17‏/10‏/2012

Manifesto | ليه؟ ــ هيك!

زياد الرحباني
(محكي) يا زلمة إلنا دهور، ربينا على بعض أمتال وصدّقناها لأنو بأكتريّتها حقيقية، مزبوطة يعني لدرجة إنو العلوم اللي بعكس الأمتال هيدي، بتْفَصّل وبتِعرُض المعضلة والنتيجة وبتِمرُق عالاستنتاج وعلى عكسو، وأحياناً شخص بيطرح طرح وبيجي فوراً الطرح المضاد، وبدّو يعرُض براهين بتدعّم طرحو مقابيل براهين عادة معاكسة أو هيي نفسها مشروحة بالعكس من قِبَل صاحب الطرح المضاد. وتْصَوّر إنو أحياناً بيوصلوا لنتيجة «يجوز الوجهان»... إنتَ متصوّر «يجوز الوجهان» مللا جواب؟! يعني جيت سألتَك: «شو لونها السيّارة أسود ولّا أبيض؟» جاوبتني إنت وضميرك مرتاح: «يا أسود يا أبيض» ـــ يعني أنا سألت سؤال وإنت جاوبت سؤال، يا أنا سألت جواب وإنت عِدْتو ورايي.
إنت متصوّر واحد تعرّضِت إجرو لحادثة مؤلمة وأكيد غير ألم إجرو الموضعي، وحِمْلوه لعند حكيم وبعد ما فحصو الحكيم، جَزَم بإنّو لازم يريّح إجرو لفترة شهر، وبالتالي، إذا فيه يرفعها بيكون أفضل. ووصّل حتى يهدِدو بالجفصين إذا غلّط وحرّكها، لأنو برأيو: «الإجر بحاجة للجمود وعدوّها بالوقت بحالتها الحركة». فضَهَر المريض مش راضي عن التشخيص وصار يحبّ فجأة الحركة مع إنّو معوّد عالجمود، فقصد حكيم تاني (تاني: طبّ فرنسي يعني الأول: طبّ أمَركاني، والأمر الأخير لله). فحصو التاني وهوّي وعم بيغسّل إيديه كان كتير واضح وعندو طلبات وأهمّها: تمارين ساعة قبل الضهر ونصّ ساعة قبل النوم للإجر المعطوبة وفكّ الجفصين فوراً لإنو عَدُو إجرو، بحالتها الحاضرة، الجفصين والجمود وقلّة الحركة. وممكن إذا مشي عالعلاج الأول ما يعود يتذكّر كيف بيمشوا بعد شهر.
إنّو هلّق لو بتوقف القصة عا: «يجوز الوجهان» كان بيسدّ نيعو الواحد وبلا كلّ هالشرح وبلا هالعذاب التمحيص بالنَحَوي وخاصة المحكي اللي بيِرْسى عالمصححين بآخر الليل بالجريدة، بس «يجوز الوجهان» فيها تصير، بحسب الأيام والظروف: «لا غالب ولا مغلوب»!!!!!! … أهه، أيوووووا ـــ أنا عرفت شو رح يصير، إذا بدّي بلّش، أنا أو غيري، حدا عندو ضمير بدّو يعطي كل شغلة حقّها، إذا عم قول، بدنا نكفّي عا قصّة: «لا غالب ولا مغلوب» بَدها تصير الجريدة تطلع بكرا وتِنْقَرَا اللي بعدو، لإنو بكرا متل اليوم، مألّف من نهار وبعدو ليل، ولا غالب ولا مغلوب فيها إذا قطعت الليل تكفّي بالنهار لتخلص وتتوزّع الجريدة أوّل الليل، وبحالتنا، ليلة بكرا.
«لا غالب ولا مغلوب» بيسوا تودّينا كمان عا شخص تالت ودايماً بيكون تالت ودايماً، منين بيخلق؟ ودايماً بيخلق، وصراحة، منيح اللي بيخلق ليهدّي شخصين علقانين عا أحقيّة الجلوس بكرسي صار برّات المطعم أساساً، عالرصيف بسبب منع التدخين، ومْصَاءَب مارِق شخص، عابر سبيل وشافهن وراح يهدّيهن وصار التالت، وأوّل تصريح صرّحو: مش «لا غالب ولا مغلوب»، «كلّ إنسان بيغلط». هيدي جملة عافكرة ناجحة كتير وضاربة وعم ينسخوها الناس لبعضن وما حدا عم يشتري الأصلية وعم بيحضّرها بشكل نشيد مطرب كان الرابع بهالخبرية بعد عابر السبيل، وحالياً ما عاد معروف شو رقمو إذا مش قادر يكون الأول، وعنوانها بيقول: «وحدو الله المعصوم».
هالنشيد بإذن الله إللي على بساطتو وبدائيتو مْسَيَّر أحوالنا ومجتمعنا كلّو بكل مكوّناتو (إذا استثنينا الغرافيتي) المدنية والبربرية، العائلية والعشائرية، العسكرية البريّة، البحرية والمجوقلة.
خبريّة طيبة بهالجوّ المقفّل لأنو بتصوّر صار بَرِم! هيدي الأمتال الشعبية بتوازي استنتاجات معظم النسوان، بتوازي (نَحَوي ومحكي): «النسوان وفِكرُهُنَّ» ـــ بتسألها: كيف لقيتي الموظّف الجديد؟ بتجاوبك بدون أدنى شكّ: ما منيح. وما منيح هون هي النسخة التجارية للسوق عن: ما حَبَّيتو. بكلّ بساطة وبدون عقد وبدون ضياع وقت، هالوقت اللي بيشمل مينيموم الحاضر ومستقبلو: «ما منيح، ما حَبَّيتو» ـــ يعني عم بتوازي، بضربة واحدة: الموضوعي بالذاتي. ولأنو: طبّ الجرّة عا تمّها بتطلع البنت لأمّها، ما عليها أي نقاش، ولا رح يجتهدوا الشيعة عليها بالمستقبل، خاصة بس عرفوا إنّو: ما في مَتَل كِذب، يعني يا أخي، يا عزيزي اللي بعدك عم تقرا، ما بعرف شو بدّي قلّك.
إنتِ متصوَّر السيّدة مايا دياب عم تقراه نصّ همس وبنظرة كلها دَفَا وثقة: لااااااااا ما في مَتَل كِذب. وداير التحقين بهالوقت والسمّ المبرَّر العلمي عند السيّدة «ديم صادقة» عا بكرة الصبح عا هوا الـ إل.بي.سي، وعا القصة كلّها، و«مدام ديم» عم ترقص بأرضها وعالقاعِد، مجبورة، رح تموت، لأنها مستقبلة الوزير غازي العريضي ومهتمّة جدّاً باستقبالو لدرجة صار هوّي عم يستقبلها غصباً عنّو كونها صارت تقريباً بحضنه، مع إنها ما تركت كرستها لحظة و«ديم» معروفة مهنية وصادقة، وصدّق الصادق... وليك: ما تلوم الغايب لَيِحْضَر... أرجوكم بس بالنسبة لليلة.
(لِمَن يودّ أن يتبع، يتبع عالأكيد)
سياسة
العدد ١٨٣٦ الاربعاء ١٧ تشرين الأول ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات: