28‏/09‏/2012

Manifesto

زياد الرحباني
هذا كلام لأغنية وضعتُها قبل شهرين وفي أعقاب مرحلة تأليفيّة شديدة الصعوبة، رافقت تطورات الربيع العربي واستحواذها على المتابعة اليوميّة. ولهذه المناسبة، أعدتُ مطالعة جملة من الكتب المتعلّقة بالثورة البولشفية، فضلاً عن كتاب روجيه غارودي حول فكر هيغل، وكتاب إنغلز «أصل العائلة والملكيّة الخاصة والدولة»، وكتاب ألتوسير L′Avenir dure longtemps. أغنية «لاحق ترجع عا دبي» أنشرها اليوم لاختبار صداها لدى القرّاء، وإذا كانت تصلح لكي تغنّيها فيروز.
يتلقّى موقع «الأخبار» الالكتروني ردود القرّاء بلا أو نعم فقط www.al-akhbar.com .
ملاحظة: القصيدة باللغة المحكيّة.
■ ■ ■





فِكْرَهْاْ إمّي رِحتْ تْأسِّسْ إمّي ما فِهمِتْ لهلّق لي تَرَكْنا
■ ■ ■
        تا نِتْمركز بِدبيْ
 
عليّ شوي وعلى الحيّ ميِّل عا أهلك شوي
والقسطل عم يرمي المي بعدن الولاد الحافيين
ولاحق ترجع عا دبي خود بتلفونك كم صورة
   
بتحكي وَحْدَهْاْ عالرصيف ميِّل شوف العالم كيف
مقرّر يرجع عَلَى الريف وزلمة صرلو عشر سنين
آخر شجرة بتعطي فَيّ ناصب فرشِةْ كَعْكُو تَحْتْ
■ ■ ■
من عنّا وفيك تشوفو للمطار
فوق منّا والسوّاح الطايرين
مْنِتمنّى وكل ما يزيدوا الطيارات  
تارك شي للّي حواليه لو إنّو وسط بيروت
■ ■ ■
عليّ شوي وعلى الحيّ ميِّل عا أهلك شوي
(.......... إلخ)
■ ■ ■
 بيناصِرْنا وكل جمعة في تلفزيون   
  بيِختصرنا فرن طرمبة قسطل لمبة   
 بيذكّرنا وإذا نسينا نْسِبّ الدولة  
شارة نصر اعْرَفْلي لَيْ ودايماً ولد بيهجم رافع
■ ■ ■
بْيِلْفوا أكتر من سوكلين  وبعدن الكلاب التايهين
بْمطرح أهلو هفيانين وصعبة يلاقوا شي ياكلوه
إجتو بنت وصفّى بيّ وبدّك قول لأمّي تجوّز​؟
   
لا سرقة وْلا نشّالينْ   ما في عنّا شحّادينْ
عالحمرا أو عا ساسين عالقَطْعَة بيضهر درّاج
 والله بيسهر الله حَيّ مننام بواب مفتوحة
■ ■ ■
 تَا نْطَفّيها مننطر تجي الكهربا
واللي فيها أحلى ما تحرق الشقّة
 أَبَدِيّة وقال صار في لمبة بالسوق
ما في منها بدبيْ صوّرها لأنّو هايْ
■ ■ ■
لأنها خَضرا يا خيّ إسم الخِضرة خضرة لَي
بْرَشْحْ ونشّ وقلّة رَيْ ميّل تعا حدّدلي لونها
هاي من عنّا عا دبي وأفضل نوعيّة بتروح
■ ■ ■
 ليساعدونا داير سَبَق الجمعيات
وبيعِدّونا بيجوا بْيحصوا بْيِجِرْدونا
 أو ما دونها ولازم نِنْجَحْ درجة فقرهن
 من مركزهن بدبي وناطريــــــــــــــن تقريرهن يرجعْ
■ ■ ■
بحبّك ما بتعرف قَدَّيْ ميِّل عا أهلك شوي
 بلدي وتعوّدت عْلَيْ
 
لو بدّي هاجر هاجرت


سياسة
العدد ١٨٢٠ الجمعة ٢٨ أيلول ٢٠١٢

27‏/09‏/2012

Manifesto | إنه سوري لماذا ينتظرني؟!! ــ 2

زياد الرحباني
إتصَلَ بي «البهلول» أواسط شهر كانون الثاني ١٩١١ عفواً ٢٠١١، إنّ العمل ضاغط جداً هذه الفترة في الجريدة فحرية التعبير والغرافيتي بلغت مراحل غير مسبوقة من التجاذب بين أبي صعب (باريس) معقل الغرافيتي وأبو صعب (دبي) حيث قائد الشرطة ض. خلفان مستنفرٌ ضد الإخوان فكيف بالغرافيتي؟ بحسب صفحاتنا للميديا: «مع الضاحي (دبي) تجَمُّع، تعبير حرّ، غرافيتي: !No way». في هذه الأجواء وعندما اتصل بي «البهلول» من الفُجيرة على مرمى حجر نفّاث حيث يجثم مضيق هرمز شخصياً، كان حديثه على الهاتف أشبه بالشيفرة، وصراحة لم أفهم لماذا كان محتاطاً الى هذه الدرجة.
فهو سوري منذ هاجَرَ (واستقرّ!) متنقّلاً بين الإمارات المتحدة، أهو كان يخشى الاستخبارات الوطنية السورية أم أنه خائف من إمارات الاستخبارات عفواً استخبارات الإمارات، الجوّ مضغوط فعلاً.
كان يقول كلمة معيّنة فينقطع الخطّ فيعاود الاتصال ويسألني «ماذا حدث برأيك؟»، هو الأقدم منّي في إقامته في الامارات. فأجاوبه حائراً: «ربما يراقبون الخطوط بسبب الربيع العربي، ما رأيك؟» فيعاجلني مجيباً: «وهل بإمكان الروس مراقبة خطوط الإمارات من طرطوس برأيك؟» فأطمئنه قائلاً: «الروس؟ مستحيل يا رجل، أسهل عليهم أن يراقبوك حيث أنت من كازاخستان، ثم لمَ يراقبك الروس أنت بالذات؟»، فيجيب كما في كل مرّة: «لأنهم حلفاء الخميني»، فأبلّغه: «إن لفظ اسم خميني على شركة اتصالات برأيي أصعب من أن يراقبك الروس المتحالفون مع السوريين، عفواً الشبّيحة، رهيب هذا النهار». فيقفل الخطّ بدون سبب وينتظر يوماً أو يومين ليتأكّد أنه لم يُعتقل وهو فعلياً لم يُعتقَل لذا يعاود الاتصال.
وفجأة، أواخر شهر آذار ٢٠١١، وكنتُ قد انتقلتُ من بيروت الى أبو ظبي إتصلتُ به «من كلّ قلبي» بعدما استفسرتُ من الفندق كم تبعد الفجيرة عن أبو ظبي، فأجاب على الهاتف: «إي سعيد شو عاد صار معك؟» (على أساس أن كلّ مواطني الهلال الخصيب المقيمين في أبو ظبي أو دبي يُدعَون: سعيد... مرعوب وسعيد... مهاجر ومستقرّ ومرعوب وسعيد... متنقّل مرعوب وسعيد ومهاجر ومستقرّ!!!) فإلى اللقاء يوم الجمعة المقبل، لأن «البهلول» أتلف خطّه الخليوي الثابت والمستقرّ والمهاجر والسعيد بعدما سمعني أقول له: «أنا زياد ولستُ سعيد». (يتبع ربما).
سياسة
العدد ١٨١٩ الخميس ٢٧ أيلول ٢٠١٢

26‏/09‏/2012

Manifesto | إنه سوري لماذا ينتظرني؟!! ــ 1


زياد الرحباني
كان يُفترض أن يكون مقال اليوم من قطعتين، لكنه تعدى عدد الكلمات المسموح بها. لذا سيتم نشر المقال الثاني التابع لهذا العنوان غداً الخميس.
■ ■ ■
ستالينين ـ Stalinine
ــ (محكي) خيّي أنا ما عم قلّك ماركس، عم قلّك لينين لينين، ما بتعرفو للينين؟
ــ أنا بعرف ستالينين مش لينين، أكبر ديكتاتور بالبشرية، لَكَنْ.
ــ صحيح كتير صحيح بس لينين غير واحد.
ــ إي هيدا مَنّي سامع فيه، أساساً بس تقول ستالين يعني: كلّ الباقيين مين هنّي؟ (بازدراء) ولا شي.
ــ مزبوط بس هيدا لينين، هيدا قبلو لستالينين (مقلّداً).
ــ ولا يمكن، ستالينين ما خلّا حدا لا قبلو ولا بعدو، وليك كلّن هيك هتلر، عمر البشير، القذافي، وبشار الأسد بعزاهم، هول كلّن عا نفس السكّة، بيتمتّلوا بستالينين.
ــ يعني... إذا بدّك... بس هتلر بما أنّك ذكرتو تمتّل فيه صاحبك بوش. ذاكر أدّيه رسموه الأميركان. قبل، الأوروبيي شو كانوا يرسموه؟ هتلر ولّا ستالينين؟
ــ إن كان هتلر ولّا ستالينين أخرا من بعضن.
ــ ما هيدا اللي عم جرّب قولو بس لينين من غير طينة.
ــ شو بيعمل هيدا؟ مع مين هوّي؟
ــ لينين إذا (قاطعه)
ــ بيكفّيني إنو ستالينين مع حافظ الأسد.
ــ بشار قصدك.
ــ وبشار طبعاً، هول مدعومين مباشرة من ستالينين.
ــ بس ستالينين مات.
ــ ستالينين ما مات، أيمتى مات؟
ــ سنة الـ ١٩٥٣.
ــ إي بيكون إبنه اللي داعم بيت الأسد.
ــ إي لَه، إبنه لستالين شو بدّك هلّق، بعدين ما حدا بيعرف عنّو شي.
ــ ما عندك ماركس، شو بيشكي ماركس؟
ــ ما بيشكي أبداً الباقيين بيشكوا منّو.
ــ طبعاً لأنو كان طاغية وقت اللي حَكَم، هيئتك ما بتعرفو لماركس.
ــ ماركس خيّي ما حَكَم.. ما حَكَم بالمرّة، إذا حَكَم حَكَم عالرأسمالية وإنو الرأسمالية (قاطعه)
ــ أعوذ بالله، ماركس حَكَم عالشيوعية، «يا عمّال العالم إتحدّوا»، وَلَو؟
ــ إيه «إتحدّوا» ضدّ مين؟
ــ إتحدّوا ضدّ الشبّيحة وشوكت مخلوف وضدّ العلوية كلّن لتوصل لبثينة شعبان.
ــ ضعت أنا هلّق، عن مين عم تحكي؟
ــ عن الجيش السوري الحرّ وعندك المجلس الوطني! هول اللي رح ينتصروا.
ــ والعرعور شو؟ هيئتك مش راضي عن العرعور.
ــ العرعور؟؟ يا عين!! ما هيدا مخلق منطق مفصّلتو المخابرات.
ــ كل شي مخابرات هلّق؟
ــ بسوريا أنتَ يا حبيبي، كل شي، كلّهن.
ــ يعني برهان غليون كمان (تأكيد).
ــ فشر! إنت عارف كم سنة حبسوه للغليون؟
ــ ما على علمي الغليون انحبس.
ــ كيف ما انحبس؟ حبسوه بباريس، بهيدي القلعة.
ــ هنّي حبسوه من سوريا بباريس؟!
ــ طبعاً، لأنو هرب هوّي أوّل مرّة وقدر وصّل عباريس، رجعوا حبسوه.
ــ إي وبرأيك بينعمل ثورة من باريس؟ إنو فكرك هتلر بيرضى؟
ــ أيّا هتلر؟
ــ في هتلر واحد، هيدا اللي بتكرهو انت.
ــ ولك خلّصني (وَوَقَفَ) خرا عا هتلر ليلحق بوش.
ــ أيووووووووا هيك لينين بيقول.
ــ ستالينين قصدك؟ (ويرفع بنطاله).
ــ ستالينين من كلّ بدّ، لأنه لينين حطّو عا حكي.
ــ ما عم قلّك من الأول، ما حدا سامع فيه.
ــ يعني مش هلقد، جورج صبرا مش سامع إلا فيه.
ــ ومين بيكون جورج صبرا بللا؟
ــ شو بيعرّفني ما انتو اللي طالعين فيه.
ــ بيكون العرعور اللي طالع فيه، يعني شو؟ يعني مخابرات، ما كلّ المسيحيّي مخابرات.
ــ والبطرك هزيم مخابرات؟
ــ هزيم وعودة ونصر الله صفير وشو إسمه هيدا... جورج خضر.
ــ إنت يمكن قصدك بشارة الراعي.
ــ إنتَ قصدك بشارة الراعي (ومشى متمتماً وحده)... لينين؟ أروح لينين آه!
سياسة
العدد ١٨١٨ الاربعاء ٢٦ أيلول ٢٠١٢

24‏/09‏/2012

Manifesto | إنك تنتظرني، أنا أعرف

زياد الرحباني
في ما يلي، مجموعة من عناوين المقالات التي سيتمّ نشرها تباعاً، أيّ في القريب الثابت غير العاجل: 1ـــ الموضوعي ـــ حركة تصحيحية/ 2ـــ روسيا وسوريا اليوم. نت/ 3ـــ أغنية «لاحق ترجع عا دبي»/ 4ـــ إنك تنتظرني، أنا أعرف/ 5ـــ متفرقات/
■ ■ ■
الموضوعي ـــ حركة تصحيحية
... أي وبعبارات أخرى، وحده الأقوى يستطيع أن يكون موضوعياً. فكيف إذا كان المُسيطِر شبه الوحيد على العالم؟ يجب في هذه الحال أن يكون موضوعياً حتى لا تدُبّ الفوضى بين الشعوب ويأكل القويّ الضعيف، وهذا ما لا يرغب به أحد. لا الذاتيّون الصينيّون أو اليابانيّون ولا الموضوعيّون الألمان أو الإسبان مثلاً. مطلوبٌ من الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة، وإلى أن يتمركز الرفيق الرئيس بوتين بشكل أكثر نهائية ـــ مرحلية، مطلوب من الأميركيّين موضوعيةٌ مثالية (وهي أساساً ودوماً مثالية فقط لا غير). لكن مَن سيطلب ذلك منهم، أو لمَن يعود هذا الأمر؟ إنه يعود لهم طبعاً كونهم حكّام العالم، باللغة المُبسَّطة، وليس لمجلس الأمن ولا الجمعية العمومية ولا لحلف الناتو ولا أوروبا الموحَّدة ولا لمجلس التعاون الخليجي مجتمعاً بصفته: «جامعةً عربية»، أو بقايا الممالك والإمارات المتحدة... عفواً نسينا دول عدم الانحياز، فهم يجلسون دائماً إلى جانب الباب الرئيسي فلا يراهم الداخل إلاّ عند الخروج. وقد تجلس أحياناً معهم مؤسّسات ونوادي «حقوق الإنسان غير الحيوان». فالبعض منهم يدخِّن لشدّة التفاني والمعاناة في مواجهة الإمبريالية الأميركية، فالجلوس قرب الباب أسلَم تجاه جمعيّات ومؤسّسات وأحزاب البيئة والتنمية المُستدامَة (يتبع).
■ ■ ■
(محكي) شو بتقدر تعمل مؤسّسة الوليد بن طلال مع الأطرش بالزفّة؟! هل حدا من القرّاء بيعتقد إنو بينعَمَل شي؟ إذا كان الجواب نعم، الرجاء الاتصال على الرقم 759500ـــ01 (مقسّم: 102 حتى 110 ضمناً)، للمساهمة في حلّ هذه المعضلة وللاستفادة من عروض الجريدة السخيّة !
■ ■ ■
الحبّ ليلاً في بيروت
هو: ... يعني اعتبريني متل بيِّك الزغير وخلينا نمشي وَراهُن متل ما قالولنا.
هي: شو بيّي الزغير هلق آخر الليل؟! كيف بيّي الزغير يعني؟!
هو: يعني إيه طبعاً، أفضل ما نصفّي متل الإخوة، ما إنتِ بتكرهي علاقة ـــ متل الإخوة، دايماً هيك بتضلّي تقوليلي، البيّ أحسن شي دايماً، خِديها قاعدة، أنا آخدها هيك من زمان، المَرا بتحِبّوا لبيّها، مثالها الأعلى بيكون (اقترب عنصر «المعلومات» من زجاج السيارة).
العنصر: اختمولي هالحديث إنتِ وايّاها يا... وينك؟
هو: أوكي أوكي. (للفتاة) شو بدِّك فيه ما تردّي عليه.
هي: شو شايفني عم ردّ عليه، بس هيداك بيّي بيكون.
هو: من كلّ بدّ ـــ حقّك ـــ طبعاً! بس أنا يعني شو؟ نكِرَة برأيِك؟
هي: لأ.
هو: أوكي، ومش خيِّك؟
هي: لأ.
هو: عال، طيِّب هلّق بالمغفر شو بتحبّي قللن بس يسألوني شو بتكِنْلها حضرتَك؟
هي: أكيد ما رح يستعملوا كلمة «حضرتَك»، خلّينا هلق، لوقتها.
هو: متل ما بدِّك، بس فكريلي فيها مِن هلق لنوصل.
هي: (تتمْتِم وحدها) بيّي الزغير...
هو: خلص نسيها هلق.
هي: بتعرف ممكن نتدَعْوَس من وراها هيدي وخاصةً إنتَ.
هو: أنا مستعدّ لكل شي كرمالِك، وهلق رح تشوفي!
العنصر: (بصراخ من الخارج) إنّو إنتِ ما بتفهَم يا خرا؟؟؟ (أيّ، لا أخاها ولا أباها ولا بَطَلَ ولا حبيبها ولا صديقها ولا ولن تمرّ على سلامة، فهي بأيدٍ أمينة كالمعلومات).
سياسة
العدد ١٨١٦ الاثنين ٢٤ أيلول ٢٠١٢

21‏/09‏/2012

Manifesto | إلى رفاقي وزملائي

زياد الرحباني
أقصد برفاقي وزملائي مَن هُم في «المبنى المذكور» دوماً وهذا ما يجب أن يكون، في «المبنى المذكور» وخارجه أيضاً.
(محكي) رايح جايي بهالمكتب وفي ورقة واقعة بين طاولتيْن. وعالرّايح والجايي اللّي هو إنتِ عم بتشوفها وعم تِنسَمّ، طيّب... ما شيلها. هلّق مش إنتِ موَقّعها. عال، بس ما حدا عم بيشيلها وصار إلها يومَيْن وهاي اليوم بيصيرو تلاتة، يعني برأيي شيلها وارتاح.
أوّلاً: لأنّو لو حدا بدّو يشيلها كان شالها.
ثانياً: هيدا بيأكّد إنو إذا سألت مين موَقّعها ما حدا رح يقول.
ثالثاً: أكيد ما حدا بهيك مكتب مسموم من الورقة قدّك.
رابعاً: يا خيّي مين ما كان موَقّعها الله لا يردّو، الله لا يقيمو، منيح هيك؟
خـامســاً: وقّفلي هالموسيقى يا خيّي...
خامساً: مش ضروري الواحد ما يلمّ ورقة إلاّ إذا هوّي موَقّعها، خاصّةً إذا سامّتو وما عم بيشيلها ورايح جايي.
سادساً: بهيك مكتب في إحتمال كبير ما حدا يلاحظ إنّو حدا شالها ولا حدا يعلّقلو وسام برتبة كوموندور مجهول أو مقبول.
سابعاً: بهالوقت اللّي عم نحكي فيه كنت شلتها. بعدان أنا عم بخبروني...
«ثامناً» إذا بدك، إنّو إنتِ مع التغيير ومع تطهير الإدارات ومع إعادة الهيكلة والبناء وحرّية الرأي وحرّية وسيادة وإستقلال وإشيا كتيرة وموعود بمساعدات دوليّة للبنان. هلّق أوكي ما دخّل، شيلك من هالإشيا بس بالأوّل... شيلها..... الورقة الورقة!

حزّورة غير خشبية

أول سؤال: Eldini 7262326
ثاني سؤال: Eldini R5XN
ثالث سؤال: 7262326-52746
والجواب: ← رمضان كريم.
أعزائي القرّاء، (محكي) هيك أصول تصير كلمة رمضان الفضيل، صار لازم نتوجَّه صوب العالمية، صار لازم نواكب العصر وخاصةً تكنولوجيا الإتصالات والعالم الإفتراضي. لازم الغرب الاستعماري، كخطوة أولى، يفهَم علينا ويفهَم لغّتنا أسرع، حتّالي لمّا نجي نشكّل لوبي عربي متشعِّب وضاغط، يفهَم هالاستعمار إنو نحنا هلّق عم نضغط! ما يفكّروا إنو عم نعمل فوضى متل العادة نتيجة تجمّعنا وإجماعنا الأعمى بلا سبب عا كلّ شي، خود مثلاً القضية الفلسطينية، قليلة قدّي صرلها؟ قديمة صارت، صارت بايخة وممجوجة عالتكرار، والأخطر شي، صارت خشبية!!! أو إنو مثلاً خود قصة الرسوم المسيئة للنبي... ما معقول ردّات الفعل... خشبية كلها.
يا جماعة مش دايماً بيكون العدو الصهيوني ورا هالحوادث، وين رايحين بالفكر المادّي والإلحاد هيدا الشيوعي. هيدا هوّي الخشبية بعيْنها، مالنا ومالها يا عمّي! طيب ما الغرب هيّاه كَوْنو حرّ، كتير أوقات بيتمَصْخَر عا سيّدنا المسيح. ما القِيَم عندو مِن بعد الثورة الفرنسية واضحة صارت: ديموقراطية وبينتُج عنها عدالة وحرّية. ونحنا قاعدين بالمقابل بلغّة ما عم تتطوَّر فبالتالي عم نضيِّع وقت الشعوب الغربية أوّل شي، بلغّة صعبة عليهن... وبعدين خشبية، يا عيني عا هاللغّة! بينما الغرب عم يعمل جهدو ليقرا ويتداول فيها، يعني وضعنا المفروض أفضل مِن 15 سنة لَوَرا، عالأكيد. الأنغلوساكسون بيقروا رمضان كريم: Ramadan Kareem. والغاليون بيقروها: Ramadan Karim. وتصوَّر إنو هنّي على هبلهُن، ما الاستعمار غبي، بعدن ما وحّدوها بعد، والأغرب إنو بعد ما خطرلهن ولا رح يخطرلهن بكلّ بساطة وعلمية وعالمية: 7262326-52746 . هاي خشبة وحدة ما فيها... شو بدّك، بدنا كتيييير بعد تنلحقهن.
سياسة
العدد ١٨١٤ الجمعة ٢١ أيلول ٢٠١٢

19‏/09‏/2012

Manifesto


زياد الرحباني
توضيح
كان من المُفترض أن يكون يوم أمس، أي نهار الإثنين في 17/9/2012 تغمّدَه الله بواسع رحمته، اليوم الأول في سلسلة مقالات موقعها ضمن صحيفة «الأخبار»، الصفحة الثانية تحت عنوان «MANIFESTO» أي «مانيفستو»، فهي كلمةٌ لا تعريب لها بل ترجمة ألا وهي بأحسن الأحوال: «بيان». لذا، لم تعتمدها تاريخياً أكثرية العروبيّين والماركسيّين العرب، واكتفوا بلفظها وكتابتها باللغة العربية. وكنتُ قد أوضحْتُ – أو حاولت ذلك يوم السبت الفائت عن الإثنين المنصرم، مسبقاً ومنعاً للالتباس – أن العمود الحالي والقديم الذي كان حتى اليوم (السبت 15/9/2012) بعنوان: «ما العمل؟»، سيتوقّف ليتحوّل إلى سلسلة تابعة وعنوانها: «مانيفستو»؛ وهو أحد الأجوبة التي يُخيَّلُ للمرء أنه توصَّل إليها جواباً على السؤال الدائم: «ما العمل؟». أي أنه في حالتي، أوّل جواب منذ آب 2006 على السؤال التاريخي، وهو بالمناسبة كتابٌ للرفيق لينين بعنوان «ما العمل؟»، وقد استوحاه، على فكرة، من صحيفتنا الطليعيّة الغرّاء.
ما هو العبث يا أعزّائي ويا أشرف CHI على الإطلاق؟ إنّ العبث، أو التجريد، بكل بساطة وبعكس ما يسوَّق لهما، هو كمَن يروي لجمعٍ من الناس روايةً عن حادثةٍ ما في نفْس الوقت الذي يروي زميله رواية أخرى عنها للجمع نفْسه. هلاّ سمعتم النتيجة؟ هل سمعتَ أغنيتيْن تحبّهما بنفْس الوقت؟ إنّ الضجّة الصادرة عنهما هي عبث، وهنا: موسيقيّ. قد يصِل العبث إلى مراحل أخطر صحّياً ونفسياً على الإنسان، وبإمكانكم تجريبه فوراً: على ورقةٍ بيضاء، دوِّنوا على السطر الأوّل، جملةً معيَّنة، أيّاً تكُن، وطولها سطرٌ واحد. وعند نهايتها، وبدل النزول إلى السطر الثاني، عودوا إلى بداية السطر نفسه وأكملوا تدوين الجملة التي تليها. وانتدبوا بطلاً مِن بينكم لقراءتها. يُستحال!!! فهي تجريد على عبث، أي عكس ما يقوله مؤمنٌ في «زاروب الطمليس»: نورٌ على نور.
لقد بدأ عمود «مانيفستو» بغلطة شاهقة (على عمودَيْن)، وسببها بتقديري إفراطٌ مِن الزملاء في حسن النيّة والحماس أدّى إلى عكس كلّ ما قرأتم أعلاه، أي: «ما العمل؟» + «مانيفستو» + عنوانَيْ المقالة الأولى أوّل مِن أمس، أي أضِف: + A – جدليّة ومسلّمات هندسيّة + B – ملاحظات عامّة. وهذا العنوان الأخير لم يُذكر حتى، فبَدَت المقالة B متّصِلة بالمقالة A. وهذا ليس عن عبث، بل عن فوضى. ولا شكّ بأنّ ذلك أدّى بالعديد منكم إلى محاولة ربط ولاعة بعلبة سجائر بكاميرا تصوير، مضروبين بزمنٍ مقسومين على مكان!!!!! (→ هذا شجر).
في النهاية، عفواً على كل «هذا الشجر» الذي إن ظلّ ينبُت بهذه الكثافة سيصبح غابةً مِن نوعها. ورغم تفهُّمنا للبيئة، أقلّ ما نحن بحاجة إليه اليوم، وفي الطابق السادس مِن مبنى الكونكورد، الغابات يا حبيبي. فقد يزدهر فيها الصيد وبالتالي العودة إلى الجفت بجانب الحاسوب، يا عزيزي يا منعِم يا كريم!
سياسة
العدد ١٨١٢ الاربعاء ١٩ أيلول ٢٠١٢

18‏/09‏/2012

مانيفستو

مانيفستو


زياد الرحباني
A ــ جدلية ومسلّمات هندسية.
• يُقتلُ الصرصار، صرصوراً كان أو صرصاراً قبل أن يختفي.
• ــ هل ينفع كسب مساحة إضافية من المكان، إن أضعت مقابله جزءاً من الزمان؟ كلا طبعاً فيكون دوماً كسب الزمان أو + أي: الزمن أفضل من كسب المكان. الزمان في سير متواصل لذا قد يسبقك أو تسبقه. أما المكان فثابت. لذا فَشِلت معك فكرة وضع الولاعة قي علبة السجائر.
إنك اعتقدت أنك توفر فيها مكاناً، وفي الوقت نفسه تحفظها، فإذا بك كلما أردت أن تنتقل من مكان الى مكان، تهدر وقتاً للبحث عنها في كل مكان غير مكانها. وهي داخل علبة السجائر، طبعاً حيث وضعتها بنفسك وعلى غير عادة، على غير المعهود الطبيعي. إنها شيء مستقلّ عن شيء ثان وهو علبة السجائر. أي إن هناك شيئاً X ٢ وقد تعوّد دماغك أن يبحث عن شيئين قبل أن ينتقل من مكان الى آخر. والقرار اليوم يعود إليك. أنت وصلت الى نقيض ما كنت تهدف اليه، أي: خوفاً على إضاعة الولاعة في إحدى المرّات، ها أنت تضيّعها يومياً.
ــ وما علاقة الثورة السورية بهذه المحاضرة «العبثية»؟
ــ لا علاقة لها، لا علاقة لها على الاطلاق، أنا لا أتكلم عن الثورة السورية، أنا أتكلم عن جدلية المكان والزمان.
ــ وهل هذه الجدلية أهمّ من الثورة السورية اليوم؟
ــ كلا، لكن بعد أن تكلّمت أنت عن الثورة السورية وعن عدد الجيوش، ولم نصل الى أي مكان محدد، وهممنا بالمشي، جعلتني أنتظر لمدة ربع ساعة وأنت تبحث عن الولاعة، وقد أضعت مكان وضعها وزماناً لإيجادها ولم تصل الى أي مكان على صعيد الصراع في سوريا والوقت يمرّ صعباً على السوريين. فماذا تريد الآن؟
B ــ تكمن أهمية الصورة الفوتوغرافية الثابتة في أنها تقوم بعمل تعجيزي إلى درجة الخيال، وهو عمل لا يستطيع الزمن نفسه أن يفعله رغم جبروته وسطوته على الطبيعة والكون. إنه توقيف ثانية واحدة أو جزء أصغر من الثانية وتجميده لزمن غير محدد، وذلك من أجل التأمل والتمعن فيه ودراسته بغية فهمه. عظيم اكتشاف آلة التصوير!
ــ إنه اكتشاف مهمّ ولكنه ليس عظيماً. فتوقيف الثانية أو جزء منها إنجاز ربما، لكنه لك وحدك وللمتفرّجين، لكن مَن قال إن الزمن بحاجة أو يستطيع أن يتوقف؟ وهل إذا توقف الزمن لجزء مكوَّن من واحد على ألف من الثانية، ستستطيع بعدها أن تُفيد من التمعّن فيه ودراسته كزمن؟ وهل الغاية من فهمه ستؤثر على سرعة الزمن الثابتة والمتواصلة؟
ــ ولم لا؟
ــ لأنك لن تكون في دفنك ولا في العزاء، أما الزمن فسيكون لا بل سيمرّ بسرعته المعهودة. إنه لم يتجمّد بل أنت أو المصوّر ــ الفنّان جمّده لك أو لنفسه.
ــ لا مشكلة لدي، فالمصوّر المذكور كان يصوّرني وهذه الصورة من الممكن الإفادة منها بالدفن. (يمشي قليلاً ويعود) لكن الشعب السوري رغم نظرياتك المتعددة والمتضاربة يمرّ عليه الزمان، وقد أصبح لطول هذا الزمان ينتشر في المكان، فحاول ان تفكر فيه من هذه الزاوية، وأنصحك بتخفيف التدخين.
سياسة
العدد ١٨١٠ الاثنين ١٧ أيلول ٢٠١٢

15‏/09‏/2012

ما العمل؟ بيان

زياد الرحباني
إخواتي أخواتي أيّها الرفاق، يا أيّها القراء الأعزاء والأحبّة المجاهدون والمجاهدات، في الأول من شهر أيلول الحالي، عدتُ لأحجز عموداً مزدوجاً في هذه الصحيفة العزيزة، اللا غبار عليها، وقد تمّ وضعي في الطابق الأول ــ الصفحة الثانية. وكتبتُ يومها، أي قبل أسبوعين بالتمام، عن أسباب عودتي الى المبنى في إطار بيان لا عنوان خاصاً له، بل عنوان العمود نفسه أي: ما العمل؟، كمن يجيبك عن مكان إقامته بإسم العقار لا بعنوان الطابق والجهة؛ والحقيقة أن اسم العقار ورقمه أهمّ من لائحة شاغلي طوابقه، فما يصيب هذا المبنى من هزّات أو مشاريع كوارث، أخطرها الانهيارات وأسفلها الاستملاك، يأتي على عزيمة وهمّة كل قاطنيه رغم تضارب انتماءاتهم ونزعاتهم للتوحيد. لكن سؤال «ما العمل؟» يبقى حتى ما بعد الهزّات والاستملاكات، وهو الذي يدفع بسكّان العقار للعودة من الشارع الى طوابقهم بعد انتهاء الكارثة. فهنا محلّ الإقامة والعمل، والإقامة حاجة ووسيلة، أمّا العمل فأساس الحياة. وقد ذكرتُ في المقال أن العالم مقسوم على رقم 2 وأن «كل من ليس معنا هو ضدّنا». واليوم وبعد إعادة نشر 13 X مقال كتبت في الفترة من 2007 ــ 2008، أكّد لي القرّاء المعادون هوياتهم وأبرزوها في المقاهي وأماكن اللهو العام وصفحات التواصل الكئيب وذلك لشدّة فخرهم بها. وهذا مشجّع جداً، لا بل سيرتّب عليّ وعلى الرفاق في «الجريدة» إعادة رصّ الصفوف كما يُرصّ الزيتون في أواخر الشهر الحالي، وتكثيف العمل، لا بل حتى بدء الهجوم المضاد الذي أُجِّل مراراً كرمى للديموقراطية والموضوعية والمهنية وحرية جدران الغرافيتي والكرنتينا كمؤشرٍ مبشّرٍ معبّرٍ عن حدود التعبير يوم سيكون حرّاً.
أخواتي خاصة، إبتداءً من نهار الاثنين أصبح ـــ أي في الماضي ـــ إسم العمود: «مانيفستو». وذلك تحت وطأة غوغائية الحقوق والواجبات و«الروتاريات» كما العاملات الأجنبيات والتحليل الاعتباطي المتبادل للمسؤوليات. إن «المانيفستو» هو بيان كالصلاة يُتلى قبل البدء بالعمل، فمبروك للرفاق الصابرين وهنيئاً لكم يا أعداءنا بنا.

                                                                       .......
بيان

فلنراجع بعض الشيء أين نحن اليوم.
سبق أن قلنا، على أثر استشهاد (*) الرفيق الأعلى جوزف نصري سماحة، في تعبير أولّ حدوُدهُ صفحةٌ في جريدة، كائناً مَن أو ما كانت ــــــ قلنا، رداً على عنوان هذه الزاوية نفسها: «ما العمل؟»، ما معناه: اليوم اكتشفنا ما هو العمل. إنه ليس سوى: العمل نفسه. وقلنا أيضاً: «إلى العمل». هذا هو العمل وقد اهتدينا إليه أخيراً، اليوم. وقلنا أيضاً إن العمل كثير.
أعزّائي القرّاء، أنا مَن اختار التصريح بذلك من بين «الرفاق» والزملاء، ولم أكن أصوغ جملةً إنشائية، كما أنه لم يكن تعبيراً انفعالياً. إني فعلاً شعرتُ بالحماسة الكبيرة لمزيد من العمل، لا شيء سوى العمل، وخاصة أن هذا العمل كثير، وكثيف. وربما وللاختصار وقتها، ضمن مقال في جريدة، لم أوضح تفاصيل أكثر من ذلك. إن العمل الصحافي، وعلى الصفحة الأولى، كما أراده بعض من مجموعة الجريدة ــ «الأخبار»، ليس أبداً المكان المناسب لطرح تفاصيل هذه المسائل ولا لأيّ من التفاصيل عموماً. إن العمل وكل عمل بالمختصر، تلزمه خطّة للعمل، كما يلزمه فريق للعمل، كما يلزمه مزيدٌ من التفرّغ والانخراط في هذا العمل. وهذا ليس كله مؤمّناً حالياً، ويجب ألّا يبقى الوضع كذلك... إن البلاد ليست، كما يقال، على شفير الهاوية. إنها تاريخياً وجغرافيّاً، كذلك، منذ خُلِقْنَا. إن محل الإقامة: شفير الهاوية. ورقم السجلّ، رغم تغيير «النفوس» والمخاتير لا يتغيّر، وهو في ما خصّني: 59.
أعزّائي، اجتماعاتٌ كثيرةٌ بدأت هنا وهنالك، في هذا الخصوص، وهي حتى الآن غير كافية على الإطلاق. وأعدكم أن الشيوعيين (وهي، أي: الشيوعية، كبيرة جداً على مجتمعنا ويجب البدء أساساً بإيضاحها) أوسع وأقوى بكثير مما تظنون. وأكثر من يعي ذلك، هم الرفاق في حزب الله، يا للمفارقة. إن ذلك حاصلٌ فقط لأنهم جدّيون. بالمختصر، إن الأمور ستنتظم تدريجياً أكثر فأكثر، وضغط العناوين اليومية بما يسمّى شعبياً المستجدات علينا، سيخفّ، بل يجب أن يخفّ. فنحن نتكلّم عن صراع «ماضٍ جداً»، أي قديم بقدم تطور المجتمع البشري ومستمر حتى الانهيار الشامل لرأس المال على شكله المعولم الجديد. ملاحظة: إن الشيوعيين في لبنان على سبيل المثال، هم أنفسهم لا يعرفون حجمهم بالضبط، طبعاً فذلك مرتبط بالتفسير النهائي لكلمة الشيوعية.
(*) راجع مقالة الأستاذ أنسي الحاج بعنوان: «موتٌ كموتكَ قَتْل». إن جوزف سماحة بالنسبة إلي أيضاً، مات وكأنه استشهاد قسريّ، كأنه اغتيل تدريجياً وبهدوء.
سياسة
العدد ١٨٠٩ السبت ١٥ أيلول ٢٠١٢

14‏/09‏/2012

ما العمل؟ | الاحتياط واجب

زياد الرحباني
الاحتياط واجب.
إنَّ الاحتياط واجب.
إنَّ استدعاء الاحتياط واجب.
إنَّ الجيش رُبَما يُنهَك وحده في استمرار الفصل بين «التعايش والايمان»، لذا فإنَّ استدعاء الاحتياط واجب.
إنَّ مشاريع تدريب ميليشيات مارونية وسنيَّة وتحريرها هي قيد الانجاز، والجيش رُبَما يُنهَك وحده في استمرار الفصل بين «التعايش والايمان»، لذا فإنَّ استدعاء الاحتياط واجب.
إنَّ خدمة العلم من أهَّم المشاريع التي أنجزتها الدولة اللبنانية بعد مؤتمر الطائف، ...... ملاحظة: إملأ هذا الفراغ حتى جملة: ...الاحتياط واجب. واربح نفسك أولاً ومن ثمَّ ما تبقّى من الوطن والمجتمع.


■ ■ ■

أيها المواطنون، إنَّ منع التجول، تاريخياً، هو تدبير طابعه الظاهري الأول عسكري بلا شك. لكن الأيام وخبرة العديد من الحكام ولا سيما الحكماء منهم، وشعوبهم الحَيَّة الطامحة لغدٍ أفضل، أثبتت أنّ منع التجول هو نتيجة طبيعية لتفلُّت الطفل في عمر معيَّن من جميع ضوابطه ورغبته الجامحة بأن يَطْوَل ويُعَبِّرَ عن مكنونات نفسه ومشاعرها تجاه المحيط بُغيَةَ أن يُلجَمْ دونَ أن يُفطَمْ! وأن يَفهَمْ أنَّ كل هذا اللعب، على سبيل المثال، يجب أن ينتهي عند الساعة الثامنة والنصف حتى ولو كان يتضمن تعابيرَ حادّة عن حبّه لأولاد الآخرين. إنَّ الساعة الثامنة والنصف مساءً هي بداية للراحة والتأمل ومن ثم الاخلاد إلى النوم حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي. هذا في المرحلة الأولى، أمّا المراحل اللاحقة فتأتي لاحقاً. لذا تابعوا بيانات قيادة الجيش عبر وسائل الاعلام المتاحة، أنتم وأولادكم، وذلك تباعاً. إنَّ قيادة الجيش ستحرص على أن تؤمن، وبفعالية، البيانات والارشادات المذكورة على كل الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة بالتساوي والانتظام والنظام «المختصر-المرصوص». كما أنها قد تستحدث موجة خاصة لمتابعة أخبار «الهدوء الكامل» الجديد. وستكون برامجها القادمة دون أي رقيب أو رادع. لجميع الأعمار وunisex.

ملاحظة: يمكنكم أيضاً بالمناسبة، الاشتراك في جريدة «الأخبار» - زاوية «ما العمل؟» لمزيد من الأخبار العسكرية الاجتماعية العلمانية الموحدة الديكتاتورية. للاشتراك الاتصال: 009611759555
سياسة
العدد ١٨٠٨ الجمعة ١٤ أيلول ٢٠١٢

13‏/09‏/2012

ما العمل؟ | علميّاً (3)

زياد الرحباني
ماذا تفعل الرأسمالية المُدافعة «علناً» عن النوعية، والمقصود: ماذا فعلت تاريخياً بعلاقتها مع الكميّة؟
إنّ مبدأ رأس المال مبنيٌّ أساساً على المُراكمة ← التراكم. أي: تكبير الكميّة مهما كانت النوعية. إن مفهوم الربح، بكل بساطة، هو = الكمية الكبرى من السلعة أو المال. إن السلع نوعيات، أمّا المال فهل له نوعية؟ - كلاّ. قد يكون له نوع بمعنى «العملة» أي: monnaie. لذا يحرص رأس المال على أن تكون كمية الأرباح، نموذجياً، بكلّ العملات.
إن المجال الأسهل لاستيعاب مفهوم الكمية والنوعية، هو باب السلعة والسوق.
ملاحظة: نتناول هنا مفهوم الكمية والنوعية، من أحد جوانبه الاستنتاجية الفلسفية، ليس إلاّ. إذ أنّه لا يمكننا الدخول في الجانب الاقتصادي منه ــ أولاً: لأنّ شكل العمود الصحافي هذا، ليس المكان المناسب. ثانياً: لأننا لسنا المتخصّصين الموصوفين في هذا الموضوع، خاصة أنه يؤدي حكماً الى مبادئ «الاقتصاد الرأسمالي» وقواعده. وأصغر عبارة مركزية فيه: العرض والطلب، فائض الانتاج، القيمة الزائدة، نسبة المال مقارنة بالعملة، التقسيم الطبقي المعاصر، تَمَركُز رأس المال، تحديد البروليتاريا الجديدة في عهد العولمة الحديث بإذنه تعالى، ألخ... لذا، أَقترح هنا، أن نُحكِّم أو نُحيل هذا البحث على دكاترة في الاقتصاد مثل: كمال حمدان أو شربل نحّاس، واذا استدعى الأمر، الوزير السابق الدكتور جورج قرم (لحياديته ربّما).
... إذاً، إن رأس المال يفضّل السيطرة الكاملة والدائمة على الكميّة وحركتها، تصاعدية كانت أم تنازلية. مثل أن يقلّل من الكميّة المعروضة من السلعة X، ليزيد الطلب عليها ← زيادة لاحقة في المبيع. أي أنّ نقصاً في الكميّة (سلعة) = زيادة في الربح (مال). وكلّ ما نتعاطى فيه هنا هو: كميّة. إن حلم رأس المال المرتبط باستمراره وتناميه، هو الامساك بطرفَي الكمّيتَين: كميّة السلعة + كميّة المال (هنا طبعاً). فأين النوعية المزعومة؟ أين شعاراتها والرايات المرفوعة على المجمّعات الضخمة وفوق الطرقات الرئيسية، حتى على المناطيد الطائرة فوق ربوع بلادي؟ إن النوعية المذكورة موجودة أساساً في التسويق الاعلامي ــ الاعلاني وشعاراته «المثالية» وصور نسائه والأطفال، ناهيك بما تبقّى من الشجر والجبال، أكثر بكثير مما هي في السلع نفسها المتدهورة نوعيّاً يوماً بعد يوم، ولا أحد من «فلاسفة السوق» مهتمٌّ فعلياً بشرحها لجماهير المستهلكين عالمياً.
هل لدى رأس المال المُتنافِس، كما هو يريد ويُطالب، وقتٌ او همٌّ او حتى مصلحةٌ في تحسين النوعيّة؟ (خاصة في عصرنا اليوم، وبسبب المنافسة نفسها). اذا كانت الكميّة من الربح ستتأثر، خاصّةً لأسبابٍ حتمية مثل كلفة النوعية ← هبوط في كميّة البيع ← ربح المال = لا يُمكن. هذا خيال علمي يُعرَض بعد منتصف الليل، وهل رأس المال هو الامام عليّ رضي الله عنه، وعن سيّدنا المسيح، ليفعلها؟ ليرتكب «حماقة» أن يمزّق معطفه الوحيد الى نصفَين لِيَكسو برداناً لا يملك معطفاً؟ أو ليَعجَب كيف لا يخرج جائعٌ على الناس شاهراً سيفه؟!!
إن السيف أساساً، وبحسب رأس المال اليوم، مظهرٌ لا رَيب فيه من الظلاميّة (من أين تأتي؟ رأس المال لا يعرف ولا يفهم فهو يرى فيها عجيبةً كَونيّة). إنّه، حالياً، الارهاب وانتهى الموضوع. عفواً لم ينته الموضوع، ينتهي فقط بعد القضاء الكامل على الارهاب طبعاً (!!)
سياسة
العدد ١٨٠٧ الخميس ١٣ أيلول ٢٠١٢

12‏/09‏/2012

ما العمل؟ أُسٌّ - يا ربّ ارْحَم

زياد الرحباني
أُسٌّ
صحيحٌ أن للبنان تركيبةً اجتماعية فريدة وخصوصيات ليس من السهل أن يجاريه فيها أحد، لذا فهو مميّز جداً عن محيطه من البلدان. لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات.
صحيحٌ أنه كائناً مَن كان، الذي «أخذ أمّي صار عمّي»، لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات. صحيحٌ أن لبنانَ بمساحته الصغيرة يقرّب البحر والشمسَ من الجبلِ وثلوجه، لكن، مع كل هذه الطرقات المسكّرة والمداخل والمخارج المحوَّلة أو المسدودة، يدور المواطن في الجمّيزة، يدور في عين المريسة فيرى البحر والجبل معاً، لكنه يبقى في مكانه حتى يقرِّب الوطن أيضاً، موعدَ خروجه من موعد عودته، ففي هذه اللحظة بالذات ليس لبنانُ كذلك بل كذلك أيضاً.
صحيحٌ أن الإنسانَ مهما هاجر وازدهر وطوَّر يبقى بلده بالنسبة إليه أهمّ وأغلى ما على الكرة الأرضية، لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات.
وصحيحٌ أن «الدين للّه والوطن للجميع» وأنّ «الجيش سياج الوطن» وإنما «الأمم الأخلاق...» وأنّكم «كما تكونون يولّى عليكم» لكن، ليس في هذه اللحظة أبداً.
في هذه اللحظة بالذات، لعنَ الله كلّ مَن له «أُسٌّ» بين السابع والخامس عشر من آذار...؟ ماشي!
■ ■ ■
يا ربّ ارْحَم
أبانا الذي في السماوات ليتقدّس اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض، بالمناسبة أنا يا سيّد متوقّفٌ في سيارتي عند تقاطعٍ رئيسي في العاصمة بيروت ستّ الدنيّا، منذ نحو 20 دقيقة. أُمرّر سيارات إخوتي في الوطن والمصير، وقد تسنّى لي، ربّي وإلهي، خلال انتظاري، أن أتذكّر كيف أن «هناك فرحاً أكبر في العطاء ممّا هو في الأخذ» وكيف «أمزّق معطفي إلى قطعتين لأكسو عرياناً برداناً». ويبدو لي أن لا أحد من هؤلاء العابرين بسياراتهم يفكّر في ذلك غيري. ربّي وإلهي، اغفر لي ولتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، هل لي بأن أعتبرهم يهوداً وتجار الهيكل، وأدخل عليهم بسيارتي غاضباً، علّني أدرك بيتي؟ فعائلتي مؤمنة وبانتظاري، يا ربّ ارحم.
سياسة
العدد ١٨٠٦ الاربعاء ١٢ أيلول ٢٠١٢

11‏/09‏/2012

ما العمل؟ الانحطاط - حقّ التظاهر

زياد الرحباني
الانحطاط
يكون الانحطاط في المجتمع أفقياً على الدوام. فسلسلة العلاقات الاجتماعية بين الفعل وردّة الفعل، تأخذ بالانحطاط تباعاً وبشكل متبادل، حتى يتساوى المعدّل العام بفروقٍ لا تُذكر. إن نائباً كذاك ومطربة كهذه يؤثّران على مستوى الطبيب والمهندس وبائع الجرائد. وإن أي ارتفاعٍ ملحوظٍ في مكان ما على السطر الأفقي للانحطاط، يكون ازدهاراً في الانحطاط، يفترض رسمه بإشارةٍ إلى ما دون السطر منطقياً، لكن منطق الانحطاط مقلوب.
ما مناسبة هذا الحديث؟
لا شيء، معلومةٌ عن الانحطاط، لِئَلاّ...
■ ■ ■
حقّ التظاهر
ـــ مخايل: عندما تندلع التظاهرات في أكثر من دولة أوروبية وعربية احتجاجاً على ما يحصل في غزة أو في العراق أو في لبنان، لا نسمع ولا مرّة عن تظاهرة في السعودية، هل يُعقل هذا يا عيسى؟
ـــ عيسى: إن حق التظاهر في المملكة ممنوع.
ـــ مخايل: يعني أنهم لم يتظاهروا ولا مرّة؟
ـــ عيسى: بلى، التظاهرات هناك سريّة.
ـــ مخايل: تظاهرة سريّة؟!
ـــ عيسى: نعم، تظاهرة لكن غير علنيّة، حتى لا يتم الاصطدام بالشرطة.
ـــ مخايل: وكيف تتمّ التظاهرة؟ إن التظاهر هو فعل ظهور، إنه إظهارٌ لتعبيرٍ ما.
ـــ عيسى: هذا لو كان مسموحاً، هذا نوع من التظاهر العلنيّ، يقابله في بعض الحالات تظاهرٌ سرّي.
ـــ مخايل: وما الذي يؤكد لك أنه يحصل؟
ـــ عيسى: غداً عندما يخرج إلى العلن سترى.
سياسة
العدد ١٨٠٥ الثلاثاء ١١ أيلول ٢٠١٢

10‏/09‏/2012

ما العمل؟ | قوّات ماذا؟

زياد الرحباني
منذ نشوئها، يحضر احتمالان وحيدان في تفسير تسميتها، وأعني: «القوّات اللبنانية». التفسير الأوّل: أن الاسم المعنوي هذا، تنقصه كلمة ما على الأقل. فتعبير «القوّات اللبنانية» لا يدلّ وحده على شيء، وخاصة إذا حَسُنت النيّات. فهو كالقائل: الجبال اللبنانية، الحدود اللبنانية، العادات والمازات والقوّات اللبنانية. قوّات من أجل ماذا تحديداً؟ القوّات اللبنانية! تشرّفنا بكم. وماذا تفعلون بالضبط؟ ما القصد من هذا التجميع للقوّات اللبنانية؟ إنّ «الحزب التقدّمي الاشتراكي» مثلاً، واضح، فهذا مبدأ وهو: التقدميّة. ومن ثم صعوداً، «تيّار المستقبل» هو الآخر اختار شعاراً له، خارجه الناس من الماضي وداخله كلّ المستقبل المتوهّج بالازدهار والرغد. «الحزب الشيوعي» لبناني، لكن شيوعي. كذلك «الحزب السوري القومي الاجتماعي» و«الناصري» وغيرهما على فكرة، قوى أو قوّات لبنانية أيضاً. أما القول إنكم الـ«قوّات اللبنانية» مع الإصرار على أل التعريف، وهنا سرّ النيّات، فيوحي أنكم عن سابق تصوّر وتصميم وحدكم دون غيركم: القوّات اللبنانية. حسناً، ومن يكون الباقون؟ يمنيين؟ ليبيين يا ترى؟ هذا ألطف ما يُفهم صراحة، وخاصة أنكم لا تحددون معتقداً ولا حتى ديناً، كأن تقولوا: «القوّات اليسوعية اللبنانية»، نسبة إلى سيّدنا يسوع، أو «القوّات اللبنانية للتجريف» أو «اللبنانية للتشطيب»، «قوّات أم النور اللبنانية» يا أخي!
قد تُفهم هذه التسمية في مرحلة سابقة، لكونها جاءت في موازاة الوجود الفلسطيني ومنه القوّات الفلسطينية، أو الجيش السوري ومنه القوّات السورية. فالقوّات اللبنانية هنا تبغي التعريف عن نفوس القوّات اللبنانية في هذه المعمعة. لكن هؤلاء غادروا على مراحل. فقد خرج السوريون من المناطق المحررة الشرقية في الـ81، ثم خرج الفلسطينيون من بيروت عام 82، وظلّت «القوّات اللبنانية» هي هي. وأخيراً خرج السوريون من لبنان بالكامل، وكل ما حصل أنّكم أضفتم كلمة إلى التسمية فصارت «حزب القوات اللبنانية». وماذا استفدنا؟ ماذا نفهم؟ إنّ هذا الإصرار على التسمية يجرّنا إلى الاحتمال الثاني الأسوأ.
1ــــ يستحيل تفسير كلمة «القوّات اللبنانية». فالغموض عملياً ليس فيها، بل في تفسير مفهوم «اللبنانية». إن المقصود باللبنانية هنا، هو المسيحية. ولمزيد من التحديد، المارونية. هكذا، وهكذا فقط تصبح تسمية «القوات اللبنانية» مفهومة، عنصريّة لا ضرورة لإضافة حرف إليها.
2ــــ إن لبنان الحقيقي هو للمسيحيين الموارنة بكل بساطة وبكل مساحته إن كان هذا ممكناً. وإن لم يكن كذلك، فلبنان هو المساحة التي تحكمها القوات اللبنانية، حتى لو كانت حدودها يوماً ما تبدأ بجسر المدفون شمالاً وتنتهي عند نقطة المتحف.
3ــــ المشكلة بالفعل أكبر من هذه المساحة بكثير. المشكلة أن هذا الوطن لن ينتهي عند المتحف، بل في داخله.
■ ■ ■
هل فَهِمتْ؟
ـــــ السنيورة: إنّ أي محاولة للتشكيك بالجيش مرفوضة رفضاً باتّاً.
ـــــ مخايل: طبعاً.
ـــــ السنيورة: وأيّ محاولة لضرب هذا الجيش مدانة تماماً.
ـــــ مخايل: من دون شكّ.
ـــــ السنيورة: وأي تطاول على هذا الجيش مرفوض ومدان كليّاً.
ـــــ مخايل: هل فَهمت؟!
سياسة
العدد ١٨٠٤ الاثنين ١٠ أيلول ٢٠١٢

08‏/09‏/2012

ما العمل؟ | من يكون؟

زياد الرحباني
في النهاية، نحن الآن في هذه اللحظة، اذا أردنا أن نتداول بما هو حاصل في الشمال، مضطرون للقول إنَّ معارك شديدة مثلاً تتجدد على محور مخيم نهر البارد بين مواقع الجيش و ... من؟ لن يختلف اثنان على أن الطرف الثاني هو: «فتح الإسلام». إن هذه التسمية أو الشعار أصبح بين ليلة وضحاها، موحداً بيننا، بين الأمِّي والذي يتقن العربية. بين الذي يقرأ صحيفة مرة في الربيع ومرة في أواخر الصيف وبين الذي يقرأ يومياً أكثر من صحيفة. بين الضليع بأخبار الاستعمار وعالمه العربي، وبين من لا يهتم إلّّا بحركة اليورو والاسترليني وعلاقتهما الغرامية المتأزمة مع الدولار الأميركي. «فتحُ الاسلام» اليوم، موحداً بين كل المذكورين أعلاه وبين من لا يقرأ ولا يسمع ولا يشاهد حتى إلّا أخبار نوال الزغبي او «ميشو شو » اذا كانت السيدة نوال مسافرة. وقد أجمعنا على أن هؤلاء المتمترسين بإحكام وإمعان داخل المخيم ليسوا تنظيماً أو حتى فصيلاً فلسطينياً، وهذا جيد، فهو يحصر الموضوع. كما أجمعنا على أنهم من جنسيات متعددة غريبة دون أن نراهم، وعلى أنهم يطلقون على أنفسهم اسم « فتح الإسلام»، الشهير!!!! إن في التسمية هذه، درايةً ومتابعة معمقتين لتاريخ المنطقة. أقصد المنطقة المعروفة بالهلال الخصيب (فلسطين ـــــ لبنان ـــــ سوريا). فكلمة «فتح» داخل مخيم فلسطيني، ماذا يمكن أن تعني بربكم! إنها، مهما كان نوع الالتباس فيها، لن يكون أبداً نوعاً من أنواع الزبدة الدنماركية! إنها فتح يا عالم، إنها قوات العاصفة، إنها، لو تذكرون : « فتح ـــــ لاند » (land). وكلمة الـ «فتح »، في الوقت نفسه مرتبطة بقوة، هنا، بالدين وتحديداً بالدين الاسلامي. لذا، فازدواج المعنى ليس مصادفةً ربيعية، خاصة إذا تَموضَعَ داخل مخيم، وراح يتسلّح. ثم إنه، ضد من يمكن أن يكون تنظيم كهذا، أو بالأحرى، أي إنسان عربي برأي الادارة الاميركية، سوى ضد الاميركيين؟ وهم في ذلك ربما على حق. أمّا المصادفة الثانية فهي أن الادارة الاميركية تشجع كما شجعت دوماً، ومنذ أول ظهور للإخوان المسلمين في مصر، الحركات الدينية في مقابل الاشتراكية، ومهما كان الثمن. أكانت ناصرية أم بعثية أم ديموقراطية أم استوائية. تشجع ضدها وتتهمها مباشرة بالشيوعية، أي تسرِّع بالنيابة عنها في عملية تطورها نحو آخر مراحلها. وتأتي المصادفة الثالثة، والأكثر نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً وهي التقاء فتح الاسلام أو علاقته المباشرة بتنظيم «القاعدة ». وهنا كما تعودنا مؤخراً، تكون خاتمة الاحزان... الأميركية. القاعدة يا اخوتي هي اليوم، عدو الكرة الأرضية بامتياز، إنها البعبع الكبير، إنها أكبر بعبع في قصص الاطفال. هذا الذي لا يُقتَل لا بالرصاص ولا بالطيران ولا بالنار ولا بالكهرباء ولا قهراً طبعاً، فكيف بالحياء؟!
من يكون أبو جندل؟ من هو بلال المحمود؟ من هم جماعة «فتح الاسلام»؟؟ وماذا ينفع أو يعني أن يتبعوا «القاعدة »؟ فمن هي «القاعدة» أساساً؟ ربما كانت فتح الاسلام فرعاً لها في لبنان بالتحديد، وكنا حتى البارحة نعتقد أننا نتبع، بحسب «القاعدة»، «جند الشام»، لكون القاعدة والجهاد ـــــ بلاد الرافدين، أبعد عنّا باتجاه العراق. كنا وبحسب علمي ربما ممثلين في القاعدة المذكورة بـ «نصرة الشام» أو «عصبة الاسلام». لقد كان تنظيم «أنصار الله» يبدو أكثر تغطية من «فتح الاسلام» المحلي، كما هي الجماعة السلفية الجهادية ـــــ مصر. لكن، وبعد كل ذلك، من هم كل هؤلاء؟ إنهم مجاهدون بلا شك وعدائيون وهذا واضح. لكن الاطار السري المشترك بينهم، لنشاطهم، يجعل الجواب أعقد. من يخترع كل هذه الأسماء؟! هل يخترعونها هم؟ طيب من اخترعهم، هم؟ ولماذا هم يزدادون كل يوم وتزداد معهم الأسماء والفروع إن كانوا فعلاً تابعين كلهم للقاعدة؟ أو ليس توحيد الجهود ضد الامبريالية الاميركية والأوروبية أسهل إن بدأ التوحيد بينهم بالاسم نفسه؟ (لقد نسينا «خليّة هامبورغ»، ربما كانت هي «القاعدة »!) من هو وأين هو أسامة بن لادن؟ لا يمكن أن يكون مختبئاً عند أيمن الظواهري. فأبسط قواعد الاختفاء والتمويه والحيطة هي التفرق.
إن الشيء الوحيد الأكيد اليوم، وبعد أحداث 11 أيلول، هو أن برجي التجارة العالميين تعرضا لهجوم رهيب من حيث فاعلية الأداء والتنفيذ، وذلك قبل أن يكون إرهابياً. والشيء الأكيد الثاني هو أن الكاميرا الرئيسية التي صوّرتهما بوضوح، كانت مركزة في هذه الزاوية المثالية للرؤية، منذ أن بوشِرَت صناعتها. إن الكاميرا هذه رُكِّبَت وجُمعت «في أرضها»، في هذه الزاوية الناجحة لتصوير انهيار البرجين بأفضل حلّة.
يُقال، ويُقال في الإعراب فعلٌ مجهول، والإدارة الأميركية ليست مجهولة. إذاً، فالادارة الأميركية هي التي تقول ما يُقال، وهو أنَّ تنظيم القاعدة هو من قام بعملية 11 أيلول. أظن، أعزائي، أننا متى عرفنا من قام فعلاً باقتحام البرجين، ومن هم هؤلاء الذين عُمِّمَت واشتهرت صورهم ربطاً، أمكننا أن نعرف من هي «القاعدة» وبالتالي أين هي، وأين بن لادن وبالتالي كل الباقين. أمَّا الآن وإلى حينه فكل اسم وَرَدَ في هذا المقال: من يكون؟ إن الادارة الاميركية شخصياً، ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي، أين هي بالضبط ومن تكون؟ طبعاً هي لن تحتمل شخصياً ظروف مخيم نهر البارد المعيشية.
سياسة
العدد ١٨٠٣ السبت ٨ أيلول ٢٠١٢

07‏/09‏/2012

ما العمل؟ | فعلاً ما العمل؟

زياد الرحباني
كيف يمكن أن تعمل مع إنسان لا يحمل ساعة يد؟ ولا ساعة حائط طبعاً، فهي كبيرة على اليد. ولا أيّة ساعة اخرى متدلية مثلاً من أُذنه أو ملفوفة حول الرقبة من تصميم «غوتشي»، ولا مثبّتة في مناخيره يخرج الكوكو منها كلّ ساعة؟ في أيّة ساعة يأتي إليك؟ أيّة ساعة يتصل بك ليأتي إليك أو يلغي الموعد؟ وبناءً على ساعة مَن يكون في طريقه اليك؟ وإن وصل، فهل يعرف أية ساعة وصل، وكيف يعرف إن هو وصل على الساعة المُتّفق عليها؟ وإن أتى قبل الساعة المذكورة او بعدها، فكيف تقنعه بأنه أتى باكراً أو تأخّر؟ ما الذي يمنعه من أن يقول لك إن ساعتك غير مضبوطة «تماماً» !!!؟ وبمَ سيُجيبك إن سألته: في أيّة ساعة يعتقد أنه سينتهي من هذا الجدل ومن ثم العمل الذي تكفّل بإنجازه؟
في المقابل، كيف تعمل مع إنسان ثانٍ يحمل ساعة يد، وحين تسأله في أيّة ساعة سيأتي؟ يجيبك: لن أتأخّر. يتأخر عن ماذا، عن أيّ، عن أيّة، عن متى؟ إن هذا المواطن الثاني، المواطن عُنوةً عنك وعن الدستور والاستقلال والذي، نكاية بالمجتمع كلّه المدقِّق معه، يحمل ساعة اليد رغماً عنه، يُفترض أن تُشترى منه هذه الساعة وبثمنٍ مُغرٍ، ثم تُهدى الى المواطن الأوّل البوهيمي المؤمن بالنبات ومريم نور وانتصاف الشمس والنهار. فهو يستأهلها أكثر من الثاني. فعلاً أعزّائي، ما العمل مع الأول ومع الثاني؟
ما هذا التعاطي الواثق تجاه الوقت والزمان وبالتالي الأمكنة، ما اسم هذه الجهوزية العجيبة تجاه العمل والإنتاج؟
أعزّائي، أيّها القرّاء، ويا أيّها الرفاق منهم،
إنّ كل شعب يعتبر كلمة : «شَغّيل» إهانة هو شعبٌ سينقرض، وقد بدأ بالفعل. لماذا؟ لأنه، لفراغ وقته وإساءة استعماله للوقت، سَيُساق. قد يُشرى، قد يُباع. وسيستخدمه الآخرون حاملو الساعات المخطّطون على عدد الثواني، المهتمون بالفرق بين الرقم 100 والرقم 98 ،65 مثلاً والذي هو 1 ، 35 // واحد فاصلة خمسة وثلاثون // والذي إن ضُرب برقم 1000 يُصبح 1350 // ألف وثلاثمئة وخمسون // وتغيب الفاصلة التي كانت بين الواحد والخمسة وثلاثين الى غير رجعة ويا للهول! فكيف يا إخوتي إذا ضُربت برقم 10 او 100 ألف، مهما كان نوع أو نوعية هذا الـ 1، 35 من الفرق؟ أكان: زيادة على معاش أم غرامةً أم ربحاً إضافياً يبدو بسيطاً حتى أنّه لا يُذكر، أم نسبةً للسكّري، أم نسبة علامات أحد أولادكم أم نسبة تهريب في ساعة كهرباء «سنتر الجزيرة»، أو بأسوأ الأحوال وفي الأصول نسبة النموّ الاقتصادي الأزعور ـــــ السنيوري؟ ...
إنّ شعبنا الذي يَمقت العمل بأكثريته الساحقة، وبالتالي فالـ «شَغّيل» إهانة، سيعيش وقتيّاً وبشكل مستمرّ في آنٍ واحد، وفي أيّة ساعة، حَمَلها أم لا، على استيراد اليد العاملة بكثافة ومن كلّ الجنسيات الجاهزة للعمل وسيحتقرها مهما فعلت أو حتى برعت. فهي تعمل والعمل إهانة وهو يكره الإهانة. بل يدعوهم الى الإهانة من خلال العمل. وهو، إن شعر بأنها ليست بكافية، (رغم الساعات الإضافية التي لا يشعر بها لكونه لا يحمل ساعة وإن حملها لا يستعملها إلاّ لتذكير الطبقة الأجنبية العاملة بأنّها تأخّرت خمس دقائق فجراً أو بأنّها أمضت دقيقة إضافية في التهام الساندويش خلال استراحة الظهر) سيُهينها بالكلام أيضاً. هذا الشعب نفسه سيُهاجر باستمرار الى حيث يُمكن له أن يعمل، لكن بالسرّ، في أعمالٍ يعتبرها مُهينةً فوق العادة. لذا قرّر أن يقوم بها بعيداً عن أرض الأجداد، الأرض التي تدمع عيناه عليها وعلى الحمّص. إنه شعبٌ يعاني مشكلة شخصية ثمّ اجتماعية. فكلّ من يعمل في السرّ لا يمكن أن يكون سعيداً كما لا يمكنه أن يعمل بأخلاق. وبالتالي سيكون، إن عَمِل، عاطلاً هذه المرّة، في العمل. فما العمل؟ إنّ هذا المواطن قد وجد جواباً وقتيّاً وبشكل مستمرّ حتى الآن عن هذا السؤال. يكون العمل بأن يكون هو «المعلِّم». وماذا «يعمل» المعلِّم؟ ينتظر تحويل النقود من مواطنيه العاملين بالسرّ في القارّات الخمس. فإن أتى التحويل، اغتنى واستقرّ واشترى «جِيباً» أكبرَ وخرج يدور به ويخلق الازدحام. وإذا كان الازدحام حاصلاً دونه، يشكو منه ومن «الحَيوَنة » الشعبية اللبنانية ومن شرطة سير بيروت ومن هيئة إدارة السير والآليات والمركبات التي توزّع رخص القيادة جِزافاً. وإن، ولسببٍ ما، في شهر كذا، لم يأت هذا التحويل: افتقده طبعاً و«افتقر» ومن ثم فَقِر. وراح يُمضي وقته مُكتئباً في نهر الفنون. وقتها، ينشغل باله على وضع الليرة فيسأل عنها، فيأتيه الجواب المباشر والمزمن: احتياطي الذهب ممتاز ولا خوف عليها، أي الليرة، بفضل كذا وكذا ... الى آخرها!
طبعاً أعزّائي، ما دامت ديون لبنان لا ولن تُسدَّد، سنظلّ مدينين ويظلّ احتياطي الذهب ممتازاً «بشكل أو بآخر». السؤال هنا: ما أو من هما هذان «الشكل» أو «الآخر»؟
سياسة
العدد ١٨٠٢ الجمعة ٧ أيلول ٢٠١٢

06‏/09‏/2012

ما العمل؟ | حوار العمر

زياد الرحباني
الحاضر- طيب، سؤال: أليسَ ممكناً أن يكون عندكم في المستقبل، أي شيء آخر، غير السنّي أو الماروني؟
المستقبل- (مستغرباً) من قال لكم ذلك؟ نحن عندما نتكلم عن المستقبل نقصد به مستقبل «اللبناني» دون أي تفرقة.
الحاضر- بالضبط، وأنا أتكلم عن هذا «اللبناني»
المستقبل- نعم
الحاضر- هل يمكن أن يكون هذا «اللبناني» شيئاً غير السنّي أو الماروني على سبيل المثال أو عن طريق الخطأ أو الضيافة مثلا؟ أعني من فترة لأخرى، ليس دوماً، طبعاً. أفهم ان يكون سنياً- مارونيا،ً بلا شك، كما الاستقلال، بطبيعة الحال.
المستقبل- (مقاطعاً) لا لا، بالعكس هذا ليس صحيحاً. هذه اشاعات عن المستقبل ليس إلاّ، ونحن المستقبل، ونحن ضدّها بالتأكيد.
الحاضر- ضد من؟المستقبل- (موضحاً) ضد هكذا نوع من الاشاعات المأجورة. إننا مستقبلٌ لكل اللبنانيين بدون استثناء، لكنني أود أن أوءكد هنا: اللبنانيين! وحصراً. أي ليس من هم إيرانيون أو سوريون لا سمح الله، فهمتني؟ آهه، هكذا. نحن، الشيعة أخوة لنا. كيف المسيحيون أخوان لنا؟ الشيعة أيضاً كذلك.
الحاضر- أهه... جيد. إذاً قلتَ أنك من المستقبل، أليس كذلك؟
المستقبل- طبعاً.
الحاضر- أعرِّفك بنفسي، فكما أنت من المستقبل، أنا الحاضر، لذا تجدني دائماً وبشكل يومي.
المستقبل- اهلاً تشرفنا. (صمت من اللياقة المشبوهة)
الحاضر- أهلاً بك أيضاً. هل تود ان تعرف لِمَ أنا حاضر؟ او لِمَ كلُّ واحدٍ منّا حاضر؟
المستقبل- إنكم طبيعياً حاضرون للمستقبل.
الحاضر- شكراً، أي حاضرون لكم. فلا تتفاجأوا بشيءٍ وخاصة بنا.
المستقبل- ومن قال أننا سنفعل؟
الحاضر- ربما، فأنتم عموماً تتصرفون كأنكم وُجدتم فجأةً دوننا، وأنا هنا أذكِّركَ أنَّ لا مستقبل بدون حاضر.
المستقبل- هذا معروف.
الحاضر- أرجو ذلك، لذا نحن لسنا حتى متساوين، فنحن من ينجبكم عادةً وانتم أولادنا، نحن من يحملكم حتى تبلغا، فتذكّروا ذلك جيداً، وتفضلوا بالاجابة علينا متى كَلَّمناكُم.
المستقبل- ولِمَ لا تَفكون الخيم أولاً؟
الحاضر- إنَّ هذه الخيم منصوبة حالياً، فهي: نَحنُ، وهي: الحاضر. فهل ننصبها اليوم ونَفُكُّها اليوم؟ سَنَفُكُّها يوماً ما في المستقبل!!!
المستقبل- أي متى يعني؟
الحاضر- متى تأكدنا أنَّ لنا فيه شيئاً، وهو ليسَ أنتم بمفردكم. صراحةً، نحن نخاف من مستقبلٍ لكم لا مُستَقبَلَ لَهُ، لِذا، الخيم باقية «حاضرا»ً « » « » « » « »... الخ.

سياسة
العدد ١٨٠١ الخميس ٦ أيلول ٢٠١٢

05‏/09‏/2012

ما العمل؟ | الشغب ـ ملحق

زياد الرحباني
كيف تريد ألّا تكون طبيعة قيادة السيارات أيضاً، على هذه الشاكلة في لبنان؟ كيف تريد أن يكون مجموع اجتهادات قانون السير مختلفاً عن الحالي المدهش؟ لمَ النقّ الدائم يا مخايل؟ ما دمت تشهد يومياً على تفاصيل تكاد تصبح عادية مثل أن يردّ النائب وائل أبو فاعور معلّقاً ومصححاً، على الرئيس نبيه برّي؟ أين الباب وأين الطاقة؟ هل هذه هي الديموقراطية؟ أم هي التقدمية الاشتراكية؟ لا أظنّ، إنّه قانون الغاب، مقلوباً. إنها سنّة الحياة الحيوانية، لكن في خيال الصور المتحركة. كأن يقضي سنجابٌ وحيدٌ على وحيدٍ للقرن لشدّة دهائه ونضاله الديموقراطي.
كيف تريد أن يكون شكل الصفّ في لبنان أمام محطةٍ للوقود، مستقيماً هادئاً؟ أو أن يتكلّم الناس بالدور عندما يتحادثون فينتبهون الى أنّ الانسان يجب أن يستمع، عندما يتكلّم الآخر؟ والنائبة المقدام نائلة معوّض تقول، قُبيل النصر العظيم بداية شهر آب الماضي، إنها «ربما تقبل بأن يحتفظ حزب الله بسلاحه الى أن يبدأ الحوار الحاسم حول نزعه»؟ وطبعاً: «أن يكون السلاح محصوراً بالجيش اللبناني». هذا الجيش، سيداتي سادتي، الذي يأتمر عموماً بالميجر معوّض، أينما حلّت: في الحكومة، في المنزل، في الشمال أو عند الحلّاق قبل بكركي. وفي حال انشغالها المذهل، خارج البلاد، لاجتماعها و«إيّاهم» بشيراك أو بفارس سعيد، لكن في باريس، تكون الإمرة العسكرية لكريمها: القائد الحالي، ميشال وليس سليمان بل معوّض. وهذا طبيعي، فقيادة القوى المسلحة العامة تعود في النهاية لرئاسة الجمهورية.
كيف تريد أن تقنع المواطنين بأن يلتزموا الهدوء، ولو مرّة في حياتهم، كرمى لعيني الله سبحانه، أو أن يخفّفوا الشطارة والكذب ليوم في الشهر، مخافة ربّهم، أو أن يوحّدوا الله يا أخي، كما يدّعون؟ وروجيه إدّه يعود ويصرّح، والنائب المخفي محمد الحجّار، كلّما حبل وليد بك، يُطَرّح؟
كيف تضبط اليافعين عن تقليد المراهقين؟ وعن الإحراق المتواصل لبطاقات الهاتف الخلوي المدفوعة سلفاً، ورئيس حكومتنا الأستاذ فؤاد السنيورة، هذا التكنوقراط اللامع، هذا الوزير السابق العصامي الدؤوب، العلمي الأوروبي في كثير من الأحيان، عاد وذُهل برئاسة الحكومة؟ بل عاد وتُيّم بالسرايا؟ إنهما يخرجان معاً، يسافران معاً أو يعتصمان.
إنّ كل ما سبق، يزيد من نشاط المشاغبين، يُخضعهم للعرض والطلب. إنها ظروفهم المثالية للإبداع. فكيف تهدّئ مَلِكهم؟ مَلِك الشغب بالصنوبر. إنه سعيدٌ عادةً يا للأسف ويا للاعوجاج بهذه الألقاب، وربما بهذه المقالة، فما العمل؟ كيف لا يا مخايل؟ وهو يُسَرّ عندما يُمتدح دهاؤه المؤذي دون شكّ؟ عندما يشهّر الصحافي البليغ «سايمور هيرش» باحتياله النادر حتى الاتهام؟ إنه يزهو على الأرجح، لمجرّد أن يذكره الصحافي المتخصّص «روبرت فيسك»، قبل يومين، فيخصّصه بـ«التسلّط الأكثر براعة وعدمية»! ماذا تريد؟ هذا معيار النجاح عند المشاهد. هذه، عادةً، كاريسما الأَوَنطا اليومية عموماً (وخاصة لدى جمهور النساء، ولماذا؟ الله العليم بذلك وبالنساء أنفسهنّ)، فكيف بالأَوَنطا السياسية لسوء الطالع؟ والنازل أيضاً من وإلى البريستول في المختارة.
إنّ الشغب يا أعزّائي، مغرٍ بلا شكّ. فكلّنا مارسناه في الصغر وتباهينا به بعضنا بين بعض، بل حاولنا في المناسبة وبواسطته، كسب ودّ الطالبات وجمعهنّ المؤنّث السالم منّا ومن ثقل دمّنا. وأذكر أنّ الأَوَنطا كانت صفةً إضافية اليه ليست إلزامية ولا مكمّلة. كان الشغب يلخّص بطولاتنا والأمجاد. أمّا الشغب اليوم، في الكِبَر، في مواقع المسؤولية والقيادة والقرار، شغبٌ على مستوى بلدٍ ملتهبٍ على الخريطة منذ الـ1975، وفضلاً عن أنه فوق تصوّر العقل لمجرّد استمراره، فيجب أن يَفشل، ونحن هنا حتى... «يُفشل».
الإمضاء: شهيدٌ حيّ منذ ما بعد 7 آذار 1988 ـــ الساعة التاسعة والثلث صباحاً ـــ السيارة مفخخة وموقوتة. إنّ للأوَنطا حدوداً، أما للبحث والـ«تحرّي»، فَصِلَة.
سياسة
العدد ١٨٠٠ الاربعاء ٥ أيلول ٢٠١٢

ما العمل؟ في العيد الأول

زياد الرحباني
... لهذه الأسباب ولغيرها، كتعاظم دور المنظمات الأهلية «غير الحكومية» واستفحالها، ولاستحالة الركون الى «جماهير» دول عدم الانحياز وأدبياتها، ولأن العالم في النهاية كما في البداية مقسوم على < رقم القسمة المتني> أي (2)، أعود اليوم الى العمود نفسه.
وكان فريق «الأخبار» قبيل صدورها، قد طبع منشوراً بعنوان «شو الأخبار؟» للتعريف بالشؤم الورقي المنتظر وفيه كلمات لجوزف سماحة وإبراهيم الأمين، عصام الجردي، زياد عاصي الرحباني، وخالد صاغية، يُفترض أنه كان يروّج لتعددية الرأي المرتقبة في الصحيفة عند صدورها، وبالتالي: للديمقراطية...
للموضوعية... وكل ما يمكن أن يُلحّن على هذه القافية. كان ذلك قبيل الرابع عشر من شهر آب 2006. وقد ذكرتُ في حينه وفي المنشور المذكور ما يلي نصّه:
“... وكوني لست إطلاقاً من المهووسين «بالديمقراطية» ولا، طبعاً، بالتفتيش عنها، إن وُجدتْ، وَجَدْتُ في فكرة التأسيس لصحيفة كهذه وتجمّع الأسماء الذي سيعمل على إصدارها، مكاناً لا بأس به للتعبير ــــــ كونهم «ديمقراطيين» ـــــ عن الإشتراكية العلمية وشيء من الديكتاتورية”.
فلهذه الأسباب التي كان لا بدّ من ذكرها أعود الى العمود. أعود ولا أدّعي بأن الجواب عندي، عن أي سؤال كان، إن عن شهر أيلول الذي يبدأ اليوم أو عن الشهر القادم.
أعزّائي القرّاء، لقد طُعنتْ الموضوعية لا بل تمّ تحديد جوهر معناها في كلمة رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج والكر بوش التاريخية في حينه أي قبيل اجتياح العراق في العام 2003، عندما قال: “كلّ من ليس معنا هو ضدّنا!». ولم تكن هفوة على الاطلاق كما أُشيع فالكلمة تلك هي على الأرجح لنائب الرئيس، ديك تشيني... مينيموم.
إن الموضوعية يا إخوتي في رأيي وفي رأي أصدقاء الطفولة في البيت الأبيض والبنتاغون، هي حصراً: كلّ ما ثَبُتَ أنه أصبح «حدثاً»، بالتالي لا منطق ولا جدوى من الجدل بخصوصه. والمفترض بالتالي أنه متطابق كليّاً حتى بين طرفين متنازعين على الذاتية أو الموضوعية أو الحرية أو الديمقراطية.
يبقى أن خبراً تلفزيونياً مفاده: “... وقد أسفر الحادث عن مقتل خمسة أشخاص جنوب اليمن، من بينهم تسعة جنود أميركيين من الوحدات الخاصة المتمركزة في عمق المناطق الحوثية» ــــ هذا الخبر طبعاً لا يُعقل لا ذاتياً ولا موضوعياً. لذا، فإنك ترى أنّ الأطراف المتناحرة، في معظم الاحيان، تُجمع على استعماله.
ننشر تباعاً وحتى نُكمل فعلاً من حيث انتهينا، 12 مقالاً مختاراً مما سبق أن نشر بين 2007 و 2008. آملين أن يُفهم مضمونها هذه المرّة، كون اللاحق الجديد الآتي بعدها سيغدو مستعصياً على الذهن اليومي المثقل، في حال لم تُفهم أو جرى التشهير بصاحبها لغاية في نفسَيْ يعقوب ومريم (!= يعقوب // !! = مريم) = !!!
■ ■ ■
في العيد الأول
إلى العزيز، الأستاذ جوزف سماحة المحترم
تحية وبعد
أما وقد مرّ العام الأول على صدور «الجريدة»، هذه التي حلمتَ بها منذ لا أدري متى، ونحن مجتمعون في الغرف نفسها التي توزعتموها في البداية، مجتمعون لإصدار عدد الرابع عشر من شهر آب، بورق إضافي رمزي، لهذه الذكرى، لم نفكر لحظة، يا عزيزي، بمن يمكن أن يهمّه ذلك، أو تلك المناسبة، لم نفكر لأنه يهمّنا نحن. أجل...
لقد أردنا أن، وقررنا أن، لقد صمّمنا على أن يهمّنا... المكان والزمان وهذا المبنى وكل هذا الشيء الذي يُصدر صحيفة فجر كل يوم. كل هؤلاء الناس العاملين هنا، مطأطَئي الرؤوس، يقودون طاولاتهم وراء الأخبار وتعرفهم جيداً.
فأنت والعزيز إبراهيم، من درتما عليهم تجمعانهم واحداً واحدةً لتُجمع معهم الكلمات الصائبة وتصيب، ليُشعَل مرةً أخيرة، أملٌ طَموحٌ قبل المغيب، جمعتماهم بوجه أعداء البلد البسيط السهل والعاصي... وها هم اليوم يا «أبو الزوز» (مع حفظ الألقاب والصور) نجحوا معاً ويريدونك أن تعلم ذلك. أن تعلم وتبلّغ في العلى كما في التراب، كل من آمن بأرضه وشعبه وسَبَقَنا: أننا نجحنا. وسننجح بعد! لأن العدو ضخم لكن جبان، لأنه يقوى في الليل، أما نحن ففي النهار، لأنه يصدر الكثير من الدخان الأسود، لكن الشمس أقوى والريح، لأنه لم يقرّر أن يموتَ ويعجزُ عن ذلك. ورغم ذلك هو، كنفطه والذهب، لا يفهم أو ينفع إلا بالاحتراق!
عزيزي جوزف
يا رفيق الدوام، يا ملك الروح الطويلة والنبيلة
اكتشفت، منذ غيابك، أنني لم أقتنع بالغياب هذا، أو بهذا النوع من الغياب، لم أقتنع أو أنني لا أصدق. كل ما أعترف به، هو أنني لم أعد أراك شخصياً. لكنني اكتشفت في المقابل أن كل ما يصوّره العقل لا يُمحى فلا يُنسى فلا يموت. الصورة واضحة جداً. الصورة نقيّة، مطبوعة، لذا فهذه الصورة تُنقَل، هذه الصورة تُكبَّر، يمكن أن يُطبع منها الملايين. ونحن هنا طبعاً، فقد أصبح لنا مكان وزمان يُذكران في الأخبار.
(نشر في ١٤ آب ٢٠٠٧)
سياسة
العدد ١٧٩٧ السبت ١ أيلول ٢٠١٢

04‏/09‏/2012

ما العمل؟ | فوراً أرجوكم!

زياد الرحباني
... لذا يا إخوة، وبعد كل ما مررت عليه من عقائدَ وقناعات، عبر السنين، بعد كل الأخذ والردّ في مواضيع بسيطة جداً في الأساس، إنما سمّوها عن غير رغبة في التحقيق: وجدانية، بعد الشيء وعكسه، بعد الفعل ونقيضه، بعد عهودٍ من السهر المديد، والتأكّد شخصياً من أنواع الفجر على امتداد أشهر السنة، وبعد النهوض باكراً بغية التثبّت من أن الحياة قد تكون عظيمة بهذا الشكل، عدتُ وسلّمت في النهاية:
بأنّا للّه وأنّا إليه راجعون. واعترفتُ، وها أنا أكرّر أمامكم أن هذا الاعتراف هو أفضل أنواع المصائر التي يمكن أن نتمنّاها لأنفسنا ولكلّ نفسٍ بشريّة، شريفةً كانت أو دنيئة. وها أنا أعترف أيضاً بالجنّة وبالنار، والأصحّ أنّي أُسلّم معكم جميعاً بذلك. فأنتم أكثرية كبيرة مؤمنة، منتشرة في المعمورة، لها ظروفها التاريخية، لها عاداتها والتربيات المختلفة التي أجمعت، بصعوبةٍ، على بعضٍ من مزايا الخالق والكون. تناقلت تلك القيم عن السّالفين، وبدورها نقلتها لكم. وها أنتم تنقلونها لأحفادكم، وأنا واحدٌ منكم أو منهم، لا فرق، فأنا لن أعاكسكم، أو أعاكس أحداً وحدي في ذلك. لا أنا، ولا ربّما بعض الأفراد «الماديين» والتعساء عموماً. فالمؤمن يَغْلبنا جميعاً بإيمانه بالآخرة، بأملٍ ظاهرٍ عليه، أتمنّى له أن يكون صادقاً، فهو الخسران إن كذب. يغلبنا بأمله في حياةٍ ثانيةٍ فيها كل المعنى المفقود خلال حياته الحالية على الأرض. فبناءً على ما سبق، أعلن لكم، أولاً: أنّكم، الأرجح، على حق، وأنا أؤيّدكم، حتى لو كنّا متفاوتين بنسب الإيمان أو بمعدّل حضوره المستقرّ الدائم. ثانياً: لذا أطلب منكم، بحياة أعزّ أحبائكم، بجاه الله، ومريم البكر والنبي (ص)، وأُحلّفكم ببعضٍ ممّا قد تكنّونه لي من المحبّة العموميّة التي تدعو إليها جميع أديانكم، بما فيها اليهودية، وأطلب منكم: إن كان لديكم شيء، أو بالأحرى أطلب ممّن لديه شيء يحبّ أن يريني إيّاه، فليفعل فوراً، أو لنقُل في أقرب وقت ممكن، أرجوكم. فأنا، لظروف خاصة، غير مستعدّ لأن أنتظر ذلك إلى ما لا نهاية أو إلى ما بعد ولوجي الجنّة أو النّار، لا سمح الله. إذا كان أحدكم يعرف شيئاً عن مستقبل باريس 3، أو مَن تبقّى من المهجّرين، أو عمّا وصل إليه السيد فؤاد بطرس في قانون الانتخاب الموعود الجديد، أو أيّة لمحةٍ مقتضبة عن جدوى الفدرالية، إذا كان ممكناً أن نعرف أين صار التحقيق في «الليبتون» وثكنة مرجعيون، فليقل لي، وعلى هذه الأرض. فأنا، إن كنتُ سأكون في الجنّة يوماً ما، لا أحبّ المفاجآت بطبعي، وهذا طبعي، وطبعي لي، وهو من فضل ربّي، مبدئياً، ولا أعرف الجنّة سابقاً، فقد يكون من الصعب فيها التدخّل أو الاعتراض على القضاء، أو مساءلة الأدلّة الجنائية أو حتّى الدرك. أعطوني فكرة كيف ستكون بيروت بحسب تلفزيون «المستقبل»، مدينة عريقة للمستقبل؟ فوضعها الحالي، كما هو وضع البنك المركزي، لا يوحيان ثقةً مفتوحة لامتناهية. سيأتي وقت حكماً، وهو قبل الآخرة، سيضطّر فيه لبنان ورياض سلامة، أطال الله بعمرهما، للبدء بسداد الديون... ولّا لأ!؟
أخيراً، قولوا لهذه المرأة العظيمة التي تقود سيارتها وحدها، ليل نهار، وتهتمّ يوماً بعد يوم، أكثر فأكثر، بصحّتها وبنضارتها، وهي أينما حلّت تروي وتصرّح أنّ لديها تجاهي شعوراً خاصاً جداً، وأني بالنسبة إليها، غير كل الناس والأصدقاء والأقربين. قولوا لها إن عادت وكلّمتكم بذلك، أن تحدّد ما هو هذا الشعور. أرجوكم قولوا لها: أرجوها. فالوقت يمرّ بسرعة كما دائماً، وهو في لبنان دون قيمة. قولوا لها إنّني لست أكيداً أننا سنلتقي في الجنّة، فأنا مؤمن متدرّج جديد، وما زلت عرضةً للشكّ وللشيطان الرجيم، لعنة الله عليه. وأعرف أن الجنّة، وإن كانت موجودة، فسأكون أنا فيها بلا شك، لكنّها هي لن تكون بالتأكيد. لذا فلتكلّمني في أقرب فرصة إن كان لديها فعلاً تجاهي شيء بهذه الأهمية، وشكراً.
سياسة
العدد ١٧٩٩ الثلاثاء ٤ أيلول ٢٠١٢

03‏/09‏/2012

ما العمل؟ | «Al Hiwar»

زياد الرحباني
ـــــ 8 آذار: (عربي مَحكي) خِدلَك شَقلِة عا مقابيلي (أي: احملْ معي).
ـــــ 14 آذار: (عربي ـــــ أكثرية) ?Keef yeeni (أي: كيف يعني؟ بلغة 8 آذار أو آذار بمجمله عادة).
ـــــ 8 آذار: (موضحاً) شقلة شقلة!
ـــــ 14 آذر: ?c’est quoi cha’leh (أي: ما هي الشقلة؟)
هنا توقف الحوار. كيف يمكن هذا الحوار البسيط ألاّ يتوقف وبالتالي يستمرّ؟ هنا السؤال. يبدو السؤال بسيطاً وربما سخيفاً، إذ إنّ «الشَقلِة» ليست مهمّة وطنية. وإذا افترضنا أنّ «عا مقابيلي» أيضاً غير مهمة لا بل سخيفة، تبقى لدينا كلمة: «خِدلَك»، وهي وحدها لا تعني شيئاً، أو بالعكس قد تلتبس على بعض الناطقين من 14 آذار، لكونها مشتقّة (دون أن يعرفوا معنى مشتقّة، وهذا أيضاً ليس مهمّاً) مشتقّة من فعل: أخَذَ ــــ يُؤخَذُ ــــ لذا ربما فُهمت «خِدلَك»، خطأً، أنها: «خود»، وما أدراك ما هي: «خود». إنها «خُذ» بلغة قريش، بالتالي دار الإفتاء أيضاً، وربما فُهمت بسبب سوابق التفاهم العالي بين فريقي آذار، كشتيمة بذيئة. وهي لا ناقة لها ولا جمل. وهنا أيضاً الناقة لا تُتَرجم. ربما الجمل، لكونه صورة الشرق الدائمة المختَصرة التي روّجها الاستعمار من الميدان حتى الثقافة، منذ بدايات الألفية السابقة حتى اليوم وربما حتى النصر.
التحليل طال لكنّه ضروري. فالمشكلة ليست في هذه الجملة من الحوار، المشكلة واقعة مع بدء أيّ حوار، وخاصة، طبعاً، المصيري الوطني العام منه، الملحّ جدّاً. فهلاّ تفضّل بعض حلفاء 14 آذار المتشدّقين عادةً، وخصّصوا شيئاً من وقتهم للترجمة بين بعضهم، قبل الانقضاض على النصف المعطّل وشروط المحكمة الدولية وآخره تسليم بل تنظيم سلاح المقاومة؟ أين شباب الجبل التقدمي الاشتراكي من الترجمة؟ فالعزّ عموماً بالعربي. أين البيك الذي ورّط الجميع بالتجمّع والتحالف ضدنا أوّلاً ومن ثم ضد باقي العرب الممانعين بدءاً بسوريا؟ تَرجِموا لحلفائكم أولاً.
إنّ أكثرية أهالي بيروت والسنّة عموماً، يفترض بهم أن يعرفوا ما هي «الشَقلِة» وأين هو «مقابيلي»، فأين هم من الترجمة أيضاً؟ ربما أقليّة شابّة منهم تكثر لغوياً من الـpeace والـ In والـ cool صلّى الله عليه وسلّم، لا تعرف هذه العبارات «المتوحّشة» و«السافلة». لذا فالترجمة هنا مصيرية بالتلازم مع الحوار، وإلا فإنّ انفراط عقد 14 آذار لم يعد بعيداً وبالتالي مَن سنحاور بعد ذلك لا سمح الله؟ أين دريد ياغي؟ أين أنت يا أكرم؟ «حَيلَك عالحلفا!»، أظنّك والجبل تعرفان ما «الحَيل» ولن نضيّع وقتنا بترجمتها لمن لا يعرف ما هي «الشَقلة». أين القحباء لا تترجم؟ فهي عموماً، بالإضافة الى اللغات المحكية، تتقن لغات إضافية إيمائية وأيضاً بالعيون. أين الشاعر المخضرم طليع حمدان؟ أين زغلول الدامور الذي هجّرته «الحركة الوطنية» بهفوة لا تُغتفر ولا نحبّ أن نتذكّرها، لكنها ليست بحاجة، لأنها، بحدّ ذاتها، لا تُنسى. أين «الريّس» سليم دياب الذي يعرف، على الأقلّ، لغات ثلاثاً بالإضافة الى «اليابانية الحصرية» لتعدّد الوكالات التجارية الإنسانية التي يتربّع عليها...
ترجموا بعضكم لبعضٍ يا إخوتي ثم ادعوا للحوار. أو أرسلوا أحداً يتكلّم العربية العادية. أجل، إن الرئيس السنيورة بليغ بالعربية وكان من الممكن أن يفي بالغرض لكنّه غير متمرّس بـ«المنطق»، لذا يمكنكم، ولاختصار الوقت، أن تنسوا الترجمة ربما، وتُرسلوا شخصاً الى جانبه منطقيّاً نوعاً ما، حتى نبدأ هذا الحوار. لقد تأخر فعلاً لكنّه لم يزل لدينا بعض الوقت. يعني «يلعن إخت هالشَقلِة»!!!
∎ ∎ ∎
بالمحبّة والـ E-mail
كِل شي عم نِبنِي بالـ weil
سياسة
العدد ١٧٩٨ الاثنين ٣ أيلول ٢٠١٢