19‏/02‏/2013

Manifesto | يا فتّاح يا عَليم

زياد الرحباني


لمناسبة العودة شبه المستقرّة إلى العمل، (ملاحظة: بالمناسبة تصدر هذا الأسبوع المقالات أيام: الثلاثاء ــ الخميس ـــ السبت) (مع عدا الطارئ منها... طبعاً... «طبعاً على عقب»). إذاً ولمناسبة العودة إلى العمل، وأهمّ ما في العمل، الحياة. أو معكوسة، لكنّها هكذا بحسب «كارل م.» الذي كان ولا يزال «لا بأس به كفيلسوفٍ ماديّ»، وها هو حتى يومنا هذا يعاصرنا نوعاً ما. وللتدليل على أهميته، أذكّركم بأنّه فاز في استفتاء الألفية الثالثة ـــ عام 2000 الشهير بعد أن نجت كل الحواسيب وفي أرجاء المعمورة بريشها وفهمت رقم الأصفار الأربعة على أنها زمنٌ ليس إلّا وليست «داتا».



داتا يا ناس وما أدراكم ما الداتا! داتا الله فضلكم. داتا... يا فتّاحاً يا عليم على الداتا. وهل لكم حيلةٌ مع الداتا؟ لقد داتا المرء منها الأمرّين. لقد داتا من القهر والألم، داتا من السهر على الداتا، ولا داتا ولا ناقةَ له في ذلك. وفي النهاية، داتا الرجل رحمه الله. لقد انتُخب «كارل م» فيلسوفاً للعصر، أي للألفية الثانية وذلك عبر الإنترنت تحديداً، أين كنتم يا إخوتي القرّاء على قلّتكم هنا وكثرتكم في الشوارع والسيارات ولاحقاً على الشبكة نفسها؟ ما أندركم يا إخوتي في معرض الكتاب، وأكثركم على التقاطعات المصلّبة وعلى التصويتات الكثيفة عبر الـSMS في برامج الصياح والنجوم الصاعدة والنيازك الهاوية بسرعةٍ «ما بنفسجيّة»، وفجائيّة باتّجاه كوكبنا... يا أللهُ!

يتبع يوم الخميس





■ ■ ■



شعارا المرحلة



وأخيراً نزلا علينا. إنّهما شعاران لمتحالفَين شديدَي البأس صلبَيْ المثابرة واعدين ووعدهما: (صادقَين) صادق X 2.

ـــ شعار تيّار المستقبل ومن ورائه 14 X كنار: «كانت الحقيقة حلماً وسنجعل الحلم حقيقة».

ـــ حقيقة! (محكي) بيعملوها الجماعة، أنا متعاطي معهن من الـ2005، ما في شَغلة بيقولوها إلّا بتظبط. وكيف ما كبّيتها بتجي واقفة، واقفة يعني ما بتمشي... لاحظ... بسّ لاحظ!

ـــ شعار حزب القوات ومن ورائه 14 X (ارسم وردة):

«أجيالٌ تسلّم أجيال». شعارٌ طموحٌ رصينٌ وكلاسيكيّ. أقصد بالكلاسيكيّ: الذي لا يموت. لكنّها على روعتها والرونق أغفلت كلمة ربّما أنّهم لم يريدوا أنّ يطول الشعار على اليافطة وفي الصحافة المكتوبة وذلك ضمن مبدأ إعلانيّ معروف وهو أنّ الاختصار دوماً أفضل للأُذن والعين معاً. وفي الحقيقة لقد كانت الجملة الكاملة والتي لم نقرأها ولم نسمعها، لقد كانت منذ أن كانت هذه القوات تلقّب بالمنحلّة: «أجيالٌ تسلّم أجيال لمخابرات الجيش»... حقيقة... 14 آذار بيعملوا هيك شي، وإذا ما كانوا كلّن بيعملوا هيك شي لازم يعملوها... على شان ترجع البلد زيّ ما كانت، لتصير: زيّ ما هيّي.



سياسة

العدد ١٩٣٥ الثلاثاء ١٩ شباط ٢٠١٣

ليست هناك تعليقات: