08‏/01‏/2007

الجمهورية B ـ صفر - في الشيعة (2)


الجمهورية B ـ صفر
زياد الرحباني
الاثنين ٨ كانون الثاني٢٠٠٧ ، جريدة الأخبار
في الشيعة (2):
خارج رئاسة المجلس النيابي، ستكون للشيعة دوماً، وزارة للمغتربين يضاف إليها الأغراب.
يترأس وزيرها لجنةً مستحدثةً اسمها: لجنة الهجرة والتوازن النيابية. يتقاسم اللجنة هذه الشيعة وأعداؤهم الموارنة جنباً إلى جنب.
تنظّم اللجنة إلى جانب هجرة المواطنين من الطائفتين، العلاقة الساخنة الدقيقة بينهم داخل مؤسسة الجيش الحكيم.
فالموارنة هُمُ الضبّاط من رأس الهرم إلى قاعدته، أما الشيعة فهُمُ العناصر، مع انعدام تدريجي شبه كامل للموارنة الجنود.
فهم أولاً، لا يحبّذون دوراً كهذا (كما في سوكلين وسوق الخضار، كالحرف اليدوية والوظائف الدنيا، والزراعة على عمومها).
ثانياً، فهم إما ضباط، أرباب عمل، مهن حرة، لوتو، مصارف، تيكوتاك، «فكّر، تشاطر واربح»، وإما محبطون فمهاجرون وإلى الأبد هذه المرة. لا عودة، لا على عيد الميلاد ولا أيام مهرجانات الصيف السياحية.
فالشيعة بالتالي، سيجتاحون الجيش، وفي ذلك خطورة دائمة مستجدّة تتمثّل بإمكانية انقلاب الشيعة داخل مؤسسة الجيش على القيادة، كحالة انقلابية موازية معرقلة لانقلاب الجيش الدوري كمؤسسة على السلطة المدنية السنّية المتمثلة برئاستي الجمهورية والحكومة. (راجع الجمهورية B ـــ صفر في السنّة والموارنة).
يبرز هنا دور لجنة الهجرة والتوازن النيابية المركزي، التي ستقرر دورياً نسبة المواطنين الشيعة المطلوب منهم «مهاجرة الوطن» لضبط التوازن الطائفي ديموغرافياً وحضارياً، فلبنان سيبقى قائماً على التعدّد.
سترسل الدولةُ الشيعةَ معزّزين مكرّمين إلى مراجعهم الدينية في المحيط العربي والفارسي القريب، منها ضاحية «ريف دمشق» الجنوبية ومقام «ستّنا زينب» في سوريا، مدينة بندر عباس، مدينة الشيخ بهاء الدين العاملي، أو إلى شيراز الخضراء في إيران، أو في أسوأ الأحوال إلى ضاحية المنامة الجنوبية في البحرين الشقيقة.
أما الراغبون من الشيعة في البقاء، ولو في أحلك الظروف، فسيكونون ملزمين بتعبئة استمارة «الظرف الحالك» والتوقيع عليها. وتشمل: الاستضعاف والاستلشاق والاستغلال والاستقلال عنهم، والاستعباد والاستبعاد التي بموجبها يُنقلون إلى مخيّماتهم اللبنانية المستحدثة والتابعة لقراهم المحبّبة:
مخيم ـــ بنت جبيل\ مخيم الخيام البطولي\ مخيم صور اللبناني\ مخيم صيدا القديمة للشيعة\ مخيم الإمام ـــ الشياح\ مخيم القلعة ـــ بعلبك\ مخيم السيد حسن ـــ القماطية، إلخ... وترعى أمورهم بالتالي وكالة غوث اللاجئين إلى الأبد بالإضافة إلى مساعدات الشيعة الميسورين المقيمين في قراهم لصندوق «المهدي المنتظر» الذي ترعاه «مؤسسة الغوث الجعفري الممتاز».
أما أمن مخيماتهم، وحمايتهم من غدر إسرائيل، فبعهدة الأمن الوقائي الفلسطيني العميل، تسانده وحدات من «الصاعقة والرفض» سورياً.
أما لبنانياً، فسرايا الأقصى التابعة للجيش اللبناني الحكيم.
ملاحظة ـــ 1: يستثنى أمن مخيم العاقورة الصيفي، فهو من اختصاص وحدات فرسان مالطا الجدد.
ملاحظة ــ 2: يدير حزب الله مزارع شبعا، تلال العرقوب، القرى السبع، وباقي المستعمرات الإسرائيلية الشمالية المحررة في حينه.
(الحلقة الأخيرة ـــ أقليات وملاحظات نهار الأربعاء)

ليست هناك تعليقات: