12‏/02‏/2013

Manifesto | لمن يهمّه الأمر


زياد الرحباني
اليوم، يومُ ثلاثاء، وما يلي ليس بمقال. فأيام كتابتي المقررة هي: إثنين ــ أربعاء ــ جمعة. إنه بيان توضيح لما يحصل معي منذ فترة، وخاصة بعد أن انتهت حفلاتٌ قُدمت على مسرح قصر الاونيسكو تخصّ جريدة «الأخبار»، وقد كان شعارها الذي لم يدر به كثر، والحق طبعاً على مَن فُرز من الجريدة للمناسبة: «الأخبار عموماً صيانة يومية». لكن بالمقابل كان عدد الحفلات المقررة اثنين أو ثلاثة على أكثر تقدير فأصبح عددها سبعة. وبالمناسبة فقد طاردتنا سيارة مجهولة في الليلة الأخيرة ومارست نوعاً من الإرهاب في القيادة واختفت عند اللزوم ولم نعرف حتى الآن من كان في داخلها، وهذا غير ما حصل معنا طبعاً أثناء إحدى حفلات الـ Event Hill في ضبيه، وانتهى بتدخل مخابرات الجيش، على أمل نشر الوقائع المصوّرة بخمس كاميرات للـ «إل بي سي» يوماً ما. وقد كانت إدارة الجريدة أوضحت، وبعد انتهاء الحفلات تقريباً، أنني في إجازة مؤقتة لانشغالي بالحفلات. وقد صادف بالفعل أننا دخلنا في إحدى عشرة حفلة في ملهى الـ«بلو نوت».
إن العمل في الجريدة في لبنان واجب سياسي بالنسبة لي، وقد أصبح يومَي 2 و3 شباط حزبياً أيضاً، فقد قدمتُ أخيراً بحسب ما وعدت الاستاذ غسان بن جدو حفظه الله، طلب انتسابي الى الحزب الشيوعي اللبناني (إسم بات مؤقتاً إن شاء الله)، وذلك بحسب الأصول، أي في انطلياس العظيمة منذ الصغر. قدّمت طلب انتسابي حيث كان الأب مارون عطا الله ومعه مساعده الأب يوحنا صادر قبل بدء الحرب مباشرة ـــ أي قبل رشّ «بواسط» الفلسطينيين خاصة في عين الرمّانة ــ مقابل «المراية» الموضوعة لتلافي الحوادث، والتي لم تنفع يومها ـــ حيث فكّر الأبوان كثيراً وناقشا وثم اعتمدا إدخال الموسيقى الإيقاعية الى تراتيل القداس الماروني التقليدي المقدّس تاريخياً، وذلك لجذب جيل الشباب الذي كان وقتها ممتنعاً عن حضور القداديس. كان ذلك في العام 74 وامتدّ حتى «مراية» عين الرمانة وبوسطتها.
لقد كان ذلك وقتها عملاً ثورياً فعلياً، وكان تبريره الوحيد لدى الأب مارون عطا الله: الموسيقى المرافقة لصلاة الأفارقة السود المسمّاة: Negro Spiritual، أي «روحانيات الزنوج» والتي عندما تذهب بعيداً في الإيقاع يدخل عليها عنصر الرقص الفَرِح بالصلاة نفسها.
انتهت حفلات الـ«بلو نوت»، وعدتُ الى «الخربطة» والتغيّب عن مواعيد النشر الرسمية. نعم، إن عمل الكتابة في الجريدة واجبٌ عقائديّ، وأصرّ وأفتخر بالكلمة، خاصة بعد أن حُكيَ أنّ البطريرك الراعي، وفي قداس مار مارون الأخير، هاجم أحزاب الطائفة وقال بما معناه، ان يكون العمل الحزبي محصوراً بالأحزاب العقائدية. وهذا في أقلّه، عملٌ تقدميٌ متقدّم ورائع (أرجو أن يكون ما قيل صحيحاً خاصة أنه يلمّح بذلك الى حزبين وحيدين كانا شبه محرّمين دينياً) هذا أيضاً جديد على الكنيسة المارونية كما كان منظرنا على الآلات الموسيقية الكهربائية وراء المذبح قبيل الحرب.
ملاحظة 1 : إن العمل في الإذاعة، (إذاعة «صوت الشعب») مفضّلٌ لدى معظم القرّاء إن هم خُيّروا بين قراءتها في الجريدة أو سماعها مقروءة، وخاصة إن كان النص عاميّاً. ولكن لا يخفى على أحد، أن وضع الاذاعة منذ كم؟؟ منذ متى؟؟ منذ أين؟؟ منذ الى أين؟؟ وضعها لا يُحصى عليه حاسد أو حاصي حتى لو كان حلّانيّاً، وهو يسأل حتى طلوع الفجر «كِيْفْ؟».
ملاحظة 2: إن وضع جريدة «الأخبار» ممتاز على ما أظن، وتشهد على ذلك شركات الاحصاء رغم كل الزعبرة اليومية الواردة بشكل طبيعي وساكن في عملها الصحّي!!! وضعها جيد بالرغم من الملاحظة رقم 1، ماذا يعني هذا؟ ولماذا يا تُرى؟ ولماذا لا يُرى؟ ولماذا يا خُرِي ولماذا يا خُرَى؟ إن سبب الملاحظة الأولى واضح جداً. فالإذاعة مسؤولية الحزب الذي انتسبتُ اليه الاسبوع الماضي، أكيد، فهي ليست مسؤولية الكتائب اللبنانية ولا خبير الورود البريّة في معراب، ولا المرابطون!!!!! إن الاذاعة مستمرة يا إخوتي القرّاء الذين ربما هو من آخر همومكم ما نحن نصيغه «الآن هنا»، مستمرة منذ سنين مديدة بفضل المتطوعين والمتطوعات والمتبرّعين والمتبرعات والسيدة شميس، وأنا لا أذيع سرّاً إذ ان إرسال الاذاعة هذه الليلة عاطل منذ 1985 في منطقة الحمرا، رغم حَمَارها. بالمختصر، يجب العمل في الجريدة وخارجها بالتوازي الممكن. إن عدم الانتساب الى الحزب لم يمنعني يوماً عن شيءٍ أو عن ثبات ووفاءٍ تجاه الرفاق في العالم، كما أن الانتساب للجريدة هو انتساب للحزب بالرغم من أن الحزب والجريدة، تصَوّروا، ربما ينتظران الجنرال، عون طبعاً، أو موفداً من حزب الله لتقريب وجهات النظر. يا اللهُ...
سياسة
العدد ١٩٢٩ الثلاثاء ١٢ شباط ٢٠١٣

ليست هناك تعليقات: