30‏/11‏/2006

إلى الأمــام

إلى الأمــام
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الخميس ٣٠ تشرين الثاني 2006
مخايل: عندما يشمل العفو العام مجرماً معيّناً، هل يكون العفو عن كل ما فعله في الماضي؟ وعن مهما فظيعاً كان؟
عيسى: أجل يا مخايل، أعرف شعورك، إنها ذروة ٌ غير عادلة في التسامح.
مخايل: إنها ذروةٌ في الأسف أيضاً.
عيسى: أدريمخايل: وليس هذا عدلاً
عيسى: طبعاً
مخايل: وهل سيشمل هذا العفو, كونه عامّاً، الأعمال التي بدأ يرتكبها وسيرتكبها في المستقبل؟
عيسى: إن حلفه مع “المستقبل” حاليّ، بل آني وقد شمله العفو، ولكن لا أظن أن هذا الشمول سيغطي أفعاله في المستقبل.
على كُلٍّ دعني أسأل.

28‏/11‏/2006

تأهّب!

تأهّب!
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الثلاثاء ٢٨ تشرين الثاني 2006
صراحة، دعني أُصرِّح بما أشعر به بعد الذي حصل في الاسبوع الفائت.
إنَّ ما حدث كبير جدا لا بل مهيب، لا ادري ما اذا كانت قيادات 14 آذار تشعر بحجمه الفعلي، لا أظن، ربما هم اعتادوا الفجائع لكن ليس نحن.
صراحة يجب ان يتوصل قادة ثورة الأرز إلى طريقة ما يجمعون بها جمهورا لهم في احدى ساحات الانتفاض و«الثََّوَرَان»، مقبولا من جانبهم عدديا، غاضبا بشكل لا بأس به، مُشكَّلاً طائفيا بمن حضر، وذلك دون الإضطرار الى اغتيال الشيخ بيار امين الجميل.يجب حل هذه القصة قدر الامكان، فعلاً.
إن جمع جمهورهم مكلف جداً، حتى لو انهم ليسوا هم من يتكلفون، يجب إيجاد طرق أخرى لجمع المناصرين والثوار. هل تبعثرت على شعورهم أحبال الافكار؟
هل نضب فجأة خيال السفير فيلتمان؟ هل انقرضت هوليود.. أعوذ بالله!.
أرجو أن يكونوا قد صوّروا هذا الحشد من كل الاتجاهات، علّهم في المرة المقبلة يعرضون الفيلم فقط دون الحاجة الى مَقتَل الجميل الأب لا سمح الله.
فبمعزل عن ان “العملية” مكلفة، ما عادت ناجحة كالتي قبلها. وهذا واضح من الاقبال الجماهيري الذي خف الى اقل من الثلث.
ان ثورة الارز بحلتها اليوم اصبحت تؤثر سلبا على حركة السياح العرب والاجانب، بالتالي على خطة باريس - 11 ، اين اصبحنا؟11 ؟14 عفوا! باريس 14، للسنيورة وساعده الأيسر المكسور المذعور الأزعور.
لعنة الله والجيش على المجرمين الطليقين. تأهب!.


***
- مالك يا رجل وما لسعادة النائبة نائلة معوض؟ لماذا هذا التركيز عليها في النقد؟ موقفك منها أُحسّه ذاتياً بل شخصياً غير موضوعي على الإطلاق.
- لا والقرآن، كل ما قلته عنها جاء بمنتهى التَجرّد وفائق الموضوعية. وتقبلوا الإحترام!
- أين الموضوعية في أن تقول: كوندوليسا معوض مثلا؟
- يا أخي أنا لا أستطيع أن «أَتَعوَّض» عليها. إنّ كل ما تفعله بي وبالجيران، لا ولن يُعوَّض. فلا يلفُظَنَّ أحدٌ منكم كلمة: مُعوَّض! لا شيء مُعَوَّض غيرها.
- وماذا عن نَجلها؟
- إنَّ الله وحده يُعَوِّض. دعني وشأني، لستُ مُتَعوَّضاً على هذه الأشياء ولن أتعوَّض. نجلها؟!

***
مؤكدٌ طبعاً أن يكون من الأصعب على إنسان يعيش بجواز سفر مزوّر منذ زمن، أن يراجع بفاتورة للكهرباء يعتقد أنَّ كل إجحاف العالم قد أُسقِط عليه بها، وهي مغلوطة بلا شك. طبعاً، ولكن مهما كانت مغلوطة فهي لا تقاس بالغلط المدهش الذي ينبع من إقامته بيننا. فوَجَبَ عليه تسديدها، الفاتورة وليس الإقامة، حالياً.

27‏/11‏/2006

في مبنى الكونكورد

في مبنى الكونكورد
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاثنين ٢٧ تشرين الثاني 2006
لمرّةٍ واحدة، أخيرة، ونهائية إن شاءلله، ومنعاً للإبهام أو الالتباس وعهدا للقراء بالمصداقية والمهنية الصحفية واعترافاً منّا للأكثرية النيابية يا بابا، هل سمعت يوماً بالمجلس النيابي؟ أهه! أخبرك لاحقاً.
وأمانةً للتاريخ نُقِرّ لكم بالتالي:
إنَّ جريدة «الأخبار» فعلاً سورية - إيرانية ولكن إنصافاً للضمير وَجَبَ الإقرار بكل تَشَعُّب انتماءاتها.
أولاً، إنَّ الزميل رئيس التحرير جوزف سماحة علمانيّ وجوديّ وكافر. فهو من نخبة ضباط الـ «KGB» السوفياتي السابق، باحث استراتيجي متخصص بموقعة مرجعيون، ويتعامل حالياً مع الـ «سكوتلانديارد» البريطاني-فرع الأردن، بالتالي إسرائيل ربّما؟
أمّا ابراهيم الأمين، أمَدَّ الله ظِلَّه، فقد أصبح مكشوفاً كونه من أفتى مُلهِمي «حزب الله» التروتسكيين، وهو على صلات مشبوهة بجهاز أمن «القوات اللبنانية» المُنحَل حتى الآن، ويَذبَح بظِفرِه من بعد جسر المدفون، وهذا ما يزعج تيّار رفسنجاني.
أمّا سكرتير التحرير حتى النصر، خالد صاغية، فمن ثوّار التَاميل وقد اعتقل في عهد أنديرا غاندي، فأضربَ عن الطعام حتى مات... وقتها.
وزيادة في المزيج اللامتجانس، فأنسي الحاج، مستشار مجلس التحرير والإنماء والمقاطعة، الشيشاني بإمتياز، على خلاف استراتيجي اليوم مع «مجاهدي خلق» فضلاً عن «قوات بدر» والنثر الحديث!
وماذا عن جورج شاهين؟ جورج، الكتائبي المتمرّد على ميوعة الحزب الحالية، جورج، أحد اوائل المؤسسين لـ«حركة فرنكو الفتاة» المتعاطفة تكتيكياً مع ثوّار «الباسك».
أمّا الزميل جان عزيز قوّاتي «القرنة» السابق، فيا ويلاه! إنّه يتقن الفارسية والشيفرة الايرانية كما هو مندوب التيّار العوني لدى فضيلة رئيس مجلس الإدارة «الشيخ أوري الأمين» منسق الإتصالات في المقاومة الاسلامية.
وما أدراك ما ومن هو بيار أبي صعب؟ إنَّه مسؤول الثقافة الإيرانية والسجّاد والكافيار والزعفران. وقد أَشهَرَ فارسيته بملء فمه وقَلَمِه في الصفحة 12- عدد 6 أيلول-21 من «الأخبار»، خاتماً مقالَه ببدعة: «أنا إيراني إِلَك معي شي؟».
ونقولا ناصيف يا أخي؟ العميل المزدوج المُندَسّ في قوى 14 آذار منه حتى أول نيسان، مراسل الـ«طهران تايمز» من كورنيش المزرعة (اللبناني)،
والدكتور عمر نشابة المتخصص القضائي في عالم الجريمة، خريج الولايات المتحدة الذي نُبِذَ من الـ «FBI» بعد إعتناقه الإسلام وإلقائه كلمة في مهرجانٍ للسود (هو المسلم الأبيض) نظَّمه القائد الروحي «فَرقَان» النَجّادي حتى الموت لأميركا وإسرائيل.
ماذا بعد؟
أمّا أنا، ويا ربّي نَجِّنا من كلمة «أنا»، فلستُ أدري ولا يمكن لي أن أُصَنِّفَ نفسي بنفسي لكنني أعترف أنني في محور الشر، هكذا قالوا لي في الجريدة، كون مركزها الرئيس في «السادس» من المحور نفسه. وأقسم بأنني لم أكن أعرف بوجود كل هذه النماذج تعمل في الطابق. لا بَل فوجئت بالمَلّا إميل منعم، المدير الفني، مجتمعاً بوفدٍ من الـ«خمير الحمر» يفتح لي باب مكتبه في أول زيارة لي إلى الجريدة.
صراحةً، هذه هي جريدة «الأخبار» على حقيقتها.
كُلّما أنَّ من يَصُفّ لي هذه المقالة مُسَجَّلٌ (للتمويه) في جامعة الروح القدس-الكسليك وهو من بيت «نصرالله»، يا ناس!

20‏/11‏/2006

حافظوا على نظافة مدينتكم


حافظوا على نظافة مدينتكم


زياد الرحباني

جريدة الأخبار الإثنين20 تشرين الثاني 2006


إستغربت بداية الأسبوع الفائت وما زلت مستغرباً حتى اليوم، إستغراب القائد الأعلى لقوى 14 آذار الحُرَّة السيّدة المستقلَّة، اللواء الوليد بن جنبلاط بيك لكلمة «حكومة نظيفة»، والتي قالها سماحة السيد حسن نصرالله حينها في تصريح له، وقد نَطَقَ اللواء جنبلاط في معرض ردِّه على السيد حسن بما معناه «...ماذا يقصد «السيد» بحكومة نظيفة؟ ما المقصود؟ نحن ماذا إذن؟».
سيد وليد، إنَّ الإمعان في الاستبساط والاستعباط عفواً، والاستغشام والاستفهام عفواً أيضاً، فيه بالإضافة إلى أربعتها، شيءٌ من الإحراج وهو الأخطر.
إنَّ اللياقة يا سيد وليد هي فَن قول الأشياء النافرة بشكل أقلّ نفوراً، والتلميح بَدل التجريح. والدبلوماسية هي كلمة «لا» ملفوفة بكلمة «نعم» أكبر حجماً.
أمّا الرَدُّ عليكم تحت أرز آذار وفي خيام الحُرِّية أثناء تطواف الشباب بين الـ «ciné» والضريح فأمرٌ يلزمه الكثير الكثيف من ضبط الغرائز والأعصاب ، تلزمه بالضبط والتحديد، اللياقة والكياسة والتلميح والدبلوماسية والدكتور «هوديني» رُبَّما.
فأنا أحسُدُ السيِّد حسن على متانة سيطرته على ردود الفعل عنده. فهو رغم أنَّكم تكرهون، بالاضافة الى كل من تكرهون، «الثياب» على ما يبدو، وتحبون أن تخرجوا الناس منها، ما زال «السيد» شديد الهدوء؟
ماذا تريد أن يقول لك أوضح من «سنأتي بحكومة نظيفة»؟
أظُنك فهمت ماذا قال وعدت وسألت: «ما المقصود بنظيفة؟»
أنا مُضطرٌ هنا أن أسألك: ما المقصود يا سيد وليد بـ «ما المقصود»؟
هل تريد أن تُحرجَه وتحرجنا لنوضِّح أكثر؟ علماً بإنَّ كل ما هو غير نظيف، له رائحة تزداد ولون يتبدّل تدريجياً.
هل تريد ان تورطنا بتعليم اللغة العربية ومعجم الأضداد؟
هل تريدنا أن نبدأ بشتم الفنادق على أنواعها بدءاً بالبريستول؟ ماذا تعني هذه «المَقلَسَة»؟ (ملاحظة: لا ترجمة لهذه الكلمة لا في النحوية ولا في اللغات الأجنبية).
أنا أعرف ما تريد، لكن اعصابي في هذه الأيام أقل متانة من أعصاب السيد حسن.
سيد وليد، إسمعني ولا تخبر احداً، ودع الكلام بيننا:
إن عكس كلمة نظيفة هو «وسخة»! أي «قذرة» بالجعفرية الممتازة!!
نعم، هذا ما كان المقصود وما زال. وأنت تعلم ونحن أيضاً، فإنَّ المقصود بـ«ما المقصود» هو هذا الوسخ أو القذارة.
إذا كان الجواب بهذا الشكل أوضح عساه خير أيضاً، واعذرنا على التوضيح، لقد دفعتنا إليه من على شاشات التلفزة وها نحن نَرُدّ في الصحف وجمهورها أقل بكثير، فبَلِّغ من لا يقرأون من أنصارِكَ والقوى والقوات أدامكم الله لنا ذخراً.
ملاحظة أخيرة: إنَّ الحكومة الحالية هِيَ وَسِخَة. وليس السيد حسن من يفتري عليها. إنّه يقرأ ما هو مكتوب على الجبين. فهو يُحِب المطالعة ونحن في الحزب الشيوعي أيضاً، كما اننا في الخدمة سيد وليد. ونؤمنها للمنازل حتى النائية المبغضة منها.

17‏/11‏/2006

يا مريم يا أم النور

يا مريم يا أم النور
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الجمعة ١٧ تشرين الثاني٢٠٠٦
في بلدنا اليوم فريقان أساسيان:
1- الفريق المُصنَّف: توتاليتارياً، ديكتاتورياً، خشبياً، مأجوراً للخارج، قامعاً للحرية ومُعادياً للديمقراطية.
2- فريقٌ آخر وهو الأكثرية بدليل أنَّهُ هو يؤكد ذلك يومياً، هو المُصنَّف: لبنانياً سيادياً، حراً، مستقلاً، مؤمناً بحرية التعبير وحاملاً راية الديمقراطية. كما أنَّه يدعونا إليها بعد أن نعتنا، ديمقراطيا،ً بالنعوت الواردة أعلاه.
فقررتُ هذا المساء كوني من الفريق الأول أن أقبل الدعوة لأستفيد منه من بعض حرية التعبير و من شيءٍ من الديمقراطية، علّني أعرف سبيلي الذي ضللت.
تحية وبعد
أولاً، أنا أرثوذكسيٌ لكنّي أحترم كل الإحترام مقام ومرجعية بكركي وأحمد ربّي أنها موجودة.
ثانيا، صلاة الله وسلامه على سيدتنا مريم العذراء، مريمُ البكر، سلامٌ على روحها الطيبة.
ثالثا، أنا متضامن مع الزميلة العزيزة مي شدياق في مُصابها وأحمد الله على شفائها.
رابعاً، سلامٌ من القلب للشيخ العصري المُنفتح بيار الضاهر وإلى الأمام مهما حَصل.
أينَ مريم العذراء في قناة الـ «lbc» ؟
انا أفقدُ سيّدتنا مريم على شاشتها، رُغمَ ظهور كل الرموز الدينية المسيحية الأخرى.
يعني إذا اعتبرنا رمزياً أنَّ بكركي هي «المَطهَر» ومحطة الـ «lbc» هي أورشليم القدس (بما تُمثله للمسيحيين خصوصاً)، تكون حينها نشرة الأخبار المفصّلة: فصلا من رسالة القديس يوحنا أخ يعقوب، أو بن حلفا، أو القديس بطرس أو «متّى»، أو حفلاً لجميع القدّيسين إذا اقتضت الظروف السياسية.
وإذا كان رمزياً الدكتور جعجع سيّدنا المسيح (يا رب ارحم) وأقرب تلاميذه اليه بطرس هو الأخ جورج عدوان وتلميذه سمعان هو جو سركيس الصابر «أُوصادي وبَحِّبو» و «متّى» هو إيلي كيروز أمّا «توما» ففارس سعيد لأنهُ لا يَخنَع ولا يَقنَع بسهولة فهو يُدَقِّق ويغوص حتى في أقوال سيِّدنا المسيح، ويهوّذا الإسخريوطي توفيق الهندي الذي سُلبَت نِعَمُه وأُبعد و«لوقا» أنطوان زهرة حيث كل شيء «مدفون»، وقد دَرَجَ على التَنكُّر في عيد «البربارة» المتواصل وعلى توزيع كاسات المغلي المُصادَر من العابرين للعابرين. والقدّيس إندراوس الذي إنتدَبَ إبنته ندى للبّث الخارجي رغماً عنها، أمّا الرُسل الباقون المغمورون أمثال فيليبُس، برطلمايوس، تداوس، أي دوللي غانم، وليد عبّود وعماد موسى، كلّهم موجودون ولكن العذراء، أينَ مريم العذراء؟
فمريم المجدلية، رئيسة وفد القدّيس شربل الى الفاتيكان والـ «cnn» الزميلة مي فيلتمان شدياق أمّا بيلاطوس البنطي فمارسيل غانم، لأنّه يزعج سيّدنا الـ«دكتور» منذ فترة.
وإذا كان رئيس وفد المجوس إلى مغارة اليرزة هو المطران يوسف البيسري، أمّا الشيطان الذي ظَهرَ على سيّدنا المسيح عندما اختلى في الصحراء فـ : الأب سليم عبو، من يكون «الروح القدس» يا ترى؟ إنّه المطران بشارة الراعي.
فأين مريم العذراء على هذه الشاشة؟ لماذا لا تَظهر؟ هل لأنّها مريم البكر؟
هل لأنَّ القناة، قناة فكر وكفر فقط ولا مكان لبكرٍ فيها؟
هل ستحاسب يوماً عن «بِكرَةِ» أبيها... وهل يوسف أبوها؟
هل إذا قبلنا كمسيحيين بمبدأ «الحَبَل بلا دَنَس»، مرغمون نحن على قبول الهَبل بلا دَنَس أيضاً، هل توقف ربُّنا الآب عن فعل العجائب؟ هل كفَّ عن مطاردة تجّار الهيكل؟
يا مريم يا أم النور صلّي لأجلنا.
ملاحظة: إنَّ شخصيات هذا المقال لا تمت الى الواقع بصلة للأسف

13‏/11‏/2006

الجدل لا يُسلََّم

الجدل لا يُسلََّم
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاثنين ١٣ تشرين الثاني٢٠٠٦
ملاحظة: يُقرأ الابتهال المنشور في صفحة التتمات قبل هذه الصفحة وبعدها (عند الضرورة)
لو سَلَّمنا جَدَلاً، والجَدل عادةً لا يُسلَّم لكننا سَلَّمناهُ حتى نُنهيه، فالناس داخَت بِنا وبه لأنّه عقيماً صار.
لكن إفرض أنَّنا وعلى مَضض، سلَّمناه، فكيف نفعل؟
ولمن نسلمه؟
أَنُسَلِّمه لفارس سعيد وكميل زيادة والبون؟
هل يُعقَل؟ نحن الآتينَ مَشياً على الأقدام من ريف دمشق؟
فَضَلنا أن نُسَلِّمهُ لسفير فرنسي، بريطاني، سعودي، سلَّمناه وهو بعد السلاح، أغلى ما عندنا لكنّنا زهقنا أنفسنا تُعيدُ الحِجَجَ نفسها، دَهراً، لِخَصمٍ نراهُ ببساطة: لا يَفهم.
لِخَصمٍ مُدَّعٍ وعَاق، إذا تَعلَّم يوماً، فَفي كليّة “العُقوق”، وسلَّمنا نهايةً أمرنا لِله العليّ العظيم.
سَلَّمنا بأنَّ “حزب الله” إلتزمَ تنفيذ المُخَطَّط السوري-الايراني في لبنان ففَجَّرَ الأوضاع في 12 تموز للتخفيف من الضغط الأميركي على مشروع إيران النووي.
في المقابل إلتزمَ ثُوّار آذار الجُدُد تنفيذ المشروع الأميركي الإسرائيلي بضرب آخر الجبهات المقاومة والممانعة له في لبنان، فلسطين والعراق.
والله سَلَّمنا وأعتَبِر أنّنا فعلنا، بِرَبِّكَ قُل معي ماذا في الوقائع؟
أثبت “حزب الله”، فعلاً وليسَ جدلاً أنه جديرٌ بالثقة فهو، في أضعف الإيمان، وَرَّطَ إسرائيل وأميركا بضرب لبنان وبالأخطاء المميتة الناجمة عن ذلك كما استطاع صَدَّها لا بل ردعها حتى بشهادته.
أمّا ثوار آذار فماذا فعلوا بالالتزام، هل منعوا المقاومة؟
لا.
هل أضعفوا “حزب الله”؟
لا.
هل وُضِعَ حَجَرٌ ما على طريق الشرق الأوسط الجديد؟
لا.
هل استلموا سِلاحَهُ؟
لا، بل زادوه قوةً ووهجاً.
إذن أثبتَ ثُـوّار آذار أنَّهم ليسوا جديرين بالثقة.
في النتائج:
1ـ نحن أمام مجموعة متعهدين فاشلين لا يُتَّكل عليهم .
2 ـ نحن أمام متعهد ناجح اسمه حسن نصرالله ووَعدهُ صادق... تعاملوا معه واعتمدوه مستقبلاً.
***
إبتهال
أعوذُ بالله مِنَ اْلشَيطان الرَجيمْ
أعوذُ بالله مِنَ المَشروعِ العَقيمْ
أعوذُ بالله مِنَ النُوّابِ الحَريمْ
أعوذُ بالله لِشَعوذاتِ الحَكيمْ
لإشتراكييٍّ مِنَ الإقطاعِ العَديمْ
لوغدٍ يُصَرِّحُ أنَّ شعباً غَشيمْ
بِسْمِ الله الرَحمن الرَحيمْ
أعوذُ بالله مِنِ اْستعمارٍ قَديمْ
بِرَبّي لَن يُبقي من الإسلامِ سَليمْ
دَعوني من غِشْمٍ ما يَوماً كُنتُ غَشيمْ
حَسبِي الأمينُ العام مِنَ السيّادِ فَهيمْ
الداعية الرحباني

أطلب نفسك...


أطلب نفسك...

زياد الرحباني

جريدة الأخبار الاثنين ١٣ تشرين الثاني٢٠٠٦

خرجت مرّةً من البيت، وكانت مميزة على ما أذكر، فقد قصدت مبنى أول ما يتبادر الى الذهن أنه مميّز عن حق، وسلكت الشارع الرئيسي المميّز، وكنت برفقة صديقٍ أقلّني بسيارته وهو جِد مميّز عن كل معارفي الآخرين، وتحادثنا في مواضيع متنوعة ومميّزة، ومررنا في حديثنا عن برنامج السهرة المميّز على اسم المطربة المميّزة حقاً التي دُعيت لافتتاح هذا المؤتمر المميّز لدرجةٍ لم أعد صراحةً قادراً على «التمييز»! وكيف يكون التمييز بين كل ما هو مميّز وعلى طول!؟ فما هو الطبيعي العادي؟ نسيت.

هل من مجال يا إخوتي أن نلتقي أو نتلفّظ أو نأتي على أو ننحو الى شيءٍ ما غير مميّز؟

وذلك فقط من أجل الدول الأخرى في العالم وقد أصبح معظمها يشعر بعقدٍ هائلة من النقص والغيرة تجاهنا كشعب من الأقوياء، كلهم.

شعبٍ من الأساتذة، من المُعلّمين لا شغيل واحداً بينهم.

نحن كظاهرة فعلاً مميّزة لا مكان لها في التاريخ المعاصر وقد تنقرض قبل التاريخ المقبل خاصةً أنها، على وفرة ما يميّزها، يبقى عندها في الوقت نفسه مشكلة مميّزة هي أنَّ: الكمية محدودة!


***

إذا طلبك أحدهم على الهاتف وكان آخر من قبله قد بدأ بطلب رقمك سيسمع الأول في هاتفه الزمّور الذي يدل على أنّ خطك مشغول، وهو في الواقع، ليس بمشغول على الإطلاق، لا أنت ولا هو ولا شيء سوى أنّه يرن بشكل متواصل في الشقة وأنت تتشاءم و«تَستَفول»، فأنت إن كنت مشغولاً بشيء، فمشغولٌ حصراً بكيفية ألاّ يجدك أحد، «يا نسرَ الزاروب» أنت.

لذا تستطيع إن كنت تريد ألاّ يطلبك أحد، خاصةً دون معنى أو ضرورة، أن تطلب نفسك من هاتفك دون أن تجيب بالتأكيد.

تستطيع أن تجيب إن أردت، ففي الحالتين ستسمع الزمّور-الرمز بأنك وإياه مشغولان، أمّا وفي حال أجبت إمعاناً في إشغال الخط فبِم ستتكلم مع نفسك؟

تستطيع أن تمارس ذلك من دون هاتف ولا مصروف لكن الباقين وقتها سـ«يكمشونك»، سيطبقون عليك يا «نسر الزاروب»، وهذا ما لا تغواه دوماً، خاصةً آخر أيام انهيار الأمبراطورية الرومانية الفينيقية على تخوم مدينة مرجعيون وفرار ملكة بترا.

ضع هاتفك في وضعية «معاودة الاتصال آلياً»، أطلب نفسك ولا تجب.

10‏/11‏/2006

هكذا يكون العمل!

هكذا يكون العمل!
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الجمعة ١٠ تشرين الثاني٢٠٠٦
تستطيع أن تتفهّم يابانياً أو ماليزياً يطالب بتخفيض ساعات العمل، تستطيع أن تستوعب كورياً أو تايوانياً يصاب بالإرهاق، تستطيع أن توافق ألمانياً أو حتى فرنسياً يتظاهر ويضرب لعدم المسّ بتعويض نهاية الخدمة، لكن هلاّ فسّرت لي كيف ومنذ متى ودون أن يدري أحد، أصبح اللبنانيّ يرفض أن يعمل نهار السبت؟
إلامَ استند حتى ضاقت به الدنيا و«عزّت» بعد ظهر يوم الجمعة ومنذ ردهةٍ من الزمن انتقل هذا الضيق إلى عصر يوم الخميس.
إن من يسمعنا نصرّ على عدم العمل يوم السبت يظن للوهلة الأولى أن مدينة «تورينو» و«معامل الفيات ــ فيراري» تقع في شرق بيروت على أطراف المدينة الصناعية وتصوّت لميشال المر، إن من يسمعنا يظن للوهلة الثانية أن معدّل النمو عندنا يهدّد اقتصاديات العالم العربي وأولها الاقتصاد السوري والصناعة المصرية.
إن منطقة الشويفات ــ الحدث هي بالفعل أكثر انتاجية من «ليون» و«تولوز» مجتمعتين، لذا فإن بيروت الإدارية مخصصة بأعلى تغذية كهربائية وهذا بديهي فهي أهمّ من «يوكوهاما» في اليابان والأصحّ أنها «أوزاكا» الشرق، تعرفها من عدد السيارات المتوقفة أينما كان فيها، فهي موقف كبير بسبب ضغط العمل.
هل تعرف يا مخايل ماذا يعني أن تمرّ حرب تموز الأسطورية دون تأثير يذكر على الليرة اللبنانية؟
هذا يعني أننا لم نكن نعمل.
صحيح أن رياض سلامة شخصية اقتصادية عالمية وقد كُرّمت بجائزة ولكن هذا جزء يسير من «السرّ»...نحن «السرّ»!
نحن العجيبة!
كيف تسمح لنفسك أن تحكي عن نسبةٍ ما للعاطلين عن العمل، في الوقت الذي نادراً ما تجد أحداً في العمل أثناء العمل؟
نحن عاطلون بالعمل وبدونه ولهذا سببٌ وليس اعتباطياً.
فنحن أولاً: شعب كريم، يحبّ الحياة، مضياف و«عيّيش»،
وثانياً: صاحب نكتة. ففي أي وقت تريده أن يعمل؟ وإذا نوى وشمّر فماذا يعمل؟
أنظر إلى الحروب الطائفية تشلّه، أنظر إلى حروب الآخرين على أرضه تنهكه، أنظر كيف استباحه الفرس والعثمانيون، أنظر إلى هولاكو كيف أحرق مكتبة بغداد، أنظر ما فعل التنّوخيون بالساحل وبالحمضيات. وإسرائيل؟ هل نسيت إسرائيل الغاشمة وغشمها؟ ونواياها التوسعيّة في الليطاني والوزّاني وفيليب حبيب العميل والفلسطينيون يا مخايل؟ سلاحهم، مخيماتهم، واتفاق القاهرة المشؤوم، وثورة الـ58 وإنزال المارينز على شواطئنا و«نيوجيرسي» تدكّ حقول ثوارنا الاشتراكيين و«مناحلهم» في قضاء عاليه والشوف واتفاقية «سايكس بيكو» وما بالك بسوريا الشريرة بالفطرة سبحان الله، تُجهز عليهم، بعد الأميركيين، وتزحف إلى العاصمة فتشرّد عمّالها وتفقرهم، هُمُ الكادحون الأشاوس تاريخياً.
نعم (نَفَسْ) نحن نحتاج لأن نعمل لأقصرِ وقتٍ ممكن أولاً لقاء أعلى راتب ممكن ثانياً، ولمَ لا، فنحن نخبة العالم العربي وأنطاكيا وسائر المشرق وبدون مبالغة.
يتكلمون عن النمور الآسيوية، طبعاً، لأن الإعلام العالمي، وهو سلاح العصر الفتّاك، مأجور، والتعتيم «ضاربٌ» علينا: إنها الصهيونية العالمية.وعلى سيرة الصهيونية، احْمُدْ رَبّكَ يا مخايل فالديموقراطية في إسرائيل ليست توافقية وعطلتهم الرئيسة محصورة بيوم السبت.
وإلا لكنّا سنُضطر في أول عطلة إسرائيلية بيوم الغفران، مثلاً، أن نعطّل مع مزارع شبعا فهي لبنانية وليست سورية. ونعطّل أيضاً لذكرى «المحرقة» مع الوزاني والغجر.
ولو عاد يوماً واتّهم الدكتور و. عيدو بالوكالة عن الدكتور ش. رزق الدكتور أ. فتفت ألا تستحق مرجعيون أن تعيّد بيوم الشاي العالمي؟ وخاصة أننا منذ التسعينيات رحنا نُعطّل، زيادةً في الإنتاجية، للقديس العاشق «فالنتين»، ولعيد الأب وبعده الجدّ ومن ثم العائلة، وهنالك من يطالب بعيد الجلاء السوري للعام المقبل فكيف لا يكون شرعاً وقتها عيدٌ لنصر تموز؟
يغادر المسلم عمله عند الساعة الحادية عشرة نهار الجمعة ليصلّي فيحزم المسيحي نفسه تضامناً عائداً إلى البيت للتوازن أولاً ولتعويض النقص الوطني في الإنتاجية ثانياً.
هكذا يكون العمل!!!

08‏/11‏/2006

خواطر «قحباء»

خواطر «قحباء»
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاربعاء ٨ تشرين الثاني٢٠٠٦
صَفَنَت «القحباء» الصهباء في بعض النجوم الممكنة رؤيتها بين بنايتين قديمتين داكنتين، وقد زادها التقنين الليلي سواداً ممّلاً من الفحم الحجري وعصره، وراحت، على ضوءٍ من «الفلوريسان» الأبيض المتسرّب من داخل الحانة الى خارجها، تُحدّث:
يعني ما الفرق «يا حلو» بين التقنين في ضاحية بيروت الجنوبية أو الشمالية في برج حمود، ومدينة الملاهي؟
قلت: لا أعرف، ما هو؟
أجابت: الفرق أنَّ الأضواء في مدينة الملاهي تضيء وتطفئ بإيقاعٍ أسرع أقرب الى بعضه البعض ممّا يحصل في الضاحيتين، لذا تصبح مدينة الملاهي مسليّة أكثر وقد تصبح سعيدة حتّى. وأنتبه! هو فرقٌ بسيطٌ حالياً، فإذا أردت أن تتأكد بعينيك من أنَّ لا فرق يذكر بالفعل (الآثم)، يمكنك أن تضع كاميرا-فيديو ثابتة في بعبدا، مثلاً، وتصوّر الضاحية لمدّة عشر ساعات متواصلة، ثمّ تعرض الفيلم مُسَرّعاً، وسترى أكبر مدينة ملاهٍ مأهولة في هذا الوطن! وسيفرح بها الأطفال ويلعبون «الغمّيضة» ليلاً ويقلِّدون دراكولا وسوبرمان في محيط من الإثارة والمغامرات الناجمة عن فرقعة البراّدات وإحتراق الغسالات وانفجار التلفزيونات، ما هَمّ! فالأطفال لا يُقدّرون العواقب مثل الحكومة، كما تعرف، وهذا من حسن حظهم لأنهم سيشبّون بِلا عقَد.
«إيه رأيك يا واد يا تقيل انت؟»
عادت وسألتني: هل تستطيع أن تُفهمني كيف تُستعمل «الغيرلاند» نفسها حبال زينة مُشكشكة باللمبات الصغيرة الملوّنة في الأعياد المقدسة، خاصة في عيد الميلاد، فُتضفي جواً من الحفاوة بالرب وإبنه على الأرض واللمبات من فوقه تضيء وتطفئ والأطفال الرُضَّع الأبرياء مبتهجون والمؤمنون يصلّون في الطرقات على أنوارها البهيّة، وتعود بعد إنفضاض الأعياد بالسلامة، لتُستعمل هي نفسها في تزيين الحانات والبارات وتضفي بعض الإثارة والغموض على المومسات المتربّصات تحتها؟
ماذا؟
أنا مَن أنا، ولكنّي أيضاً مؤمنة، وأحيي المقاومة والمقاومين، «خلّصني»، ان الفرح هو الفرح، فهذي أسلاك لمباته، والدين معاملة!...
«قلت ايه يا جدع؟»

06‏/11‏/2006

موسى والبحر

موسى والبحر
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاثنين ٦ تشرين الثاني ٢٠٠٦،
كان المواطن موسى يعيش هانئاً، راغداً، في واحةٍ من واحات البترون الهانئة، قانعاً بأوضاعه، متصالحاً مع انتمائه السياسي، فهو بكل بساطة مع الجنرال عون حتى الموت والموت حالياً بعيد كالبحر أمام موسى، راضياً بهدوء عن تمدّد «التيار الوطني الحر» في جميع المناطق شيئاً فشيئاً. فهو بالتالي ضد كل الاحزاب الأخرى و«حزب الله» أولها. وأمّه توافقه الرأي (فهو أعزب).
فجأةً يُعلَن عن توقيع وثيقة الإتفاق بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»...
ضُرِبَ على رأس موسى وعلى عقبه، لكن بهدوء، وضاع كُليّاً وعَتِبَ على العماد عون، لكن بينه وبين نفسه فقط، وحاول عدم إظهار مشاعر الإحباط والإكتئاب للرفاق في التيار، فهو لا يريد أن يسبح عكسه، خاصةً عند واحات البترون حيث البحر واضح وسيلاحظ الجميع.
موسى الذي لا يمكن أن يُسلّم على شيعي مهما أنجز وطنياً، لا يُسلّم حتى على جمهور «حزب الله» الشيعي رجالاً ونساءً من الذين يسلّمون، وقد منع أمه من التسليم على أحد.
كان المصاب جللاً ولم يزل.
حتى كنيسة مار مخايل حيث تم الإتفاق لم تشفع له ولم يفلح وجود مار مخايل على التوقيع من تخفيف الإكتئاب الكامل عند موسى. إنَّ موسى اليوم هو التيه الجامح، فقد كان راغداً فصار زاهداً، يمضي معظم وقته في البيت مع أمه.
إنَّ موسى في هذه اللحظة على الغداء يأكل الكوسى ويفكر جديّاً.
علّ أحدكم يقول له بطريقة ما أنّه من الممكن أن يحمل السُلَّم بالطول أحياناً وليس دائماً بالعرض كي تستمر الحياة وتنجح بعض التحالفات.
كما من الممكن لأمه خاصة بعد وثيقة الإتفاق هذه أن تطبخ له باذنجاناً مع الكوسى نفسها فالطنجرة تنفع، والتتبيلة هي نفسها. والباقي فرق زهيد في الألوان.
إنَّ المجتمع اللبناني على المحك يا موسى.

03‏/11‏/2006

«قحباء» يا مروان؟!

«قحباء» يا مروان؟!
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الجمعة ٣ تشرين الثاني٢٠٠٦
(ملاحظة: يمكن السيد الوزير مروان محمد علي حمادة وعلى مسؤوليتي أن يَدَّعي عليَّ قبل قراءة الاسفاف التالي وذلك لكسب الوقت)
أنا لم أشاهده على التلفزيون لكني قرأت ما توجه به الى رئيس الجمهورية في الصحف، وربّما خفَّفَ ذلك من وَقعِ ما سَيلي:
إنَّهُ البارون مروان حمادة يتكلم مرّة أخرى، إنَّه الشهيد الحي الأول في «المؤامرة الكبرى»، وقد قيل منذ زمنٍ أنه شفي كليّاً من ذيول المحاولة الآثمة بدليل مزاولته العمل السياسي كالمعتاد فهو يتكلم شبه يومي لكنه يستعمل مثلاً، كلمة القحباء في معرض الرد على رئيس جمهوريتنا جميعاً، نحن والبارون.
يستعمل القحباء أو ما يعادلها من مفردات تزيد عادةً عند المراهقين في عمر معيَّن وتترّكز على الجنس والتزفير، يستطيع علماء النفس أن يفيدوكم بتفسيرها، ما العمل؟!
من سَيلجم هذا النوع من «الشهيد الحي» عنّا؟! عن مشاعر الكثير من اللبنانيين لم يَحصِهِم لا هو ولا قوى الأكثرية! فالاستمرار على هذا النحو سيكون إبن قَحبَاء بلا شك.
في الـ2005 كان كُل من ليس مع «14 فبراير»، «لَحّودياً-سورياً»، صار في الـ2006 «لَحّودياً-سورياً-إيرانياً» وسمعنا بالقَحباء، ماذا يَضمن، ومع حلول الـ2007، ألاّ يُضاف إلى وصفه، بعد الإيراني، أفغاني!
وبم سيتهمنا «الناطق من فبراير» شيخ الحاقدين الباطنيين العاجزين بعد الـ «قِحاب»؟
هل سَمِعَ الأديب المرحوم سعيد تقي الدين بالـ «كزليَّة» يا أخ مروان؟
طبعاً، فهو لغوي ضليع.
أكيد أنَّه يعرفها ولم يستعملها لأنّها أَسَفّ من القحباء، فتركها لأحدٍ آخر لم يجده في حينه، أمّا اليوم فيجده بسهولة لو كان على قيد الحياة.
إنَّ كل ما يصدر عن البارون ليس بأقوال ولا أفعال، إنّه عارض مزمن من الإرتكابات، وكلما ارتكب تصريحاً، مثلاً، زادَ مكعباً اسمنتيا وعنصرين من الأمن الداخلي على أوسع وأزعج مربع أمني في رأس بيروت، وهو يفكر بتطوير المكعبات الى مستطيلات نظراً للغيظ الذي سيفجره بنفسه ومجتمعه قريباً.
وهل إذا كان الوزير المذكور، وزيراً للاتصالات يستطيع أن يتصل بمن يشاء خارج لبنان وفي محيطه؟ إنّه يراقب اتصالاتنا، حسناً ومن يراقب اتصالاته؟
هل أصبحت الخيانة العظمى صغرى؟ حسنًا، لكنها ما زالت خيانة!
هل ستمر كل أنواع وأحجام الخيانات هكذا ويبدأ النهار التالي من جديد بزحمة السير المنتجة وتكاذب الديمقراطية التوافقية والشحادة لدى بلدٍ عربي منسي و«نهاركم سعيد» و«عالم الصباح» وبالرئيس بري يراضي الأولاد المتخاصمين بعد العيد وأثناءه وآخر هلوسات عبد الحليم خدّام على «المستقبل» أو أحدث عارض ارتكاب للوزير حمادة. وسعر ربطة الخبز أو وزنها وحلويات الشيف رمزي لكي تكتمل معنا؟!
لعنة الله على هذا الدوام وهذه الجمهورية. عيب!!
ألا توجد «كزليّةٌ» أو حتى قحبة مُدَرَّبة في موقع أمني تضع حدوداً للمُصرّينَ على جعل المواطنين المتبقّين أتعس من شهداء يوميين أحياء؟
طالبنا الكثير من القرّاء والمواطنين بالرد على الوزير المذكور، أعزائي.
لقد وصل الوزير حمادة الى حَدٍّ يجعلنا نشعر بأنَّ وليد بك محمولٌ في بعض الأحيان. هل تصدقون؟
هنا ما العمل؟!...

01‏/11‏/2006

عن مخايل وعيسى...

عن مخايل وعيسى...
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الاربعاء 1 تشرين الثاني
٢٠٠٦
مخايل: أنا أعرف أنَّ لدى الحزب الشيوعي تاريخياً قاعدة شعبية في الشمال لا بأس بها ومنها «اليسار الأممي الديمقراطي» هذه الأيام، التي هي آخر أيام الزمان (المؤسف)، لكنني لا أستوعب، ورغم الدعم المطلق من الشيخ سعد الحريري، كيف يمكن للمرشح الياس عطالله أن يحصل على 89860 صوتاً في طرابلس؟! كيف يمكن أن يحصل ذلك في الزمان والمكان! أَلَم يشغل باله هو هذا العدد؟ كيف انتقل كل هؤلاء وصوَتوا له؟
عيسى: صوَتوا له يا مخايل أكيد لأنهم لا يعرفونه
مخايل: وماذا اذا تعرّّفوا عليه لاحقاً وصُدموا؟
عيسى: لن يُصدموا فهم حتى لا يريدون أن يعرفوه
مخايل: معقول!؟
عيسى: طبعاً، الأهم أنَّ الانتخابات انتهت على خير وضمن المهلة الدستورية وبالنزاهة المطلوبة وأكثر، وكانت، لا تنسَ، لأول مرة منذ الاستقلال، حُرَّة! كانت ناجحة لدرجة أنَّ أكثرية الناس تطالب باعادتها برُمّتها مرّة ثانية...
¶ ¶ ¶
الولد: بابا!
عيسى: نعم بابا
الولد: بابا انا لاحظت اننا صرنا كُلُّنا في العائلة معروفين أكثر وصار معروفاً بيتنا في أيّ طابق وشقة منذ أن صار لديك مرافقين.
عيسى: لا بابا، هذا ليس دقيقاً، لا تَخَف. إنَّ اسمي مثلاً، على الجرس عند المدخل صار اسماً مستعارا وهمياً، والبوّابة (قاطعه الولد)
الولد: آه، ذكّرتني باسمك، انَّ كل اصحابي في الحي وأصحاب المحلّات أصبحوا يراقبون من يدخل الى البناية وليس فقط المرافقون
عيسى: هذا طبيعي بابا بوجود الساتر والجو الأمني عموماً
الولد: لا ، أنا سمعتهم أكثر من مرّة يقولون انظروا إنَّ الرَيِّس عيسى سمّى نفسه فاطمة أيوب
¶ ¶ ¶
ملاحظة: عيسى هو مواطن إسمه عيسى، مخايل هو مواطن اسمه مخايل، ودائماً، فقط لا غير