30‏/11‏/2012

زياد الرحباني
حزّورة متواصلة
ــــ في شي بالأوّل راح، بعدين بعد فترة، بيّنت معو الأمور من برّا، صار يروح ويجي، أوّل شي برّا، بعدين حسّ إنو بدّو يرجع يجي لمطرح ما كان بالأوّل، قام حمل حالو وإجا، بسّ إجا إنو ما... بدّو يروح... فقرّر يرجع يروح.
ـــ هاي عفواً، بعدنا بنفس الحزّورة؟
ـــ أيوا نعم، إذا قلنا قرّر يرجع يروح وراح. بعد فترة حسّ بعد ما بيقدر يضلّو تارك ورايح عطول، فصار يرجع يروح ويرجع يجي؛ هلّق من جمعتين وقف فجأة وقرّر نهائي يرجع يروح، ولاحظ هوّي وعم يكتب ذكرياتو إنّو أكتر شي في: كلمتين يا خيّي: راح وإجا، فصار يتمشّى بالأوضة ويعني شو بدّو يعمل رجع يروح ويجي، بس بالأوضة.
ـــ آه بالأوضة.
ـــ أيوا أيوا إيه. هلّق هوّي إذا بترجع لإلو، خليك معي منيح، ما بدّو لا يروح ولا يجي، منيح؟
ـــ اي، أوكي، وغير هيك؟
ـــ خلص، هوليّاهن، ما بقى في شي.
ـــ شو هوّي؟
ـــ (وراح يفكّر)، عفواً بس قديه معي وقت؟
ـــ وقت؟ ما خلص الوقت!
ـــ الوضع؟
ـــ (مقلّداً بهزء): الوضع؟! ولاه الوضع بيروح وبيجي؟
ـــ شو لكن، ما دام خلص الوقت؟
ـــ شو فيه غير الوضع بالبلد؟ ومين بيعمل الوضع؟
ـــ (سؤال بتشكّك): الدول الأجنبية؟
ـــ قرّبت! كنت قرّبت، قوم.
ـــ لأ بشرفك شو هوّي؟
ـــ أنا.
ـــ إنتِ؟ ليش وأنا؟
ـــ أوكي، إنتِ وأنا.
ـــ إيه، هيك معقول.
ـــ وليش ولاه وهولي كلّن اللي عم بيقروا الجريدة هيدي والجرايد الباقية والتلفزيونات والراديوات، شو عم يعملوا هول؟ مين اللي مشغّلو للمطار؟ مين اللي وسّعلو مساحتو للمطار؟ مين اللي شو ما صار إسمو المطار بعدو رايح جايي؟ مين اللي عامل السياحة بالبلد؟
ـــ هاي كمان حزّورة؟
ـــ لأ، اللبنانية!!! طفّي الضوّ وراك.
ـــ لوين رايحين؟
ـــ طالعين عالمطار.
ـــ المطار، شو عندك بالمطار؟
ـــ طالعين نقعد، نبورد، لبين ما تجي الكهربا.
ـــ الكهرباء كمان عم تروح وتجي!
ـــ (صاروا عالطريق): لا والله، هيدي عندكن بتروح وبتجي. عنّا بتروح وما بتعود تجي، فمنطلع بهالليل نقعد بالمطار، في تبريد عالقليلة وفي ضوّ. عرفت شو منعمل بالمطار؟
ـــ مش قليلة وين صارت العالم!
ـــ أكيد... المهم إنو الكهربا بس تروح من عنّا، ما تكون هيي ذاتها اللي عم تجي عندكن!
ـــ الكهربا كهربا، شو بيعرّفك كيف بتروح وبتجي.
ـــ والتقنين كمان.
ـــ شو بو التقنين؟
ـــ التقنين، إنتِ ذاكر إنّو بالـ93 قالتلنا الحكومة وقتها إنّو التقنين راح إلى الأبد؟
ـــ إيه، ذاكر هيك شي، بس لشو؟
ـــ لشو؟ لتضلّك ذاكر! ما هيياه كيف رجع إجا؟
ـــ مين يعني؟ التقنين؟
ـــ لأ (وأسرع في مشيه): السنيورة!
■ ■ ■

غزل وحداني
ضلّت على مدّة أكتر من شهر، شهرين، تلاتة... أكتر كمان، تقلّي بنهاية كل سهرة ببيت أهلها، تقلّي كلام حلو كتير يعني، وعموماً كنت إفهمو كلّو، بس شي إجي لأمشي، تتحيّن الفرصة بالوقت اللي أمها عم تزقّ الصحون عالمطبخ وتقلّي: لو بتبوسني بالإبهام. وتا إنّو أعرف شو قصدها بالبوسة، وبالبوسة بالإبهام، مستحيل! إلى أَنْ هونيك ليلة، مدّت لي إبهامها وقالتلي: لو بتبوسو...... ساعتها، صدّقني فهمت شو قصدها، وزال كل الإبهام.
سياسة
العدد ١٨٧٠ الجمعة ٣٠ تشرين الثاني ٢٠١٢

20‏/11‏/2012

Manifesto | توضيح وملحق وتقرير = مقال صغير


زياد الرحباني
كان يفترض بهذا الذي أصبح مقالاً صغيراً أن يكون توضيحاً أصغر في مقال البارحة، لكن الفيضان الذي غمر الزبى حتّى بلغ ذُراها (كرُبى وليس زُبى، وأنا أقصد بالطبع التلال لا ربى وأختها) والذي أدى إلى انقطاع البثّ، من هنا كانت إشارة: // إليكم نصّ توضيح الأمس:
إلى اللقاء يوم الأربعاء مع محاولة ـــ رقم [8] لمتابعة وتوصيف قوى الرابع عشر من آذار وترتيبها اليوم في لائحة «الأسيريّات» ـــ خاصةً بعد تداخل تأخّري في المتابعة أيضاً وأيضاً بعد تدخّله أيضاً ومن جديد وشخصياً في «المجون العام»، وأقصد هنا الشيخ الثائر الأسير، ممّا يربك الأمور، وهذا مقصود. إنه عملياً يربك هذا الجيش اللبناني المتنقّل على عدد الدقائق أكثر ممّا هو يربك «الأمور»!!! أمورٌ أيّاً كانت وأيّاً كان نوعها ودينها... إنّ دين هكذا أمور يا إخوتي دينٌ غير مستحبّ وغير موجود عادةً بين الأديان السماوية، لكنه أصبح كذلك في خضمّ الربيع العربي ـــ اللبناني أمدّ الله ظلّه الشريف وحَمَتْ سيّدتنا مريم مسيحييه الأحرار والكتائب وربّما القوات... فلنقل بعضهم، والأمر يعود لمريم البكر وضميرها الأرضي قبل انتقالها البهيّ إلى السماء صلّى الله عليها وسلّم، على مريم وعلى قومِها وصحبها وآلها وآله... وهو العليّ القدير الله الله الله. ولكننا قلنا إنه دينٌ كان غير موجودٍ وأصبح موجوداً ومتداولاً بين بعض الأحياء وخاصة في أحيائهم، لذا ورغم أن «الدين لله والوطن للجميع» والشيخ الأسير حالياً غير موافق على ذلك، سنتابع معكم يوم الأربعاء في 21/11/2012 البحث في عناصر الفرقة والتصدّع بين قوى المعارضة الحالية بالتوازي مع «أسيريّات 2012» المستجدّة، وآخرها هُوَ شخصيّاً واعتصامٌ شكله أصليّ، ربّما...؟ الأيام المقبلة كفيلة بأن تختبر نوعيته ومدى صلاحيته الآن (وفي تيار) المستقبل.
■ ■ ■
نكتة وحزّورة
النكتة: (عربي محكي)
1 ــ بحياتك ممكن تعطيني شي علبة لبنة بس مستعملة؟
2 ــ شو هيّي؟
1 ــ علبة لبنة، العادي.
2 ــ اي؟
1 ــ اي، بسّ مستعملة (إصرار).
2 ــ كيف مستعملة؟ خالصة يعني؟
1 ــ لَهْ شو بدّي فيها خالصة؟ مستعملة، مستعملة، بس مستعملة.
2 ــ وليه كيف بتكون اللبنة مستعملة؟
1 ــ علب، بتجي عادي، بالعلب... هيدي المدوّرة.
2 ــ يلعن دين مدوّرة عامستعملة! بدك علبة لبنة عادي؟
1 ــ مختومة يعني؟
2 ــ ايه، طبعاً مختومة.
1 ــ وشو نوعها، شو ماركتها؟
2 ــ حيالله عندي من الكل.
1 ــ بدّك تعنايل ولاّ ضومط؟
2 ــ في التْنين (بتأكيد)، تعنايل منيحة، وخاصة البلدية.
1 ــ استناول وحدي من وراك عاليمين.
الحزورة
مُذْ متى أصبحت وفي أيّ مناسبة سياسية وطنية قادمة تصبح، ولسوء الحظ، قوى 14 آذار، قوى 14 آذاغ ـــ AZAGH؟
الجواب: متى نطق وكلما سينطق ابن النائبة والوزيرة والقائدة السابقة السيدة نايلة معوّض ميشال... ما ميشال شي.
سياسة
العدد ١٨٦٣ الثلاثاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٢

19‏/11‏/2012

Manifesto | في 2012/11/18


زياد الرحباني
... أي على الرقم المتسلسل للزمن: 2051
ملاحظة: إنه رقم ممتاز لكونه يوم مُفْرَدٌ رغم ظاهره المجوز الذي يشكّله رقم 18 تشرين الثاني. لذا فهو أولاً: يوم ذو ثلاثة أرقام.
الأول: 18 تشرين الثاني نفسها، مجوزٌ صغير جداً.
الثاني: وهو مجوزٌ أكبر لكنه صغير أيضاً ويأتي من مجموع المكتوب المتداول: 42 = 2012/11/18.
الثالث: وهو الرقم الممتاز المذكور أعلاه، وهو نتيجة الجمع التراكمي الكامل لمجموع المكتوب المتداول والسنة الحالية، أي: 2012 + 5 + 18 + 11 = 2046، يُزاد عليها رقم 1 هو عدد اليوم نفسه، فيصبح: 2047. إنه يومٌ عظيم، فهو يومٌ في السنة المؤدية إلى عام نكبة فلسطين الكبرى بعد أن مرّ عليها: 99 عاماً من التاريخ المتوقع المحسوب في علم الأرقام لهذا اليوم: 2047. ونحن لا نودّ أن نقول إنه مرّ على النكبة تسعة وتسعون عاماً بدل أن نقول مرّ عليها أربعة وستون عاماً، لكننا إنْ زدنا على العام 2047 عاماً واحداً يصبح مرور الزمن عليها مئة عام تماماً ونحن نعتقد بهذا الرقم، فهي مهما طالت لن تعيش أكثر من تسعة وتسعين عاماً، وبعضٌ من الدليل جاء البارحة في سماء تل أبيب.
■ ■ ■
إن مقال اليوم هو المقال الثالث على ما أظن (أو الرابع لكني لا أظن)، أي إنه مضى على آخر تتمّة لعنوان: المعلومات ـــ «المكتب الثاني» الثاني (7) «تلات أربع تيّام» ومجموعها 7 أي حوالى الأسبوع أو أكثر بعض الشيء... أي (1) وربما (2) = 3 = أيّ وربما 9 أيام أو 10 من البحث المتبقي في خريطة توزُّع قوى وأحزاب وشخصيات ومناضلي وقدامى ومقاتلي ومنظّري الأحزاب اليمينية المسيحية (راجعBBC 1989 ـــ 1975) وقدامى أحزاب القوى الوطنية والتقدمية المناهضة للانعزالية المارونية (بعد تصحيح عبارة: المسيحية، وهي أكثر من عبارة بكثير!!! وقد تم تعديلها إلى المارونية السياسية ـــ من أغلاط الشهيد المرحوم كمال جنبلاط الضخمة). هذه القوى التي على علّاتها وتخبّطها، وضياعهم وتنوّع محلات وأمكنة إقاماتهم الوطنية التقدمية اللبنانية ـــ الفلسطينية المعادية للعدو المشترك الصهيوني الغادر الغاشم ولجوزف الهاشم وعصيره للبرتقال، هذه القوى التي وجدت نفسها فجأةً في المملكة، أي السعودية، مجتمعةً في الطائف توقّع على اتفاق اسمه: الطائف، فهو إذاً اتفاق لمنطقة في السعودية، وعادت من السعودية مع السيد (في وقتها) الشهيد (بعدها) الشيخ رفيق الحريري، وجدت نفسها تسبح مع تياره للمستقبل ومع مدينته للبحر الأبيض المتوسط لا ضدّه، علّها لا تغرق. لا بل إنّ بعض القوم اليميني المسيحي السابق انضمّ إليها فوقفا معها وقفةً لا تُنسى فيه 14 آذار يوماً ما في العام 2005، وقفةً لن تنساها الأذهان ولا مشاهدو تلفزيونات الألوان ولا شركة (أو مؤسسة؟!... Quantum)، «كوانتم وأنتم للإعلان والميديا» (أي: Satche & Satche) وهذه الأخيرة اليوم شركة يتيمة شبه مهجورة من «مجمّع قابض» على مجموعة شركات للسلم العالمي والتنمية المستدامة والموارد البشرية ونشر الديموقراطية وفتح الحدود وقصف الباكستان والأفغان والعراقيين والكلدان وبعض الانكليز والألمان والحوثيين والطالبان والمصريين والإخوان والسوريين من لبنان، وغزة والقطاع والأنفاق ودحلان والإنسانة والإنسان لمساواةٍ وتكافؤٍ وأمان وكان//...
هنا بلغ المقال الزُبى ـــ Zuba . (كانت الزبى المسموح بها لنهار اليوم: 24 سطراً X 10إلى 12 كلمة، أي: 5 كاراكتيرز).
سياسة
العدد ١٨٦٢ الاثنين ١٩ تشرين الثاني ٢٠١٢

14‏/11‏/2012

Manifesto | أيّها الرفاق، أيّها العازمون الطيّبون،


زياد الرحباني
... وتجتمعون، ونجتمع بعد سنة لنؤكد الذكرى. لماذا نؤكدها ونحن أكيدون ممّا نحن عليه، من قناعات تاريخية مركزية لم يبدّلها، والحمد لله، أيٌّ من أحداث التاريخ المعاصر الذي تلى انهيار الاتحاد السوفياتي؟ لماذا نؤكدها إذاً؟ نؤكدها للغير. إنها كالعلم والخبر الدوري الضروري لقانون الجمعيات والحركات والأحزاب، الرسمي. نؤكدها لمجتمع، ولأسباب لا تزال عاصية على التحليل، فاقدٍ للذاكرة، مزدرٍ حتّى لتاريخه الماضي القريب، متهافتٍ على أيّ مستقبل «دون استفسار».
أيّها الإخوة في الوطن، طوائفكم كبرى! عظمى! جامحة، طافحة، فالحة، كاسحة، لكننا موجودون. وقد ثَبَت بعد البحث والتحرّي، أنّهم «ما زالوا ضمن الأراضي اللبنانية، وهم يجتمعون علناً سيدي العقيد»!!
إننا محبطون؟ نوعاً ما. مصدومون؟ نعم، إنْ أردت. تعِبون؟ شيءٌ من ذلك... وشيوعيون؟ طبعاً، وعلى السطوح، شيوعيون وضد الحريق وضد الماء ولنا للماء تفسيرٌ بشيءٍ غيره، إذا أردتم نفسّره لكم!
أيّها الرفاق، لا يترك عادةً شيوعيّ حزبه إلّا: أو إلى الحبس أو إلى البيت. فيفترض بالشيوعي أن يكون فهيماً نوعاً ما، فكيف يترك الحزب الشيوعي إلى «حزب حراس الأرز» مثلاً؟ غريب! هل يترك إلى «فرسان مالطة»؟.. غريب جداً.. أو مثلاً إلى تجمّع أو منبر «خلاسي»؟.. لا يُعْقَل! و«يعقل» من «العقل». إنّ الخلاسي «شكَر»، ولا شيء يضطرّنا لذلك.
قال لينين مرّة: «إذا كنتَ فعلاً غيوراً على الحزب الشيوعي ولك عليه مآخذ كثيرة وتريد إحداث التغيير، فانتسب إليه أولاً، ومن ثم حاول تغييره من الداخل». يضيف الحزب الشيوعي اللبناني، هذا إذا كنت خارج الحزب، فكم بالأحرى إذا كنت أساساً من داخله؟ هل تخرج لتصحّح لعلّك إنْ أصلحتْ، بِحَسَبَك، تعود فتدخل؟ إنّ قصّة «سمير وشجرة اللوبياء» مقنعة ومتماسكة أكثر. كيف سيهمّك تغيير أو تحديث شيء تركته؟.. لا أصدّق! وابنُ 7 أعوام لا يصدّق! أعرف أنّ لكَ رؤيةً وذكاءً وقّاداً، لكن الرفيق لينين مقبول يا رجل... ولا بأس به..
أنتَ بمعزلٍ عن أنّكَ لم تكتفِ بالخروج من الحزب وعَلَيه، أنت بُلِيتَ بالنقد على أساس أنّه «ذاتي» وقد تحوّل معك عملياً لنقدٍ للشيوعية العالمية برمّتها، وهذه مسؤولية! ولم تُرِد أنْ تفعلَ ذلك من طابق من الطوابق المتبقية لهذا الحزب الطويل الروح، فضّلتَ أن تفعلها من جريدة «النهار» مثلاً...
كلامُكَ في الليل يا رفيق، تَمْحوهُ «النهار»، مع أن ليلك «معنا» كان مديداً محمّلاً بالمواقف الحزبية الحازمة والصاخبة أحياناً، هل كنتَ صادقاً كلّ هذا العمر؟ فالعكس مرعب. وإذا كنتَ صادقاً، فكيف استطاع أن يمحو ماضيكَ النهار؟ ليس حتّى النهار، نهار! نهارٌ واحدٌ هو. خرجتَ من الشيوعية إلى اليسار، إنّكَ خرجتَ ولن تعود...
يا رفاق الدَّوامِ والأَصْلْ، 
إنَّ سرّاً من أسرار الطبيعة والجدليّة في آن معاً، يَربُطُ بين سطح الشيء وقعره، كما النقيض يحمل داخله النقيض، وفي لحظةٍ من التاريخ يصبحان واحداً.
تنقع عنباً أو كرزاً في وعاء من الماء لغسله، فيطفو على السّطح دونما عذاب، كلُّ ما هو «هشير» و«فقش»، البعض يسمّيه «عكش»، البعض الشمالي الآخر هواؤه يسمّيه زَغَلْ (وتغنّي فيروز: ليالي الشمال الحزينة و«زَغَلي» طَوَّل أنا ويّاك)، ما همّ، المهمّ أنّه طفا، سبحان الله.
يُشَمَّسُ التين المسطوح كي يُنشّف فيطبق على نفسه ويتكوّن بداخله بعض القش والدود الصغير. يُنقَعُ في الماء فتطفو على سطحه، إنّها السعادة.
تنقع أرزّاً أبيض كالثلج، وإذ به يلفظ السوس والزَغَل والكَسْر إلى السطح والقعر، كلٌّ بحسب وزنه. تنقع الحمّص فتجد أنّ حجراً ناعماً من الوحل قد تفتّت ونزل إلى قعر الوعاء، أما العدس، «أعكَشُهُم» فيُصوَّل على المحقان قرب العين بالماء الغزير، حتّى يفكّ عنه البحص والقش و«الدحيريجة».
... وما أدراكَ ما الدحيريجة؟ إنّ الدحيريجة أسوأ وأخبث أنواع الطفيليات.
أيّها الرفاق، لا تحلّلوا كثيراً ولا تحاسبوا، لم يترك الحزب إلّا مَن كان يجب أن يتركه، ولم يَطْفُ على سطحه أو يهوِ إلى قعره إلّا مَن كان محكوماً بذلك. إنّ الطفيليات تغادر عادةً مرتاحة البال، فقد أتمّت عملها وانتقلت إلى نشاطٍ آخر.
لا تأسفوا عليها ولا على الخبز والملح. ماذا؟ هل تريدون أن تقدّموا حزبنا الشيوعي دون تنظيف؟ هذا عيب، بحقّه، بحقّنا، وبحقّ كل المدعوين إليه يومياً. وشكراً.
زياد عاصي الرحباني
سياسة
العدد ١٨٥٩ الاربعاء ١٤ تشرين الثاني ٢٠١٢

13‏/11‏/2012

Manifesto


زياد الرحباني
المقال لمَن يريد أن يعرف عمّا نتكلّم


الغباء الرحيم


زياد الرحباني
أولاً: أرجو من القرّاء الكرام إتمام القراءة حتى النهاية، قبل إصدار أي رد فعل عدائيّ مع أولى كلمات هذا «الشيء» التالي:
ثانياً: أعزّائي، تحية وبعد...
إن اتّهام المرأة بالغباء المفاجئ ليس معيباً ولا مهيناً ولا حتى عنصرياً، وخاصةً أنها صفةٌ غير قائمةٍ بحد ذاتها، فهي ليست الوحيدة، لا بل هي (بخلاف ما يتبادر إلى أذهانكم ولا أعرف مصدره تاريخياً) أسلم الصفات وأكثرها إنسانية لديها ودون منازع (وأعني: المرأة).
إن الغباء عموماً، غير محبّذٍ أينما حلّ، أدري، لكن الغباء المفاجئ عند المرأة، محمودٌ مشكور. إنه مباركٌ مبروك. فهو فطري ومتوازن بالغريزة، إذ إنه لا يظهر ويتفشى إلاّ في لحظة الرفق بالمجتمع العام، عند حلول الرأفة بالبشرية عليهنَّ (وأعني: النساء)، وهي، عادة ما تكون قبل آخر رمق، ويسمّى بالمحكي اليومي: في اللحظة الأخيرة، وتكون طبعاً دائماً، مناسِبة. تكون ويحلّ من بعدها فوراً: الحمد لله.
أعزّائي، إن عارض الغباء العابر الموقوت (إذا جاز التعبير) يعيد إلى المرأة رونقها الأساسي، وجهها الطفوليّ الأزليّ، عجزها المزعوم المثير لكل أنواع الإثارة، تتصدّرها الشفقة. إنه، سبحان الله، يعيد إنعاش فُتات الرجولة المتطاير في كل «حدب بلا صوب»، طوال اليوم. إنه غباءٌ رحيم. هكذا شاءه الخالق. غباءٌ أراده، ليُطَمْئِنَ الرجل إلى أنه، إن هو احتملَ مسار الشرّ المنعَّم، المبيَّت المنسّق، الثابت المتسرّب منها، والمتغلغل فيه دونما كلل، مسار الشرّ المُلطَّف بالعناق، المجاور للخناق المسهَّل كالرواق، حتى بلوغه شعور دنوّ الأجل والاختناق ــــــ إن هو فَعَلْ، حلَّ فيه هذا الغباء، حلّت فيه نعمةُ هذا الغباء. إنه أساساً، الصفة اليتيمة الوحيدة التي، في هذه اللحظة، «تكسر الشرّ». وكيف لا؟ فهو يثير لديه السخرية ومن ثم الضحك فيتحوّل ليثير عنده، وهذا ما يحدث دوماً، الشفقة. هنا، تكتمل الدورة وينتقل إليه الغباء. لكن الفرق هنا كبير. فغباؤه جدّيٌّ ونهائيّ، ناضجٌ، فهو أصيلٌ موروث. غباؤنا ثابتٌ، فهو مرتبط بقيم تلازمه تاريخياً كالعنفوان والعزم، كالبأس والفأس وكل ما إلى ذلك من دهاء فغباء.
تَكْره المرأةُ الشفقةَ في صميمها، لكنها تستثيرها بالغباء. وما سرّ ذلك؟ لا ولن أدري، وما همّ فهل هو السرّ الوحيد؟ المهمّ أن كرهها للشفقة يستثير لديها الشرّ فيبدأ النهار هكذا، وهكذا ينتهي النهار. هَلّا أعدنا حساباتنا، والأَوْلَى انطباعاتنا عن الذكاء والغباء؟ أرجوكم، ما هو وأين هو الذكاء؟
ملاحظة: جمع امرأة = نساء!
صفحة أولى
العدد ١٩٧ الجمعة ٦ نيسان ٢٠٠٧
ملاحظة مستقلّة: نتابع غداً مع المتبقي عن قوى اليسار الديمقراطي، أحد مكوّنات جبهة 14 آذار
الإمضاء: المكتب الثاني ـــــ الثاني
سياسة
العدد ١٨٥٨ الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٢

09‏/11‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [7]


زياد الرحباني
خبر عاجل ---- خبر عاجل ---- خبر عاجل ----
تعداد قوى 14 آذار: 
ملاحظة: مهما فعلنا وجَهِدنا وبحثنا ونقّبنا فإن عملية حصر نهائية لهذه القوى باتت من رابع عشر المستحيلات (إن المستحيلات عالمياً وعموماً سبعة... يللا ماشي الحال هلّق). إن ترتيب الأسماء التالية لا يعني أي شيء على مستوى الفعالية أو الأهمية فكلّه مرموق وفعّال وبعضهم حِلَو Hilaow (مصباح الأحدب، سامي الـ hilaow، سيرج طورسركيسيان، السيدة والسيد نايلة عالغصون عِينِي~~~ إلخ...).
صقور قوى 14 آذار: سعد الحريري، بهاء الحريري، أحمد الحريري، نادر الحريري، بهية الحريري... وأي حريري قد نكون نسيناه أو لا نعرفه وبالاضافة الى نازك الحريري، الرفيق التَتَرستاني ـــ الكردستاني ـــ الأبخازيستاني ـــ الألبانستاني والشوفستاني فالمختارستاني في كليمنصو: و. ك. ج [W.K.J.org]، الشهيد الذي لم ولن «يَمُت» M. Yamot ـــ مروان، الرئيس السابق أمين الجميّل، الدكتور سمير جعجع، النائب والوزير السابق المرحوم نسيب لحود، النائب دوري شمعون، النائب والوزير والمرشح الدائمون بطرس حرب، رئيس الوزراء السابق والعائد وأحدب ـــ هَوَّز ـــ حطّي ـــ ذهبٌ، الأخطل الصغير ـــ الخطير، كارلوس ـــ راميريز إدّه والذي: عاجل: يتغيّب في كثير من الأحيان لانشغاله بالإعداد في منتهى السريّة لعملية احتجاز أحد مندوبي الدول المصدّرة للنفط، «أوبيك» ـــ OPEC أثناء انتقالهم جوّاً الى اجتماع طارئ كل فترة وهذه المرّة في الشارقة وعاصمتها الشارقة بعد أبو ظبي.
قوى اليسار الديمقراطي (من غير الصقور أو قوى 14 آذار الحزبية أو المرجعية أو برضو المستقلّة): مي شدياق، نهاد المشنوق، سليم وردة، ميشال فرعون، سليم الصايغ، محمد الحجّار، باسم السبع، طوني كرم (هيك قالولي الاسم عفواً)، نديم الجميّل، النائب والضابط الأسبق جان أوغاسبيان، سجعان قزّي (النمر الصامت)، نديم ـــ OPP ـــ الجميّل، محمد الحجّار: نائب إقليم الخروب والدبس والطحينة التي على الأرجح طار يوماً ما جزء منها باتجاه عينَيه وهو ما زال يعاني بين حين وآخر من السمسم الصغير فهو فعلاً لا يُطاق في المعدة فكيف في عين ثاقبة؟، النائبان فؤاد السعد وأنطوان سعد (عن شو؟ بعرف، بس لشو؟ ما بعرف، أنا وكْتيرين غيري والفايسبوك قد يكون اذا اضطرّينا أكبر دليل)، محمد شطح (قدّ ما بدكن وساعة اللي بدكن وما فارقة معو شي لأنو كل اللي عم يتساوى غلط بالحاضر وبتيار المستقبل وبالماضي)، إدمون رزق (مرجعيات وثوابت)، وليد عبود (الصحافي والمذيع ـــ إل.بي.سي سابق، غير منحلّ، مسؤول ماضي عن ملحق الشباب في صحيفة «النهار» حيث تَسْرَح نايلة الحقيقية، نايلة المستقبل، تسرح بشعرها المتطاير دون مراوح أو شبابيك مفتوحة، تسرح بإرث سياسيّ شابّ، شَبَّ ثم شاب، وهو يَشِبُّ يومياً ولم يَشِبْ لكنه غاب... ذاك الشاب). وما هذا النثر الذي سبق سوى لأنها بشَعرها الطويل حتى الأساليب، وصلت الى باب مكتب المنـــاضل الممــــوّه
الفلسطو ـــ أُممي الياس دلال. م ـــ الخوري.
■ ■ ■
وقفة: أعزّائي القرّاء، كان يُفترض أن يكون اليوم بحسب الترتيب السابق لتموضع قوى 14 آذار عموماً خلال السنة والنصف ونيّف المنصرمين، قد وصل دور الحديث ببعض التفصيل عن قوى اليسار الديمقراطي، هذا صحيح ولكنّ الدخول فعلاً الى غرفتهم الصغيرة حيث يجتمعون على السوديكو في محيط شركة «كايبل فيزن» Cable vision لتوزيع الأقنية والصحون اللاقطة وحجب كل ما لا يعجبها أو لا يعجب س. الحريري أو ف. السنيورة أو م. زيدان أو أحد شركائهم إن وُجدوا غير مقتولين على الطريق الممتدّ من خلدة الى مشارف الرميلة قبل جسر الأولي المؤدي الى عاصمة الجنوب المحرر والأسير المتحرِّر الا من تعليمات نتحفّظ حالياً عن ذكرها كمكتب ثانٍ ـــ ثانٍ ثم ثانٍ وذلك حتى النصر. إن الدخول كما سبق وقُلنا الى عالم اليسار الديموقراطي، مُهمّة ليست صعبة أو مستحيلة فقط. إنها باختصار تشبه التسمية بحدّ ذاتها، إنها صورة طبق الأصل عمّا فكّر به الشهيد رفيق الحريري وشاوَرَ أشدّ اليساريين وخاصة الشيوعيين منهم بأنّه تيّارٌ سياسيَ يستطيع أن يبنيه بنفس الطريقة التي كان يبني فيها منطقة سوليدير في مقابل نفسه، حتى يحصر المنافسة، حتى السياسية، به وببنك البحر الأبيض المتوسط، فكانت هذه النتيجة والأكلاف باهظة. وكاذب مَن يدّعي بأنه يعرف الأرقام، وخاصة أن مفكّري اليسار أساساً مُكلفون عند شراء ضمائرهم، فهم يقبضون مرّة عن التحوّل ومرّة عن النقد الذاتي وبشكل ثابت عن التوبة عن العودة. لذا فقد اقترحنا، بعد استشارة بعض الرفاق، الاستعانة بالرسم على أنواعه ولم يتمّ بعد اعتماد نوع نهائي حتى هذه اللحظة، كل ما هو متوفّر لدينا هو مسودة مرسومة بشكل بدائي جدّاً وعلى الأرجح فاشل قد قمتُ به علّني أعطي فكرة لمن سيقوم بهذا العمل بشكل أوضح عمّا هو اليسار اللبناني الديموقراطي.
سياسة
العدد ١٨٥٥ الجمعة ٩ تشرين الثاني ٢٠١٢

07‏/11‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [6]


زياد الرحباني
اليكم في ما يلي مُختصر من بيانٍ صَدَرَ في 9 آب 2012 عن أولئك «الشيعة العقلاء»:
صدر عن عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان العلّامة السيد هاني فحص والمستشار في المحكمة الشرعية الجعفرية في لبنان القاضي العلّامة السيد محمد حسن الامين بيان حول الموقف من الثورة السورية (لهلّق المقدمة أطوَل مما كانت الثورة بوقتها)
بسم الله الرحمن الرحيم (أكيد أشرفلكم لأنهم كلٌّ في بيته الآن أو في الجامع ربما، ولأن القصة في آب المنصرم أقلّ مما هم منصرمون).
«فاستقم كما أُمرت ولا تتبع أهواءهم»
بيان 
إننا نحن الموقعَيْنِ المعروفَيْن أدناه (وأعلاه!) محمد حسن الأمين وهاني فحص، المعروفينللقاصي والداني (وكوستا وستارباكس) شكلاً ومضموناً ونهجاً وسيرة... واختياراً نهائياً للاعتدال والتوسط والنسبية والتسوية... انسجاماً مع مكوناتنا وخياراتنا الإيمانية والإنسانية والوطنيةوالعربية (هكذا اكتملت المكونات ومكنوناتها) ، وانتمائنا الاسلامي العام (كما في كلّ عام) الذي لم نشعر مرة أننا مضطرون ولا طلب منا احد، أن نتنصل من خصوصيتنا الشيعية من أجله، وكنا دائماً على يقين انه لا يناسب التشيع أن نجافي روحية الاسلام التوحيدية الوحدوية ألخ............................ وتواصلاً مع موروثنا الشيعي في مقارعة الظالمين (غير سعد وفؤاد ونهاد والضاهر والقادري والكبّارة وسْلام والحِلَوْ Hilaow والياس والياس وزياد ونصير وسمير رحمهما الله وسمير وسميرة وسَمَر وسَحَر وطبعاً نَقسُم بالله العظيم وبالضَمّة بدل الكَسرة وبالفتحة بدل الضَمّة وبالديك وبالحمام ولله الحَمْد و«الحمادة الأكرم»...) ونصرة المظلوم أياً وأينما كان، والتزاماً منّا بموجبات موقعنا الديني المنتقص من دون أن ينقص، بالقوة والجَمهَرة (!!! شي حِلَو Hilaow) والكلام التعبوي اليومي الخ... وتجسيداً لميلنا المعروف المعروف (الجماعة معروفين كتير يا جماعة) في الاعتراض الجهيد على الخطأ الخ...
نكتفي بهذا القدر من البيان فـ«العقلاء الشيعة» معروفون كما لاحظتم، وهم أشهر من أن يُعَرَّفوا. ونبقى مع «شيعة فوّار الديمان»:
السيد علي الأمين (مفتي صور ــ النبطية)، السيد هاني فحص (من البعث العراقي السابق سابقاً أواخر السبعينات)، السيد محمد حسن الأمين (مفتي صيدا) ابنه السيد علي الأمين ــ صحافي حيّ الناعسة الدابلة حتى الدامور وحتى النصر على ولاية الفقيه، وذلك في جريدة البلد ــ صفحة أولى وكي لا يطابق شَنُّ الأمين هذا طَبَقة طابقه طوني فرنسيس من الحزب «الشموعي» ــ الباكي المبلَّل، طوني «حَبِيبنا» فرنسيس، الراقد المنشَقّ تحت شمس البترون وسط ممالحه الممتدة من نشأته البترونية الى جانب مرسيل خليفة العمشيتي والأخوة شربل وبطرس روحانا، حتى طوني وهبة صعوداً شمالاً في بشري أو زغرتا، لا أذكر جيّداً، وفي ذلك: قلّة فَرق. ربّي، لماذا أطبَقَ هؤلاء على بعضهم البعض من قلّة النخوة وكثرة «الزَهَق»؟
لقد تزايد هذا النوع من الفطر الشيعي الديماني، كالفطر النادر الذي لا يؤكل لأنه مسموم فيسمّم من يحلو له أكله وحتى تذوّقه لمرّة واحدة من قبل أولاد المنطقة الموارنة الحلبيين (الحَلالِبة)، وأصبح قدوة الحقد على نصر الله وعودة قومه للفقيه المفدّى. وفجأةً، وعلى حين غُرّة، عاد صحافي لامع من زاروبة قَصَدَها ليدخّن في هذه المعمعة من العقلاء والشيعة، فإذا به جورج بكاسيني ـــ ما بكاسيك، لأ بكاسيني وسيني فيك ـــ هُوَ الذي جعل هو ومعارفه الحديثة من السُنّة المفجوعين الصابرين وعلى مراحل ـــ جعل حزب الكتائب على تنفّخ خدود مسؤوليه ورؤسائه، أكثر تقدميّة وانفتاحاً من تيّار المستقبل وحلفائه ذوي الصليب المشطوف.
إنّ «عقلاء الشيعة» بحسب قوى 14 آذار والذين هُم «شيعة فوّار الديمان» بحسب قوى 8 آذار يأخذون مكانهم الصحيح بجَمع رقمَيْ: 8 + 14 = 22 ومن ثم قِسمة 22 على 2 (أحزاب: شيوعي/ منظمة/ قومي/ بعثي/ ناصري/ الخ... = 1 ويسار ديمقراطي وأحزاب: كتائب/ أحرار/ كتلة وطنية/ قوات/ تجدد ديمقراطي/ أمانة عامة الخ... = 1) أي: 22 ÷ 2 = 11 < >. إنّ «عقلاء فوّار الديمان الشيعة» هو سينتيز synthese اسم تجمّعهم الحقيقي، وهذا يفيدهم أكثر مما يفيدنا صراحة.
التتمة نهار الجمعة في 9 تشرين الثاني 2012.
فاصل مع الإعلان: تضرّع اللحظة الأخيرة
«أوباما» الذي في السماوات، لا تجعلْني أتعرّض لأي شيء نتيجة هذا المقال وأضطرّ أن أسلّم نفسي وأنتهي في سجن «رُومْنِية».
سياسة
العدد ١٨٥٣ الاربعاء ٧ تشرين الثاني ٢٠١٢

05‏/11‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [5] 


زياد الرحباني
لقد رافق اللائحة ـــ التسلسل التي أوردناها أعلاه، وهنا <أعلاه> غير موجودة بعد لأننا في السطر الأول يا إخواني وهو الأعلى بلا منازع ولا أعلى الا اذا عدنا الى المقالة السابقة «المعلومات» ــ «المكتب الثاني» الثاني [4]. ويُقال <أعلاه> بالحقيقة، إن شئنا، فاللائحة المؤلّفة من سبع محطات «أسيريّة» (أسير ــ 1، أسير ــ 2، أسير ــ 3 ألخ) كانت فعلاً أعلاها لا أعلاه. أعلاها من حيث التسلسل الجهنّمي لسلسلة من محاولات الاغتيال والأسر والخربطة الأمنية المتنقّلة التي ما زلنا موعودين باستمرارها وهذا على ذمّة اللامع النائب الحاضر الغائب المتأمّل الخائب الصابغ والشائب الأستاذ حفظ الله قَدْره، نهاد المشنوق. المشنوق، الذي وبعد أن أطلق إبنه علينا وعلى طاولات ومقاعد وميكروفونات وفواصل إعلانات برامج الـ «توك شو» Talk Show السياسي، أطلق ليل الخميس الماضي ـــ ومن على منبر برنامج «كلام الناس» يا ناس، مقطعاً من مسلسل سنّيٍّ ــ بوليسي، لذا فهو دائماً شيِّق حيث تتطاير الأراكيل في آخر الفيلم وتصيب شظايا زجاجها كل من هم ليسوا من المَنْطِقة وتُلفظ Mantika ـــ أطلق تَعليمةً وكأنّها للاعبي سباق الخيل يوم السبت، فقد شاهد هُوَ أو أن شاهداً شاهَدَ من أهلهما المشتركين حالياً، في محيط شمعون ـــ ساسين، لعنةً شيعية على شكل مواطن شيعي بكل تأكيد، وعن بُعد يبعد بالضبط بُعدَ ولاية الفقيه عن ترايسي شمعون، وهو مشترِكٌ لا شكّ في جريمة وسام الحسن (وليس فتحي الحسن)، إن لم يكن المخطِّط. وهذا المشهد الخاطف هو ما يَسبق المطاردة النهائية التي ينتهي بها «الفيلم البوليسي» حيث يقع اشتباك مسلّح بالأسلحة الرشاشة والصاروخية المحمولة والقنابل اليدوية ويتوسّع حتى يطال مقاهي الأراكيل حيث صار كلّ روادها يجلسون في الخارج طبعاً بسبب قرار منع التدخين. ويشتمل مشهد الاشتباك أيضاً، وقبل النهاية بدقائق، اختراقاً لكتيبة أرض ـــ أرض مدجّجة بأراكيل المولوتوف، وقد اخترقت من شارع الكليّة العامليّة من جهة، ومن حيّ بيضون من جهة اخرى، مِحوَرَ السوديكو سكوير على طريق الشام (وها بنا عُدنا... آخ يا الله). فما العمل؟ (نعود اليها كلّما عاد أحدهم الى طريق الشام).
لقد كان واضحاً منذ سقوط بابا عمرو، أي في بداية التسلسل «الأسيري» المنشور فعلاً أعلاه ومجموعه، للتذكير فقط: 7 X الأسير = 7 أسيريات، كان واضحاً أنّ فريقَي لبنان الراجع كي يتعمّر، لبنان الأسطورة، لبنان جوهرة الشرق، لبنان ـــ «عيش لبنان!» (ولنا عودة طويلة لكل عبارة تبدأ بـ «عيش!»)، بقيا كلٌّ على موقفه. وقد قرّر فريق 14 آذار أو أنه نفّذ قراراً فحواه:
فحوى القرار: إن كلّ هذه الأحداث السبعة من تخطيط وتنفيذ حزب الله ومن خلفه سوريا كالعادة، وأنه وبعد محاولة اغتيال «الحكيم» انطلق زمن الاغتيالات مجدداً. لذا، فحكومة الميقاتي، حكومة غير قادرة على ضبط الأمن، هذا الحامي الوحيد لحرية الغرافيتي والتعبير. ولقد كان الشرط الثالث غير القابل للجدل بعد تهمة تنفيذ الاغتيال أولاً وضرورة استقالة الحكومة الهزيلة ثانياً: تسليم سلاح حزب الله فوراً قبل أي حوار.
أما حزب الله، فثابت على جوابه المُمِلّ والمستفِزّ حتى لمهاجري الحمام على شبابيك وسطوح قلب المنطقة الغربية من بيروت وديوكها، وحركة «أمل» تتضامن مع «الحزب» عموماً وهذا لصالح الطائفة الشيعية العامة المعروفة، وليس طبعاً لشيعة ما سُمّي مؤخراً بـ: «عقلاء الشيعة». إن «عقلاء الشيعة» هؤلاء، هم مجموعة إضافية أضيفت على خريطة الأحزاب والمجموعات السياسية والمؤسسات الأهلية حكومية أو غير حكومية، وحالها متفاوتٌ منذ ما بعد أحداث درعا ـــ سوريا في 15 آذار 2011.
سننتقل الى وصف حالة كلّ من هذه المجموعات أو الأحزاب في المقال المقبل يوم الأربعاء 7 تشرين الثاني 2012.
سياسة
العدد ١٨٥١ الاثنين ٥ تشرين الثاني ٢٠١٢

02‏/11‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [4]

زياد الرحباني
تفاجئك دبي دوماً، فقد كان نتوؤها السريع عن خريطة الإمارات العربية المتحدة، مفاجأة أولى، لا يفسّرها حتّى يومنا هذا سوى اضمحلال دور بيروت التاريخي كلياً نهاية الثمانينيات. دورها كمساحة للصيرفة المصرفية والسمسرة العقارية والسياحة المفتوحة والضيافة الأجنبية للأجانب والعربية للعربان. هكذا كان موقف الحكم في الإمارة من المهاجرين السوريين الداعمين، في النهاية، للإخوان المسلمين مفاجأة أخرى. ولا يضاهي ولع الفريق الحاكم في هذه الإمارة بالوهابية سوى ولع روسيا الاتحادية بها، وتحديداً الليالي التي يمضيها الرفيق سيرغي لافروف، نتيجة غرامه البائس تجاه «الإخوان»، كلّ أخٍ على حدة، من دون أن يدري الآخرون.
نعم، لقد تعاون النظام السوري هذه المرة مع موسكو. وهي المرة الأولى التي، وبخلاف تاريخ طويل من انتظارنا نحن كأفرقاء لبنانيين متواجهين لمخابرات النظام السوري الهاتفية فقط، ينتظر النظام السوري المخابرة اليومية الروسية من موسكو، من الكرملين، من بوتين، أي على الهاتف مع شخص سيرغي لافروف. لافروف، هذا الشخص «الجداريّ» المسلح بباطون مسلح ثخين (TKHEEN) وصاحب النَفَس غير الطويل، بل على العكس نَفَسٌ مقنّن جزئياً كي لا ينقطع أثناء سماع القطريين يعملون ويتكلمون في السياسة العالمية مع روسيا، القطريون الذين أخذوا على عاتقهم إسقاط النظام الروسي بعد السوري بدءاً بإلغاء انتخاب الرئيس بوتين وصولاً إلى الديموقراطية وحرية التعبير والغرافيتي والطرش الروسي على الحيطان. وقد تألّب السعوديون أيضاً على لافروف، الذي نهرهم بدبلوماسيته والثبات _ فلم يصدّقوا آذانهم، لم يصدّقوا أن روسياً «شحاذاً» كالعادة يمكن أن ينهرهم، فصحّح لافروف وعدّل في الصياغة وشتمهم. واضطرّ أن يؤكد لهم أن «لا علاقة لمساحة روسيا وكبرها بصوابية القرار، فالكِبَر والصِغَر يعود إلى حجم العقل البشري لا المساحة»، وكان ذلك رداً على المناضل والتقدمي القطري الأول على رأس تيار «الإصلاح الثوري الربيعي الديموقراطي»: حمد بن جاسم.
إن ثبات سيرغي لافروف مصبوب ومجبول بالحائط الذي هُوَ هُوْ، ثباتٌ كالنحاس الأحمر الثمين في وجه عربان الـ: «م. ت. خ»، أي: C.C.G. هؤلاء العربان الذين جرّصونا يومياً خلال السنة الحالية والمنصرمة بتهديداتهم الصارمة المنتهية الصلاحية منذ إعلانها، ومواقفهم النقّالة، وبالتالي غير الشغّالة، وأنا أستذكر فقط مثلنا الجنوبي ليس إلّا. جرّصونا ولن يكفّوا يوماً عن ذلك، إلى أن ينضب في نهاية المطاف «ذهبهم الأسود» كسيمائهم، كأخلاقهم، كأوضاع مواطنيهم العاديين الذين لم ولن يتعوّدوا بإذن الله على عاديّتهم «البذيئة» فقراً وجهلاً وحرماناً. وأخصّ النساء برغدهنّ والعناء، باحتجابهنّ وتطويرهنّ للأداء، برفضهنّ لحجابٍ لا يعرف موعداً للجلاءْ وثابتٌ دون حياءْ وهو يزيد، على خلاف المبتغى، اللاأخلاق واللاحياء.
بالمناسبة لم أفهم حتى الآن لماذا تكون المملكة العربية السعودية، في نهاية مطافها السياسي، ضد ما يسمّى «الإخوان المسلمون»، وهي في الوقت نفسه مع «جيش تركيا الحرّ» لصاحبه «أوغلو ـــ الأسعد»، ربّما كان موقفها هذا من نتائج سقوط بابا عمرو في حمص المذهلة.
إليكم في ما يلي الجدول الذي ترتّبت، كما ذكرنا سابقاً جداً، الأحداث في سوريا وفي لبنان على أثر فشل عزل منطقة سورية وأخرى أخوية لبنانية عن باقي البلدين:
(0) سقوط بابا عمرو بيد النظام السوري. «الأسير ـــ 1»
(1) أول اعتصام للشيخ الأسير في وسط بيروت. «الأسير ـــ 2»
(2) محاولة اغتيال سمير عبر شجرة اللوبيا. «سمير الأسير ـــ 3»
(3) مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه. «الأسيران ـــ 4»
وقد تلاها أسبوعان حافلان من المعارك بين الأسيريّين وأعدائهم المؤمنين في طرابلس بفرعيها باب التبانة وجبل محسن، وبعض مناطق الشمال.
(4) أسرى بالجمع طبعاً كونهم شيعة عائدين من إيران عبر تركيا بعد زيارة العتبات المقدسة وعددهم 11 «نفراً» !!!. «أسرى ـــ 5»
(5) محاولة اغتيال نهاريّة جداً للشيخ بطرس حرب. «الأسير ـــ 6»
(6) فجأة وبعد اغتيال اللواء وسام الحسن (وهو غير فتحي الحسن طبعاً)، ظهور البدر باكراً خلال فترة ما بعد صلاة العصر، وقد أخذ شكلاً يشبه الصحافي المخضرم المرموق نديم قطيش (غير المصرّ على شيعيته). «الأسير ـــ 7»
التتمة نهار الاثنين 5 تشرين الثاني، بإذن الله.
سياسة
العدد ١٨٤٩ الجمعة ٢ تشرين الثاني ٢٠١٢