05‏/02‏/2015

٢٠١٥

زياد الرحباني
لم نذكر في نهاية مقال البارحة، بعد ذكر عودة الإمام الخميني الى ايران، لا ماذا غنّينا في سينما جان دارك يومها عام 1979، ولا ما كان العنوان المركزي لثورة الإمام. نحن غنّينا:
1ــــ طار الملك وطار الشاه/ طاروا بعون من الله/ صلّوا يا عمّي صلولوا/ ما كانوا طاروا لولاه/ وما في رملة بهالصحرا بتحرُكْ/ إلا بوَحي من الله. ـــــ هذا ما قالت الأنشودة، صحيح، لأننا في الشرق، والشرق هكذا حتى الآن، لكن:
2 ــــ عنوان ثورة الخميني كان: ثورة كلّ المستضعفين... هل لاحظتم أو تذكّرتم؟
لم يذكر مرّةً أنها ثورة الفرس أو ثورة الشيعة، إذن عندما حمل شعاراً راقياً مختصراً كهذا، كان يعني أنّها ثورة المستضعفين كلّهم في كلّ الأرض... ثورة أمميةٌ إذن، أي أنها كسابقاتها بكلّ بساطة: ثورة العبيد، الثورة الفرنسية، الثورة الناصرية، وأكبرها ثورة 17 أكتوبر الروسية... عال!!! وِمالو؟ لكن، من هو الإنسان أو من هي الجهة التي أنستنا أن ثورة الخميني كذلك؟
■ ■ ■
NGO
ــــ سماع هالجملة ملّا جملة، وتصوّر إنّو عميسمعها مزارع بالبقاع، لاقي دقنو عطرف الرفش تِرْم الغدا، وقّف نكش عميرتاح، وطلعتلو: «... وهذا أقلّ ما تقبل به المنظمات الشبابية في المجتمع المدني». هاي شو هالشيفرة؟ ووين عادةً بيكونوا مجتمعين؟ بجنينة سمير قصير... طيب وهول يعطيهم العافية، بس شو؟ مين؟ شو بيعملوا غير يجتمعوا هونيك، ولا بيزيدوا ولا بينقصوا، يعني كأنّن موظفين أو تابعين لشي، إنّو مثلاً للمجتمع المدني. أساساً كم مجتمع في، ببلد هالأدّ عجيبة قدّ ما زغير، وعالخارطة ما بيعود ينشاف. إنّو إذا عميجتمعوا هنّي تحديداً بجنينة سمير قصير لأنهن بالمجتمع المدني، طيب نحنا وكلّ اللي ما بيحضروا هالجمعات، بأي مجتمع هنّي؟ بمجتمع غير مدني؟ إنّو أنا شو بدّي فكّر غير هيك؟ إنّو شو عكسو للمجتمع المدني إذا مش غير مدني، عكسو المجتمع العسكري.
ــــ لَهْ شو دخّل؟ ممكن عكسن المجتمع الديني وهنّي المدني.
ــــ آآآآآآآآه! هلّأ فهمت، إي تمام هيك... ليك، اذا المجتمع الديني هوّي عكسو لهيدا المجتمع المدني، لازم فوراً يصير ويتمّ اعتماد التالي: المجتمع المدني هيدا زائد المجتمع الديني، عكسن، مش عكسن عفواً، دواهن المجتمع العسكري. وهيك بس تزبط، لأنّو رح تزبط، رح يصيروا التلات مجتمعات، مجتمع واحد عسكري. يعني ما بيعود حدا ضد حدا أو حاكم حدا أو غير حدا، وعا فترة طويلة أكيد. كلنا عسكر! وشفلي كيف رح تزبط الساعة أوّل شي، والزيبق، والقياس، شفلي كيف رح يقوى الارسال، كيف رح تختفي الى الأبد عجقة أدونيس وجونية وعبدو وعشتروت ومي المر وجورج شكّور وفؤاد افرام البستاني وستريدا جعجع والمير فاروق أبي اللمع وشارل مالك، الله يرحمن، ورودي رحمة!!! ولِي إلنا من الـ 75 عا فَرْد سحبة!!!
سياسة
العدد ٢٥١١ الخميس ٥ شباط ٢٠١٥

03‏/02‏/2015

Тбилиси | فَليَكُن □ ➞ SCRABLE *

زياد الرحباني
يا سلامَ اللهِ عليكُمُ، أمّا بعدُ يا إخوتي (يَا مَاتِخْوَتي): إنّ الإِمامَ الخُمينيَّ الّذي عادَ إلى إيرانَ مُنتصِراً وذَلِكَ مِن منفاهُ الباريسيّ، منذُ 35 عاماً «العُمر كلّو يا رب»، وقد هيَّأ للنصرِ المبينْ على عائلةِ الشاه، بواسطةِ تصديرِ أشرطةِ الكاسيت التي لا تَفْنى. وحَتّى الآن يا إخْوَتي الُّلبنانيّينَ الّذين مُصدّقين أنّها إنْقَرَضَتْ لأنّكُم، وبكلمة، رُوّادُ وطليعةُ التّقدّمِ التكنولوجي على الكوكب، إن لم نقُل في المجرّةِ!!! ــــ إِذَن بواسطةِ تيكَ الأشْرِطةِ، الفائقةِ الصِّغرِ، ومِن منفاهُ إلى بلدِهِ، ومن يَدٍ لأُخرى انتشَرَتْ في إيرانَ الشّاسِعةِ. ــــ هذا وَإِنْ يُذكِّر بشَيْْ فبِـ «لينين» العظيمِ الّذي كانَ وَضعُهُ أصعبَ وأقسى.
فروسيا مساحةٌ خياليّةٌ بالنّسبةِ لإيران طبيعيّاً وليسَ عن طريقِ المنافسة، غنّيْنا بِخصوصِهِ أواخرَ العام 1979 في سينِما جان دارك، مُنتصَفَ الشّارعِ المُوازي لشارعِ الحمراء الرّئيس، إنّما باتّجاهِهِ المُعاكِسْ ــــ وقْتَها، وكان الوقتُ أيضاً مُوازِياً لرجوعِ آيةِ الله «أمَدّ اللهُ ظلّهُ» في الطّائرة مِن مَطار شارل دغول أو أورلي، (لا أظُنُّ البحْثَ عن أيّ مطارٍ من الإثنين يفيدُ بشيءٍ أمامَ هَوْلِ النّجاح الّذي عمّتْ أخبارُهُ «المعمُورَة والمَهْجُورَة»).
* إنَّ الـ SCRABLE ــــ أَلْسكْرابل ــــ لعبَةُ أحرف وتركيب كلمات لم تَعُد على الموضة منذُ أيّام «غراندايزر» وSTAR WARS، وفيها إضافةً إلى كلّ أحرفِ الأبجديّة الأوروبيّة خاصّةً الفرنسيّة، مربّعٌ فارغ ممكنْ أن يُستعملَ مكانَ أيّ حرف.
سياسة
العدد ٢٥٠٩ الثلاثاء ٣ شباط ٢٠١٥

31‏/01‏/2015

Тбилиси | فَلْيَكُنْ ــ 6

زياد الرحباني
ما... بالنهاية، الليل هو نهار كتير معتّم... كتير يعني، والنهار حبيبنا، ليل مضوّى أخو اختو، مشعشع عالتقيل، إنو شو مفكّرن انت؟ تنين؟ إي معلوم!!! ما الجيش الإسرائلي كمان، متلك هو، أكتر الأحيان، بيتهيألي بيلخبط فيهن صاير، هاي عا زيادة التركيز، اللي مرافقها الرعب ما عم يفك عنها. إي والله، ما اللي كل الوقت ناطر، وبالو طويل جداً، منيحة جداً، ما بقا يخاف من النهار، إذا الليل وخالص منو، ما رابطهن ببعضهن... آخرهن «سكارسا»... أهلين... إييييييييييييه... أهلين بألله.
■ ■ ■
سلمى: ميّة بالميّة معَك حق. انا اللي الله كل مرة بيضرب عا قلبي، ليه؟ ما بعرف يا عيسى
عيسى: ليكي، ما انا شاعر معك، الله يعينك بالنهاية، هو ذاتو، بس انت ليكي، وينك؟ إذا بتفضلي إنو يضربك عا غير محل، جربي تبقي تقوليلو
سلمى: كيف يعني؟
عيسى: إنو بصلواتك قصدي، انا ملاحظك، دايما هيك عا جنب بتصلّي... ووو...والله بتعجبني هالشغلة فيكي... لذيذة، (وبيمشي) أخ!
■ ■ ■
غريب كيف بأوقات الشدائد، متل هالأيام اللي إلنا عم نمرق فيها ما بعرف من قديه، يعني مش إنو من الـ2005 واستشهاد الحريري، ما بدنا نرجع هلقد، لانو ما معقول ما بصدّق، ما حدا بيصدّق، مع إنو فيها تركب وما بيصرلها شي، إنو أوقات الشدائد، إذا مش الـ2005 والـ2006، ليش والـ2009 أو الـ2013؟! كيف ما ضربت إيدك بتشيل!! إي والغريب إنو بهالأوقات هيدي اللي الحياة والموت كتير قراب من بعض بيصيروا، بتزيد بشكل مطّرد: الخيانة الزوجية، فطبعاً الشخصية. انتَ بتفكّر إنو العالم مضبضبين عا بعض بيكونوا، حالة حرب، إي بس ما بيخلى الأمر، لأنو بتصير أوّل فلتة بيفلتها «المتزوّج»، أو المرتبط يعني: دغري بغلطة!!! ما حالة حرب وحياتو عا كف إيدو وممكن يولّي بأي لحظة الإنسان، فا بدّو يشوفها قبل ما يموت، مين؟ المخلوقة اللي سالبة قلبو وما عم تقول ليه ولا شو بدها فيه، ما هي كمان مجوّزة أجلّكم... إي ومين أكتر ناس بهالجو بينخانوا، هول اللي بيشتغلوا بالبث المباشر او دغري عالهوا: راديو، تلفزيون، الله اكبر! بس جماعة التلفزيون حالتهن أرَتّ، هولي بينخانوا هنّي وعالهوا، خاصة جماعة الأخبار، لانو ليه؟ ولا يمكن يتصوروا نشرات الأخبار قبل، إي فهمت كيف؟ يعني مرتو عم تقول: «أسعد الله مساءكم، البطريرك الماروني يستدعي القيادات المسيحية...” وجوزها دابك بزميلتها، اللي آخدة عطلتها مصاءبة من الأخبار، وطبعاً بيتوتي هو، فدابك فيها بالبيت وعم يحضروا تنيناتهم أخبار هني وعم يتصرفوا، عم يحضروا طبعاً مش الأخبار، عم يحضروا مرتو أيّ ساعة بتخلّص... ما في أءمن من هيك، بالعالم، أيّا، بالكون... أستغفر الله.
سياسة
العدد ٢٥٠٧ السبت ٣١ كانون الثاني ٢٠١٥

29‏/01‏/2015

Тбилиси | فليكن ـ 5

زياد الرحباني

الصهيوني وين ما كان، بالكويت أو بالجزيرة العربية، بالقدس العتيقة أو بمكة المكرمة العظيمة الصامدة على الخزي اليومي، بدافوس أو بالـ «ايباك» AIPAC، بأريتريا أو بأثيوبيا، بالمملكة المتحدة عا مين أو ضد مين ولا مرّة عرفنا، وِلِك حتى بضواحي موسكو سابقاً، هيدا الصهيوني رح يتمّ قبعو من مطرح ما المطرح مش لإلو... والنصر من وقت آخر معركة بغزة قرّب ضربة وحدة. هنري كيسينجر، بوقتها، صرّح شي بهالخصوص، عن مستقبل اسرائيل، وتمّ بعدين نفي حديثو، وغاب عن الاعلام بشكل غامض، متل كتير إشيا ممسوكة إعلامياً خاصةً منّو لهالصهيوني، من مقتل كينيدي لـ 11 أيلول، متل كتير من الإشيا الغامضة بالولايات المتحدة الأميركية.
إذاً هيدا اليهودي ــــ الصهيوني (وهيدي التسمية الأصحّ لأنّو بيضلّ في بعض اليهود بالعالم مع العرب، إنّو نعوم تشومسكي شو بيشكي؟ عسلامتو والله، مع هودي العرب الحقيقيين، جماعة الزيتون والزعتر، مش قطر أكيد أو عزمي... سقى الله عا عزمي الصغير)، هيدا مثلاً شو بيعمل إذا ما كان بالحرب؟ إسرائيل عندها وزير حرب متواصل يا عالم، ونتانياهو كان عمبيعزم اليهود الفرنساويي يرحلوا عإسرائيل لأنها أكتر أمان من فرنسا، إي والله، وطبعاً ما في يهودي ــــ صهيوني صدّقوا.
إذاً صاحبنا هيدا شو بيعمل إذا ما كان بالحرب؟ بيلفلّك تلات منتجات بحزمة وحدة، محزومين بطريقة يجبرك فيهن تلاتتهن، حتى لو إنت كزبون ما بدّك ياههن تلاتتهن. بتجي بتسأل البيّاع، الموظّف، وإذا بسوبرماركت بتصعب القصّة، وبهيبرماركت عا أصعب، وطبعاً إذا بالمول؟ ضاعوا حقوقك كمواطن عامل مجتهد مقطوع ز... قلبو. فإذا لقيتو وسألتو: بدّي غرض واحد من هالتلاتة، شو الطريقة؟ بيجاوبك: خود التلاتة وبعملك عليهن سعر. وأحيان كتير بيعملّك سعر فوق السعر اللي عملك ياه وقت حزمهن ــــ متصوّر إنت كم مرة وقديش ربحان منّك؟ أول شي عا كلّ غرض وحدو، وبس إجا ليخفّ بيعن، تلاتتهن أو تنين من أصل تلاتة، عملك أول تنازل أسعار، وبس جيت هلأ لتشتري وطالبتو بواحد وحدو، عرض عليك يعمل بعد سعر، هوّي تالت؟ هوّي رابع؟ الله العليم ــــ هيدا إنت كيف معقول تصدّقو؟ هيدا بدون ما تعرف مين هوّي لازم يكون يهودي. ما هنّي أرباب العمل عالأرض، من إيام تجار الهيكل بالانجيل المقدّس يا مسيحيين كمان، معنا إنتو؟ إي هيك منخبّركن.
معلوم إللي صار مبارح، هيدا أول ردّ على رد... على رد... وهيدا أقل شي نتوقعوا نحنا و»إياهن» من حزب الله. نحنا قلنا عا أثر عملية تصفية المناضل جهاد مغنية فليكن، وإلنا ومن وقتها بسلسلة مقالات كلها تحت هالعنوان، والمكتوب لازم ينقرا من عنوانو... دايماً.

سياسة
الأخبار - العدد ٢٥٠٥ الخميس ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٥

27‏/01‏/2015

Тбилиси | فليكن ـ 4

زياد الرحباني

لفظة «شي»، في ما سيلي، تعني = إنسان/ حيوان/ أو أي شيء آخر حتى/ الله العلي العظيم
A= a
1ــــ أي «شي» كتير سريع وكتير مركّز، بمعنى مكثّف = كتير خطير. وعلى كل شي.
2ــــ وعادةً، إذا الشي خطير عا كل شي، بيكون ضمناً خطير عا نفسو.
مثال: الضو... البصل... وإن أردتم مثلاً ثالثاً: الله سبحانه بملكه.

■ ■ ■

(حوار اجتماعي ودّي فيه محاولة تقارب في إطار سهرة).
هي: أنا تجوّزت كان عمري 21 سنة!
هو: وأنا كمان.
هي: إي، بس أنا كنت حبلة... شفت شو الموضوع، إنت شب شو الله جبرك؟
هو: إي، وانا كنت شي مروِّح.

■ ■ ■

حسناً
أوّل مقال كتب في جريدة «الأخبار»
ناصَرَ/ أنصار/ نُصرَة/ نصرَت/ مُناصِر/ نَصائِر/ مَنصورَة/ نَصَّرَ/ إنتصار/ الناصِرَة/ نَصارى/ نَصرانِيون/ عبد الناصر/ الناصِرية/ مَنصُور/ نَصَّار/ أكرم شهيّب/ نصري/ المنصورية/ أنصارية/ معتقل أنصار/ نَصر/ نَصرُالله. تَحَسََّن/ حَسَّن/ يُحسِن1/ يُحسِن2 - المحسنين (وكان الله يُحبهم)/ حسنات/ حسناوات/ حِسان/ أحسَنِين/ الحُسن/ الأحسَن/ إحسان/ حسُّونة/ سمير فرنجية/ تحسين/ حُسني/ حُسين/ حُسنية/ حَسَنين/ حُسينية/ أَحسنت/ حَسّون/ نوايا حسنة/ بالحسنى/ حسناً/ حَسَن: آه حَسَن، إنه حسن نصرالله. ملاحظة: وَرَدَ سَهواً إسمان ليسا مِن مُشتقات الإسم على الإطلاق نتيجة السهو الإلكتروني، فالسهو في بعض المقامات قد يكون مسيئاً للمشتقات الحَسَنَة. لِذا عُذراً مِنَ القُرَّاء... والأمين العام.

■ ■ ■

قال لي الدكتور البروفسور رحمه الله حاتم الصبّاح: دايماً المريض بس يجي لعندك، بيكون معو حق باللي عمبيقولو، لأنّو شو إلو غاية يكذّب. موجوع الانسان وطارق مشوار. حدا بيصرلو يكون رايق وما في شي عميوجعو، ما إشبو شي يعني، باللوج، بيطرق مشوار من صيدا عالنبطية ليجي يشوفك، وإنت طبيب؟

سياسة
الأخبار - العدد ٢٥٠٣ الثلاثاء ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٥

24‏/01‏/2015

Тбилиси | فليكن ـ 3

زياد الرحباني

«كيف فيك تعرف إذا واحد كريم وهوّي ما معو مصاري؟». أنا واقع بمشكلة من هالنوع، عرفت كيف؟ أنا، مثلاً/ أنا كريم بس بدون إثباتات حالية. كان في إثباتات بوقت كان معي مصاري أكتر من هلأ. بس كون المصاري بتنصرف، إنت بتعرف هالشي، ما فيي قضّيها عمأحكي عن إشيا ماضية أولاً، وتانياً، إنصرفت قلتلك، هلأ صار مطلوب غيرها، عندي وعند اللي صرفوها متلي. هلأ بيفضّلوا غيرها أكيد إنّو إتكارم بعد مرّة، عن إنّو يشهدوا على كرم ماضي. ما في كرم ماضي، بفتكر كرم ماضي، هيدا اللي طلع التاني بستار أكاديمي.
ــــ لا ولي، هيداك ماضي مجبّر! كرم ماضي هيدا اللي بيعمل توقّعات.

■ ■ ■

(حوار بين بيّاع جرايد بيبسّط بشوارع بيروت من زمان، من أوّل إيّام الإنماء والاعمار، وبين واحد بيضّل عندو، ولا مرة عرفت شو بيعمل غير إنّو بيقعدلو عا كرستو بس هوّي يقوم. والكرسي يعني، ما بقا ممكن يكون إسمها كرسي... عيب. عمرها ما/ ما بتنعطى عمر، إنّو شي أبدي بأقلّ تقدير. وإجا البيّاع آخر بعد الضهر، بس وقف البيع، جمّع الجرايد الباقية وضبضب حالو، فقام صاحبو عن الكرسي، فقرّب هوّي وفكّ شقفة مبيّتة بجلد يُفترض إنّو ضهرها)
ــــ لشو فكّيتلها ضهرها؟ عا شو فزعان عليها؟
ــــ لا، مش منشان الكرسي، منشان ما حدا مارق بالليل يسرقها.
ــــ شو هيّي؟
ــــ الكرسي.
ــــ شو عمتحكي؟ معقول حدا يسرق هاي الكرسي؟
ــــ إي في، إمشي. إنتِ عارف قديه طلع معدّل الناتج القومي آخر سنة 2014؟

■ ■ ■

(واحد فاتح بار، وطبعاً بيسكّر بِتِرِم معين، وحابب يكون دقيق، عالبكلة. وفي واحد سهران متل كل ليلة قاعد وحدو عالبار وإجا وقت التسكير)
الرجل: شو؟ خير؟
صاحب البار: بدّي سكّر... إتنعش (ودلّو عا ساعة معلّقة).
الرجل: بتعرف إنتِ؟ مش لازم يجي يشرب عندك الواحد، إنتِ لازم يجي لعندك يزبّط ساعتو.
صاحب البار: قوم.
الرجل: ليك؟ ليه ما بتصير تجيب منبّهات وتبيعها... ساعات زغيري سواتش، وفي عندك هون زاوية حايدة بتحطّ فيها كروتة «زيد» تشريج، وفيك حدّن تشرّج يونيتس خلوي، ولا مرة فكّرت فيها؟
صاحب البار: ليش إنتِ تاركلي وقت فكّر فيها؟ قوم إنقلع!
الرجل: لحظة بشرفك، آخر بلعتين.
صاحب البار: خدو معك.

سياسة
الأخبار - العدد ٢٥٠١ السبت ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٥

22‏/01‏/2015

Тбилиси | فليكن ـ 2

 زياد الرحباني

الجولان أرض مقاومة/ المقاومة: إلى الجولان در/ «فضّ الاشتباك» انفضّ الى غير رجعة/ القنيطرة على تقاطع التفاوض الايراني ـــ الأميركي/ الجنوب يزفّ شهداءه/ المقاومة: مرحلة الجولان/ إنجاز تكتيكي يتحوّل الى عبء استراتيجي!/ لا تداعيات للعدوان على حوار المستقبل وحزب الله/ زيادة الضريبة على البنزين باقية/ في مأزق الحوار السوري/ سوريا: الحلّ السياسي عنوان مضمونه حرب/ التكفير بين «داعش» والأزهر... (يا حبيبِي!!)/ الحوثي لهادي: أربع مطالب (تمت الموافقة عليها اليوم ــــ البارحة).
كانت هذه عناوين جريدة «الأخبار» البارحة، وليوم سعيد واحد مليء بالأمل والاسترخاء، كما هو أكثر من جليّ وأشهر من أن يُعرّف!!! إننا «عن جد» في مرحلة تاريخية لا نُحسد عليها، وعلى أمل أن تكون الأجيال القادمة أكثر حظّاً، وقد تفرّغت كليّاً للمناجاة بالواتس آب والإنستغرام كما والسيلفي، وطبعاً بالفايسبوك «عندما يأتي المسا».
ملاحظة 1: وأظنّ أنها غير ملاحظةٍ كثيراً لدى الأكثرية: لا ذكر لكلمة فلسطين واحدة في أيّ من العناوين، ولكن، وللتذكير، تظلّ هي الأساس، وكل ما نعيشه، كما تعيشون وترون ــــ من الذيول. كبيرة جداً تلك الذيول، لا أعرف إن كان لا يزال ممكناً تسميتها كذلك.
ملاحظة 2: كانت هذه العناوين، عناوين صحيفة واحدة على الأقلّ.
ملاحظة 3: ما زلنا يوم الأربعاء (البارحة)، أي منتصف الأسبوع، الله! الله الله!! الله أكبر!!!
■ ■ ■
(محكي) مدام لور، جرّبي تقلّلي، أو أحسن كمان، تلغي استعمال الريموت، ولاحظي كيف رح يقلّوا مشاويرك عالـ gym، ولاحظي كيف إذا بكرا، لغيت الحضارة الريموت، ولسبب معيّن تجاري أكيد، «رح ترجع» ـــ «مش رح بتصير» (ما هوّي الماضي يوازي المستقبل بالحركة الثلاثية المدوّرة اللولبية للتاريخ... إنتي شو بدّك بهالقصة) ــــ رح ترجع صحّتك وكَسمِك، موديلك كلّو عا بعضو أشلب، فِرجة رح بتصيري، بدون جهد ولا ريموت. ليش اذا بيرجع بثّ التلفزيون بالليل حصراً، يعني متل ما بلّش (الماضي = المستقبل)... أوه!!! وخدو عا إنتاج وعا تطوّر وعا ثورات.
الـ gym: النادي الرياضي
■ ■ ■
كل حياتها الحياة: قصير قدّام، طويل ورا، عَ شو زعلان؟ شو باك؟ وإذا قصير؟ ما طلعت واقف قدّام الكل، والأطول كلهن وراك، شو بدّك أفضل من هيك؟! سدّ نيعك وحاج تِنعي... شو، شو؟ مرتك تركتك؟ وتتركك، بلاد الله واسعة ومِتلانة نسوان من كل شي في قياسات، ما شو عمنحكي؟ عمبقلّك سدّ نيعك، سد بوزك طيب.
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٩٩ الخميس ٢٢ كانون الثاني ٢٠١٥

20‏/01‏/2015

Тбилиси | فليكن...

 زياد الرحباني

(فصحى) العنوان: بعد الضربة الموجعة جداً أول من أمس، هاج الجميع، كلنا، والاسرائيليون أيضاً، كما الأميركيين*، سعداء ومرعوبين. أكيد، ومرة أخرى، حزب الله سيردّ، لكنه لن يردّ فوراً، وهذا طبعاً ما يبرّر الرعب عند غيره. إن ما هو أقسى من الرعب، القلق، فهو، «طبياً»، كذلك، أولاً لأنه أطول زمنياً، وهو رعب، إنما من مجهول. أما الرعب وحده فمصدره محدّد.
* الأميركيون أيضاً سعداء ومرعوبون. كانوا كذلك منذ نهار السابع من الشهر الحالي، ولم يزالوا!!! طبعاً، فرعبهم قلق الآن، وعن القلق: تحدّثنا أعلاه.
■ ■ ■
(محكي)
ــــ ليه الشيعة متنوّعين الطباع والعادات والنموذج الإنساني أكتر؟
ــــ لأنّو عندهن باب الاجتهاد مفتوح، مش مسكّر...
■ ■ ■
لاحظتوا شي مرة قديش مفهوم الأممية مترجم طبيعياً بالموسيقى؟ هيدي اللغة الوحيدة اللي ما فيها ولا حرف، وتلقائياً بيفهموها كل العالم عَ بعض... ممكن مع بعض الحركات بالإيدين والإشارات بالجسم، وبعض السرعات المختلفة، و»الضوضاء» حتّى.
■ ■ ■
هلأ بس حدا يطلب منكن إنّو تشدّوا حالكن كمواطنين يائسين ومستسلمين، مش إنّو يعني بتقوموا دغري بتدوّبوا فيتامين سي وبتسفّوا حبوب حديد، وبتقرطوا وراهن حمّام!!! لا حبيبي، المقصود إنّكن تجرّبوا تكونوا أو تصيروا زِلِم. شباب ونسوان، تجرّبوا توقفوا أول شي من هالقعود المتواصل اللي هوّي من أسباب اليأس والاستسلام، من أسبابو مرّة، ومرّة من نتيجتو، دوّيرة يعني، إي لكن!
***
إذا فكّرت صوب الساعة تلاتة بعد نص ليل إنّو بدّك تصوّر الفجر، يعني ومع كل التقدم العلمي ــــ التكنولوجي، وتطّور البرمجة المسبقة خاصة، فيك غير تقعد تنطرو... لأ. إي روح بلّط البحر بهالوقت عأساس إنّو هاي أهون بكتير!
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٩٧ الثلاثاء ٢٠ كانون الثاني ٢٠١٥

17‏/01‏/2015

Тбилиси | عاجل ــ خطر الموت (ملحق)

زياد الرحباني 
 
… وَعُدت وتسرعت مرة أخرى وذكرت في نهاية مقال (عاجل ــ خطر الموت 3) أنه يتبع يوم السبت، أي اليوم. لكن ما حصل البارحة واليوم، وعلى امتداد اليومين حتى ساعة كتابة هذا المقال، كان حجمه ايضاً اكبر من المتوقع.
أ ــ فرنسا / بلجيكا: احداث لم يحالفها الحظ اكثر، لذا لم تتحول إلى شارلي ايبدو ثانية، وذلك في أقل من 10 أيام ــ هي بالضبط 9. وهذا مريع بالنسبة لأوروبا على العموم، بدليل:
ب ــ التدابير الأمنية الاستثنائية على كامل التراب الاوروبي، هذا بحسب ما اعلنت شاشات التلفزة جميعها والنت والصحافة المكتوبة والإذاعية.
اعددها لاننا عادة نعتمد على مجموع ما يصلنا عبرها. وهل سنعرف أكثر مع كل العمل الاستخباراتي العالمي؟ ربما هي اكثر واوسع بكثير مما يصلنا. بدليل أنها شملت هولندا وخاصة ألمانيا، وجعلت بريطانيا العظمى تتسامح مع بعض الأصوات المسلمة والمستقلة، فتدعها تعبّر بما مفاده أن حرية التعبير مقدسة صحيح، لكنها لا يجب ان تستفز المقدسات، والمقصود: الدينية. بريطانيا التي، ولسبب معقد شرحه هنا،تحوي وتؤوي تاريخياً اكبر عدد من رجال الدين الأصوليين اللاجئين المطلوبين في بلاهم. وهل عرفنا يوماً إنْ كانت تؤويهم فقط، ام ترعاهم؟ وهل سنعرف وهي، أي بريطانيا، أقدم وأعرق الضالعين الفاعلين في شرقنا الاوسط والأقصى؟ من بريطانيا حتى الهند مروراً بباكستان إلى غاندي رحم الله ترابه.
ملاحظة: يتبع الثلاثاء، هذا إن لم يحصل ما يستدعي استنفار وزير الداخلية والبلديات السيد نهاد المشنوق والفهود تساندهم بعض وحدات الجيش اللبناني المتخصصة... تبدو هذه الفكرة الآن قريبة إلى المزحة... كما شئتم. هل تذكرون قول: ويخلق الله ما لا تعلمون؟ وهل كنتم أساساً قبل 7 كانون الثاني تعملون؟
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٩٥ السبت ١٧ كانون الثاني ٢٠١٥

13‏/01‏/2015

Тбилиси | ملاحقات متفرّقة

زياد الرحباني 
 
ــــ 1 ـــــ
توضيح (تابع عاجل ــــ خطر الموت) نظراً لفداحة ما حصل في فرنسا، ولما ينتظر أوروبا ضمن ما يحصل تقريباً أينما كان على الكرة الأرضية، منذ فترة وبإذن الله، من أوستراليا الى هامبورغ البارحة (إفتعال حريق في صحيفة)، الى نيجيريا حيث أن فتاة يافعة اقتحمت مطعماً وفجّرت نفسها بصفتها انتحارية، الى حرق صحيفة، أيضاً، أخرى في بلجيكا، الى اعتداءات المتطرفين البيض في الدنمارك على تجمّع عروبي، والآتي ألعن على الدنمارك، كما أظنّ، والدول الاسكندينافية الموصوفة تاريخياً بالهدوء واللاعنصرية... ألخ.
لقد استطاع معدّ هذا السيناريو الذي، وعلى طريقه، يكره على الأرجح تسامح تلك الدول، تصدير العنصرية والانقسام الديني لا الطائفي، وقد وصل الى حدود فنلندا، ولمَ لا، فهو في أوكرانيا أساساً، ويفكّر بالوصول الى جارة أخرى لروسيا التي عينه دوماً عليها، خوفاً على عهد القيصرية وما حلّ به منذ الثورة البولشفية، عينه على لا مكان، سوى على البعبع القديم ــــ الجديد.
(يتبع غداً)
■ ■ ■
(محكي) إذا بدّك الزبالة ما تعمل ريحة كتير، بدّك تخلّيها هيّي كمان تتنفّس. يعني ممنوع تسكّر عليها، بس هيدا شي غير مستحبّ لأنّو إلو ذيول أكبر من الريحة. فلمّا رح تتنفّس الزبالة، إنتَ ما رح يعود فيك... طبعاً.
■ ■ ■
أيّا هوّي أصعب: إنّك تعقُد الحبل أو، مثلاً، تعقّد القصة والوضع، أو إنّك تحلّن أو تحلحلهن لَنّو؟ أكيد أصعب إنّك تعقّد، ومن هيك مغري التعقيد للبشرية أكتر من الحلّ، بوجود متواصل وغريزي للأنا. بعدين، وبكلّ بساطة، الحلّ أو الحلحلة أصعب صحيح، بس التعقيد أسرع وأقوى. ليه؟ لأنّو كمان، وبالبساطة نفسها، هوّي بيحصل دايماً قبل! يعني هوّي رقمو 1 والحلّ رقمو 2.
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٩١ الثلاثاء ١٣ كانون الثاني ٢٠١٥

12‏/01‏/2015

توضيح

زياد الرحباني 
 
إن مقال اليوم، ولأسباب خارجة عن إرادتنا، ستنشر غداً الثلاثاء في 13/1/2015. وبالمناسبة، سوف يصبح موعد نشر المقالات أسبوعياً كالآتي: الثلاثاء ـــ الخميس ــــ السبت.
شكراً لكم
■ ■ ■
(محكي) مين أكتر واحد بيعذّب حالو؟... هوّي!
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٩٠ الاثنين ١٢ كانون الثاني ٢٠١٥

10‏/01‏/2015

Тбилиси | عاجل ــ خطر الموت (ملحق)

زياد الرحباني 
 
الملحق عبارة عن معطيات نضعها ويجب بشكل او بآخر تفهمها إن كانت الموافقة عليها صعبة، وذلك لفهم هذا التحليل الذي مهما قلنا، سيبقى عبارة عن رأي، أي ما توافقتم تاريخياً على تسميته: ذاتية. حتى هنا، لا أظن أني أخالف أي حقيقة متعارف عليها. اما الآتي، فقد لا يعجب الجميع، كمثل المعطى الأول: لا وجود للموضوعية. لا يوجد سوى الذاتية، وعكسها ليس بالموضوعية، بل الوقائع الثابتة، أي التي حصلت وأصبحت فور حصولها من الماضي.
المعطى الثاني: لا يمكن ان اكون ملتزماً بفكرٍ ما، وموضوعياً. هل جون ماكين موضوعي؟ كيف؟ هل جون بولتون موضوعي؟ هل إنسان على شاكلة ديك تشيني ــ أزاح الله ظله ــ يُعقل ان يكون موضوعياً مع كل ما اقترفه في العراق العزيز؟ في العراق only، من دون أن نخوض في باقي الخريطة؟ وبالمقابل، هل يمكن ان يكون لافروف موضوعياً؟ كلا.
هل يمكن لفلاديمير بوتين ــ وأميركا التي هي قارة مستقلة إسمها أميركا قررت ان تصبح موجودة على الحدود الاوكرانية ــ الروسية أي في قارة أخرى اسمها أوروبا!!!؟ ــ هل يمكنه ان يكون ولأجل الأخلاق العامة التي ما حطّت يوماً على الأرض، موضوعياً؟ نرجوه ألا يفعل!!
المعطى الثالث: العالم مقسوم وفي عالم مقسوم، لا يمكن أي بلد كان أن يكون على الحياد. وتاريخ مجموعة دول عدم الانحياز يساوي الضرب برقم واحد، أي: يأخذ أحد طرفي النزاع العالمي قراراً فنضربه حسابياً بدول عدم الانحياز، فيساوي: قرار X ١ = القرار نفسه. أي أن هذه الدول توازي الموافقة على كل ما يقرره أحد المتنازعَين. فكيف هي إذاً عديمة الانحياز؟ -----> خطأ.
المعطى الرابع: وهو مرتبط لزاماً بما حصل في فرنسا ــ اوروبا خلال الثماني والأربعين ساعة الاخيرة. في فرنسا أكثر من خمسة ملايين مسلم، وتعداد الفرنسيين الإجمالي الرسمي: ٦٦ مليون إذا كان المسلمون مواطنين، وما زالوا رغم ما حصل. أما إذا أصبحوا عرباً مسلمين قصدوا يوماً الأراضي الفرنسية، فيصبح تعداد الموجودين على الأراضي الفرنسية: ٦١ مليون فرنسي + ٥ ملايين عربي مسلم وافد.
المعطى الخامس: من المؤكد ان الآتي على أوروبا أعظم، وأعظم الأعظمين عندما نجيب على السؤال الاول في المقال الأول ضمن هذه السلسلة، والذي كان: «ما هو برأيكم السبب وراء الموجة العارمة التي انتشرت في اوروبا من اعتناق للاسلام أو التوجه إلى البوذية ابتداءً من نهاية السبعينيات؟». وأضيف اليوم أنها ترافقت مع ما سُمّي وقتها: احتفالات وودستوك في الولايات المتحدة الأميركية ... الله اكبر!
( يتبع الإثنين المقبل)
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٨٩ السبت ١٠ كانون الثاني ٢٠١٥

09‏/01‏/2015

Тбилиси | عاجل ـ خطر الموت 2

زياد الرحباني 
 
اكتشفتُ صباح اليوم وبعد متابعة توالي وتسلسل الأحداث المتداعية في فرنسا ــــ أوروبا (ليس فرنسا ــــ لبنان أكيد)... إنها أوروبا يا ناس، إنها ضاحية باريس وليست ضاحيتنا. وقد حصل أمس فعلاً أن التبس الأمر على زميل لي في العمل كان يمرّ بالقرب من التلفزيون المفتوح على «فرانس ـــ24»، وسمع جملة تنتهي بـ «تدابير مكثفة الى الضاحية»، فسألني: الضاحية الجنوبية؟ فقلت له طبعاً: لا، ليست الضاحية الجنوبية، وعدت الى متابعة القناة، وبدأت أنتبه الى «الشبه ــــ ورطة» التي أدخلتُ نفسي فيها، أو أنني تسرّعتُ في التعاطي مع ما حصل مباشرة بعد حصوله.
غلطتي، ربما، أنني اتكلتُ بشكل مبالغ فيه على الحدس السياسي، فسمّيت حادثة شارلي أيبدو: الاعتداء ــــ المحطة، وإذ باليوم التالي يبدأ حوالي الثامنة صباحاً بإطلاق نار على الشرطة على أطراف ضاحية باريس ــــ هذا غير المجزرة داخل صحيفة قبلها بيوم. هل صدّقتم؟ هل فهمتم؟ معقول؟ طبعاً معقول، فهذا قد حصل بكل تأكيد وحيرة، حصل بكل أسف ومنطق متوقع أن يتمّ... عدا الاستنكار الطبيعي، فحيثما يكون القتل والضحايا، الاستنكار دوماً ضرورة متلازمة تابعة للأخلاق والانسانية والدين!!! هذا الدين الذي بسببه بالضبط يتذابحون ويتقتّلون في كل مكان ويومياً، وآخره في فرنسا ــــ أوروبا اليوم.
مما لا شك فيه أن الكتابة في هذا الموضوع ستكون منقوصة، متردّدة أو مضعضعة، لأنها مهما استشرفت فالحدث ــــ الواقع أسرع منها طبعاً. والمتابعة كانت لتكون أفضل ربما في إذاعة أو تلفزيون لأنها تستطيع أن تتزامن مع الأحداث، فالصحف تصدر مرّة في اليوم. إن الجو أقرب الى ما يسمّى: مكتب التحرير وتوالي الفلاشات. لكن، مما لا شك فيه أن مجموعة من النقاط ممكن أن تسجّل حتى اليوم، أي البارحة مثلاً، ومنها:
1ــــ لن يشذّ بلد أوروبي واحد عن التدابير الأمنية والاجتماعية (وهنا الدراما بعينها) الاستثنائية، وعن اتجاه الى فرز البشر، خاصةً من كانوا من المواطنين حتى وقوع المجزرة.
2ــــ إن إعلان Benetton التلفزيوني الشهير أصبح كذبة من الماضي، هذا الاعلان الذي اشتهر بتصوير وجه انسان على حجم الشاشة، تتوالى عليه كل أنواع وألوان وأصناف الوجوه على الكرة الأرضية بغية القول: الانسان واحد أينما كان وكائناً من كان، ومجمع على ملابس Benetton ــــ هذا انتهى يوم 7/1/2015. وعاد المجد والعزّ لعالم السيمياء، ولتفرّس الناس في وجوه بعضهم البعض لمعرفة الأصل والمنشأ من أساس الأساس، فالمواطنة هنا لم تعد تعني أي شيء. للتذكير، كان هذا أهم سمات العصور الحجرية، أو ما بعدها بزمن، لا وقت الآن حتى للتدقيق أكثر.
3ــــ إن الادارة الأميركية البعيدة كل البعد جغرافياً وحضارياً عمّا يحدث سعيدة على الأرجح، وهي أكثر من يعرف لماذا، لكنها سعيدة ومرعوبة!!! إن أميركا دوماً مرعوبة، ومن كل شيء، حتى ما قبل 11 أيلول. أنظروا كيف ترعبها تجمّعاتها، لذا فهي سريعة في اطلاق النار، لكنها في نفس الوقت تتقن الغشّ طبعاً، وخاصةً في الاعلام، كما تتقن التمويه والانكار والتعالي.
4ــــ إن من حرّك تاريخياً، بدءاً بالشرق الأوسط ومن بعده الأقصى، القوى الدينية غير المسيحية ودعمها مع أنها لا تمتّ اليه بأي صلة وبعيدة كل البعد عن مجتمعاته المتعدّدة، والتي تصل الى طائفة المورمون المسيحية مثلاً، الطائفة التي قد تتفهّم داعش وفروعه أو فروعها، ذلك لو أفسحت لها الادارة المركزية الأميركية أكثر مجال المعرفة والاطلاع، لكثرة أوجه التشابه في القناعات الدينية والممارسات الخاصة ــــ إن هذا الذي حرّك بكل برودة وعنجهية وثقة وحتّى استلشاق مصدره حصراً قوّة وسطوة السلاح الثقيل جداً وحصراً (ليس عسكره أبداً)، هو اليوم أول المرعوبين، هو اليوم من يمكن له أن يربح أوسكار الهلع! يا لها من ايام تنتظرهم وتنتظرنا.
(يتبع غداً)
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٨٨ الجمعة ٩ كانون الثاني ٢٠١٥

08‏/01‏/2015

Тбилиси | عاجل ــ خطر الموت 1

زياد الرحباني 
بما أنّ شرح خلفية ما حصل من اعتداءٍ مسلّحٍ منظّمٍ جداً وسط العاصمة الفرنسية، أي وسط القارّة الأوروبية، ولأن الخلفية ليست آنية فقط أو مباشرة، بمعنى أنّها ردّة فعل على رسوم مهينة للنبي أو للإسلام عموماً، ليس إلا... لذا فهي بحاجة للرجوع أكثر في تسلسل أحداثٍ كبيرة، وربما متباعدة نوعاً ما في التاريخ الحديث الماضي، تصل الى سبعينيات القرن الماضي، إن أردنا أن نرى ما ينتظرنا بعد هذا «الاعتداء ـــ المحطة». وبشكلٍ أقرب إلى الوضوح، نكتفي اليوم بطرح مجموعة من الأسئلة التي قد تبدو غير مترابطة، ربما، لكنّ الربط الكبير الظاهر بينها هو أن معظمها حصل في الفترة الزمنية نفسها:
أولاً ـــ ما هو برأيكم السبب وراء الموجة العارمة التي انتشرت في أوروبا من اعتناقٍ للإسلام أو التوجّه نحو البوذية ابتداءً من نهاية السبعينيات؟
ثانياً ــــ من هي الجهة الدولية أو النافذة المصرّة على إبراز الصورة الهمجية البدائية للدين الإسلامي، في مقابل حضارية الدين المسيحي بشكلٍ عام؟ وبما يفيدها ذلك، أو يفيد أو يؤدّي إلى ماذا؟ وهذا هدف لا يجوز التلاعب أو التجريب به، لأن فيه مسّاً بعامل كبير قديم قدم التاريخ، ألا وهو: الدين... أي مفهوم الله المتعدّد لدى الشعوب، التي تضطر في النهاية للتسليم بشيء واحد كي لا تعود إلى حروب دينية قد تفني الجميع على الأرجح، وهو: أن الله واحد (وكلّ على دينه الله يعينه).
ثالثاً ــــ هل يوجد طرف يريد إخلاء أوروبا من المسلمين؟ وإلى أين يتصوّر أنهم قد يهجرون؟ وهل هذا وارد بعد أم واقعي أم ممكن؟ ألا يبدو خيالياً لشدّة غباء أو جهل أو استهتار من هو خلفه؟
رابعاً ــــ هل فكّر أحد في تشابه الشكل في الإعلان والأداء بين تنظيم القاعدة وسرّيته وتنظيمه وبين حركات اليسار المتطرّف أو ما سُمّي وقتها «اليسارَ المغامر» في أوروبا تحديداً، وذلك بين الأعوام 1970 و1997 تقريباً، منظمات كـ: «بادر ماينهوف» (ألمانيا)/ «الألوية الحمراء» (إيطاليا)/ «العمل المباشر» (فرنسا)/ إلخ...؟ هل فكّر أحد في القاسم المشترك الأساس بين متناقضين كهذين؟ أي تطرف يساري وتطرف إسلامي؟
خامساً ــــ هل لاحظ أحد الترابط أو التزامن بين انهيار الاتحاد السوفياتي الأخير في عام 1992 وتوالي تفكّك عدد من البلدان الأوروبية الشرقية، تفكّك بمعنى انفضاح تركيباتها الطائفية والإثنية الأساسية على الملأ، من الشيشان إلى تشيكوسلوفاكيا إلى رومانيا إلى ألبانيا إلى يوغوسلافيا إلخ... بلدان ما كنا نعرف يوماً دين أي مواطن ينتمي إليها؟ وهل كانت عودة هذه الشعوب إلى أصولها الدينية مفيدة بشيء سوى القتل والتشرذم والإفقار وانفراط الدول؟!
(يتبع غداً)
دوليات
الأخبار - العدد ٢٤٨٧ الخميس ٨ كانون الثاني ٢٠١

05‏/01‏/2015

Тбилиси | يلّا... انشاالله خير

زياد الرحباني 
 
السلام عليكم ببداية الـ2015. خلصت الاحتفالات هلق. والسهومة والفرقيع والألعاب النارية الخيالية كلفتها ببعض العواصم، والبعض منها بيستعمل المدفعية كمان، إي نعم! انبَسَطْتوا؟ انشاالله تكونوا انبسطتوا. كانت فعلاً الاحتفالات رائعة وأكيد إنو كل فقير كان قاعد ببيتو من بعد ما صار في عندو تلفزيون، تفرّج عليها بصمت... بصمت أكيد لأنو مش ممكن يعيّط عا ولادو إذا شايفين عالتلفزيون هالشي، وعم يتفرجوا مبسوطين بالمناظر، مش قصدي هون بس، ما هيدا التقليد بيعمّ العالم كلّو، وكل سنة قال.
شو فيه يقلّهن البَي لولادو عن هالهدر للمال إللي اسمو ــ بجدارة ــ حرام... اكيد حرام طالما في مكان عالكرة الأرضية إسمو بنغدلادش، بيلخّص غضب الطبيعة وغضب الرأسمال الوحش مع بعض. وليه؟ الله بيعرف! انشاالله يكون الله، انشاالله يكون بيعرف. إذا ولَد سِنغابوري قاعد عالأرض قدام التلفزيون، وانتبهوا، ممكن الأرض تكون كلها مَي، ونُصها رمل، وسعيد المعتّر بقوة هالاحتفالات، وهي هيك فعلاً. ما الدول بتعمل جهدها لتكون هيك. هيدا الولد شو بدّو يقلّو بيّو بهالليلة عن تدنّي المعاشات بالنسبة للأسعار، عن ظروف العمل البدائية وحتى الحيوانية. كيف هالولد السعيد بالغلط، واللي زغر عمرو هو التفسير الوحيد لهالسعادة، اللي أكيد مش محلها بهالبيت بسنغابورة. كيف رح فيه يفهّمو إنو في ربط بين الاحتفالات الكافرة بالدين والمجرمة بالعِملة والحياة؟ وهالاستغلال المتصاعد بدل ما يتراجع مع تقدّم الانسان والعِلم... مش غريبة يا ناس؟ متل قلّتها إنو اليوم بالـ2015 تغيّر الإنسان؟ إنو إذا لِبِس بدلة من عند آيشتي، او كافاللي ــ فرع نيويورك، شاكّين إنتو إنو بعدو حيوان؟ ماشي... طْلُبوا منو يشلحها وتأكدوا... يشلحها ويرجع يقعد ورا مكتبو بالطابق 57. اول شغلة رح تشوفوها هيي تعابيرو هو وعم يفاوض، كيف كلها إلها علاقة بالأكل وهو مدير بشركة دودج... ما بدّو شي إلا أكتَر وأكبَر، ما إنتِ ليك هالبناية اللي مكتبو فيها بالـ57 واللي بعد في شي 30 طابق حيوانات فوقو، هيدا مش بس بدّو اكتر واكبر، أكتر وأكبر وأعلى. انا ولا مرة فمهت لشو مبدأ ناطحات السحاب، غير اعتداد الانسان وغرورو، أساساً في شعار أمركاني مركزي بيقول «Think big»، أي «فكّر كبير»!!... أيواااااااااا، مش زغير؟ انتبه بابا، الفرق كبير، بين شو وشو؟ بين الكبير والزغير.
هلق مشي الحال، فاتت الـ2015، واللي انبسطوا بالاحتفالات هني كمان خلصوا، ما بيهمّ، المهم إنو هلّق رجعنا لكل شي ما خلص وإلو سنين هيك، إنما هيئتو ما بقا كتير مطوّل ليخلص. هالمرة في أمل، مش أمل، بلّشت الخربطة بالنظام اللي كان بعدو باقي، أكيد! يا ريت نحنا كشعب منقرا أكتر، نحنا من قبل الانترنت ــ ما حدا يحط الحجّة بالانترنت ــ نحنا أصوليين بالجهل، نحنا أورثوذكس بالجهل. عنا تاريخ عريق يعني. وهيدا ما كتير معروفين فيه، قد ما العناد مغطّى وناجح. طبعاً سابقو للجهل علماً إنو كتير مترابطين ودايماً مدري ليه بيجوا مع بعض. لأ امبلى، ما الانسان عدو ما يجهلو، من هيك بيصير عدائي مستنفر عا أي شي، وشي ما رح يعرفو طبعاً إذا ما سلّم عليه، أو قِري عنّو. نهاية الامبراطورية الرومانية ــ الأميركية، مش إنها بلّشت، هلق ظهرت أوضح للّي ما كانوا لا بيقروا ولا بيصدقوا. بلّشت بشهادة طليعة واسعة من المفكرين الأمركان، وآخرهم علماء بالناسا حتى، وصل الحد مع البعض منهن يسأل: هل معقول تكون الشيوعية (الاشتراكية) هي الحل؟! إي والله يا سيّد فتّال، يا سيّد مكتبي، إي والله يا شيخ بيار الضاهر، ينعاد عليك! إنتِ وحضرة الوليد... إي نعم، مسيو روجيه نسناس. صدقوني إنو السيدة أنجيلا ميركل كان وجهها خير. انتو كمان ما بتقروا. يا ريت بتقروا أكتر بس لمَا تتفاجأوا...
(يتبع الخميس)
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٨٥ الاثنين ٥ كانون الثاني ٢٠١٥