08‏/10‏/2012

Manifesto أوغاسبيان => 0 = 1

زياد الرحباني
أوغاسبيان => 0 = 1
A - ظاهرة أوغاسبيان
• المُعطى:
الكلّ هو عكس الفرد أي الواحد ـــ الكلّ يوازي كلّ واحد ـــ الواحد = أي واحد.
• المسألة:
كلّ واحد = أي واحد
أي = واحد
كلّ = أي
الكلّ= واحد + واحد + واحد
كلّ واحد = الكلّ
واحد = الكلّ
• النتيجة الأولى: عندما يتكلّم، ما زلت أو زلنا لا نعرف بعد: أولاً إن تكلّم، إن كان قال شيئاً أو أنه قال ولم أفهم أو أسمع جيّداً، مع أني سمعتْ، ثانياً: أو أنه لم يقلْ شيئاً مع أنه كان يتكلّم أو أنه خُيِّل لي أنه تكلّم لأنه كان تماماً كمن يتكلّم، ثالثاً أو أنه مثّل بشكل ممتاز أنه يتكلّم وقد قال شيئاً بالفعل، فبدا لنا أنه جاوبَنا على سؤالنا أو سؤالهم جميعنا أو جميعها أو جميعهم أثناء ما بدا كأنه الكلام.
في النهاية الليرة اللبنانية الجديدة التي نزلت الى الأسواق، تمّ اعتمادها بالتدريج وراحت تروج بين الناس، بيني وبينكم، بينكم وبينهم، كما وصلت كذلك الى جيب أوغاسبيان الذي راج هو أيضاً لكنه على ما أظنّ لم يُعتمَد... هل اعتُمِد أم لم يُعتمَد؟ هنا السؤال، هنا المسألة (راجع المسألة السطر الثالث أعلاه).
B - أوغاسبيان
إنه السيّد جان أوغاسبيان، العضو الدائم في كتلة المستقبل وآخر مرّة وزير دولة لشؤون التنمية الإدارية في الـ 2005 ومن بعدها وزير دولة ومن ثم عاد الى ماضيه في المستقبل.
ملاحظة: تبدو المشكلة عنده أي ما سمّيناه أعلاه: المسألة، أنه أثناء جوابه على أي سؤال يُطرح عليه وخلال متابعتنا للجواب حرفياً وبكلّ شغف، لا نعرف أساس أو فحوى جوابه حتى ينتهي الجواب كليّاً فإذا به سؤال!!!! سؤال يا جان؟ سؤال يا معالي الأوغاسبيان؟ قلتَ في آخر مقابلة تنموية إدارية إنه: «يجب البناء في الوقت» لكنك لم توضّح متى سيكون البناء في الوقت؟ هل سيكون في نفس الوقت؟ وعندما أصرّت المذيعة المحاورة على تشكيكها بجدوى الدعوة الى بناء في الوقت وفي نفس الوقت أجبتَها معاليك: «أنا أؤكّد ومن على هذا المِنظَر!» وكان المقصود طبعاً: المنبر ــ وقد فهمناها جميعاً مع أنك لم تصحّحها أو ربما لم تسمعها مثلنا كي تصحّحها، أو أننا تهيّأ لنا أنك قلتَها بدليل أنك لم تصحّحها... لكننا نوعاً ما كُثُر يا معالي الوزير ومعاليك دائم المناداة بالكُثُر بالأكثريين الذين حكَمَتْهم عبر التاريخ الملكة الشابّة المغدورة: السيّدة أكثرية. لماذا يا تُرى تذهب الأمور دائماً في حضرتك الى هذا النوع من التشكيك والنفي والتأكيد والى أسس الجبر وفلسفة المنطق... يا لطيف. وهل يجوز القول إنّ الزائد أخو الناقص أي الزائد = الناقص؟ وإن كان الجواب نعم لأنها في التداول ولأن «أكثرية» في عهدها توّجت الزائد والناقص على نفس المِنظَر وهو المنبر وبالتالي فإنّ: الفاطر أخو الصائم؟ هل تضمن موافقة الكتلة على المجاهرة برأيها لا على الأكل؟ أم أنّك تصوم رمضان مع الكتلة يا ترى؟ أم أنّك لا تقدر على احترام هذه الأكثرية في هذه الأوقات؟ وهل هذه هي، عند هذه النقطة: «الديموقراطية التوافقية»؟ وهل كلّ ديموقراطية تلجأون اليها كحكومة في أيّة مسألة: توافقية؟ أم أن «الديموقراطية التوافقية» فقط هي توافقية؟ ولماذا كلما رأيناك في الإعلام نعود بالرغم منّا الى هذه السفسطة الجدلية؟ هل هي ربما العلاقة غير الجدلية أي علاقة بالمُعطى بين اللغة الأرمنية واللغة العربية المترجمة عن اللبنانية ــ الأرمنية؟
C - النتيجة النهائية
كما أنه في التسجيل الصوتي الرقمي (digital) يتمّ تسجيل الصمت على أنه: صفر، أي = 0 وهذا يوازي اللاموقف أو اللانتيجة من الموقف أو أن فعل الكلام غير فعل الفعل. وكما أن تسجيل أي صوت يتمّ على أنه رقم 1 مهما كان زخمه وطوله أي = 1 وبما أن عملية التسجيل بالتالي ليست مقتصرة على الـ 1، بل على تسجيل الـ 1+ 0 > وإذا كان عطش المواطن اليومي لفهم ما يجري هو الـ 0 والجواب على المواطن هو ما يصرّح به السيد جان أوغاسبيان أي الـ 1، تكون النتيجة
النهائية = 1 + 0 = 1 (طبعاً) أي يكون كل ما حصل ومهما حصل ومتى حصل = 1 وهنا والأهمّ أنه: من غير المهمّ، أو أنه لا يعود يُعرف أيهما الـ 1 وأيهما الـ 0 أي كلّه 1 أي كلّه 0. من المؤكد حصراً أن رغم أجوبة تلك الحكومة التي منها جان أوغاسبيان، يبقى الله وحده : ~~1.
■ ■ ■
ـــ عن شو عم تحكي انت؟ أنا عم إحكيك عن أحد الموجودين.
ـــ لَه شفت؟ أنا عم بحكي عن أحد الشعانين.

سياسة
العدد ١٨٢٨ الاثنين ٨ تشرين الأول ٢٠١٢



ليست هناك تعليقات: