02‏/11‏/2012

Manifesto | «المعلومات» ـ «المكتب الثاني» الثاني [4]

زياد الرحباني
تفاجئك دبي دوماً، فقد كان نتوؤها السريع عن خريطة الإمارات العربية المتحدة، مفاجأة أولى، لا يفسّرها حتّى يومنا هذا سوى اضمحلال دور بيروت التاريخي كلياً نهاية الثمانينيات. دورها كمساحة للصيرفة المصرفية والسمسرة العقارية والسياحة المفتوحة والضيافة الأجنبية للأجانب والعربية للعربان. هكذا كان موقف الحكم في الإمارة من المهاجرين السوريين الداعمين، في النهاية، للإخوان المسلمين مفاجأة أخرى. ولا يضاهي ولع الفريق الحاكم في هذه الإمارة بالوهابية سوى ولع روسيا الاتحادية بها، وتحديداً الليالي التي يمضيها الرفيق سيرغي لافروف، نتيجة غرامه البائس تجاه «الإخوان»، كلّ أخٍ على حدة، من دون أن يدري الآخرون.
نعم، لقد تعاون النظام السوري هذه المرة مع موسكو. وهي المرة الأولى التي، وبخلاف تاريخ طويل من انتظارنا نحن كأفرقاء لبنانيين متواجهين لمخابرات النظام السوري الهاتفية فقط، ينتظر النظام السوري المخابرة اليومية الروسية من موسكو، من الكرملين، من بوتين، أي على الهاتف مع شخص سيرغي لافروف. لافروف، هذا الشخص «الجداريّ» المسلح بباطون مسلح ثخين (TKHEEN) وصاحب النَفَس غير الطويل، بل على العكس نَفَسٌ مقنّن جزئياً كي لا ينقطع أثناء سماع القطريين يعملون ويتكلمون في السياسة العالمية مع روسيا، القطريون الذين أخذوا على عاتقهم إسقاط النظام الروسي بعد السوري بدءاً بإلغاء انتخاب الرئيس بوتين وصولاً إلى الديموقراطية وحرية التعبير والغرافيتي والطرش الروسي على الحيطان. وقد تألّب السعوديون أيضاً على لافروف، الذي نهرهم بدبلوماسيته والثبات _ فلم يصدّقوا آذانهم، لم يصدّقوا أن روسياً «شحاذاً» كالعادة يمكن أن ينهرهم، فصحّح لافروف وعدّل في الصياغة وشتمهم. واضطرّ أن يؤكد لهم أن «لا علاقة لمساحة روسيا وكبرها بصوابية القرار، فالكِبَر والصِغَر يعود إلى حجم العقل البشري لا المساحة»، وكان ذلك رداً على المناضل والتقدمي القطري الأول على رأس تيار «الإصلاح الثوري الربيعي الديموقراطي»: حمد بن جاسم.
إن ثبات سيرغي لافروف مصبوب ومجبول بالحائط الذي هُوَ هُوْ، ثباتٌ كالنحاس الأحمر الثمين في وجه عربان الـ: «م. ت. خ»، أي: C.C.G. هؤلاء العربان الذين جرّصونا يومياً خلال السنة الحالية والمنصرمة بتهديداتهم الصارمة المنتهية الصلاحية منذ إعلانها، ومواقفهم النقّالة، وبالتالي غير الشغّالة، وأنا أستذكر فقط مثلنا الجنوبي ليس إلّا. جرّصونا ولن يكفّوا يوماً عن ذلك، إلى أن ينضب في نهاية المطاف «ذهبهم الأسود» كسيمائهم، كأخلاقهم، كأوضاع مواطنيهم العاديين الذين لم ولن يتعوّدوا بإذن الله على عاديّتهم «البذيئة» فقراً وجهلاً وحرماناً. وأخصّ النساء برغدهنّ والعناء، باحتجابهنّ وتطويرهنّ للأداء، برفضهنّ لحجابٍ لا يعرف موعداً للجلاءْ وثابتٌ دون حياءْ وهو يزيد، على خلاف المبتغى، اللاأخلاق واللاحياء.
بالمناسبة لم أفهم حتى الآن لماذا تكون المملكة العربية السعودية، في نهاية مطافها السياسي، ضد ما يسمّى «الإخوان المسلمون»، وهي في الوقت نفسه مع «جيش تركيا الحرّ» لصاحبه «أوغلو ـــ الأسعد»، ربّما كان موقفها هذا من نتائج سقوط بابا عمرو في حمص المذهلة.
إليكم في ما يلي الجدول الذي ترتّبت، كما ذكرنا سابقاً جداً، الأحداث في سوريا وفي لبنان على أثر فشل عزل منطقة سورية وأخرى أخوية لبنانية عن باقي البلدين:
(0) سقوط بابا عمرو بيد النظام السوري. «الأسير ـــ 1»
(1) أول اعتصام للشيخ الأسير في وسط بيروت. «الأسير ـــ 2»
(2) محاولة اغتيال سمير عبر شجرة اللوبيا. «سمير الأسير ـــ 3»
(3) مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه. «الأسيران ـــ 4»
وقد تلاها أسبوعان حافلان من المعارك بين الأسيريّين وأعدائهم المؤمنين في طرابلس بفرعيها باب التبانة وجبل محسن، وبعض مناطق الشمال.
(4) أسرى بالجمع طبعاً كونهم شيعة عائدين من إيران عبر تركيا بعد زيارة العتبات المقدسة وعددهم 11 «نفراً» !!!. «أسرى ـــ 5»
(5) محاولة اغتيال نهاريّة جداً للشيخ بطرس حرب. «الأسير ـــ 6»
(6) فجأة وبعد اغتيال اللواء وسام الحسن (وهو غير فتحي الحسن طبعاً)، ظهور البدر باكراً خلال فترة ما بعد صلاة العصر، وقد أخذ شكلاً يشبه الصحافي المخضرم المرموق نديم قطيش (غير المصرّ على شيعيته). «الأسير ـــ 7»
التتمة نهار الاثنين 5 تشرين الثاني، بإذن الله.
سياسة
العدد ١٨٤٩ الجمعة ٢ تشرين الثاني ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات: