05‏/01‏/2007

الجمهورية B ـ صفر - في الشيعة (1)


الجمهورية B ـ صفر
زياد الرحباني
الجمعة 5 كانون الثاني ٢٠٠٧
في الشيعة (1):
سيصبح استمرار الشيعة في الجمهورية العتيدة، على خِصالها المَطلبية الكربلائية الحُسينية، ستُصبحُ انتفاضاتهم الدَوريّة للإنصافِ لا الإجحاف، للتحرر والعدل أو ما يُعادِلها، سَتَغدو أعراضهم المستفحلة في الغبن المزمن والحرمان المتأَصِّل المُعَتَّق، عَقَبَةً أساسيةً جسيمةً في التعاطي مع الطوائف الأخرى. سيكون الوجود الشيعي بنموّه المخيف، شرعاً لا يجوز.
وسَيَنْبَري أئِّمَتهم للدعوة المُلِحَة الاستثنائية إلى التسليم بالحسنى.
سيكون على الشيعة أن يقرروا إن هم سيتزايدون أم سَيفطَمونَ النَسل! فالوطن الصغير المُخضَرّ، هلعاً، لم يَعُد يحتمل.
أي لم يَعُد يحتمل الشيعة، عفواً. فكيف بالمزيد منهم، على حسناتهم وعلى جهادهم المقدس المشكور المرفوض.
سيكون على الشيعة أن يُوَحِّدوا الله. أمَّا بنعمة ربهم فَيُحَدثون.
سوف يُضطرون لإعلان ولائهم اليومي لـ«لبنان أولاً» أمَّا سوريا فثانياً.
وسيوافقون على التهميش والقهر وخاصة الاستضعاف، سيعترفون بالاستعباد كأحد المظاهر الطبيعية للمجتمعات المتعددة حيث تخاف الأقليات.
وأن تعدادهم يُحَتِّم عليهم، العوز والفقر المُدقع فهذه «سُنَّة الحياة»، كما هي سُنَّة رئاستي الجمهورية عليهم والحكومة.
سَيُطلبُ إليهم أن يُشهروا إسلامهم مرةً ثانية أمام المجلس الدستوري ويَتَشَكّوا لديه إن شاؤوا.
سيكونون حكماً وأصلاً، السواد الأعظم، الأكثرية دوماً، لكن مُستغَلَّةً بحسب أصول الصراع البديهي في المجتمعات المنتجة.
سيدركون بوعيهم المتنامي الطليعي، أنَّه لا مَفَرَّ على المدى البعيد، من إبادتهم إن أرادت الطوائف الأخرى أن تستكين.
لكن العقد الاجتماعي بينها جمعاء ومسوّدة التعايش الجديد، تحظر التفرقة العنصرية و«معاداة السامية الحسينية»، والتسليم بوجودهم مبدئياً لا إبادتهم.
سيشكلون القاعدة في كل مكان، فهم أربابها. القاعدة في الجيش، وفي المجتمع، فهم العسكريون والرتباء، الأنفار والجنود، بالتالي سينفذون ثم يعترضون وهم لن يعترضوا، فقرارات القيادة المارونية، على كل المستويات في الجيش، ستكون وطنية ضد السُنِّة في الحكم، وهذا ما يُثلِج عموماً قلوب الشيعة الطيبين، ويُخَفِّف، حتى ولو على التلفزيون، من حقوقهم المهدورة.
سيستوعبون أنَّ الإمام علي (رضي الله عنه) لم يَعنِ بهِدايَتِهِ والحديث، اللبنانيين منهم بالتخصيص، وبالتالي فَلَن يُوَلَّى عليهم كما يَكونون.
أو أنه سيولّى عليهم «مهما» يكونون، و«مِش تَحتَ» أمرِهم لله، وإنهم إليه لراجعون.
سيجمع الشيعة في أنينهم، الأبرياء والنساء والطفالى، العجزة والمعوزين، سيكونون الدفاع المدني و«الأهالي».
سيكونون «مؤسسة عامل» والكورس والحضور، الشهداء والمُشَيِّعين، سيكونون النعش الذي يُدَقُّ فيه الإسفين، سنكون نحن الرغيف وهم الطحين.
دستورياً، ستترك للشيعة رئاسة المجلس النيابي المُعَيَّن لا المُنتَخَب.
وذلك، بشخص قائدها الأسطوري الأستاذ نبيه بري، فلا رئيس إلّا هو. فهو الضمانة المقدسة الوحيدة لغيرهم من المسلمين وإخوانهم المسيحيين.
سيحتفظون بجبل عامل كأساس ويكون لهم نفوذ محدود على ساحة النبطية وسُوقها لِلّحوم والخضار ، كما على الجزء الجنوبي من شاطئ صور المواجه دوماً لإسرائيل.
أمَّا صيدا والإقليم فبِرَبِّكَ لا تُحَدِّث.ملاحظة: عزيزي القارئ، حتى للمقالة هذه عن الشيعة، تابعٌ.
فهذا تأكيدٌ آخر على أنَّ تعدادهم أصبح مشكلة تمثيلية جذرية.
فما العمل؟

ليست هناك تعليقات: