20‏/12‏/2014

Тбилиси | كتير طبيعي

زياد الرحباني 
 
نحنا اللبنانيين منعتبر أيا شي طبيعي وخاصةً إذا كتير طبيعي: غريب! هلأ للتذكير، كل ما يحكي الانسان عن شعب بأكملو ويعطيه وصف أو ميّزة، من المفهوم والمكرّر إنّو المقصود أكترية الشعب، فوجب التذكير لأنّو التوضيح صار مارق شي مئة مرة الله يرضى عليكن (مع إنّو شبه مستحيل). إذا نحنا منعتبر الشي الطبيعي غريب، يعني بعبارة تانية: مش طبيعي، كيف إذا كان هالشي إنسان مش شي؟ الله أكبر، لأنّو هون بيعتبرو الشعب اللبناني المختار (وإسرائيل آخر من يعلم) ــــ بيعتبرو إنسان مش مزبوط، عقلو ووعيو مشكوك بأمرن، وبيصير يتهاضم كمان بالتسميات، ناسي قلّكن إنّو كلنا مهضومين وبدنا ننكّت، وهيدا اكتمل وصار شبه فرض واجب بعد الحرب، وشجّعتو التلفزيونات المحلية.
إنّو مش بس شاطر ومميّزوأرقى، لأ ونكتجي ومهضوم. إنّو شو المصري وحدو خفيف الظلّ؟ لأ نحنا كمان يا خوارق! ومنصير نسمّيه بعدائية: «معو خشّة ـــ راننها ــــ بايعها ــــ متلّت» ــــ وأسوأهن كلهن وبتدلّ عنّا شو منسوى كبشر، عبارة: معاق. وما رح علّق أكتر............. نقاط متروكة وحدها فارغة حتّالي اللي منكن عندو عقل يعبّي الفراغ. عا فكرة في كتير لبنانيين غيري ما طايقين عموم اللبنانيين، خاصةً اللي انسمى عليهن بكذا مناسبة ووين ما تفَتْوَلوا بالعالم، «الصيت الأساسي الأم»: مفهومة، لبناني.
قصّة بسيطة وطبيعية صارت معي زمان وما رِضيِتْ عنها بسهولة إيّامها هاي الجمهورية!!! قصّة بتصير، بدليل صارت وتمّت ولا أسلس من هيك... بيوم من الأيام فتت على محل ديسكوتيك كتير معروف، برمت شي ساعة تقريباً وما لقيت ولا اسطوانة اشتريها، فاشتريت دفتر نوتة فاضي ورحت صوب الصندوق لحاسب، طلعلي مين؟ صاحب المحلّ، وصاحب المحل زلمي بيعرفني منيح قدّ ما شاري آلات من عندو... بيعرفني من هالمنطلق يعني... يعني كل ما اشتري بيانو يا إخوان!!! يصير هوّي يعرفني أكتر، ويصير كتير يحبّني... ما بينلام، ما بعرف إذا فكّر يخون مرتو... أنا وعمشيل لحاسبو انتبهت للكرسي اللي قاعد عليها قديه فظيعة، وقديه بتلقى دعك، ولونها أزرق غامق وإجرَيها حديد مش نكل. كرسي ما شايف متلا بِوَلا غاليري فايت عليها، فبزيادة بالنسبة لإلي. دغري وبشكل طبيعي قلتلو: فظيعة هالكرسي ــــ جاوبني: ما هيك؟ فسألتو دغري وبدون تردّد: أنا بدّي ياها. قديه حقّها بشرفك؟ أكيد ومفهوم وطبيعي، الزلمي ما بيبيع كراسي، بيبيع آلات واسطوانات، بس شو الغريب إذا هيك حسّيت وما استحيت منكن شو معقول تفكّروا فيّي وسألتو سؤال، وهوّي قدّ ما طبيعي كمان، قام عنها ومتبسّم وقلّلي: هالقد عاجبتك يعني، شو شايف فيها؟ بلحظتها ما قدرت قلّلو شو شايف فيها غيرها كلّها سوا، وصرّيت عالموضوع، سَرَدْ وحدو لحظة قدّر قديه كان حقها، وعملي سعر لأنها مستعملة... كتير مستعملة... كلّ حياتو بيقعد عليها كل ما يجي عالمحل. إيه طيب، أنا مش طبيعي، وإذا مش طبيعي، هوّي شو؟ زلمي مستعدّ يبيع عاطفتو وذكرياتو، طبيعي؟ وأنا عجبتني كرسي مش طبيعي؟ لأ، مبلى، أكيد إذا تاجر شرعي، بيكون كتير طبيعي. إذن هوّي طبيعي وأنا كتير طبيعي.
سياسة
الأخبار - العدد ٢٤٧٥ السبت ٢٠ كانون الأول ٢٠١٤

ليست هناك تعليقات: