30‏/01‏/2013

Mansifesto | عيش فادي عبود 2


زياد الرحباني
لقد زادت الفترة الزمنية عمّا يفترض بين الجزء الاول من المقال الذي يعود للاثنين الماضي والجزء هذا اليوم. ولكن النظرة المحايدة لمعالي الوزير عبود (فادي) لم تتبدل، لا بل اكتسبت توطئة ملموسة لدى مروري في آخر الاسبوع المنصرم على أصحاب لي في منطقة على أطراف المحيدثة فوق بلدة بكفيا... حيث علمت لدى سؤالهم لي عن الجزء المتبقي من مقالة: «عيش فادي عبود»، أن لفادي عبود أيضاً معملاً للحمّص في بكفيا، ومعملاً آخر للأوعية البلاستيكية في مزرعة يشوع ــ المنطقة الصناعية. كما أنه يملك فندق «سان ميشال» عظّم الله قدره في منطقة النعص فوق بكفيا حيث تصب المياه الطبيعية المعدنية، وحيث من غير الممكن إسكان النزلاء في طابقين تحت أرض فندق السان ميشال، لذا فقد تمّ عوضاً عن اسكانهم، إسكان اليد العاملة في الحمّص. أي أنه تمّ تأسيس معمل للحمّص على عمق طابقين تحت الأرض، أي تحت أرض الوطن وفي النعص تحديداً، حيث يأتي الزوّار والسياح لـ«يعيشوا لبنان» كما نادت حملات عبود الدعائية في أكثر من مناسبة وموسم ــ على عمق طابقين تحت الارض، أي على عمق يلامس عمق المياه المعدنية الجوفية للنعص يا شعب لبنان العظيم. وطبعاً هذا ليس بمقصود ولا هو بصحّي. فالانسان عادةً، حتى ولو كان يعمل لدى فادي عبود بالحمّص، يتوقّع أن تتفّجر المياه المعدنية وتخرج من الأرض لا أن ينزل هو إليها، أو أن يغطس في الأرض كما لو أن الأرض هي البحر. فقد سُمّيت يابسةً ولا أدري أين كان الوزير في هذه اللحظة. ربما كان يؤسس شركة GPI للأوعية البلاستيكية الخاصة بتوضيب المأكولات. أو أنه كان يحاجج أرباب العمل والصناعيين كي ينتزع منهم أشرف حدِّ أدنى للأجور، أي ما لم يقدر على فعله الوزير السابق للعمل شربل نحّاس رغم انتمائه اليساري ونزعته الماركسية.
ما همّ، ما لنا لنا وما له لله بحسب ما يقول دائماً ولكنه له، وهم يعرفون. وما لنا معه؟ وما لنا عليه؟ لا شيء، فإن ما لقيصر أيضاً لقيصر وما لعبود لله وما لله لعبود وشركائه في الوطن وفي GPI وفي غرفة الصناعة هي الصناعة والتجارة هي التجارة وكيف جمعهما مبنى واحد الملك فيه عادة إسألوا مالكه... الملك لله.
ما جاع فقيرٌ الا بما مُتّعت به شركة GPI لصحون الحمّص وللغينيس ولمغارة جعيتا التي أقفل مطاعمها القيّم عليها المغضوب عليه دوماً في بلاد كسروان الذي نعتذر عن عدم ذكر اسمه مساهمة منا في إطالة عمره حفظه الله.
لقد كانوا يوماً يقفون على أوتوستراد البترون الى جانب أكبر كوب لليموناضة أو في داخله، لا أذكر. فصوَر الصحف التي ذُهلت بحجم الكوب ارتبكت في تصوير التفاصيل. وبما أن الزجاج شفّاف والوزير شفّاف فلم يكن واضحاً للقرّاء والمشاهدين إن كان الوزير وقتها الى جانب الكوب أو في داخله. وليكن، وسيكون أيضاً مستقبلاً، فكائناً من كانت الـ GPI له سيفتح معملاً للبلاستيك يصنّع صحوناً تقلّد صحن الفخّار المجوّف الذي ينطق باسم المازات اللبنانية. وكائناً من كان صناعياً وتاجراً أي مصدّراً ومستورداً فإنه لو واجه مشكلة في إسكان زوّار فندق السان ميشال من المواطنين والسواح سيُسكن عمّال معمل الحمّص طابقين تحت الأرض حفاظاً على السياحة من الصناعة وعلى الصناعة من السياحة... مثلاً.
إن الوزير فادي عبود يعيش لبنان وقد يعيش بكفيا وقد يعيّشنا كل الطريق الممتد بين الاثنين. قد يطلب منا أن نعيش بيت الككو، ولما لا؟ فهل ديك المحدي أفضل؟ أم بيت الشعّار؟ أم عين علق؟ قد يعيش البترون ومطار رفيق الحريري في آن واحد، قد يعيشهما وحيداً دون الـ 240 مراقباً سياحياً الذين طالب بهم الحكومات المتتالية، علماً بأنه يذكّر دائماً بهم وهو يعيش الزيتونة باي Zaitounay Bay وبيروت سوكس Beirut Souks وهو يعيش البلد ويواجه وحده، لكنه ليس وحده بالحقيقة. فغرفة الصناعة والتجارة كذلك الامر تعيش من ورائه كلّ هذه الحملات وحفلات العيش المفاجئ لموقع محظوظ على الخريطة. وقوى 14 آذار أيضاً أضربٌ وأفَكّ. ولكن من يعيش فادي عبود نفسه يا ترى؟ هل من السهل أن يعيش الانسان فادي عبود؟ كيف عاشه الوزير المستقيل شربل نحاس؟ كيف عاشه وهو محشور وإياه في خندق واحد؟ كيف استطاع الجنرال عون أن يكبسهما في كتلة واحدة؟ وهل صدّق بعد كبسهما أن ذلك قد حصل؟
انا حالياً أعيش الجميزة وقد أعيش البسطة الفوقا في وقت متأخر من المساء، فقد حوّلوا السير كلّه الى هناك.
سياسة
العدد ١٩١٨ الاربعاء ٣٠ كانون الثاني ٢٠١٣

21‏/01‏/2013

Mansifesto | عيش فادي عبود!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
3 + 6 = 9
2 + 7 = 9
4 + 5 = 9
1 + 8 = 9
4 + 5 + 3 + 6 = 18 => 9x2
2 + 7 + 1 + 8 = 18 => 9x2
فيها شي؟ لأ...
لقد تمّ استعمال كل هذه الأعداد الصافية أو الكاملة أي دون تجزيء كمثل 0,5. أي تمّ استعمال:
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 6 + 7 + 8 للوصول الى 9.
والآن؟ ما هو الموضوع:
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 6 + 7 + 8 = x؟
اذا عرفتم ما هو مجموع الأرقام أعلاه يمكن الجلوس الى طاولة الحوار ــــ (مُغَنَّى على طبقة القرار ــــ أي: العريض أي: bass)
يا حواراً زرتُ يوماً أيكهُ ~ ~


                                                                             ■ ■ ■
السلام عليكم جميعاً، هذا نهارٌ جديد وليس الوحيد ولن يكون... آمل بذلك. طبعاً لنا عودة الى هذه الصفحة في أقرب وقت وكلما ضاعت رغبة التدوين وغلب القرف اليومي والذي بلغ الرشد والخضرمة، كما بلغ السيل الى الزبى واستحق ما تبقّى من أوسمة عفِنة الرائحة رَطِبة الملمس لشدّة قِدَمها ما يعود الى كثرتها وبصراحة؟ وببساطة؟ ... كثيرة هي أوسمة بعبدا كائنٌ مَن تعاقب أو كان رئيساً للجمهورية يا إخوتي (وأخواتي طبعاً وأهلهم وأهلهنّ، أنا لا أنسى أخواتي أبداً). هلّا قُلنا للرؤساء، أو الرئيسين، الحالي فخامة الرئيس ميشال سليمان وللرئيس القادم فخامة الرئيس المنتخب العماد سليمان أو: أيُّ عمادٍ أو أيُّ سليمانٍ قادمٍ بنفس العزم والسؤدد والبطش طبعاً حتى الحسم! مع مراعاة نادرة للتوازن ولتكافؤ الفرص وللمسافة الواحدة نفسها من الجميع.
اليوم يوم آخر، لا أظن ذلك ولا رغبة في التدوين ولا الذكريات ولا في النثر الشعري. اليوم يوم آخر صحيح ولكن سرّه أنه ليس بمختلف، إنه يومٌ ذاته وآخر، ولا لهفة في المطوّلات ولا في كتابة الذكريات فهي إن كُتبت لن يكون فيها أي يوم آخر. ولا رغبة في مقهى «كوستا» ولا في المباريات إنه يوم كـ «الأحد»، قد تخرج الفتيات ولا حظّ للكرة ولا في «النجمة» سرّ ولا «الحكمة» بالذات، فلعَمري إنه يوم قبل أن يبدأ فات. يوم أوسمة آخر في محيط بعبدات. قد نال زميلي وساماً لا عِلمَ لِمَا بالذات. لو لم يستهدفوا موكبْ في طرابُلُسَ الفيحاة* لكان اليوم تراكم ولن يُذكرَ بالذات.
                                                                              ■ ■ ■
ملاحظة: هلّا لاحظتم معي التشابه الفظيع بين آخر وأحدث أنواع المأكولات المخلوطة المصادر والباهظة الاسعار من جهة ضروب الشعر المنثور المعاصر؟؟ (والمعاصر أحدث من العصير عفواً/ من الحديث/ عفواً مجدداً). بربّكم حاولوا أن تقبضوا على أوجه الشبه، حاولوا وإن لم تربحوا شيئاً فأنتم ستربحون أنفسكم على الأقلّ والأكيد وهما شقيقان سطع نجمهما بعد خوري وعبيد.

الجواب: البعثرة والتوحّد ـــ أو: الانتشار الاحادي ـــ أو: الأفراد المشتَتون ضمن مجموعة متراصّة في الصحن كما في القصيدة... وكما على أرض المواجهة في الجنوب، وهذه الأخيرة لا علاقة لها بالسؤال، فهي وطنية دفاعية دون أدنى شكّ.
■ ■ ■
أما بالنسبة للعنوان ومعالي الوزير فادي عبود فللبحث صلة كما أن معاليه موعود بـ 240 مراقباً سياحياً منذ سنوات ولم تصدق حكومة معه على الاطلاق.
سياسة
العدد ١٩١١ الاثنين ٢١ كانون الثاني ٢٠١٣


09‏/01‏/2013

Manifesto


زياد الرحباني

 Makala Real Time/ FOX Channel
ما بيشيل الزيت إلا الصابون، علماً بإنو الصابون كلو زيت، فكيف رح ينشال الزيت، خاصة إنو شَيل الزيت بالزيت أمر مؤسف وما منو لا نتيجة ولا مستقبل، شايف ليش أنا ما بصدق النسوان، بيقولولك نضفت نضفت، انت خرجك تجلي؟... وهني إذا شكّيت دغري وراهُم عالمشكّ بعد ما غادروا المطبخ، ومرّقت إيدك عكباية جلوها لسوء حظهن، أول شغلي بتصير، بتزحط الكباية من أيدك، ومن حظك أنها محطوطة بمشكّ وقادرة ترجع توقع من أيدك بالمشكّ. أكيد الوقعة بالمشكّ أحسن من الوقعة ع الأرض. القزاز بيفضل اكتر شي المي والهوا والنار، لا الزيت ولا الفيري - لوكس ولا المرا...
Notizen/ ( ملاحظة) (فصحى)
حاول أو حاولي سيدتي تذوق صحن سلطة خفيف جداً ومغذٍ ومليّن:
المقادير: ضعي في وعاء زجاجي شفاف ــــ واحرصي ألا يكون من جليك انتِ ولا من جليِ أية يد عاملة أجنبية استقدمتها وفلحتها وما فتئت تمعنين في غرامك اليومي الشاذ لها، الذي تسمع أصداؤه في معظم شقق المبنى، بدءاً بتمزيق رسائلها لأهلها أو حبيبها وإنتهاءً بحرق اللابتوب الصغير خاصتها أو إخفائه، هذا إن لم تنه «جماعكما العنيف» بركلة تحت الخاصرة ــــ ضعي في هذا الوعاء ثلاث أوراق خس + باقة جرجير + عرقين زعتر أخضر + عرق بقدونس. اضيفي سيدتي إليها بعد خلطها حسب الذوق، حوالي أربعين حبة من الزبيب المنقوع بالماء لمدة ساعتين على الأقل، بعد أن اعترفت الخادمة «الأريترية» وأقسمت بربها وربك أنها تأخرت بنقعها، بعده، قطّعي حبتين من اللفت المكبوس الزهري الفاتح اللون، وردّي المرطبان الى الخزانة أو الى «الأريترية»**
التتبيلة: حامض/ ملح بحري أو عادي/ صابون بلدي طرابلسي، وفوحيها لمدة نصف دقيقة، وزيدي عليها، إذا أحببت ملعقة كبيرة من رب رمان بزبينا، وقدميها لضيوفك. أو عفواً عفواً، نادي على المومس «الأريترية» لتقديمها، ووجّهيها بلياقتك المعهودة والمنقولة عن قناة FOX «فوكس» العربية، ودعي صديقتها السودانية تصعد من الحديقة لمساعدتها في ذلك، حتى لا يشعر ضيوفك على عددهم، ولو كان محدوداً، بأن سيدةً مسطولةً مثلك وغبية ووالله لا أعرف ما الفرق، ليس عندها سوى «أريترية» واحدة...
هل كان ثوار أريتريا يوماً، هم أو من سمي في أواخر السبعينات بجبهة البوليساريو، يوفدون ما كنّي جوراً بـ «الحركة الوطنية» أو بعدها بجبهة «الصمود والتصدي»، أو قبلهما، وهنا المزاح والإستلشاق، ما عُرف بـ «جبهة القوى التقدمية والوطنية» (كمن يقول: النساء والطفالى والمدنيين!!!)
ــــ هل كان للحركة الوطنية المظفّرة والقابضة على 75 في المئة من الأراضي القاحلة المتورّمة والحاوية على كل ما تيسّر من «التيسنة» و«الأستذة» والمهن الحرّة مذهبياً والفشل؟! ــــ هل كان لهذه الحركة التي ألهتنا عن باقي الحركات المعقولة والقنوعة والمحددة الأهداف، فائضاً من الوقت النضالي ورصيداً ضخماً من الكفاح اليومي يسمح لها بتصدير الدعم المالي ــــ السياسي، وأحياناً الأمني للبوليساريو، ولـ «أريتريوزا»؟
** إن كان للوطنيين فعلاً في حينها وحتى بداية الإجتياح الإسرائيلي في حزيران 1982 كل هذا الوقت الإضافي لدعم البؤس الأفريقي، وعلى الخارطة: من فوق، من محيط الجماهيرية الليبية وأخواتها العاريات، اين هم اليوم من ظلم وبطش السيدات اللبنانيات المطلقات وما زلن في منازلهن، في أعشاشهن الزوجية، يعيدن تاريخ العبودية عام 2013 وطبعاً هذه الليلة أيضاً، وهنّ يتذوقن السلطة الخفيفة الصحية الموصوفة اعلاه، وقد قبلن بالصابون البلدي الطرابلسي بدل الزيت، وراحت إحداهن تلعب بالكومبيوتر وهي تكره إسم الحاسوب لأنه يذكرها بالعروبة المتخلفة، وانتهى الأمر بها، كونها لم تفلح في الدخول الى غوغل، باللجوء الى زوجها الحديث النعمة، والضعيف الملاحظة والسلس العشرة، للتحرر والخيانة، كي، أي الزوج، يدخل الى غوغل ويتأكد من مزايا الصابون البلدي في سلطة الخضار...
الويل لأمة... فانية وقريباً..
** يمكن رميها بالمرطبان ايضاً، إذا شعرت أنك في ذروة الغضب.
سياسة
العدد ١٩٠١ الاربعاء ٩ كانون الثاني٢٠١٣