31‏/10‏/2006

أجل... ما العمل؟ تابع

أجل... ما العمل؟
تابع


زياد الرحباني
جريدة الأخبار الثلاثاء ٣١ تشرين الأول ٢٠٠٦

... كَيف، من يُطعِمُهُم، هؤلاء العمال يوميّاً؟
طوائفُهُم في مآدب خاصّة دوريّة وسريّة؟ ولا أحد يُصوِّرُها لعدم الاحراج؟
ولِمَ لا يصوِّرها أحد من أجل المزيد من التبرعات والرَيع والاعانة؟
ماذا يفعل هؤلاء بالضبط ليبقوا على قيد الحياة والعمل منذ 1994؟ أي عند آخر مرة إنفَلَجَ فيها الحد الأدنى وفَقَدَ الحركة؟
هل يا ترى ال35% الباقون أكثر عددياً من ال65% لسبب ما... فيزيائي؟ فهؤلاء 49 شخصا ً فقط يا رجل!!
هل يَعني أن قُلنا: "وبلغت نسبة الاضراب العمالي العام مئة بالمئة"، ولبّوا كلّهم، يكون عدد المضربين 75.38 عاملا؟
(الـ 0.38 = عامل سوري عَرَضتهُ جمعية تجار بيروت للتصفية خلال شهر التسوق).
وكيف أقنع "حزب الله" كل هذه الالاف بالتظاهر ضد قانون التعاقد الوظيفي دعماً للاتحاد العمالي العام مجتمعاً وحاشدا ً كل ال75.38 انسانا؟!

فَسِّر... فسِّر وناقش... ماذا ستناقش؟ لا مسألة ولا مهزلة للنقاش.

65 بالمئة = 49 عاملا!.. انها ليست نسبة السكري في الدم!
انها نسبة من البشر هُمُ "الطبقة العاملة" ...
لا أُصدِّق... ما هذه الحِسبَة، ما هذه النِسبَة؟...
إنَّها نسبة الرطوبة بلا شك.
تصل نسبة الرطوبة في لبنان الى 95 بالمئة أحياناً... فَنَموت!

مخايل:...لكـِّن مرتـَّبي ظلَّ يتصاعد تدريجياً لسنواتٍ خَمس حتى بَلَغتُ الحدَّ الأدنى!
عيسى: أهَه... يعني كَم أصبحتَ تتقاضى في الشهر؟
مخايل: أنا لا أتقاضى شيئا ً. هذا بطبيعتي. أنا أتغاضى عن 450 ألف ليرة كل شهر... أمّا الرزق فعلى الله، وكل ما عدا ذلك... عيب!!


30‏/10‏/2006

أجل .. ما العمل؟

أجل .. ما العمل؟


زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاثنين ٣٠ تشرين الأول ٢٠٠٦

حدِّد لي في البداية، ما هِيَ حدود شعوري، أو حقِّي في الشعور، عفواً ماذا يُمكنني أن أشعر وأنا أشاهد ضمن نشرة الأخبار السيد غسان غصن رئيس الاتحاد العمالي العام يبلغني أن "65% من الطبقة العاملة في لبنان تعيش تحت خط الفقر"، ومجموعُ المتظاهرين المُتَحَلِّقين حوله أقل من 65 عاملاً، ليس في المئة بل في ساحة النجمة.
ماذا يمكن أن أشعُر أو تريد ألاّ أشعر؟ هل هو يبالغ؟ هل أنا أَهبَل؟ هل أنَه يكذب؟ لا أظن.
ولِمَ يكذب؟ فلو حتَّى قال: "ان الطبقة العاملة جمعاء ستموت كلها مئةً بالمئة الليلة!!"
ماذا؟ لن يعطي الحرير قيمته لأَحد، وسيبقى إحتياطي الذهب ممتازاً، فلِمَ يكذب؟
لكنه ماذا فعل، أو فعلوا أو فعلنَ حتى أصبحت نسبة عمالنا أكثر منهم شخصياً؟!!

أين العمال في لبنان الليلة مثلاً؟ هل يتفرجون على هذه النشرة؟
هل يتابعون آخر أخبارهم ونِسَبِهم هذه؟
أم انَّهم مُجتمعون في بيت واحد منهم يتابعون "من سيربح المليون" عَلَّهُ كان أحدهم؟

إن مَبرّات الـ L.B.C على فكرة، أعظم من الاتحاد العمالي ومؤسسة الضمان الاجتماعي مجتمعَين، الويلُ لأمَّةٍ!
هل هؤلاء الـ65% ما زالوا في لبنان؟
أين في لبنان؟ هل لجهة "دبي الغربية" أم "الشارقة"؟
هل في طَلعَة "عجمان"؟ أم في ضاحية الرياض-بيروت؟

(يتبع غداً)

28‏/10‏/2006

NASSIJAFتابع

NASSIJAFتابع

زياد الرحباني
جريدة الأخبار السبت ٢٨ تشرين الأول ٢٠٠٦


إنسَ إسرائيل.
بِرَبِّك، كيفَ أقنعَ الرئيس الحريري "مشاعل" غرفة الصناعة والتجارة اللبنانيين بالسير قُدُماً في السياحة "حتى التحرير"!

فـ"السياحة من أفعَل وأمضى الوسائل لمقاومة إسرائيل الغاشمة"، هذا ما عادوا وأقتنعوا به واستمروا (لأشياء داكنة في نفس يعقوب، ويعقوب اسرائيلي) حتى تصاعدوا في العام 2006 بالسياحة الى الذروة بالتوازي مع تصاعد ضغط "المقاومة" لاستراتيجيا لبنان للدفاع والتحرير الى الذروة نفسها فاكتملت الاستحالة عَصرَ يوم 12 تموز وتوقفت ألعاب بيروت الناريَّة وكل البهلوانيات لِمصلحة البطانيات والأسفنج الرصاصي وبومَة شريرة إسمها "MK".

ان واحدة من أكبر اغلاطنا كلبنانيين أننا اعتبرنا شبعا بعيدة جداً، وهي من اختصاص "حزب الله"، هذا إذا ما ثَبُتَت ملكيته لها، هو وآله وصَحبِهِ (أي الحزب).

نحن في الواقع نعتبر من قديم الزمان ان الجنوب العزيز كلَّه، هَمٌّ على القلب وهو ( لا يخفى الأمر عليكم) لاخواننا الشيعة في النهاية (التي رحنا ننتظرها سرّاً).

نعم، هذا ما دأبنا على شرحه وترجمته للسياح والأجانب وأنَّ بيروت بعيدة وهذا الطيران الصهيوني اليومي يُحَلِّقُ فوقها تاريخيا وسلمياً (رويترز).
حتى ملأوا الفنادق في آخر صيف للعمالة باذنه تعالى.

برافو لكم ولنا جميعاً، لقد استطعنا من ضمن بهلوانياتنا تسبيب أكبر عملية إجلاء للرعايا الأجانب منذ الحرب العالمية الثانية (أ.ف.ب).

هل تعرف ما هو الNASSIJAF ؟
انها كلمة غريبة تَرِدُ في اعلان تجاري عن فوطة صحيّة تؤمن الـNASSIJAF، وما هو الـ NASSIJAF؟
انه عملية إدغام لحرف الـ"جيم" بين كلمة ""نسيج"+"جاف"...
الله والعزّة للعرب!...

هذا لا عربي ولا لبناني ولا سوري ولا ايراني ولا موفَّق ولا قريب للقلب ولا يجوز ولا ينفع ولا أساس له ولا تراث ولا للهضامة!
ولا ينشّف مثل قبل لأنه فقدَ "جيماً"، ولا للعولمة ولايُعقَل ولا تكذبي ولا لأميركا...NASSIJAF، ما هذه الكلمة الرائعة الابتكار، العالمية الوجهة؟
من هذا المُلهِم الخلاق الذي ابتدعها؟ ...
مَن؟!
ليتمّ توقيفه فوراً، إنَّهُ حتماً من مُنَظِّري قوة لبنان في ضعفه وصاحب نظرية كيفما رميته "بيجي واقف"، ويفكر بالفرنسي فينطق بالأميركي ويسمع نوال الزغبي في السِّر وقوي جدا في خلط السياحة بالتحرير، ليتفرَّغَ للـ"المُمَيَّز" وال"التيكو تاك"، وبلا عمل!...

فما العمل!

27‏/10‏/2006

NASSIJAF -1-

NASSIJAF -1-

زياد الرحباني
جريدة الأخبار - الجمعة ٢٧ تشرين الأول٢٠٠٦


لن تَجِدَ في تاريخ العالم والشعوب على مرِّ العقود، معادلةً لدولةٍ عنوانها: سياحة وتحرير.
لا يوجد.

ربما استطاع هتلر "في زمانه" أثناء الحرب العالمية الثانية جمع الصناعة والتحرير، لكنها كانت صناعة حربية هائلة: يطوِّرون يحاربون ويُجَرِّبون.

ربما استطاع الفيتناميون جمع الزراعة والتحرير، طبعاً فهي أرضهم وهم مزارعون زرعوا الأرّز، زرعوا في القَصَبِ الذعرَ للأميركيين، اخترعوا دفاعاتهم من الغابات والحقول، أمّا سياحة وتحرير؟!
لم يجرؤ سيركٌ في العالم على تجريبها، الروسي ألغاها والصيني أيضا.

إنَّ أهم بهلوان في العالم مهما عَلا حبله، يشارط على رجلين إثنتين متطابقتين:
أي سياحة – سياحة أو: تحرير – تحرير.

إلهي لماذا تركتني استسلم للفكرة؟

إنها وبالتوازي:

1- محاولة إخراج أُناس معتدين على الوطن، منه، وذلك بالقوة وباستنفار خيرة الرجال للمقاومة حتى الشهادة.

2- في الوقت نفسه، محاولة إدخال أكبر عدد ممكن من الناس الى الوطن بالإغراء واستقبالهم بأحدث وأسمى ما في روح الضيافة من معان ٍ، عبر إستنفار معالمنا المضاءة بأبهى نسائنا "الشَغاميم" حتى فجور الفجر!
لا أتكلم عن الأخلاقيات في خلط الأمرين بل عن مدى الشطارة المطلوبة والإدعاء والـبهلوانيّة والجهد المنسَّق والمتناقض للقيام بالشيئين.

رَحِمَ الله أبا بهاء فقد كان داهيةً في التسويق لمشاريع جريئة جداً.
هل يُعقَل "تفاهم نيسان"(1996)...ما أبهاه!

أفهم أن يكون مناسبا ً للبنان ومقاومته، لكن كيف أقنعَ الحريري إسرائيل بهِ؟
من ساعَدَهُ؟
بماذا وَعَدوهم؟
بماذا بَلَفَهُم وقتها عبر وسطائهِ المتعددين في العالم؟

يُحكى عَنهُ أنه صاحب أحلامٍ بالغةِ الجموح والطموح، أحلام شبه مستحيلة وقد سار بها فعلاُ، وسرنا من خلفهِ لزمن ٍ
لا بأسَ بهِ ولا أمل ولا من يُخَبِّر حتى صارت مستحيلة. فكان توما الشكّاك وما زال هو نفسه كما في الانجيل المقدس، يفضي به الشّك الى الفشل الغبي، طبعا ً فهو لا يسمع لفارس سعيد.

بُحَّ فارس سعيد وهو يستشرف ويُفَنِّدُ، أمّا توما فلا حولَ ولا نَوَى.

(يتبع غدا)

23‏/10‏/2006

حـزّورة

حـزّورة


زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاثنين ٢٣ تشرين الأول ٢٠٠٦

ما هي العلاقة بين "السينما الصامتة" ووائل أبو فاعور(*) ؟

لم (ولن) يولد "الفاعور" الاّ الى أن نطقت السينما وأبى أن يحل عليها وعلينا الاّ صوتاً ثم صورة.

وأجزم أنه لو وُلِدَ حقبة ولادة السينما الصامتة، لكان الوحيد في الفيلم الذي ينفذ صوته الى المشاهد، صوته المُعّل، المُغَرغِر، أمّا الباقون فيتحركون يفتحون أفواههم لاهثين، ولا نسمع منهم شيئا، الاّالفاعور! فهو يتكلم فوق حركات الآخرين وعنهم، يفيدنا عن أوضاعهم وماذا يقصدون، إنهُ الوحيد القادر على اختراق محدودية "الاختراع المنقوص".

ماذا قلت؟...

أعوذ بالله، ليس تلميذ العريضي، إنَّ غازي العريضي متكلم موهوب، يتقن فن الخطابة، ثم أن الفاعور تلميذ وليد بك جنبلاط شخصيا، لاحظهما!...
هدوء الحبور نفسه، الحكمة نفسها! إن وليد بك مدرسة (في) "الحكمة" و"الرياضي" معاً... وإلاّ فكيف تظن شكلوا معا ثلثي المجلس النيابي؟

التوقيع: أكثرية صامتة
المُتوقَّع: إنمّا للصمت حدود

(*) شعور أبو فاعور بالمسؤولية عن صمتها.


شَعبٌ طَيِّب

مخايل: هل أنتَ متأكدٌ أن الأميركيين يذهبون في صغرهم الى المدارس؟
عيسى: طبعا...لماذا؟
مخايل: لأنهم لا يتعلّمون يا رجل!! كل مرّة يعيدون الغلطة نفسها!
عيسى: أنا اعتقد، أنهم دون شك، التحقوا بمدارس، لكن مدارسهم لا تُعَلِّم المواطنين الأميركيين، إنها تعلم وبكل تركيز ومتابعة وحزم، الوافدين فقط من كل أنحاء العالم بموجب مِنَح دراسية.
مخايل: وكيف هذا؟
عيسى: لأن هؤلاء من ستتعاطى أميركا معهم مستقبلاً، تعلّمهم أشَّد تعليم بغية أن يفهموا عليها لاحقاً إذا ما استطاعوا الى ذلك سبيلا!

20‏/10‏/2006

هذا ما يحدث

هذا ما يحدث


زياد الرحباني


جريدة الأخبار الجمعة ٢٠ تشرين الأول ٢٠٠٦

أخي المواطن، هناك في العالم كلاب بوليسية وهناك أيضا "بوليسية" كلاب.

أنت عادةً ودونما إنتباه، ينحصر كرهك والرعب بالكلاب وتنسى "البوليسية"...

إنَّ هؤلاء "البوليسية" هُم من درَّبَها وأدمنها على الشائن والعدائي والإفترائي، على المخدِّر والمُخَدَّر والمنكر والهواش الجمهوري الجهوري، حتى أصبحت تيك الكلاب، فور ما تُسيَّر، تهرع بشراسة فائقة وكلٌّ بحسب حالة إدمانه للبحث عمّا أُعيدَ حَجبُهُ عنه.
إن جهازه العصبي ــ الجسدي يعاني في هذه اللحظة عوارض الادمان الشديد لذا تراه يَثِب، يهرول، يهتاج طبعاً، وهل سيمارس رياضة المشي السريع على المنارة؟!
العوذ بالله!

والبوالسة مربوطون بالكلاب ويلحقونها، تدخل في حقل دبق وعريش، يدخلون وراءها، تنزل في بئر وحول، ينزلون وراءها، تنبطح أمام مجرور... طبعاً!
يعني وهل تراهن على الكلاب مهما نَبَغَت؟
انها تبحث عن الحقيقة بغريزة الشم حصراً.

إنَّ رائحة سندويش سجق ساخن يا "مخايل"، قريب من ساحة الجريمة، قد يشوش عليها وعلى "الحقيقة".

أساساً، يهرعُ شخصان فوراً للهرب بسرعة بنفسجية كُلٌّ باتجاه بعدما هاش عليهما جديًا كلبٌ مدرّبٌ.

هل فهم أحدكم يوما على أي اساس يختار الكلب الشخص الذي قرر مطاردته؟
لا يمكن!

ربما لأنه لا يستطيع الركض باتجاهين؟

صحيح، لكنه كيف اختار الاتجاه الذي اختاره؟ ما المعطيات؟!
هل اختار الأبطأ في الركض؟
إذن فهو اعتمد الغريزة لا الأدلة ولا الحنكة وسيصل إليه والبوالسة من ورائه سيقبضون على روحه وسيحتفي البوالسة والكلب طبعاً (كونه صاحب العيد) بفسحةٍ من التنتيش والعَض واللبط وروح المسؤولية احتفالا بخيوط "الحقيقة" الاولى.

يأتي دور "الحمض النووي" ليُكَذِب أدلة خيرة كلاب النخبة، فما العمل؟

لاشيء...
كل شيء هادئ وطبيعي.

قدً يَتَبَرّز الكلب لا إرادياً، والبوالسة يطمّون.

ملاحظة: يُفَضَّل أثناء عملية الطَّم، ألّا يُسَلِّموا أية أدلة "أخرى" عن "الحقيقة"... هذا ما يحدث.

18‏/10‏/2006

ميشال حايك


زياد الرحباني
جريدة الأخبار - الأربعاء ١٨ تشرين الأول ٢٠٠٦


غيمة صيف وتمرُّ.

حتى لو صادَفَ أن حلَّ الصيف مرةً في آذار، ستمرُّ .
إن غيوم آذار أسرع الغيوم على الاطلاق فهو الشهرُ الغدّار.
إن آذار القادم سيكون غدّاراً وصاعقاً، سيتحول الى ظاهرة مناخية غير مسبوقة.
إن آذار القادم قادمٌ وبسرعة فقد خفَّ طولا ً وعرضاً فأقترب "وزنه فارغاً" من "وزنه محمّلاً".

لماذا؟

لأنَّ:

1- الآن وقد فقد الأمل بالحوار بين 8 و14 آذار، وَجَب َطرح 8 من 31 (آذار طبيعي و"خشبي"!) والنتيجة: 23

2- بما أن بيار الجميل لا يمكن أن يخون الطبقة العاملة فهو لن يخون أباه، ولا نسيب لحود يخون بكركي، وصولانج لا تخون الشهيد البشير، حتى الحكيم لن يخونه فكيف بابنه نديم؟
كما ولن يخون أحداً من حلفائه وطبعاً "الستريدا"، وسينسحب كل هؤلاء معاً لأسباب دينية تَنَسُكِيّة لكن جهادية.

3- أمّا "اليسار الأممي الديمقراطي" فسينشق هو الآخر إنما لأسباب ماركسية وجودية ويؤسس لحركة آذار تصحيحية.

ماذا سَيَحلُّ عندها بآذار المعهود؟

غضب الطبيعة أولاً!!!
إن نسبة المنسحبين ومن لون واحد (أزرق) تشكل أقل من النصف بقليل فنطرح 10 من 23، يكون المتبقي 13 يوما!
أي بقلب ال31 رأساً على رأس!
وسيصبح شهر شباط بمجموعه الشاذ أصلاً، أطول من آذار بمرتين ويومين و3 مرات كل سنة كبيس (13/29).


سنشهد تحولات جذرية خيالية،

سيبدأ الربيع فجأة بعد طوفانات شباط،
سيطلع البحر على المخالفات البحرية ويزيد التصحُّر على المرتفعات،
ستتقلص فترة بقاء القوات الدولية المعززة والمكرّمة،
سوف يتقارب صيام النصارى من صيام المحمّديين دون معتقداتهم.
سيتحالف جعجع مع نصرالله قبل عون،
ستزيد العُطَل،


لكن ورغم ما سبق

سيصبح آذار أخَف، صُحّياً أكثر،
قليل الدسم خالياً من غنوة وعيدو والسِكَّر،
سيكون diet قاسيا لكن متوازنا للسُنّة،
سيكون شهرهم مستقبلاً ومستقبلٌ ومستقبلٍ.
شهرُ السُنّةِ حتى دُروزِهِم وخاصةً المسيحيين منهم.

17‏/10‏/2006

محاولة اتفاق

محاولة اتفاق


زياد الرحباني
جريدة الأخبار - الثلاثاء ١٧ تشرين الأول ٢٠٠٦

عزيزي المواطن أو ما يعادله، درجت لسنين خَلَت حتى إنصرمت بعض المفردات في القاموس العربي واستقرت في عقولنا لكثافة استهلاكها بمعنى واحد فقط ولبناني، علماً انها تستعمل بكذا صيغة حتى في لبنان وخاصة في المهجر.

انا، على فكرة، لا ألمّح بطبيعتي بل أوضِّح وأنا لا أُلَطِّش بل اُسَمّي كوني ومنذ الصِغَر كارهٌ من الباب الأول للرمزية ولحرية خيال المواطن.

هاجسي عندما أكتب شيئاً أن يُفهم فقط ما هو مكتوب ليس في رأسه بل على الصفحة.

صراحةً إن الكتابة في هذه الظروف بالغة المحدودية والتعقيد، فمن غير المعقول أنَّ كلمات كالـ: الحقيقة – شباط – آذار – البحر الأبيض المتوسط – الضريح – لعيونك – قريطم – الحقائق (كونها جمع الحقيقة)، لا يمكن أن تعني ولو بحديثٍ عن "سايغون" إلاّ تلطيشاً على الرئيس الشهيد الحريري.

الا يَحقُّ لرجل تخونه زوجته أن يفقد صوابه عند اكتشافه ... ماذا؟ "ماذا أقولُ لأعيُنٍ" غير؟... "الحقيقة".

إن كلمة كالـ"حرية"، مملوكة أساسا للشركات الأميركية العملاقة وليس لمنصور البون، وهي لا تأتي دوما في الطرد نفسه مع سيادة واستقلال، بالعكس فأميركا المستقلة بنا جميعا لا تعاني من السيادة حتى ولا على القارة جمعاء.

وهل كل “جنرال” على الأرض من بيت "عون"؟

وهل لـ"أملٍ" ما دوماً مُلصَقٌ للرئيس بري؟

وهل انه لا يمكن أن تكون الـ"أجهزة" الكترونية مثلا؟ وللأطفال؟

هل أنَّ "المسار" لا يخرج من بيته إلا هو و"المصير"؟
هل هما casper&Gambini ( اي خوري وعبيد)؟

ليس كل “رسول” هو النبي (ص). فقد يكون ايوب حميد (لا صلّى عليه الله ولا سلّم) وقد ارسله الرئيس بري الى البطريرك صفير يحمل رسالة عاجلة ...
ما بتصير يعني؟

شكرا.!

16‏/10‏/2006

الأرجح والأنجح

الأرجح والأنجح


زياد الرحباني

جريدة الأخبار الاثنين ١٦ تشرين الأول ٢٠٠٦

هل سمعت في حياتك يا "مخايل"، ببيت من طابق واحد ينهار؟
أبداً.
يُقال عن بيت كهذا أنه تداعى،
يُقال، هَوى أو هَبَطَ، وذلك نسبةً لِصِغَرِ حَجمه، فالهبوط يعني التساوي الفوري بالأرض.
أمّا "الصروح" التي تَعلو تدريجاً وتتابع صعودها على مَرِّ العقود وعلى الملأ وعلى إغراقنا أرضاً حتى الإبادة أحياناً، فلم يعُد منذ آخر سَكرة لـ"يلتسين" عام 1991 شيء يواجهها.
السماء زرقاء في أعلى الصرح.
حتى السحاب هو تحته، وثاني أوكسيد الكربون، ولِمَ لا، فهو يقوِّي المناعة في أميركا اللاتينية.
إن الصرح يتجه نحو السماوات، أي أبعد ما يمكن عن الأرض كالقديس الرجيم وهنا ورطته.
إنَّ طموح الصرح هو من نوع مجاورة السماء والتَشَبُّه بالعُلُو بالعليِّ العظيم (أستَغفِرُهُ الله) والإبتعاد عن الأرض وإزدرائها بما عليها من بشر ضمناً لِصِغَرِ أحجامهم بالنظرة إليهم من عُلىَ و"عَلِ"، هذا الصرح يا "مخايل" هو أرجح وأنجح ما يمكنه أن ينهار!
كما أنَّ إنهياره أطول من هبوط منزل في "نيو-أورلينز"،
أطول وعلى مراحل، متقاربة جدًا صحيح، لكنها كالدفعات المتماسكة المدكوكة التي بقدر ما هي رافضة للإنهيار، تنهار!
إن إنهيار هذا الوهم الطويل مدوٍّ ومرعب حتى لأعدائه، هو الذي أدمن "الأخضر واليابِسَة" في مرحلة صعوده، يأبى إلاّ أن يطالهما وهو ينهار سبحان الله.
دعهم يصعدون بعد يا "مخايل".
إن تدعيمهم له أصبح هندسياً، لمبالغتهم في الصعود، بالِغَ التعقيد لمصلحة الإنهيار، فهو يستفز قانون الطبيعة.
إن المجهول الأكبر المسمّى "تنظيم القاعدة" حاول تسريع الإنهيار، فتحدى الفيزياء هو الآخر، إذ إعتمد مبدأ إختراق أبراجهم "أفقيًا"، علماً بأن الأديان السماوية على إختلافها "عمودية" الوجهة وتوصي بالصبر وتلتقي على الصيام، فأرجوكم وإلى حينه: صوموا تَصُحّوا وأصبروا.
إن الله مع الصابرين.

13‏/10‏/2006

14 آذار... فقط

14 آذار... فقط

زياد الرحباني

جريدة الأخبار الجمعة ١٣ تشرين الأول ٢٠٠٦


كان على رئيس تيار المستقبل، الشيخ سعد، وفي أول ردوده على المقاومة بعد وقف إطلاق النار، وخلال شهر رمضان وفي إفطار، ولو وَقَعَ في شهر أيلول لا في شهر آذار، وكيفما كان رأيه بما هو إنتصار، وهو الميّال الى مجموعة الناي المذبوح والثكلى والدمار، كان عليه ألاّ يُخطئ فَيُفلِت منه سِرُّ الأسرارِ، فيقول في عقر قريطم-الدار:"إن هذه الحكومة، حكومة 14 آذار..." ويتابع.

مع أنها الحقيقة، ونحن نعرفها، أمّا قوى آذار فحسمتها حتى قبل إغتيال الشهيد الحريري، وفي الوقت نفسه تستعجلُ المحكمة الدولية لهذه الحقيقة...

هل يجوز أن تكون الحكومة، حكومة قوى 14 آذار؟

طيب وماذا يفعل الباقون؟ المواطنون يعني؟
من المسؤول عنهم؟ ما العمل؟
كيف يتدبرون شؤونهم؟

دعونا من المعارضة، فهي تابعة لسوريا وإيران!

المواطنون في الشقق المتبقية، السواد الأعظم على بياض!؟ وخاصة الذين لاحظوا أن هذه الحكومة لا تعمل يبدو الاّ خلال شهر آذار؟
ماذا عن الأشهر المتبقية؟
ماذا عن آب مثلا! من يمثله في الحكومة؟
أم أنه تابع للجيش؟

هل يعقل أن تكون حكومتنا، حكومتهم عفواً، لا تعمل الاّ في آذار ولا تدير الاّ مرجعيون؟!

11‏/10‏/2006

حسناً

حسناً


زياد الرحباني
جريدة الأخبارالأربعاء ١١ تشرين الأول٢٠٠٦


ناصَرَ/ أنصار/ نُصرَة/ نًصرَت/ مُناصِر/ نََصائِر/ مَنصورَة/ نَصَّرَ/ إنتصار/ الناصِرَة/ نَصارى/ نَصرانِيون/ عبد الناصر/ الناصِرية/ مَنصُور/ نَصَّار/ أكرم شهيّب/ نصري/ المنصورية/ أنصارية/ معتقل أنصار/ نَصر/ نَصرُالله.

تَحَسََّن/ حَسَّن/ يُحسِن1/ يُحسِن2 - المحسنين (وكان الله يُحبهم)/ حسنات/ حسناوات/ حِسان/ أحسَنِين/ الحُسن/ الأحسَن/ إحسان/ حسُّونة/ سمير فرنجية/ تحسين/ حُسني/ حُسين/ حُسنية/ حَسَنين/ حُسينية/ أَحسنت/ حَسّون/ نوايا حسنة/ بالحسنى/ حسناً/ حَسَن: آه حَسَن، إنه حسن نصرالله.

ملاحظة: وَرَدَ سَهواً إسمان ليسا مِن مُشتقات الإسم على الإطلاق نتيجة السهو الإلكتروني،
فالسهو في بعض المقامات قد يكون مسيئاً للمشتقات الحَسَنَة.

لِذا عُذراً مِنَ القُرَّاء... والأمين العام.

09‏/10‏/2006

لأنني أدمنت

لأنني أدمنت


زياد الرحباني

جريدة الأخبار - الاثنين ٩ تشرين الأول ٢٠٠٦

أدمنت لا شعورياً في منتصف الثمانينات حضور الرئيس أمين الجميل وخطاباته وتصريحاته خاصةً تصريحه الشهير في الولايات المتحـدة والذي هدَّدَ فيه بـ "قصف دمشـــق إذا إضطّرَ"، وظللـــت على هذه الحــــال حتى أُبعِدَ الرئيس عن لبـنان.

وأعترف بأنني عانيت ومَرَّت علَيَّ أيــام كالحــة (أي مُرَّة ومُعَتَّقة) وما كان شيء وُصِفَ لي يُغنيني عَنهُ، وأعترفُ أني رُحتُ أتدهور معنويًا حتى أني عاقرتُ الخمور وبتهوّر متصاعد الى أن عاد!
فأستشعرتُ أن جسدي سيعود حتماً الى إستقراره السابق وذلك تباعاً مع كل كلمة سيتفوه بها الرئيس.

لكن المفاجأة المؤلمة كانت أنه لم يكن له عليَّ المفعول نفسهُ، ربما أنا تغيرت؟
فهو لم يتغير، بالعكس!

راجعتُ الأطباء وأجمعوا على أن جسمي إعتادَه فلم يَعُد ينفعني مهما صَرَّحَ أو قال، حتى ولو قصف دمشق.

فسألتهم: ما العمل؟

وصفوا لي بيار أمين الجميل، مرة واحدة في اليوم.

وبدأت العلاج وها أنا أحاول بكل إنتظام.

من الواضح حتى الآن أن عوارضه الجانبية لا تُحصى وأهمّها أنه أيضا وزير الصناعة.

حلمت به قبل يومين وقد استدعي الى واشنطن لإدارة شركات "جنرال الكتريك" فغادر اقليم المتن الشمالي على عجل، هو المشهود له باطلاعه العميق على العلاقة المركّبة بين "الكمية والنوعية"، وكيف أنهُ، وفي أسابيع معدودة، تمكن بدهائه من رفع مستوى صرف ليرتنا الوطنية إلى 1500 دولار لليرة الواحدة... فإعتقل فوراً.