31‏/10‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [3]

زياد الرحباني
ما كدنا نرتاح من محاولة اغتيال الدكتور سمير حتى واختصاراً ودون الدخول في تفاصيل ما بين النهرين، قُتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه على حاجز للجيش اللبناني الأسير، والأسير عكس الحرّ، في منطقة العكار ــ مفرق الكويخات. عند هذه الحادثة أظن أنه يجدر بنا أن نعود الى أصل الحادثتين: «وردة عمري» وكويخات الثنائي الحرّ خ. الضاهر وم. المرعبي، فقد وقع قبلهما حدث بأهميتهما وربما أكثر وعلى علاقة بنفس الفريق الذي هو فريق حاكم حتى لو كان في المعارضة، وهو بالمناسبة حرٌّ وحرٌّ وحرُّ، أما السيدة ماجدة الرومي فحرّة.
إن كل من لا ينتمي الى قوى 14 آذار ـــ وكلمة قوى توحي لي دوماً بأن هنالك فعلاً قوى وأكاد أصدّق في بعض الليالي، وعندما أصحو في الصباح أجد أن حتى قوة واحدة لم أجدها طوال الليل ومحاولة فهمهم في الليل لا قوّة، ولا حول ولا قوّة. فمن أين هذه القوى يا ولدي؟ ـــ كل من لا ينتمي الى قوى 14 آذار هو برأي القوى هذه الافتراضية حتى الآن والمدججة بالإعلام والمحاطة بشكل خاص بالمنظمات المدنية «غير الحكومية» ــ ينتمي إلى مجموعة من الأغنام الأسيرة الرأي والقرار والموقف. أما نحن في 8 آذار في يوم المرأة العالمي المقهورة المقموعة المسلوبة الحقوق المخالفة لكل قوانين السير والهواتف المحمولة والسمّاعات والآي فونو والآي فيك والآخ يا ربّ، لا منظمات لدينا سوى فقهية فارسية أو عربية سورية وهذا أصبح مؤسفاً لقوى 14 آذار ـــ التي تحتفل بمناسبة اليوم العالمي للكلى في كلى الحالات أكان سعد أم لم يكن، أكان باسم السبع وعقاب جماعي صقر (الاسم الثلاثي) أم لم يوفقا بحجوزات للعودة ـــ والباقي من منظماتنا هي عكس منظماتهم المدنية أي حِكماً عسكرية، نعتقدهم بالمقابل أسرى السفارة وأسرى التزاماتهم غير الممكن الوفاء بها ووعودهم لجماهير «كَشَّتْ» على مرّ السنين كما «يكِشّ» القطن في الماء الساخن. هم أسرى رسائل فيلتمان النصيّة وقد شهد لهم «ويكيليكس» على طول المصداقية الشريفة وعرضها وعلى كل الشاشات الموتورة بهم أو ضدهم.
أعتقد أن صفّ الأحداث بالترتيب الذي سيأتي تباعاً سيسهّل هذه المقالة اللعنة ــ وأدري. لكن ما باليد حيلة ــ وتَدرون. إذا افترضنا، وهو عملياً كذلك، لكني ذكرتُ كلمة «اذا افترضنا» لواجبات العمل الصحفي المـوضوعي، وكي لا تخدش حرية التعبير أحدكم أو يُمسّ شعور مرهفٌ لطرّاش غرافيتي في عزّ طلعته على الحائط المواجه لحاكم مصرف لبنان والمهاجر، علينا أن نعطي لحدث سقوط بابا عمر في حمص، سوريا ـــ بمعزل عن تضارب المعلومات اللانسانية التي رافقته، لأن الاكيد بعد سماع جميع الاطراف ولكل هذه المدة، أن كل ما حصل لا انساني لكن: هذا ما حصل، وهي ليست أول مأساة إنسانية في كل حقبات التاريخ، وبالمناسبة عندما نصاب بالعجز والحَنَق والدهشة من المفيد دوماً تذكَر الحرب العالمية الثانية ـــ علينا أن نعطيه دوره كنقطة تحوّل كاملة ورئيسية في مجرى ما تَبِع في سوريا وأيضا في لبنان. لقد جَمُدَ الحراك المبرمج من جانب الفريق المتواطئ ضد سوريا الأسد وهو الأميركي وأخوته وأحفاده وأقرباؤه الشرقيون بعد هذا الحدث، وزادت برودة المراوحة في مجالس «الانسان» (مجلس الأمن، الهيئة العامة، مرصد حقوق الانسان إلخ...) واستفحل الشلل الغربي عمّا كان فيه منذ بداية الحراك السوري في 15 آذار 2011. كان موقف الغرب وخاصة الاميركيين لا يليق بالبنتاغون ولا بهوليوود ولا بالبيت الابيض طبعا ومكتبه البيضاوي ولا حتى بحلقة تلفزيونية من برنامج Ironside (آيرون سايد) وذلك قبل انهيار المعسكر الاشتراكي أو بـ X Files (إكس فايلز) بعد انهيار الاشتراكي هذا. إن حسم النظام السوري ولافروف لهذه المعركة بالذات لصالحهما كسر الهيبات وفركش الاستعدادات التي كانت مطمئنّة إلى مسارها، وعلا «هِواشٌ» عالي الصوت لا اللهجة ـــ فالـ«هواش» لا لهجة له ـــ من مجلس التعاون الخليجي، وراح يحاول التوسّع بالقوة وبخلاف أمزجة الإمارات المحيطة وبعض ما تبقّى من وادي الأردن، بينما صمت العراق والجزائر وكان زينة الفرز المذكور موقف لشرطة دبي مفاجئ جدا وحاسم وحسَنٌ ومشرّف في نفس الوقت. فقد أكد قائد شرطة دبي ض. الخلفان لنا وللأميركيين وللمصريين ولليبيين وللرئيس التونسي المفاجئ والمتفاجئ وفجأة أن في الأمر، وليس في سوريا فقط، بل وفي دبي: اخوان مسلمون. وهذا ممنوع قطعياً في دبي وإن أمكن خارجها والأفضل للوصول الى هذا المبتغى هو ومن الآخر: ضربهم بكل ما في الكلمة من أنواع الضرب، فهم لن يستسلموا مع أنه يجب أن يفعلوا. وهم لن يتوقفوا، فعلينا إيقافهم، وعلينا وعلى أعدائنا والسلام.
التتمة نهار الجمعة القادم.
سياسة
العدد ١٨٤٧ الاربعاء ٣١ تشرين الأول ٢٠١٢

30‏/10‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [2]

زياد الرحباني
الوضع ليس ممسوكاً وستُضطرون إلى التصفيق بيدٍ واحدة. ورغم أنكم وأننا كما فَلَقْتمونا منذ استشهاد القائد معروف سعد بأننا على مركب واحد وأنه إن غَرِق / كلا ونعم هذه المرة سيغرق المركب ولن يغرق الجميع. سيغرق مَن قادوا هذا المركب للحقبة الزمنية الأطول مذ صُفِع فتى الكتائب الأغرّ كي نستقلّ ولم يُجدِ، مَن؟ لم يُجدِ كل ما درسناه في كتاب التاريخ وكل ما ستحاولون كتابته عن الألفية الثانية والثالثة التي قد تُعلَّم في الرابعة إذا وافق < سامي الحِلَوْ > ـــ وتُلفظ من فضلكم: hilaow ـــ على تحديد العدد الإجمالي لشهدائه بعد أن وافق الحاج رعد على طلب تقدَّمَ به شهداء المقاومة في لَحدهم على لجنة مشتركة من شهداء جميع المقاومات والقدّيسين.
إن محاولة اغتيال الدكتور سمير بالقرب من شجرة اللوبياء البادرية، أي على مسافة من «وردة عمري» الذي ضيّعه هذا الشاب المتنوّر اللامتهوّر إطلاقاً من دون أن أستشهد، بينما ضيّع أعماراً أخرى بالاستشهاد الناجز العديم التأثير يا للهول! يا لأهل هؤلاء الغائبين الى الأبد خاصة ـــ إن كانوا إضافة الى نكبة خسارة أولادهم من ساحة بحمدون الى شرق صيدا الى أطراف جزّين ـــ إن كانوا ممن شَغَلوا على مضض عاسٍ، الشاليهات التي تمدّدت لأجلِهم من طبرجا بيتش وهوليداي بيتش و«صان أون ذا بيتش» حتى سماء صلواتهم على باب الـ«سمايا»، وتمدّدت لاحتضان جمهور وأهالي شهداء المقاومة اللبنانية ضد اللبنانيين الآخرين غير اللبنانيين ونُكِبوا بنوعية استغلال عنصرية من نوعها وهي، ومحاولةً لشرحها، طَبَقيّة بين مارونيٍّ متملّك ومارونيٍّ متشرّد يغلب عليها اتجاه العنصرية المتفشية الناجحة بين اللبنانيين المُقيمين عموماً واليد العاملة الأجنبية.
لم يُصَب الدكتور سمير جعجع، وقد نجا بمعزل عن «وردة عمري»، بسحر رامٍ حمار إن كان هناك من رامٍ... هم يقولون إنهما كانا اثنين، عند هذا الحدّ، الله العليم إذا استثنينا طبعاً الحكيم. ولكن النتيجة كانت حملة دعم لتيار أصولي مسيحي أكثر مما كانت محاولة اغتيال. تيار يمكنه بسهولة أن يمدّ اليد ـــ ولو أنها مصابة على الأرجح في مجزرة إهدن ـــ لتيّار أخيه، أخاه، أخوه وأخٌ للمسلمين على سنيّتهم في البحر العربي المُزَفَّت وعلى سنّة الرسول. لقد راح بعض القوّات بعد الاغتيال اللغز كضحيته عموماً، يُقبلون على تحميل أغاني قديمة لعبد الوهاب ظنّاً منهم أنه لحّن الوهابية بأحلى أشكالها وصاروا يُطرَبون لكوكب الشرق في بيوتهم وليس في المتنزهات وعند شوي اللحم فقط، وفهموا أيضاً قصة منديلها.
ما كدنا ننسى مهرجان 14 آذار للاحتفال بالناجي الثاني بعد البارونة «دو ــ حمادة» وتجديد البيعة لشهيد الوطن الأول ومشرِّع ـــ unfortunately هذا النوع من الهنغارات المُطبِقة على الساحل الفينيقي المجهول على طوله (بحسب ناشيونال جيوغرافيك) ـــ مشرِّعاً عن قصد أو عن غضّ طرف، وذلك فداءً لـ«بيروت عاصمة للمستقبل» مهما عَظُمت الصِعاب والى النصر حتى الزيتونة باي وتُكتب وتُلفظ نكاية فينا: Zeytounay ـــ زيتوناي وتبقى كلمة bay ـــ باي بالإجمال الكلمة الوحيدة الصحيحة كتابةً ولفظاً على كل الطرق المتجهة الى المكان، وذلك حتى تُعرَف يوماً ما قصّته بالضبط، ويُعرَف أيضاً عن القائم الأساسي عليه: شو باي؟
ما كدنا ننسى حتى ----> نلتقي صباح الغد، وللبحث إن أردتم تتمّةٌ فَصِلة.
سياسة
العدد ١٨٤٦ الثلاثاء ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٢

29‏/10‏/2012

Manifesto | «المعلومات» و«المكتب الثاني» الثاني

زياد الرحباني
قال إعرابيٌّ لإعرابيٍّ: أين نلتقي؟
أجــــــابْ: في عِــبّ أمِّ الفرزدقِ
ما علاقة هذه المساجلة الأدبية من العصر الأمويّ بما حصل في بلادنا الأسبوع الماضي داخلياً؟ للوهلة الأولى، لا شيء. أما بعد التمعّن لوقتٍ خاطفٍ نسبياً يُستنتَج وبراحة ضمير، أن العلاقة هي لا شيء سوى الرغبة الجامحة في السُباب واستذكار كلّ مواقع وأحداث ومناسبات ومشاحنات ومبارزات و(غيفارا مات) من التاريخ الغابر العابر حتى تاريخنا الحاضر الدائر، وأقصد هنا بـ«الدائر»: الدائري او المُدَوَّر الذي من أهمّ مواقعه على الاطلاق لا بل حصراً: المستديرة. وقد تكون المستديرة لفرن الشبّاك وقد تكون للطيّونة وقد تكون ما بين عُطارد والبخش الأسود، وقد تكون في ضواحي حمص، حيث كتب إعرابيٌّ لحمصيّ آخر وعلى جانب المستديرة: الرجاء لَفّة واحدة فقط!!!
هل ظنّ أو يظنّ أحدكم، أيها القرّاء الأعزّاء، وخاصة الشرفاء منكم، كالمؤمنين المختارين من بين المحسنين لدى النبي محمد (صلعم) الذي كان يحبّهم، إنّه يحبّكم أيضاً وقد هداكم الله كما هَدى المحسنين وخاصة المؤمنين منكم، لذا أرجوكم وأشدّ على أياديكم وأبوسُ الأرضَ مئة مرّة في اليوم تحت سيّاراتكم وتحت رباعيات دفع أخَواتِكُمْ وأمّهاتكُمْ وخطوطهِنَّ الخلوية النسوية العنكبوتية ـــ العَاطِفِيَّة ـــ وتُلفَظ: ـــ العاطي فِيَّ ـــ مجموعةًّ غير محدّدة من التقارير المبعثرة وبعض «المعلومات»؟
كان يغنّي القوميّون السوريون وخاصة قبل اندلاع الحرب الأهلية في الـ 75، وقبل اندلاع الحرب في ما بينهم، وافتراق وهجرة الفصيل الأشقر من ديك المحدي الى الأردن ومن ثم الى الأسد وليس الأسد السوري ولا القومي ولا الاجتماعي، بل الأسد الذي يظهر مُزَمجِراً في بداية كل فيلم لشركة «ميترو غولدواين ماير» التي اسمها الثلاثي عائد الى مالكيها الثلاثة، تُنبئ وبكل راحة ضمير عن مدى اطلاعهم وضلوعهم في انتاجات أضخم ربما من الانتاج السينمائي. وإن لم يكن في إنتاجها ففي دعمها بأفقر وأَعْوَزْ الأحوال... إذاً ماذا كان يغنّي القوميون وقتها؟ بالاضافة، وبالإذن منكم، الى أن الحياة كما يرون: وقفة عزّ فقط؟ سأجيب على السؤالين فوراً لأوفّر عليكم الوقت:
1 ـــ كانوا يغنّون: ما هَمَّنــــا... ما هَمَّنـــــا!
2 ـــ إن الحياة فعلاً وقفة عزّ لكن بعد معرفة عن حياة مَن نتكلّم، خاصة وأن لرئيس وزراء المالية خاصة السابق فؤاد السنيورة وهو إعرابيٌّ بامتياز وأديبٌ ربما ولا أحد يدري، إلا على خليج وسنسول جسر عين المريسة السابق رَحِمه الله، وقد يتقمّص يوماً، أي السنسول وليس السنيورة، إن عادت خرائط وتصاميم سوليدير المجيدة وتحرّكت باتجاه تمثال عبد الناصر السابق الذي كان في ساحة عين المريسة أيضاً، والذي بالمناسبة كان سابقاً وسيظَلّ بالرغم من كوكتيلات النقيب السابق سمير ضومط وخرائط انتشار اللواء أشرف ريفي وخطط المغدور به اللواء وسام الحسن الجهنّمية على ما كان يُقال، والتي وإن آمنّا صدقاً بالله وبجبروته وبعدله وإنصافه سلَّمْنا بأنه غضّ الطرْف ربما، فنحن لا ولن نراه، عن التفجير الجهنّمي أيضاً الذي أودى بالحسن... لقد كان الله، وللتذكير فقط، يحبّ المُحسنين وكان أيضاً يحبّ كل ما هو حَسَنْ، كالسيّد حسن مثلاً، كالمغفور له حسن علاء الدين وهو «شوشو العظيم» والمسلم السنّي السابق في انفتاحه وطليعيته وبشواربه غير المعقولة، وخاصة أنها طبيعية، اكثر من مجمل مداومي اجتماعات «كتلة البروستات الأزرق» في العاصمة وعنهم زياد القادري في المناطق خاصة.
يعود الأمن ـــ بعد حادثة تنُمّ عن انعدامه والسبب واضح ومعروف، وهي الحادثة الأمنية الأولى التي يستوجب شرحها فقط للأطفال ـــ من دون الإصرار على أنه لا يمكن التصفيق بيَد واحدة ومن دون إشاعة أخبار تنتهي بعَرَاضات لمدنيين مسلّحين بين الأوتوسترادات المحيطة ببيروت وصَلاة الفجر من جهة وبين صلاة الفجر وبيتزا السجق والكِشك والموت الأكيد من جهة ثانية، وهي أخبار ملخّصها البليغ و«الشَبَبْلَكي» وما يستحقّه فعلاً الرجال: الوضع ممسوك.
آسف، لكنّ أحدهم أشار الى أن المكان والزمان المتعلّقين بهذه المقالة بلغا حدّهما، فحان وقت التتمّة.
التتمة: غداً في نفس المكان والزمان.
سياسة
العدد ١٨٤٥ الاثنين ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٢

26‏/10‏/2012

بخصوص «مانيفستو» والشاب العنيد

زياد الرحباني, حسن عليق
منتصف الأسبوع الماضي، بعث الرفيق زياد الرحباني برسالة إلى الرفيقة دنيز في أبو ظبي. كان مصراً على أن يصلها الجزء الثاني والأهم من رسالته، يوم الإثنين الفائت. لكن الأحداث الأليمة التي بدأت يوم الجمعة باغتيال اللواء وسام الحسن، وما لحقها من اشتباكات وقطع طرقات واعتداءات وبتر أصابع وهمية، منعت الرفيق الرحباني من إيصال رسالته إلى دنيز. فإدارة التحرير في «الأخبار» استأذنته و«نصحته»، مباشرة أو عبر الرفيق بشير صفير، بعدم الكتابة، إذا لم يكن موضوع نصه مرتبطاً بالاحداث الجارية. ووردت إلى الرفيق الرحباني معلومات تفيد بأن دنيز تنتظر رسالته قبل الأحد المقبل ــ لأن والدها سيصل إلى الإمارات العربية المتحدة في اليوم المذكور ــ وأن على الرفيقة دنيز، التي على أحر من الجمر، أن تسمع جواب الرحباني المصيري، قبل وصول والدها العزيز. فهي تريد أن تحسم خيارها. وبما أن والدها سيزور شقيقه في دبي، وحجز غرفة في فندق «فيرمونت»، وطاولة في «كلوب» روبرتو كافالي تحديداً؛ وبناءً على أن الأحداث التي وقعت في البلاد فرضت نفسها على «الأخبار»، لم يسع الرحباني أن يوصل رسالته إلى دنيز، على ان يعود إلى زاوية «مانيفسو» يوم الإثنين المقبل كالمعتاد. واستناداً إلى ما تقدم، اقتضى التنويه.
ملاحظة: ما هو مذكور في هذه العجالة عُرِض على الرحباني امس، فوافق على نشره مذكّراً بالشعر العامي المجهول المصدر الذي ما زال ملتبساً على كافة الأجهزة الأمنية منذ ما قبل اندلاع البوسطة:
يا بحر في لي عندك حبيب... بالنبي هاتو
رد البحر: حبيبك رحل وكتار خيّاتو.
سياسة
العدد ١٨٤٤ الجمعة ٢٦ تشرين الأول ٢٠١٢

18‏/10‏/2012

Manifesto | أخبارُنا

زياد الرحباني
الى دُنِيز Denise المحترمة
عزيزتي دُنِيز، صباح الخير. أرجو بداية نهارٍ معتدل الحرارة لكِ ولأهالي وساكني أبو ظبي. كنتُ قد وعدتُكِ يوم البارحة بأن أصارحكِ أكثرَ بعد مما هو حاصلٌ حتى الآن وذلك في مقالة الليلة. وأعرف أنّكِ كنتِ تنتظرين في بيتك الساكن ليلاً صدورَها على موقع الجريدة الالكتروني، لتعرفي حقيقة آخر أخبار مشاعري ومشروعي تجاهك، خاصة أنّي وعدتكِ أني سأقول كلمات لا تليق «بِهِمْ» لكنّها ستقرّبنا الى الحدّ الأقصى. كلمات لا إباحية فيها ولا وقاحة بل تحضيرٌ لحبًّ قد يُحاكي الجريمة وثلاجة البرّاد.
لكن، وقبل أن أبدأ، وكُلّي عزم بعزمه تعالى، وبإقرارٍ نهائي بأن المُلك لَهْ، دخلَ عليَّ الأستاذ الرصين المسؤول والمواظب السيد حسن علّيق وطلب منّي استثنائياً ألا تتعدّى مقالة الليلة الألفي حرف وفراغ أي: كاراكتيرز Characters. ففَطَمَني كليّاً دون أن يدري ولم أشأ أن أجادل في الموضوع خاصة لأن حبّي مهما بلغ فهو أمرٌ خاص.
أعذُريني كالعادة ولآخر مرّة. يوم الاثنين مساءً، إنتظريني لآخر مرّة، فأنا المتلهّف المحروق الملحوق وانتِ العاشق والمعشوق... الله الله، … يا الله.
مَيّ زرقا (مَحكي)
ـــ كل ما يجي ويمرق عليي ويرجع يروح، بقضّيها عم نضّف وراه.
ـــ شو بتنضّف وراه، متل شو؟
ـــ متل شي ما بينضَف، شي أكيد منّك شايف منّو.
ـــ العمى! إنّو شو معقول يطلع منّو هالختيار؟
ـــ بيوقّع ميّ زرقا خيّي، ليك تطلّع هون، بيتَلّيلي أرض البيت كلّها ميّ زرقا، وبيروح وبيجي هوّي وعم «بيألّف»، بس هنّي ما بيروحو (وعم بيحاول يمسّح). بيِجوا بس، وين ما بدّك، دِبِغْ العادة، يعني خَلَطت الأو دجافيل بالديتول وطفّيتن بالدير جينيرال آخر شي، فَوِلْعوا.
ـــ وِلْعوا؟
ـــ وِلْعوا طبعاً، بس لحّقتن عالسمّ وطفّيتن، ورجعت حِفّ بأجاكس القزاز مع اللوكس الأصفر تبع الجلي والميّ الزرقا طبعاً، بِفْتكر عا كترة الحفّ هيّي بتنضّف حالها. في كذب بس مش بهالرُقيّ والخَلْق، كيف بعدو هَلْقَد كذّاب بعمرو، الله العليم. بعدين بيخبّر خبار وما حدا طالب منّو، وما في لزوم تسألو شي. بيقصدني عبكرا كل يومين بيفضّي وبيروح، هيدا هوّي عم خبرَك عنّو. هيدا اللي بيقولولوا ختيار ــ الدبّ بس بالذال، منشان الرقابة الذاتية وصديقنا حسن اللي بعدو سهران وبوَحشنة!!!
سياسة
العدد ١٨٣٧ الخميس ١٨ تشرين الأول ٢٠١٢

17‏/10‏/2012

Manifesto | ليه؟ ــ هيك!

زياد الرحباني
(محكي) يا زلمة إلنا دهور، ربينا على بعض أمتال وصدّقناها لأنو بأكتريّتها حقيقية، مزبوطة يعني لدرجة إنو العلوم اللي بعكس الأمتال هيدي، بتْفَصّل وبتِعرُض المعضلة والنتيجة وبتِمرُق عالاستنتاج وعلى عكسو، وأحياناً شخص بيطرح طرح وبيجي فوراً الطرح المضاد، وبدّو يعرُض براهين بتدعّم طرحو مقابيل براهين عادة معاكسة أو هيي نفسها مشروحة بالعكس من قِبَل صاحب الطرح المضاد. وتْصَوّر إنو أحياناً بيوصلوا لنتيجة «يجوز الوجهان»... إنتَ متصوّر «يجوز الوجهان» مللا جواب؟! يعني جيت سألتَك: «شو لونها السيّارة أسود ولّا أبيض؟» جاوبتني إنت وضميرك مرتاح: «يا أسود يا أبيض» ـــ يعني أنا سألت سؤال وإنت جاوبت سؤال، يا أنا سألت جواب وإنت عِدْتو ورايي.
إنت متصوّر واحد تعرّضِت إجرو لحادثة مؤلمة وأكيد غير ألم إجرو الموضعي، وحِمْلوه لعند حكيم وبعد ما فحصو الحكيم، جَزَم بإنّو لازم يريّح إجرو لفترة شهر، وبالتالي، إذا فيه يرفعها بيكون أفضل. ووصّل حتى يهدِدو بالجفصين إذا غلّط وحرّكها، لأنو برأيو: «الإجر بحاجة للجمود وعدوّها بالوقت بحالتها الحركة». فضَهَر المريض مش راضي عن التشخيص وصار يحبّ فجأة الحركة مع إنّو معوّد عالجمود، فقصد حكيم تاني (تاني: طبّ فرنسي يعني الأول: طبّ أمَركاني، والأمر الأخير لله). فحصو التاني وهوّي وعم بيغسّل إيديه كان كتير واضح وعندو طلبات وأهمّها: تمارين ساعة قبل الضهر ونصّ ساعة قبل النوم للإجر المعطوبة وفكّ الجفصين فوراً لإنو عَدُو إجرو، بحالتها الحاضرة، الجفصين والجمود وقلّة الحركة. وممكن إذا مشي عالعلاج الأول ما يعود يتذكّر كيف بيمشوا بعد شهر.
إنّو هلّق لو بتوقف القصة عا: «يجوز الوجهان» كان بيسدّ نيعو الواحد وبلا كلّ هالشرح وبلا هالعذاب التمحيص بالنَحَوي وخاصة المحكي اللي بيِرْسى عالمصححين بآخر الليل بالجريدة، بس «يجوز الوجهان» فيها تصير، بحسب الأيام والظروف: «لا غالب ولا مغلوب»!!!!!! … أهه، أيوووووا ـــ أنا عرفت شو رح يصير، إذا بدّي بلّش، أنا أو غيري، حدا عندو ضمير بدّو يعطي كل شغلة حقّها، إذا عم قول، بدنا نكفّي عا قصّة: «لا غالب ولا مغلوب» بَدها تصير الجريدة تطلع بكرا وتِنْقَرَا اللي بعدو، لإنو بكرا متل اليوم، مألّف من نهار وبعدو ليل، ولا غالب ولا مغلوب فيها إذا قطعت الليل تكفّي بالنهار لتخلص وتتوزّع الجريدة أوّل الليل، وبحالتنا، ليلة بكرا.
«لا غالب ولا مغلوب» بيسوا تودّينا كمان عا شخص تالت ودايماً بيكون تالت ودايماً، منين بيخلق؟ ودايماً بيخلق، وصراحة، منيح اللي بيخلق ليهدّي شخصين علقانين عا أحقيّة الجلوس بكرسي صار برّات المطعم أساساً، عالرصيف بسبب منع التدخين، ومْصَاءَب مارِق شخص، عابر سبيل وشافهن وراح يهدّيهن وصار التالت، وأوّل تصريح صرّحو: مش «لا غالب ولا مغلوب»، «كلّ إنسان بيغلط». هيدي جملة عافكرة ناجحة كتير وضاربة وعم ينسخوها الناس لبعضن وما حدا عم يشتري الأصلية وعم بيحضّرها بشكل نشيد مطرب كان الرابع بهالخبرية بعد عابر السبيل، وحالياً ما عاد معروف شو رقمو إذا مش قادر يكون الأول، وعنوانها بيقول: «وحدو الله المعصوم».
هالنشيد بإذن الله إللي على بساطتو وبدائيتو مْسَيَّر أحوالنا ومجتمعنا كلّو بكل مكوّناتو (إذا استثنينا الغرافيتي) المدنية والبربرية، العائلية والعشائرية، العسكرية البريّة، البحرية والمجوقلة.
خبريّة طيبة بهالجوّ المقفّل لأنو بتصوّر صار بَرِم! هيدي الأمتال الشعبية بتوازي استنتاجات معظم النسوان، بتوازي (نَحَوي ومحكي): «النسوان وفِكرُهُنَّ» ـــ بتسألها: كيف لقيتي الموظّف الجديد؟ بتجاوبك بدون أدنى شكّ: ما منيح. وما منيح هون هي النسخة التجارية للسوق عن: ما حَبَّيتو. بكلّ بساطة وبدون عقد وبدون ضياع وقت، هالوقت اللي بيشمل مينيموم الحاضر ومستقبلو: «ما منيح، ما حَبَّيتو» ـــ يعني عم بتوازي، بضربة واحدة: الموضوعي بالذاتي. ولأنو: طبّ الجرّة عا تمّها بتطلع البنت لأمّها، ما عليها أي نقاش، ولا رح يجتهدوا الشيعة عليها بالمستقبل، خاصة بس عرفوا إنّو: ما في مَتَل كِذب، يعني يا أخي، يا عزيزي اللي بعدك عم تقرا، ما بعرف شو بدّي قلّك.
إنتِ متصوَّر السيّدة مايا دياب عم تقراه نصّ همس وبنظرة كلها دَفَا وثقة: لااااااااا ما في مَتَل كِذب. وداير التحقين بهالوقت والسمّ المبرَّر العلمي عند السيّدة «ديم صادقة» عا بكرة الصبح عا هوا الـ إل.بي.سي، وعا القصة كلّها، و«مدام ديم» عم ترقص بأرضها وعالقاعِد، مجبورة، رح تموت، لأنها مستقبلة الوزير غازي العريضي ومهتمّة جدّاً باستقبالو لدرجة صار هوّي عم يستقبلها غصباً عنّو كونها صارت تقريباً بحضنه، مع إنها ما تركت كرستها لحظة و«ديم» معروفة مهنية وصادقة، وصدّق الصادق... وليك: ما تلوم الغايب لَيِحْضَر... أرجوكم بس بالنسبة لليلة.
(لِمَن يودّ أن يتبع، يتبع عالأكيد)
سياسة
العدد ١٨٣٦ الاربعاء ١٧ تشرين الأول ٢٠١٢

15‏/10‏/2012

Manifesto | عناوين صحف

زياد الرحباني
1ـ مصير النقد الذاتي
(محكي) إذا كل ما بدَّك تقوم بخطوة إلها نوعاً ما، أهمية عندك، بتراجع ماضيك وبتعملّو نقد ذاتي لتتوقّع شو معقول يكون مستقبلو أي مستقبلك، أنا بخاف ما يعود عندك وقت، للحاضر.
(نَحَوي ـــ الميادين ـــ غسان بن جدّو) إنّ هذا الحاضر المُتوقِّع منكَ خطوةً سيصبح في الحالة تلك غير مضمونٍ وغير ناجحٍ حاضراً ومستقبلاً.
(محكي) هيدا اللي عم قلَّك ياه واللي عقّب عليه الريّس غسان بن جدّو مِن بير حسن لَنّو لا حتمي ولا موضوعي لأنو بعد ما صار منّو شي وفيك تلحّقو يا «تْرِيْنْ» ـــ (نَحَوي) وأعني والأستاذ غسان يوافقني يا أيّها القطار!! (واحدة لي وواحدة للأستاذ غسان). وذلك لأنك ما زلتَ تستطيع أن تفعل شيئاً بشأن الخطوة المذكورة أعلاه، وهو أن تأخذها.
■ ■ ■
2 ـ مصير صلواتي
ـــ (محكي) ليه ألله ما عم يستجيب لصلواتي اليومية بنفس الوقت؟ (يتمشّى في الصالون ويَعْبُر أحياناً الى غرفة السفرة) مع إنّو الوقت اللي عم صلّي فيه، وقت نسبياً مأخّر، مفروض العالم كلها نايمة، هون وبالامارات ومصر أكيد والأردن لأنو نفس التوقيت هول وفلسطين تحصيل حاصل، وين؟ سوريا؟ بسوريا عندن مشكلة، بيصلّوا كلّن مع بعضن وصعبة ربّنا يلحّق عليهن بهالتِرِمْ، من هيك أزمتهن مستفحلة. والسعودية إذا قلنا، لمّا يصلّوا بيطلبوا غير إشيا يعني ما بيأثروا عليّي، بعدين بيطلبوا إشيا عندن ياها يا شيخ الله لا يشبّعهن فأكيد مش هنّي اللي آخدينلو وقتو لربّنا سبحانه وتعالى، بعدين إذا بدنا نشكّ بأوروبا، أوروبا ما بتصلّي عشية، معظم الدول الأوروبية بيصلّوا عالوعية لأنو عمليين أكتر منّا، بيصلّوا وبيضهروا عالشغل بركي بتبيّن النتيجة معهن عا تقليعة النهار. ودول أوروبا الشرقية صارت تتلاقى مع أوروبا الغربية، وألله حاسس بالضغط عبكرا فمنين جايي هالضغط بالليل؟ أكيد لا من الأميركان ولا من كندا لأنو هيدوليك بيصلّوا لغير حدا، وعم صلّي ليوماً ما نعرف مين هوي بالظبط. قول الأفارقة ما حدا بيردّ عليهن لا ليل ولا نهار، أحياناً بتشتّي شوي فبيختفي حسّهن عا فترة. فشو اللي عم بعملو غلط أنا؟ الصلاة حافظها ورجِعِتْ أكّدت عليها مع أختي الأصغر وعم عيدها خمس ــ ستّ مرات ورا بعض، وكل ليلة بس إجي لنام عم بتجاهل الليلة اللي قبلها فلا بكْفُر ولا بسترجي، فشو هوي، وين هوي النقص؟
ـــ ليك، غير إنو في كمية هايلة من العالم عم بتصلّي ليل نهار وبدون نتيجة وعا توقيتك وعا غير توقيتك ولا أنا بعرفهن ولا إنتِ، ربّنا سبحانه وتعالى وحدو بيعرفهن.
ـــ إيه ربّنا، إنت كيف عم تحكي معو؟
ـــ أنا بصلّي العادي ما في مشكل.
ـــ ما أنا هيدا اللي بدّي ياه، منين عم يجيني هالمشكل؟
ـــ ليك، لا في لا قصّة ضغط بهالتِرِمْ ولا إنّو الله فيك حضرتك وحدك، إذا زِدِتْ عالمصلّين، تعجقها عليه.
ـــ لا طبعاً استغفر الله.
ـــ عم تستغفر عالفاضي أكيد، حاكيني أساساً شوف ـــ ما عندك إرسال
ـــ إرسال؟! شو عم صلّي عبر «سيليس» أنا؟ ولّا «ألفا» البَعيد؟
ـــ حبيبي (نَحَوي) أنتَ إنسانٌ مؤمنٌ بما تقول وكما ذكر الأخ غسان في حلقته الأسبوع القادم، لذا من الطبيعي أن تتحلّى وككلّ مؤمنٍ ومن دون أي تذمّر، بصبرٍ مُرٍّ على مصيرك وعلى مشيئته... تعالى غنبي الى هنا ولا تتحرَّكْ.
يبدو أن لدى الله عزّ وجلّ أولويةٌ للمؤمنين الأقدمين، ولقدامى الأمن الداخلي ولمتقاعدي تعاونيات لبنان ولمتعاملي الوكالة الوطنية للإعلام. كما أن لديه بالتوازي، نظرة الى عمّال ومياومي «سبينيس» كما لمياومي مؤسسة كهرباء لبنان وجباتها للإكراء و«الإثراء» غير المشروع. كما كلّه آذان صاغية لأهالي ضحايا الغش اليومي وحوادث السيارات وحوادث العائلات الروحية وأحداث العشائر اليومية... آذانٌ صاغية «عالأرض تاني ما إلها» (للأستاذ وديع الصافي وبتشجيع من الزميل غسان...)
ـــ خراي عليّي وعا حظّي.
ـــ طهِّر لسانَك.
ـــ ناولني مياه الأوكسيجين من حدّك لا غنى عنّك.
ـــ أنا تأخرت كتير لازم إمشي.
ـــ وين رايح وليه، ربّنا وعاطيني دور... ما ألله بيحب المحسنين وخاصة المؤمنين منهم، وانت ناسي، فناولني هالقنّينة من مكتبك يا زْبِلّاعي.
■ ■ ■
3 ـ تاكسي تيبترونيك (tiptronic)
هو: (محكي) ما في بالدني أحلى من السيّارة اللي إجِتْ وصّلتِك إلّا التاكسي اللي طلبتو لياخدِك، هوّي أقدم من السيارة اللي جيتي فيها ومنّو أوتوماتيك حتى، بس بيحضَر أوتوماتيكياً بس تطلبي، ثواني هلق بتشوفي...
هي: (بعد صمت واتّجهت صوب الباب)... ... شايفة بس هيك حدا شاعري قدّك، ما...
هو: مبلى مبلى، هلق بتشوفي الشوفير اللي جايي ما ألذّو المهم إنتِ ما تطلعي وتِئِفْطي بوجّو (يرنّ هاتفه رنّة واحدة)، ناطرِك يَحُوي تحت... وتيبترونيك (tiptronic).

سياسة
العدد ١٨٣٤ الاثنين ١٥ تشرين الأول ٢٠١٢

12‏/10‏/2012

Manifesto | لأ، امْبَلأ ! (1) ! (2) ! (3) = !!!



زياد الرحباني
(محكي)
عيسى: اسمعني، اللمبة ومفتاح اللمبة ما بهن شي، بس إنتِ يا مخايل يا عيني، لا غنى عنّك طبعاً، ودوماً إيه والله، إنتِ بس رحت لتطفيها طفيتها مرّة ولحّقتها بطَفية تانية أوتوماتيكية... يعني تِك/تِك، ممكن زيادة تأكيد، أنا عارف؟ من هيك، رِجْعت مش هيّي ضوِّت، إنتِ رجِعْت ضوّيتها. عم قلّك ما فيك تطفي ولا لمبة ومرتيْن، إنتِ زلمي حرّ بنفسك بالنهاية، اللي عم قلّك ياه إنّو ما فيك تطفيها مرتيْن دغري ورا بعضن، هيدي التِك/تِك يعني.
مخايل: إنو ليه طيِّب؟ ما هالزر بيطفي وبيضوّي هوي ذاتو، وأنا اللي عم بتحكَّم فيه.
عيسى: إنتِ لازم تضلّ «تتحكَّم» عا طول وما تقفّي بحبوبك، ولاه ما كل فقسة عالكبسة بتعمل عكس اللي قبلها. يعني «تِك» ضوَّينا، «تِك» طفّينا.
مخايل: وكيف بيعملوها بنفس الزر، إنو كيف ما بيصير مشكل أو حريق؟
عيسى: امبلا بيصير، مين قلّك ما بيصير؟ إذا ضليتك تضوّي وتطفّي وتضوّي وتطفّي عا أساس بس عم تطفّي إنتِ.
مخايل: أنا كنت عم ضوّي.
عيسى: إيه، أو بس تضوّي، يعني الحريق بيجي حسب عمر ونوعية مفتاح اللمبة، الفقسة، عرفتها؟
مخايل: بس مش خطِر هالإختراع، عا بساطتو؟ فيا سرّ، البريز في سرّ وخاصةً جوّاتو.
عيسى: طبعاً طبعاً، ببقى بخبّرك، لازم تبقى تعرف شو سرّو، لأنو انفضح من فترة. يعني الـ «لأ» بتصير «إيه» بفقسة والعكس صحيح وإنتِ قاعد تشغِّل العكس.
مخايل: أنا بعتقد لو عملوها فقستيْن، وحدة بتضوّي ووحدة بتطفّي، كان وين/ هيداك النهار الراديو مثلاً نفس الشي، بعِلْمَك جيت دوّرتو، صار بلحظتها يدور ويطفي.
عيسى: مش قليل.
مخايل: إيه اضطريت نزّلتو لسلمان وصلّحلي اياه وقلّي خلص مشي.
عيسى: شو صلّح، ما صلّح فيه شي، هلق سلمان بيصلّح شغلة مزبوطة؟ ولا يمكن، ما حدا بيصلّح شغلة مزبوطة، وليه بقى؟ لأنو بينزعها، متل ما عم تعمل إنتِ باللمبة وبالراديو، أكيد إنتِ لَخَمْتو لسلمان لقعد اشتغل فيه، أكيد نزلت فيه متل ما نزلت بالراديو يعني كمان تِك إيه تِك لأ.
مخايل: صلّحو يا خيّي، فرجاني القطع.
عيسى: ما في قطع، هولي بيضلّو عالطاولة عندو. هولي كانو لناس متلك، ضلّوا لحرقوهن، وما بقا يعملوا ولا «تِك». أنا شفتك كيف بتدوّرو، يعني صاير بتكبس كبستيْن بفرد كبسة قد ما سريع، وإذا واحد ما بيعرفك بيصدِّق إنك كابس كبسة وحدة وعندك مشكلة، غير بقية المجتمعات يا رجل.
مخايل: إيه لأنّي مفتكر في فقسة لونها أحمر، أنا مفتكرها هيّي مستقلة لأنها، وهيّي هيدي لأطفيه.
عيسى: يجوز، في أحيان فقسة بتطفي الاتنين، يعني بتطفي المفتاح وإختراعاتك مع المفتاح، بتطفي «سيرة مخايل والمفتاح» يعني، هيك معقول.
مخايل: هلق غلط الواحد يأكِّد عالشغلة؟ أنا بدي حِسّ إنو دوّرتو عالأكيد، ما فقستو قد حبة العدس، ما بتحسها لا بتطَفّي ولا بتدَوِّر.
عيسى: عال، وشو عم بيصير؟
مخايل: عم يطفي، ما عم نحكي (توكيد).
عيسى: أخو «منيو...» هالراديو.
مخايل: ولك إيـــــه!!! منزوع...
عيسى: (رجع راق) وإنتِ كمان منزوع، ليك؟ إنتِ ليش كل ما بدّك تعمل شي، بتعملو مرتيْن ورا بعضهن، اعْمَلو مرة وحدة وشوف النتيجة، في حال ما صار اللي بدَّك ياه، ساعتها بدَّك تعمل شي تاني، شو فهمت، غير شي، غير الأول يعني.
مخايل: شو هالشي التاني، ما كلها فقسة، فقسة وحدة فوق الدّكة.
عيسى: ليك، بدي قلّك شي: كل شي بيبقى شي واحد وهوّي ذاتو لتعمل شي غيرو، يعني شي تاني.
مخايل: (يتمسْخَر) مش قليل والله.
عيسى: (متابعاً) وإذا كان الشي التاني عكسو للأولاني بيصير في «صراع» بين الاتنين، لأنو هوّي عكسو، ساعتها لترجع للأولاني بدّك تعملو هوّي ذاتو، بدّك ترجع تعمل الأولاني، يعني صرت عامل تلات شغلات بدل ما تعمل وحدة.
مخايل: شوه؟!!! (خوِتْ فجأة). أنا ما عدت عم لحّق عليك.
عيسى: ليش اللمبة والراديو عم يلحّقوا عليك؟ وسلمان؟ نسينا سلمان.
مخايل: سلمان يعني هوّي التالت؟
عيسى: يا خيّي ولك شو باك؟ انسيلي سلمان هلق، بمَصْر، عرفتها لمصر؟
مخايل: إيه كامب دايفد والشو بيقولولو؟ شرم الشيخ.
عيسى: إيه مش شرم الشيخ (بنرفزة) خَرَمْ الشيخ! بدليل إجِت من جمعتيْن تلاتة جمعية العلماء المسلمين وخبطة وحدة، شو عِمْلِت؟ حرَّمت التحريم. عِمْلت متلك يعني، قبل ما تنزل عند سلمان.
مخايل: (مصحّحاً) سليمان، اللواء عمر سليمان.
عيسى: مش لواء ومش هوّي وسلمان وما بقا تقاطعني وَلا تردّ عليّي، يعني اسكوت كلياً يعني.
يتبع...

سياسة
العدد ١٨٣٢ الجمعة ١٢ تشرين الأول ٢٠١٢

10‏/10‏/2012

Manifesto | نشرة المساء

زياد الرحباني
ـــ (محكي) أيمتى بتصير الصداقة مسبّة؟
ـــ بس يطلبها الواحد من التاني بديل عن الحبّ.
ـــ إيه خرا عالحبّ لكان.
ـــ طبعاً.
ـــ الصداقة بتقبَلو للحبّ، بس الحبّ مش راضي بحدا. من هيك صعبة يزبط "الخِرْيو".
ـــ من هيك بتآجر فيه الصداقة إذا حَبّ يرجع وجّ الضو. إنو هُوّي الحبّ يابا، وآخر شي حابّو هلق، يرجع وجّ الضو. ع أساس هوي شو؟؟ المَلَك.
ـــ خرا عا أتخن مَلَك، هيدي الصداقة نايمة وما في قوة بتوعّيها.
ـــ إيه ومعها حقّ، بس هوي رح يستفيد من إنو الصداقة ما عم توعا وما فارقة معها، ليفتح سيرة شو؟؟ الأخلاق، إنو وين أخلاق الصداقة يلي بتحكوا عنها؟!
ـــ ما في مشكلة، الأخلاق ما بتردّ عا مين ما كان، خاصةً عا حبّ مطَرْطَر، كل ساعة بيحِبّ حدا. بالأخلاق بتحِبّ شخص واحد.
ـــ وإذا حَبّ حدا غيرها؟
ـــ بسيطة، يعني صار بلا أخلاق. فدغري قوم حِبّ غيرو انقِلِع.
■ ■ ■
ـــ ... اممممم (إنّه يَعِنّ)... أهه (على أثر تفكير) ليك؟ هلق غير إنو بدَّك تبَلِّط البحر... البحر كلّو... بدّي أطلب منك شي كمان، وافْهَمْني أرجوك... ليك؟ ما بعرف كيف بدّي قلّك اياها، بلِّش هلق إنتِ!!
ـــ بشو؟
ـــ بلِّش بَلِّط.
ـــ شو هالحكي، كيف بيبلّطوه للبحر؟
ـــ اسآل «سعودي-أوجيه»، أنا ما عم قلّك البحور كلّها، بَلِّط البنك/عفواً... البحر الأبيض المتوسِّط. هيدا بعدو متوسِّط؟ هيدا صار بالع كذا بنك... وكذا جنينة كمان عا طريقو، ما بتكون جنينة قدّام البنك مثلاً... إيه بلاها... وإذا في شي Parking حدّهن، صار بلا شغل... فخِدو وحطّو عا جنَب بلكي بيصير كافيه... وما في شي عم بيكَفّيه.
ـــ (استفسار) مين أوجيه؟ بعد في أوجيه؟
ـــ بـ ـعـ د ... فـ ي ... أ و جـ ـيـ ـه؟! (استغراب شديد مع تنطيق حرف بحرف) إنتِ وين عايش؟
ـــ أنا قليل ما إنزل عا بيروت، وهلق جاييني وظيفة بالعراق... مش أكيدة.
ـــ أهه... العراق! إيه مبروك ما أوجيك.
■ ■ ■
(شخصيْن بشارع فرعي ماشيين)
ـــ فتِّح فتِّح أحلى ما تِعْبُق الريحة.
ـــ شو بدي فتِّح، ما نحنا عم نحشِّش برّا يا بلا مخّ.
ـــ عم نحشِّش برّا؟ (بدهشة زايدة) إيه سكِّر سكِّر لكان، يخرِب بيتك كيف ما بتنتبه لهيك شغلة؟
■ ■ ■
ـــ (هُوّي مسترخي بالتخت) شو بحب هالنمَش للي بضهرك وعا كتافك (غزَل)، بمووووت فيه.
ـــ (وهيّي عم تلبس تيابها) هودي سرطان حبيبي وأنا للي رح موت فيه مش إنت، كفّي للي كنت عم تعملو وبلا غزَل بلا مخ وقاتولي (وعم تزبِّط اسكربينتها)، إذا السرطان بتموت فيه، ما تفكِّر إنك وحدك، أنا كنت بفضِّل تموت فيّي!
ـــ ليش شو بدَر منّي حياتي؟
ـــ ما بيبدُر منّك شي... دومري ما بيطلع منك بهالليل... باي. (وطبشت الباب).

سياسة
العدد ١٨٣٠ الاربعاء ١٠ تشرين الأول ٢٠١٢

08‏/10‏/2012

Manifesto أوغاسبيان => 0 = 1

زياد الرحباني
أوغاسبيان => 0 = 1
A - ظاهرة أوغاسبيان
• المُعطى:
الكلّ هو عكس الفرد أي الواحد ـــ الكلّ يوازي كلّ واحد ـــ الواحد = أي واحد.
• المسألة:
كلّ واحد = أي واحد
أي = واحد
كلّ = أي
الكلّ= واحد + واحد + واحد
كلّ واحد = الكلّ
واحد = الكلّ
• النتيجة الأولى: عندما يتكلّم، ما زلت أو زلنا لا نعرف بعد: أولاً إن تكلّم، إن كان قال شيئاً أو أنه قال ولم أفهم أو أسمع جيّداً، مع أني سمعتْ، ثانياً: أو أنه لم يقلْ شيئاً مع أنه كان يتكلّم أو أنه خُيِّل لي أنه تكلّم لأنه كان تماماً كمن يتكلّم، ثالثاً أو أنه مثّل بشكل ممتاز أنه يتكلّم وقد قال شيئاً بالفعل، فبدا لنا أنه جاوبَنا على سؤالنا أو سؤالهم جميعنا أو جميعها أو جميعهم أثناء ما بدا كأنه الكلام.
في النهاية الليرة اللبنانية الجديدة التي نزلت الى الأسواق، تمّ اعتمادها بالتدريج وراحت تروج بين الناس، بيني وبينكم، بينكم وبينهم، كما وصلت كذلك الى جيب أوغاسبيان الذي راج هو أيضاً لكنه على ما أظنّ لم يُعتمَد... هل اعتُمِد أم لم يُعتمَد؟ هنا السؤال، هنا المسألة (راجع المسألة السطر الثالث أعلاه).
B - أوغاسبيان
إنه السيّد جان أوغاسبيان، العضو الدائم في كتلة المستقبل وآخر مرّة وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية في الـ 2005 ومن بعدها وزير دولة ومن ثم عاد الى ماضيه في المستقبل.
ملاحظة: تبدو المشكلة عنده أي ما سمّيناه أعلاه: المسألة، أنه أثناء جوابه على أي سؤال يُطرح عليه وخلال متابعتنا للجواب حرفياً وبكلّ شغف، لا نعرف أساس أو فحوى جوابه حتى ينتهي الجواب كليّاً فإذا به سؤال!!!! سؤال يا جان؟ سؤال يا معالي الأوغاسبيان؟ قلتَ في آخر مقابلة تنموية إدارية إنه: «يجب البناء في الوقت» لكنك لم توضّح متى سيكون البناء في الوقت؟ هل سيكون في نفس الوقت؟ وعندما أصرّت المذيعة المحاورة على تشكيكها بجدوى الدعوة الى بناء في الوقت وفي نفس الوقت أجبتَها معاليك: «أنا أؤكّد ومن على هذا المِنظَر!» وكان المقصود طبعاً: المنبر ــ وقد فهمناها جميعاً مع أنك لم تصحّحها أو ربما لم تسمعها مثلنا كي تصحّحها، أو أننا تهيّأ لنا أنك قلتَها بدليل أنك لم تصحّحها... لكننا نوعاً ما كُثُر يا معالي الوزير ومعاليك دائم المناداة بالكُثُر بالأكثريين الذين حكَمَتْهم عبر التاريخ الملكة الشابّة المغدورة: السيّدة أكثرية. لماذا يا تُرى تذهب الأمور دائماً في حضرتك الى هذا النوع من التشكيك والنفي والتأكيد والى أسس الجبر وفلسفة المنطق... يا لطيف. وهل يجوز القول إنّ الزائد أخو الناقص أي الزائد = الناقص؟ وإن كان الجواب نعم لأنها في التداول ولأن «أكثرية» في عهدها توّجت الزائد والناقص على نفس المِنظَر وهو المنبر وبالتالي فإنّ: الفاطر أخو الصائم؟ هل تضمن موافقة الكتلة على المجاهرة برأيها لا على الأكل؟ أم أنّك تصوم رمضان مع الكتلة يا ترى؟ أم أنّك لا تقدر على احترام هذه الأكثرية في هذه الأوقات؟ وهل هذه هي، عند هذه النقطة: «الديموقراطية التوافقية»؟ وهل كلّ ديموقراطية تلجأون اليها كحكومة في أيّة مسألة: توافقية؟ أم أن «الديموقراطية التوافقية» فقط هي توافقية؟ ولماذا كلما رأيناك في الإعلام نعود بالرغم منّا الى هذه السفسطة الجدلية؟ هل هي ربما العلاقة غير الجدلية أي علاقة بالمُعطى بين اللغة الأرمنية واللغة العربية المترجمة عن اللبنانية ــ الأرمنية؟
C - النتيجة النهائية
كما أنه في التسجيل الصوتي الرقمي (digital) يتمّ تسجيل الصمت على أنه: صفر، أي = 0 وهذا يوازي اللاموقف أو اللانتيجة من الموقف أو أن فعل الكلام غير فعل الفعل. وكما أن تسجيل أي صوت يتمّ على أنه رقم 1 مهما كان زخمه وطوله أي = 1 وبما أن عملية التسجيل بالتالي ليست مقتصرة على الـ 1، بل على تسجيل الـ 1+ 0 > وإذا كان عطش المواطن اليومي لفهم ما يجري هو الـ 0 والجواب على المواطن هو ما يصرّح به السيد جان أوغاسبيان أي الـ 1، تكون النتيجة
النهائية = 1 + 0 = 1 (طبعاً) أي يكون كل ما حصل ومهما حصل ومتى حصل = 1 وهنا والأهمّ أنه: من غير المهمّ، أو أنه لا يعود يُعرف أيهما الـ 1 وأيهما الـ 0 أي كلّه 1 أي كلّه 0. من المؤكد حصراً أن رغم أجوبة تلك الحكومة التي منها جان أوغاسبيان، يبقى الله وحده : ~~1.
■ ■ ■
ـــ عن شو عم تحكي انت؟ أنا عم إحكيك عن أحد الموجودين.
ـــ لَه شفت؟ أنا عم بحكي عن أحد الشعانين.

سياسة
العدد ١٨٢٨ الاثنين ٨ تشرين الأول ٢٠١٢



05‏/10‏/2012

Manifesto توضيح

زياد الرحباني
توضيح: كُتبَ هذا الكلام أول مرّة في العام 1994 ضمن كرّاس بيع على مدخل مسرح قصر البيكادللي قبل الدخول الى مسرحية «لولا فسحة الأمل»، وكان الهدف منه التوضيح للجمهور وللصحافة خاصة التي هاجمَت بل شتم بعضها مسرحية «بخصوص الكرامة والشعب العنيد» التي سبقتها عام 1993. وقد عدتُ إلى نشرها في جريدة «السفير» (راجع عدد الأربعاء 3/12/1997) وجاءت أيضاً في إطار الدفاع ــ التعريف عن أني لستُ صحافياً.
أعود الى هذا التعريف ــ التأكيد اليوم في 5/10/2012 لأن لا الوقت ولا العقل ولا الجسم السليم يسمحون بفتح حساب على «تويتر» للبالغين ولا على «فايسبوك» لعاطلي العمل المفرّغين ــ الرافضين، وذلك استباقاً ومجاراةً وفي الأساس إفتراضاً لما قد يرتكبونه إفتراضياً ــ افترائياً. فيا سلام سلَّم.
أساسٌ بل معدنٌ (2012)
اكتشفتُ وبعد مرور سنين عديدة، اكتشفتُ للأسف وذلك بعد تيك السنين الضائعة جداً لأنها صارت عديدة بل كثيرة، أنني بالأساس: فلّاحٌ شَمالي مُبشَّمٌ نموذجي، فقد اكتشفتُ أن لا مفرّ من الأصل وأصلنا حقاً (رحبة) في العكّار، فعدتُ الى رشدي وتذكرتُ أن أهل الشمال بالأساس، أنشف دوماً من الناس في الجنوب فلِمَ لا تفهمهم أيّها المثقّف، أيّها الطليعي، أيّها الصحافي، أيّها الناقد؟
ألم تلاحظ يا ابن «الكاسيو» ـــ التي تطوّرت الى
الـ midi الى الـ work-station ومنها تفرّعت الى تحديثاتٍ مختلفة أكثرها شيوعاً كانت الـ«communication work-station» أي ما يوازي «الإنتراــ نت» intranet وأهمّ مطوّري مهندسي الالكترونيك والبرمجة في البنتاغون والذي سمح بعد فترات من دراستها باستعمالها في الجامعات حتى أفرج عنها للاستعمال العمومي في الـ1995 ــ 96 تحت اسم: «الانترنت» internet وبحجّة تسهيل اتصالات الناس «connecting people» بين الشمال والجنوب والاتجاهات الـ2001 أي =!!!2 التي قد تكون على تعدد ما كانت: تاريخ الاجتياح الثاني للعراق وأفغانتسان شغّالة يا بُوي (أبي) ـــ ألم تلاحظ وأنتَ تقلّب باللمس هاتفك الذكي الموصول على كلّ الاتجاهات الأرضية المذكورة أعلاه وأنتَ صاعدٌ أساساً الى ضيعتنا أو أي ضيعة جاورتها في طريقك صعوداً الينا، أنه كلما ابتعدْتَ عن ساحلِكَ وحدك أو ساحل أي «واحد متلَك»، ارتفع مجموع عدد الصخور التي هي فعلاً صخور بكل ما في الكلمة من صخور؟!
هل عَدَدْتها يوماً كُرمى لي ولك؟ هلّا عددت أطنان الصخور الصمّاء قبل وصولكَ الى أهل المنطقة، كي تفهم لمَ هم ناشفو البشرة والأطباع؟ ولمَ مُزاحهم جامدٌ جلفٌ حتى الصخور وقبل أن نلتقي؟ هم ناس إما في الجيش وإما إن أخطأوا ونزحوا نحو العاصمة لا يردّون على «حبيش» (لا النائب ولا الكاركون ولا طابق الاخلاق والدعارة ولا تيّار المستقبل و7 أيار).
إن أبا ــ أبي، أي جدّي لجهة أبي أي بعل أمّي، واسمه حنّا والقادم اليكم يوماً ما مع أنه توفّي، من عائلة الرحباني.
هنالك من يقول إن العائلة أصلاً من ضهور الشوير، نعم ربّما! لكن منطقة ضهور الشوير كانت حقبة هجرة مؤقتة كاستراحة انتقال، لم تستطع رغم أنها طالت نسبيّاً لم تَذُبْ خلال سُباتها الشويري العميق ــ في ذاك المحيط الشجري المعشوشب حتى المحميّات المدنية غير الحكومية.
فدأبَتْ تذكّر في وسط ساحة البلدة بمعدنها الأساس، معتبرةً أن ضهور الشوير هي بيروت العكّار، أما بيروت الفعلية فهي لبنان من ضهور الشوير. فلا تستغربنَّ إن وجدتَ معظم شبابهم، أو عناصر الجيش، أو مواطنين غير آبهين بكاركون حبيش عناداً صلافةً عنفواناً في خدمة لبنان من ضهور الشوير وعلى مضضٍ نامٍ ومستدام................
ولكن بيروت... (تبدأ موسيقى مرافقة لا ناي فيها ولا عود) أنظر الى هذه المدينة، ونحبّها وأحبّها كثيراً، لم تستطع أن تعدّل أطباعي الهشّة الفلّاحية، ولا مبادئي «التَتْييسية» التي بِشَهدِها يسارية. قد يكون محقاً بعض الشيء من يحلّل هذا الأساس اليساري ربطاً بطفولة شاعرية بين الصخور لكنها وبعد ختام التحاليل: ستالينية عكّارية في خراج التبليسي (راجع Google earth إن كنتَ لا تعرف من بلدك إلا الـ News Café) حتى هموم ومحاولات كتاباتي المسرحية وبعدها الصحافية كما يقول لي الأصحاب، «لم تعلّق عليها منّي شعرة» فأنا، وللتأكيد، شبه الوحيد في عائلة الرحباني الذي لم أفقد شعري، هل لاحظتم ذلك؟ أنتم الذين تلاحظون وتلاحظون وتلاحظون ولا أحد يلاحظ.
لم أقرأ المسرح والأدب عموماً إلا في المدرسة، وقد أُجبرتُ حينها على ذلك كونه بالفرنسية حصراً وأذكر من هؤلاء الفرنسيين حكماً أنني صرت مولعاً بالكاتب المسرحي «مارسيل بانيول» كما أعجبني جدّاً «فولتير»، و «ريمبو» وأخيراً «بودلير» وعلى رأسهم «سارتر» وجمهورية جورجيا!
يبدو أنه لوفرة ما في داخلي من الريف، أو لما في مسرحيات الرحابنة أهلي، من العلالي، وبيوت العقد، ومحادل السطوح، كما زينة العقل على دروب العين، لا أشعر أبداً بالرغبة في الذهاب اليه أي الريف هذا، لا هو ولا غيره حتى لو هولندياً. ومعجب جداً بكامل وعيي ودهشتي بالتكنولوجيا، والأرقام.
فما العمل؟ أعتقد أنه يمكن الاستفادة من هذا التطوّر الحسابي والرقمي، من المدينة باتجاه الريف.

سياسة
العدد ١٨٢٦ الجمعة ٥ تشرين الأول ٢٠١٢

03‏/10‏/2012

Manifesto | سكايب؟

زياد الرحباني
(حوار على الهاتف بين عيسى ومخايل بعد اتصال جاءهما من «البهلول» في أبو ظبي)
ــ مخايل: مش أنا شفت الخبر، تلفن «البهلول» من أبو ظبي لخيّي بعين علق.
ــ عيسى: منين بيعرفو خيّك لـ «البهلول»؟
ــ مخايل: من عين علق.
ــ عيسى: ليش «البهلول» بيجي عا لبنان؟
ــ مخايل: لأ خيي اشترى تلفون دولي.
ــ عيسى: ولشو جابو دولي؟ يجيبو عادي، الدولي نكبة.
ــ مخايل: لأ ما هوّي سيلولير منّو دولي.
ــ عيسى: شو قلّو طيّب؟
ــ مخايل: خبَّرو إنو «الحكيم» كان عم يحكي اليوم بالنهار عالتلفون وخيّي ما لحّقو من الأول.
ــ عيسى: ليش خيّك بيطلع عا معراب؟
ــ مخايل: لَه بعين علق.
ــ عيسى: وشو عرّفو إنّو «الحكيم» عم يحكي عالتلفون بالنهار؟
ــ مخايل: ما «البهلول» خبّرو.
ــ عيسى (نرفز): ما عم تقول إنو «البهلول» بأبو ظبي!!!
ــ مخايل: إيه وإذا... ما التلفون لشو؟
ــ عيسى: والله؟ صرت تعرف بالتلفون إنت وخيّك؟
ــ مخايل: أنا ما بعوزو بس خيّي عم يضطرّ يحكي عا أبو ظبي (قاطعه عيسى)
ــ عيسى: يا خيّي خيّك بأبو ظبي و«البهلول» بعين علق عفواً (قاطعه مخايل)
ــ مخايل: عيسى، «البهلول» هوّي اللي بأبو ظبي.
ــ عيسى: والله فهمت بس «الحكيم» وين؟
ــ مخايل: «الحكيم»؟ الله بيعرف وين.
ــ عيسى (متابعاً): و«البهلول» من أبو ظبي هوّي الوحيد اللي بيعرف وين وشافو عالتلفون؟
ــ مخايل: مزبوط، عا تلفون التلفزيون (مصحّحاً).
ــ عيسى: تلفون التلفزيون؟
ــ مخايل: هيدا إيه / خيّي بعد ما جاب منّو هيدا، التلفزيون عطاه واحد منّو لـ «الحكيم»
ــ عيسى: أيّا تلفزيون؟
ــ مخايل: الـ «إم تي في».
ــ عيسى: إيه...
ــ مخايل: فصار يحكي عليه ويطلع عالتلفزيون.
ــ عيسى: و«البهلول» يخبّركن إيّاها عالتلفون...
(يتبع بعد غد مش أكيد إذا ضروري، الجمعة 5 تشرين الأول)
■ ■ ■
بلاد الزيتون والخروع
ــ كريستوف: في بالطبيعة عدّة أنواع زيت، وإجا المجتمع (المجتمع ونقطة وبس، أوكي؟ وأوعا حدا يقول المدني لأنو إذا بدكن تضلّو كل ما تقولوا المجتمع تقولوا وراها المدني، بتكونوا عم تحركشوا بالمجتمع العسكري وانتو هيدا مجتمع ما بتحبّوه فذوقوا وسمّوا الإشيا بأساميها، المجتمع هوّي كل شي مدني حتى المدني اللي بيعمل عسكري لأنو الديمقراطية المدنية تبعكن بتحميها بطلب منكن، الديكتاتورية العسكرية... وولا كلمة). إذاً كنّا عم نقول إنو المجتمع زاد على زيوت الطبيعة، زيوت مطوَّرة، يعني مارقة بـ «تصنيع» معيّن أو معالجة، آخرهم زيت الصويا بعتقد، اللي صار إلو أتباع. هلّق مش قد زيت دوّار الشمس اللي دخل علينا بفترة تاريخية أقدم، واللي ما قدر بعد الزيت النباتي الآخر يخفّف عن مجموع المواطنين (المدنيين والعسكريين) استعمال زيت الزيتون.
هلّق ما فينا نعمّم لأسباب ديمقراطية إنو زيت الزيتون هوّي الأطيب (شو ما كانت الماركة، خرا عالتجّار، بس فينا أكيد نقول إنّو في عنصر مهمّ بزيت الزيتون، وهوّي إنّو أساسو أكلة بحدّ ذاتها وأساسية وهيّي الزيتون. في ناس بتاكل بس زيتون، وأكيد ما فيهن يلفّوا عروس دوّار الشمس مثلاً، وأكيد حدا جرّبها وبزقها لأنو طعمتها متل طعمة التجّار). الزيتون أكلة أساسية وزيت الزيتون أساس بأكترية الأكلات الباقية، والمعارضة مش قادرة تعمل شي، المعارضة عم تنصح عالريحة وعالاغتراب. نحنا منصبّ أحياناً زيت زيتون عالزيت النباتي والمقلي، تصوّروا، مش ضروري تتصوّروا تفضّلوا دوقوا أوقات بيزبط الأكل المش زابط، بكلّ أنواعه، إلّا المعارضة ما بتزبط، ليه؟ قد ما فيها خلّ! سيّدنا المسيح وبزق الخلّ وما أثّر عليه تحالف القوّات والمستقبل، ضلّ عالصليب لجابولو ميّ!!!
يا زلمي مش معقول ليك قدّيه الفرق كبير بين زيت الزيتون وزيت الخروع.كوم.نت// شو هائل @ رهيب.كوم> الناس بتقلّك بالأوّل ما رح آخد خروع! ما بتقول لا آكل ولا إشرب خروع، ليه؟ لأنو لا سائل (عن حدا) ولا جامد. بيقولوا بالأول «ما بينبلع» وبيرجعوا بيضطروا يبلعوه، ليه؟ لأنو إذا بدّن إنو الأكل اللي أكلوه قبل واللي أكتريتو فيه زيت زيتون، يضهر بس يصير وقتو ـــ ولسببٍ ما متل صورة بسكلات مهدّايين فيها وزير الداخلية والشيخ الأسير وعم يضحكوا عا مدخل صيدا، مش بس عا مدخل صيدا، أهالي صيدا عرفوا عا شو عاد طلع الضحك ـــ بدها زيت خروع... يا خيّي وإجوا هاليهود عابلاد الزيتون، الزيتون اللي طالع من أرض هيّي لإلو متل ما هوّي إبنها وإلها. فلسطين إمّو أكيد وإمّ اللي بيجوا يقطفوه واللي عايشين حدّو ومنّو وتحتو وحواليه، وإجوا هاليهود بدّن يضهّروا، بدّن يضهّروا شجرو وزيتونو وبيوتو، ليه؟ لأنّو هيك بيعمل الخروع عا أساس عم بيضهّر الأكل بيضهّر شو ما بيطلع بوجّو. وكيف بحياة حريمك بعدن الأميركان بيفضّلوا زيت الخروع عا زيت الزيتون؟
ـــ أنسي: واضح منين الخرا كلّو*.
*عا أساس أنسي بيفضّل الجوابات القصيرة بالسياسة العالمية

سياسة
العدد ١٨٢٤ الاربعاء ٣ تشرين الأول ٢٠١٢

01‏/10‏/2012

Manifesto | طيب إنو، بزيادة!

زياد الرحباني
(محكي) شكل النهار الواحد، مثل شكل العمر كلو... انشالله.
ليش هيك؟ ما بعرف، بس اتأكدت انو هيك.
ما هوي بس تتفرج عالصغار وبعدين عالكبار، بدو يطلع معك هيك.
بدو يطلع معك، او معي أنا طلع، انو بداية النهار هوي الولد. ويعني نهايتو هوي الكبير بالعمر. وكل نهار هيك، والحياة هيّ نهار x كذا نهار، الله وحدو بيعرف قدي هنيّ.
الصغار بيفكروا كمان بالاشيا الكبيرة، بالحجم، بالقياس، بالريحة، بالوزن، بالعلو، بالعمق وبكل القياسات والاتجاهات، وبالكبار اللي اكبر منن، ومش بكتير، انو: أوف شو كبار!. لدرجة انو: شو بدنا فيهن.
اما الكبار، فالحجم والقياس الكبار، ما كتير بيأثروا معهن، خاصة انو عرفوا شو حدودهن. بيصيروا يعلقوا ويِتعلّقوا بالاشيا الصغيرة، واللي ما كان الها محل بوقتهن، ايام الاشيا الكبيرة، ما كانوا فاضيين. برغي باقي بالبيت وما معروف لشو، كبريتة فيها كم قشة بينعدّو (كل شي بينْعَدّْ ع فكرة)، وكبريتة تانية متلها، بس بغير أوضة، ما بيخلص النهار قبل ما يكون جمعهن بفرد كبريتة. انما ممكن يضيّع وقت ليقرّر بأيا غرفة يحطّها، ما كانوا تنين وصاروا وحدة.
ملاحظة: مش كل الكبار بيكبوا الكبريتة الفاضية. وهون الاحتمالات باستعمالها، العمر بيخلص وهي ما بتخلص. و«كبيرنا» مصرّ يعرف هالشامية اللي حد دينتو، شو هيّ بالضبط وليه طلعت، مع انها طالعة من يوم اللي خِلِق. وتا يحصَل الأسوأ، أصول الكبير يسأل الصغير: عمو هيدي من شو قَوْلك؟ فبيطْلَع الصغير مش عم يقدر يشوفها. يمكن شايفها، بس راسو بشي تاني ومعو هياج، بدّو يروح... انو خلص يعني، بزيادة... كل جيل مع جيلو يلعب.
comment: يعني اذا هالعمرين ما قادرين يتطايقوا، ليه عم نقسّي كتير عالإسلام والمسيحية؟
■ ■ ■
مبارح المسا، كنا مدعوين ع قصر الانيسكو، حتى نحضر فرقة «اوركسترا طهران»، وهيي فرقة سمفونية بمواصفاتها الثابتة العالمية، ولو ايرانية. ما بدها زعل، بتمرق. وبالفعل كانت الفرقة مدهشة باحساسها وبدقة التنفيذ.
كنا مجموعة من خمس أشخاص، بيناتنا صبية مبلشة من فترة تكتب وتألف اغاني بالعربي ما كتير إلن علاقة بالاغاني الدارجة هالايام. بلحظة، تقريبا بعد ما مرق نص البرنامج، بتنكزني هالصبية، وبتعملي اشارة انو قرّب شوي. قربت صوبها، فقالتلي بالهمس: هيدي الست اللي ورانا، ما وقّفت حكي من الاول. فجاوبتها، وصراحة ما كنت عارف لا كيف حلّها، ولا شو بقلّها: اكيد هلق بتوقف بالآخر...
■ ■ ■
إِهدوا مِمَّا تُحبون (الامام علي)
■ ■ ■
أكيد انو صريخ الولاد بكل العالم ومن كل الجنسيات، بيصير متل بَعْضو، اذا انوجدوا بمحل بيشبه ملعب، او انهن حَوّلوه تدريجيا لملعب... بتصير بالتالي، المشكلة المطروحة، هيي: الصريخ هيدا. مش جنسية الولاد. كترة الصريخ يا خيي، بذبذبات اصوات الولاد الطبيعية، ممكن تتحول اذا طولت لمشكلة. فعمهلك عالولاد السوريين مثلا، عمهلك عالولاد الافارقة عموما، وخاصة الصوماليين.
■ ■ ■
(محكي) طالع عبالي، دوّر شريط موسيقى ما بيخلص. يعني بيقْدَر يضّل ماشي لو راحت الكهربا وراح بعدها المولّد وآخر شي، عالطولة خلصت البطارية.
طالع عبالي، دوّر حنفية ميّ مصقّعة على راسي، وما بتوقف ولا بتخلَص، وانا موت وهيي تضلها نازلة عليّ. يمكن هيك يكون صحي اكتر من الموتة عالناشف. ما حدا رح يعرف، لانو ما حدا رح يخبّر. يمكن الميّت بيحسّ كمان، يمكن هوي «ريموت» لروحو اللي طلعت، ومنا مستقلّة عنو خالص.
طالع عبالي، اعرف شو هييّ هيدي البوسة اللي طولها 18 ساعة، وفي وحدة كمان قريت عنها: 42 ساعة! باليابان هيدي قال... والله معقول، يمكن بتحسّن النفس، مع انو التم مسدود، بس مسدود بتم تاني.
طالع عبالي كتير اشيا، بس المهم اقدر أعملها.
يعني لازم افضى لاقدر اعملها، بس مش عم افضى.
شو بقدر أعمل، لاقدر افضى لاقدر اعملها؟
ما في لزوم حدا يتصل، هاي مش حزورة.
هاي افكار، يمكن ما كان لازم ننشرها... ما العمل هلق؟
ما بقا في «ما العمل؟»، صرنا بالـ «مانيفستو» هلق.
فما العمل؟
سياسة
العدد ١٨٢٢ الاثنين ١ تشرين الأول ٢٠١٢