة هذا الإنسان إذا ربح السنيورة وخسر نفسه؟
ـ يربح السنيورة نفسه ونفسك.