19‏/09‏/2012

Manifesto


زياد الرحباني
توضيح
كان من المُفترض أن يكون يوم أمس، أي نهار الإثنين في 17/9/2012 تغمّدَه الله بواسع رحمته، اليوم الأول في سلسلة مقالات موقعها ضمن صحيفة «الأخبار»، الصفحة الثانية تحت عنوان «MANIFESTO» أي «مانيفستو»، فهي كلمةٌ لا تعريب لها بل ترجمة ألا وهي بأحسن الأحوال: «بيان». لذا، لم تعتمدها تاريخياً أكثرية العروبيّين والماركسيّين العرب، واكتفوا بلفظها وكتابتها باللغة العربية. وكنتُ قد أوضحْتُ – أو حاولت ذلك يوم السبت الفائت عن الإثنين المنصرم، مسبقاً ومنعاً للالتباس – أن العمود الحالي والقديم الذي كان حتى اليوم (السبت 15/9/2012) بعنوان: «ما العمل؟»، سيتوقّف ليتحوّل إلى سلسلة تابعة وعنوانها: «مانيفستو»؛ وهو أحد الأجوبة التي يُخيَّلُ للمرء أنه توصَّل إليها جواباً على السؤال الدائم: «ما العمل؟». أي أنه في حالتي، أوّل جواب منذ آب 2006 على السؤال التاريخي، وهو بالمناسبة كتابٌ للرفيق لينين بعنوان «ما العمل؟»، وقد استوحاه، على فكرة، من صحيفتنا الطليعيّة الغرّاء.
ما هو العبث يا أعزّائي ويا أشرف CHI على الإطلاق؟ إنّ العبث، أو التجريد، بكل بساطة وبعكس ما يسوَّق لهما، هو كمَن يروي لجمعٍ من الناس روايةً عن حادثةٍ ما في نفْس الوقت الذي يروي زميله رواية أخرى عنها للجمع نفْسه. هلاّ سمعتم النتيجة؟ هل سمعتَ أغنيتيْن تحبّهما بنفْس الوقت؟ إنّ الضجّة الصادرة عنهما هي عبث، وهنا: موسيقيّ. قد يصِل العبث إلى مراحل أخطر صحّياً ونفسياً على الإنسان، وبإمكانكم تجريبه فوراً: على ورقةٍ بيضاء، دوِّنوا على السطر الأوّل، جملةً معيَّنة، أيّاً تكُن، وطولها سطرٌ واحد. وعند نهايتها، وبدل النزول إلى السطر الثاني، عودوا إلى بداية السطر نفسه وأكملوا تدوين الجملة التي تليها. وانتدبوا بطلاً مِن بينكم لقراءتها. يُستحال!!! فهي تجريد على عبث، أي عكس ما يقوله مؤمنٌ في «زاروب الطمليس»: نورٌ على نور.
لقد بدأ عمود «مانيفستو» بغلطة شاهقة (على عمودَيْن)، وسببها بتقديري إفراطٌ مِن الزملاء في حسن النيّة والحماس أدّى إلى عكس كلّ ما قرأتم أعلاه، أي: «ما العمل؟» + «مانيفستو» + عنوانَيْ المقالة الأولى أوّل مِن أمس، أي أضِف: + A – جدليّة ومسلّمات هندسيّة + B – ملاحظات عامّة. وهذا العنوان الأخير لم يُذكر حتى، فبَدَت المقالة B متّصِلة بالمقالة A. وهذا ليس عن عبث، بل عن فوضى. ولا شكّ بأنّ ذلك أدّى بالعديد منكم إلى محاولة ربط ولاعة بعلبة سجائر بكاميرا تصوير، مضروبين بزمنٍ مقسومين على مكان!!!!! (→ هذا شجر).
في النهاية، عفواً على كل «هذا الشجر» الذي إن ظلّ ينبُت بهذه الكثافة سيصبح غابةً مِن نوعها. ورغم تفهُّمنا للبيئة، أقلّ ما نحن بحاجة إليه اليوم، وفي الطابق السادس مِن مبنى الكونكورد، الغابات يا حبيبي. فقد يزدهر فيها الصيد وبالتالي العودة إلى الجفت بجانب الحاسوب، يا عزيزي يا منعِم يا كريم!
سياسة
العدد ١٨١٢ الاربعاء ١٩ أيلول ٢٠١٢

ليست هناك تعليقات: