05‏/11‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [5] 


زياد الرحباني
لقد رافق اللائحة ـــ التسلسل التي أوردناها أعلاه، وهنا <أعلاه> غير موجودة بعد لأننا في السطر الأول يا إخواني وهو الأعلى بلا منازع ولا أعلى الا اذا عدنا الى المقالة السابقة «المعلومات» ــ «المكتب الثاني» الثاني [4]. ويُقال <أعلاه> بالحقيقة، إن شئنا، فاللائحة المؤلّفة من سبع محطات «أسيريّة» (أسير ــ 1، أسير ــ 2، أسير ــ 3 ألخ) كانت فعلاً أعلاها لا أعلاه. أعلاها من حيث التسلسل الجهنّمي لسلسلة من محاولات الاغتيال والأسر والخربطة الأمنية المتنقّلة التي ما زلنا موعودين باستمرارها وهذا على ذمّة اللامع النائب الحاضر الغائب المتأمّل الخائب الصابغ والشائب الأستاذ حفظ الله قَدْره، نهاد المشنوق. المشنوق، الذي وبعد أن أطلق إبنه علينا وعلى طاولات ومقاعد وميكروفونات وفواصل إعلانات برامج الـ «توك شو» Talk Show السياسي، أطلق ليل الخميس الماضي ـــ ومن على منبر برنامج «كلام الناس» يا ناس، مقطعاً من مسلسل سنّيٍّ ــ بوليسي، لذا فهو دائماً شيِّق حيث تتطاير الأراكيل في آخر الفيلم وتصيب شظايا زجاجها كل من هم ليسوا من المَنْطِقة وتُلفظ Mantika ـــ أطلق تَعليمةً وكأنّها للاعبي سباق الخيل يوم السبت، فقد شاهد هُوَ أو أن شاهداً شاهَدَ من أهلهما المشتركين حالياً، في محيط شمعون ـــ ساسين، لعنةً شيعية على شكل مواطن شيعي بكل تأكيد، وعن بُعد يبعد بالضبط بُعدَ ولاية الفقيه عن ترايسي شمعون، وهو مشترِكٌ لا شكّ في جريمة وسام الحسن (وليس فتحي الحسن)، إن لم يكن المخطِّط. وهذا المشهد الخاطف هو ما يَسبق المطاردة النهائية التي ينتهي بها «الفيلم البوليسي» حيث يقع اشتباك مسلّح بالأسلحة الرشاشة والصاروخية المحمولة والقنابل اليدوية ويتوسّع حتى يطال مقاهي الأراكيل حيث صار كلّ روادها يجلسون في الخارج طبعاً بسبب قرار منع التدخين. ويشتمل مشهد الاشتباك أيضاً، وقبل النهاية بدقائق، اختراقاً لكتيبة أرض ـــ أرض مدجّجة بأراكيل المولوتوف، وقد اخترقت من شارع الكليّة العامليّة من جهة، ومن حيّ بيضون من جهة اخرى، مِحوَرَ السوديكو سكوير على طريق الشام (وها بنا عُدنا... آخ يا الله). فما العمل؟ (نعود اليها كلّما عاد أحدهم الى طريق الشام).
لقد كان واضحاً منذ سقوط بابا عمرو، أي في بداية التسلسل «الأسيري» المنشور فعلاً أعلاه ومجموعه، للتذكير فقط: 7 X الأسير = 7 أسيريات، كان واضحاً أنّ فريقَي لبنان الراجع كي يتعمّر، لبنان الأسطورة، لبنان جوهرة الشرق، لبنان ـــ «عيش لبنان!» (ولنا عودة طويلة لكل عبارة تبدأ بـ «عيش!»)، بقيا كلٌّ على موقفه. وقد قرّر فريق 14 آذار أو أنه نفّذ قراراً فحواه:
فحوى القرار: إن كلّ هذه الأحداث السبعة من تخطيط وتنفيذ حزب الله ومن خلفه سوريا كالعادة، وأنه وبعد محاولة اغتيال «الحكيم» انطلق زمن الاغتيالات مجدداً. لذا، فحكومة الميقاتي، حكومة غير قادرة على ضبط الأمن، هذا الحامي الوحيد لحرية الغرافيتي والتعبير. ولقد كان الشرط الثالث غير القابل للجدل بعد تهمة تنفيذ الاغتيال أولاً وضرورة استقالة الحكومة الهزيلة ثانياً: تسليم سلاح حزب الله فوراً قبل أي حوار.
أما حزب الله، فثابت على جوابه المُمِلّ والمستفِزّ حتى لمهاجري الحمام على شبابيك وسطوح قلب المنطقة الغربية من بيروت وديوكها، وحركة «أمل» تتضامن مع «الحزب» عموماً وهذا لصالح الطائفة الشيعية العامة المعروفة، وليس طبعاً لشيعة ما سُمّي مؤخراً بـ: «عقلاء الشيعة». إن «عقلاء الشيعة» هؤلاء، هم مجموعة إضافية أضيفت على خريطة الأحزاب والمجموعات السياسية والمؤسسات الأهلية حكومية أو غير حكومية، وحالها متفاوتٌ منذ ما بعد أحداث درعا ـــ سوريا في 15 آذار 2011.
سننتقل الى وصف حالة كلّ من هذه المجموعات أو الأحزاب في المقال المقبل يوم الأربعاء 7 تشرين الثاني 2012.
سياسة
العدد ١٨٥١ الاثنين ٥ تشرين الثاني ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات: