31‏/01‏/2008

نكسة

زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٣١ كانون الثاني ٢٠٠٨
ـــ عيسى: يجب أن تحمد ربّك يا مخايل، لأن حرب الـ 67 بين إسرائيل والعرب، كانت نكسة لا هزيمة.
ـــ مخايل: الحمد الله على الدوام.
ـــ عيسى: هل تعلم ما كان سيحدث لو أنّ حرب الـ 67 هذه كانت هزيمة لا نكسة؟
ـــ مخايل: ماذا؟
ـــ عيسى: كارثة!
ـــ مخايل: فعلاً.
ـــ عيسى: الله أكبر.

26‏/01‏/2008

الكذب المعطِّل

زياد الرحباني
الأخبار، عدد السبت ٢٦ كانون الثاني ٢٠٠٨
إنّ شعور المواطن الأسوأ هو، بالتأكيد، شعور العجز عن إيقاف أو حتى التأثير على ما يصرّح به ويرتكبه زعماؤه يومياً، إذ لا يُطلب منه سوى أن يسمع ويشاهد ثم يوافق أو يكفر.
«إنّ التاريخ لن يرحم» وما شابه... بلا شكّ، ربّما.
لكنْ، وإلى أن يتمّ ذلك، الزمن عصيب وشعور العجز هذا مدمِّر.
لقد كان الأخ الأكبر سمير جعجع، آخر المعلّقين على «الرؤوس والأيدي والأرجل» من مجمل خطاب الأمين العام لحزب الله في ذكرى عاشوراء.
وكنّا ننتظر الحكيم طبعاً، ونفتقد غيابه في المناسبة، حتى ظهر وما خيّب الظنّ.
ظهر ولخّص الموضوع بصفائه الدائم العجيب قائلاً: «... نحن اليوم يا إخوان، نقف بين مشروعين، مشروع قطع الرؤوس والأيدي والأرجل ومشروع لبنان الحضارة، فماذا نختار!...» واختار طبعاً مشروع الحضارة.
هل تعرفون يا إخوان عن أيّة حضارة يتكلّم؟ إنّها حضارة:
حضارة دوري فينا
حول الكرنتينا
تا حتّى أساميهن
ترجع جثامينـا
نعم... تسَمّعوا وتفَرّجوا.

24‏/01‏/2008

التفاصيل [3]


زياد الرحباني
الأخبار عدد الخميس ٢٤ كانون الثاني ٢٠٠٨
إنَّا نُفهِمُكمْ بالحُسْنَى
الوقتُ الباقي قليلْ
عَمَّمتُم قصّةَ أطفالٍ
عن شَيطانِ التفاصيل
الرابعَ عشَرَ لن يصمد
حتى أوَّلْ إبريل
فَضُبُّوا حكومَتَكُم خَفَرا
ما عادَ البالُ طويل
رُدّوا العلّوشَ وشهَيِّب
خَفِّفوا عنّا التهويل
أتُعقَل نائلةُ مُعوّضً
والعلّامةُ ميخائيل؟
كان المساطيلُ ثلاثة
زِدتم عددَ المساطيل
وَالجعجعُ بَختُنا ليلياً
كيف أطلَقهُ إميل؟
طبعاً سيُجاوبُ وهّابٌ
أو إذا شِئتُم قنديل
الذِلّةُ هَيهاتٌ مِنَّا
وبكُم قيدَ التحصيل
ليس البلدُ لَكُمُ وعَلى
رِقابِكُمُ طويل
شعبٌ يشتُمُكُم في الظُلمة
يسهَرُ «ضيّ القَنَاديل»
يُطعمُهُ بَربَرُ يومياً
ثمَّ يُلبِسُهُ عَقيل
كَسَرَ العربيةَ «جورجُكُمُ
بوشٌ» وهذا دليل
فالأهبلُ نعتٌ والأهبَلْ
أيضاً أفعَلُ تفضيل
فَعْلُن فَعِلُن مَفْعولُن
فَعْلُن فَعِلن مَفَاعيل
بَيتٌ مِثلُكُمُ لا معنى
لا يصلُحُ للتدليل
لَن يَنظُمَهُ عمرو موسى
لا الربَّ ولا التدويل

23‏/01‏/2008

التفاصيل [2]



زياد الرحباني
الأخبار عدد الأربعاء ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٨
في إطار الحملة الأخيرة لدعم أسس المبادرة العربية للحلّ وتحصينها، تمكّنت قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع عناصر من الأدلّة الجنائية، قرابة الساعة الثانية والثلث فجر اليوم، وبعد عملية رصد دقيق وتعقّب، من القبض على أربعة من الشياطين، ثلاثة منهم لبنانيون ورابع من التابعية السورية.
وتبيّن بعد التحقيقات الأولية معهم أن لا علاقة لهم بـ«التفاصيل».
وقد صرّح قائد المجموعة زهير ف. بأنهم لا يتعاطون إلا في «الجوهر».في الإطار نفسه جدّد أمس الرئيس أمين الجميّل تمسّكه، رغم كل الصعاب، بالمبادرة العربية حلّاً مشرّفاً للجميع، حتى لو اقتضى الأمر عدم الرجوع الى التفاصيل نهائياً.

22‏/01‏/2008

التفاصيل



زياد الرحباني
الأخبار عدد الثلاثاء ٢٢ كانون الثاني ٢٠٠٨
الشيطانُ يا وَلَدي
يَكمُنُ في التفاصيل
أمّا البـــــاقي فملائكـــة!
ملاكٌ في الســـــــرايا
يسرحُ في التأجيل
وَملاكٌ في معــــراب
يُمعِنُ في الإنجيــــل
وَآخـــرُ في المختــارة
يُشـبه عزرائيل
أما عمرو مــوسى
فيكره إسرائيل
والشــــيطان البــــاقي
يَكمُنُ في التفاصيـــل

12‏/01‏/2008

بعيداً (2)


زياد الرحباني
الأخبار السبت ١٢ كانون الثاني ٢٠٠٨
مخايل: خالي من الكحول.
عيسى: ما به؟مخايل: كاد أن يموت.
عيسى: وماذا فعل؟
مخايل: قرّر أن يشرب ولكن باعتدال.
عيسى: هذا أفضل بالتأكيد.
مخايل: خالي عنيد.
عيسى: وأنا أيضاً، خالي من الكولستيرول.
مخايل: ما به؟
عيسى: ترك كتلة المستقبل.
مخايل: أهَه.
عيسى: نعم وقد مُنع عن التكتل الطرابلسي وعن شتى أصناف الكتل وسُمح له بوهّابية في الأسبوع حدّاً أقصى.
مخايل: وكيف يتدبّر نفسه؟
عيسى: إنه يذوّب أبو هريرة 3 مرات في اليوم.

04‏/01‏/2008

بعيداً [1]

زياد الرحباني
الأخبار، عدد الجمعة ٤ كانون الثاني ٢٠٠٨
انتبهتُ بعد دخولي بسيارتي موقفاً للسيارات إلى جملةٍ مدهونةٍ بالبويا الحمراء على أحد حيطان المكان تقول: لسنا مسؤولين عن السرقة لا ليلاً ولا نهاراً. وقد تمَّ ترميمها ببويا بيضاء للتأكيد وأضيفت إليها كلمة: الإدارة.
نظرتُ في المكان بعض الشيء واستدرتُ بالسيارة محاولاً الخروج، فعاجلني شابٌّ يفترض أنه المسؤول عن النشاطات الأخرى غير السرقة في هذا المكان، و«خبط» بيده على مؤخّرة السيارة قائلاً:
ـــــ اترك السيارة والمفاتيح يا أستاذ وأنا أهتمّ بها.
ـــــ لا شكراً، أُفضّل أن آتيكم في أوقات أخرى.
ـــــ سيّدي يوجد مكان هنا.
ـــــ أشكرك فعلاً، المشكلة ليست في المكان، لقد قرأتُ ما تقوله «جداريتكم» هذه وفهمتُ أنكم غير مسؤولين عن السرقة لا ليلاً ولا نهاراً، ففضّلتُ أن أركن سيارتي في الوقت المتبقي.
ـــــ وأين هذا؟
ـــــ إنّه مكانٌ عظيم لن تحلم به لا في الليل ولا في النهار.
■ ■ ■
ـــــ ألا يكفي هذا المريض كل تلك النباريش الموصولة بجسده وفمه وأنفه عدا المصل والأوكسيجين، كي تكبّلوا يديه وتربطوا رجليه بالسرير الحديدي؟
ـــــ فعلنا ذلك خوفاً على حياته، خوفاً من أن يؤذي نفسه، إنه ميّالٌ إلى ذلك.
ـــــ وما به؟ ممَّ يعاني بالضبط؟
ـــــ إنّه ينازع.

01‏/01‏/2008

فداحة



زياد الرحباني
الثلاثاء ١ كانون الثاني ٢٠٠٨، جريدة الأخبار

ـ ما قيمة الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟
ـ لا يربح شيئاً.
ـ وما قيمة هذا الإنسان إذا ربح السنيورة وخسر نفسه؟
ـ يربح السنيورة نفسه ونفسك.