29‏/10‏/2012

Manifesto | «المعلومات» و«المكتب الثاني» الثاني

زياد الرحباني
قال إعرابيٌّ لإعرابيٍّ: أين نلتقي؟
أجــــــابْ: في عِــبّ أمِّ الفرزدقِ
ما علاقة هذه المساجلة الأدبية من العصر الأمويّ بما حصل في بلادنا الأسبوع الماضي داخلياً؟ للوهلة الأولى، لا شيء. أما بعد التمعّن لوقتٍ خاطفٍ نسبياً يُستنتَج وبراحة ضمير، أن العلاقة هي لا شيء سوى الرغبة الجامحة في السُباب واستذكار كلّ مواقع وأحداث ومناسبات ومشاحنات ومبارزات و(غيفارا مات) من التاريخ الغابر العابر حتى تاريخنا الحاضر الدائر، وأقصد هنا بـ«الدائر»: الدائري او المُدَوَّر الذي من أهمّ مواقعه على الاطلاق لا بل حصراً: المستديرة. وقد تكون المستديرة لفرن الشبّاك وقد تكون للطيّونة وقد تكون ما بين عُطارد والبخش الأسود، وقد تكون في ضواحي حمص، حيث كتب إعرابيٌّ لحمصيّ آخر وعلى جانب المستديرة: الرجاء لَفّة واحدة فقط!!!
هل ظنّ أو يظنّ أحدكم، أيها القرّاء الأعزّاء، وخاصة الشرفاء منكم، كالمؤمنين المختارين من بين المحسنين لدى النبي محمد (صلعم) الذي كان يحبّهم، إنّه يحبّكم أيضاً وقد هداكم الله كما هَدى المحسنين وخاصة المؤمنين منكم، لذا أرجوكم وأشدّ على أياديكم وأبوسُ الأرضَ مئة مرّة في اليوم تحت سيّاراتكم وتحت رباعيات دفع أخَواتِكُمْ وأمّهاتكُمْ وخطوطهِنَّ الخلوية النسوية العنكبوتية ـــ العَاطِفِيَّة ـــ وتُلفَظ: ـــ العاطي فِيَّ ـــ مجموعةًّ غير محدّدة من التقارير المبعثرة وبعض «المعلومات»؟
كان يغنّي القوميّون السوريون وخاصة قبل اندلاع الحرب الأهلية في الـ 75، وقبل اندلاع الحرب في ما بينهم، وافتراق وهجرة الفصيل الأشقر من ديك المحدي الى الأردن ومن ثم الى الأسد وليس الأسد السوري ولا القومي ولا الاجتماعي، بل الأسد الذي يظهر مُزَمجِراً في بداية كل فيلم لشركة «ميترو غولدواين ماير» التي اسمها الثلاثي عائد الى مالكيها الثلاثة، تُنبئ وبكل راحة ضمير عن مدى اطلاعهم وضلوعهم في انتاجات أضخم ربما من الانتاج السينمائي. وإن لم يكن في إنتاجها ففي دعمها بأفقر وأَعْوَزْ الأحوال... إذاً ماذا كان يغنّي القوميون وقتها؟ بالاضافة، وبالإذن منكم، الى أن الحياة كما يرون: وقفة عزّ فقط؟ سأجيب على السؤالين فوراً لأوفّر عليكم الوقت:
1 ـــ كانوا يغنّون: ما هَمَّنــــا... ما هَمَّنـــــا!
2 ـــ إن الحياة فعلاً وقفة عزّ لكن بعد معرفة عن حياة مَن نتكلّم، خاصة وأن لرئيس وزراء المالية خاصة السابق فؤاد السنيورة وهو إعرابيٌّ بامتياز وأديبٌ ربما ولا أحد يدري، إلا على خليج وسنسول جسر عين المريسة السابق رَحِمه الله، وقد يتقمّص يوماً، أي السنسول وليس السنيورة، إن عادت خرائط وتصاميم سوليدير المجيدة وتحرّكت باتجاه تمثال عبد الناصر السابق الذي كان في ساحة عين المريسة أيضاً، والذي بالمناسبة كان سابقاً وسيظَلّ بالرغم من كوكتيلات النقيب السابق سمير ضومط وخرائط انتشار اللواء أشرف ريفي وخطط المغدور به اللواء وسام الحسن الجهنّمية على ما كان يُقال، والتي وإن آمنّا صدقاً بالله وبجبروته وبعدله وإنصافه سلَّمْنا بأنه غضّ الطرْف ربما، فنحن لا ولن نراه، عن التفجير الجهنّمي أيضاً الذي أودى بالحسن... لقد كان الله، وللتذكير فقط، يحبّ المُحسنين وكان أيضاً يحبّ كل ما هو حَسَنْ، كالسيّد حسن مثلاً، كالمغفور له حسن علاء الدين وهو «شوشو العظيم» والمسلم السنّي السابق في انفتاحه وطليعيته وبشواربه غير المعقولة، وخاصة أنها طبيعية، اكثر من مجمل مداومي اجتماعات «كتلة البروستات الأزرق» في العاصمة وعنهم زياد القادري في المناطق خاصة.
يعود الأمن ـــ بعد حادثة تنُمّ عن انعدامه والسبب واضح ومعروف، وهي الحادثة الأمنية الأولى التي يستوجب شرحها فقط للأطفال ـــ من دون الإصرار على أنه لا يمكن التصفيق بيَد واحدة ومن دون إشاعة أخبار تنتهي بعَرَاضات لمدنيين مسلّحين بين الأوتوسترادات المحيطة ببيروت وصَلاة الفجر من جهة وبين صلاة الفجر وبيتزا السجق والكِشك والموت الأكيد من جهة ثانية، وهي أخبار ملخّصها البليغ و«الشَبَبْلَكي» وما يستحقّه فعلاً الرجال: الوضع ممسوك.
آسف، لكنّ أحدهم أشار الى أن المكان والزمان المتعلّقين بهذه المقالة بلغا حدّهما، فحان وقت التتمّة.
التتمة: غداً في نفس المكان والزمان.
سياسة
العدد ١٨٤٥ الاثنين ٢٩ تشرين الأول ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات: