06‏/12‏/2006

عاجـل [1]

عاجـل [1]
زياد الرحباني
جريدة الأخبار الأربعاء ٦ كانون الأول2006
الصباح باكر، إنه يوم أحد.
إنه 3-12-2006، يوم عطلة إذن تَفَرُّغ، إنه للمشاريع، إنّي لا أصدق، أريد حلاً.
إنهم يحتشدون، يحتشدون عائدين من خارج العاصمة ومنها إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح معهم طبعاً، فكريمته ليلى كانت الوزيرة الأولى في حكومة الرئيس لحود، من الصلح امتداداً حتى جادة شارل حلو الرئيسة حيث تُشاهَد عن بعد «غزالة إسبارطة» مي الخليل وهي لا تصدق مقلتيها الدامعتين للاحتشاد الماراتوني الحاصل رغم الاحتشاد الرافض الحاصل، الله أكبر.
خبر عن وصول الرسول عمرو موسى الذي يكره إسرائيل الى السراي «بوحشنة»، فالجو يقضي. ماذا في جعبته؟ الله أعلم.
لماذا الماراتون اليوم بالذات؟
إنه من أجل لبنان والخليل لن تتراجع وعدّاؤوها والمقعدون أقسموا على الركض، أمّا السنيورة فعلى القعود.
يتقدم العونيون من كذا نقطة واليوم بشكل أكبر، زاد الاحتشاد القادم الداعم الدائم.
المردة هنا، فضّلوا البقاء فـ«ماراتونهم» إلى الشمال وَعِرٌ شاق ولِمَ؟ فهم المنتصرون دون أن يركضوا و«حزب الله» هم الغالبون.
يتقدم بعض من «قوى الأمن الواقع» لحماية احترازية للضريح، ربما أطَلَ بعض المطلوبين من آذار لصلاة مباغتة عن راحة نفس الحريري.
الشهداء على وقفتهم كالكورس الذي لا يغني ولا مرة فقد تعلموا الصمت لسنين في جامعة الكسليك، الصمت والصوم.
صوت السيد حسن يدوّي فجأة في الأماكن المذكورة أعلاه وأدناه، لا يكاد يلفظ كلمتين حتى تهتز خيم المعتصمين ويطغى الصراخ والتصفيق على صوته المُكَبِّر المُكَبَّر، الله أكبر.
كأن الشمس أصبحت حارقة في برهة.
هناك، دينا حايك، قالوا لي إنها مطربة، الحايك تحتشد في العدّائين، يحتشد لها مطرب يُعرَف للذين يعرفونه على أنه أولاً: ناجي، ثانيا: شيّا. غَنَّيا، غَنَّيا ولم يُبْقيا شَيَّا!
قَرعٌ شديدٌ للأجراس يَخرق هواء الساحتين.
إنها حوالي الساعة الحادية عشرة، وقد بدأ قداس المعارضة في كاتدرائية مار جاورجيوس في الوسط، وحاشداً هو الآخر، انها أفكار الجنرال.
مجموعة من النساء المُحَجبات يحضرنَ القداس، عَوَّضْنَ عن غياب الراهبات الملحوظ اللواتي التزمن الأديرة في سبيل خلاص المجتمع المسيحي من هذه الدعوات، نزولاً عند طلب زوجات وأمهات الشهداء من بكركي.
الموضوع شائك، إنها الساعة الحادية عشرة.
بَحرٌ من أعلام الشيوعيين يُدَنِّسُ الطريق من صيدلية بسترس-شرارة المقاومة الوطنية اللبنانية، ويلوّث الصنائع نزولاً من شارع الجنرال سبيرز والعقيد بربر إلى وعلى الاحتشاد المركزي.
الرفيق الأعلى دعا الى معاقبة الحكومة لا استقالتها فقط!
كان لوناً أساسياً ناقصاً فاكتملت الآن!
الحكومة الاسرائيلية تجتمع على عجل. قلق شديد لوضع الآذاريين داخل الحكومة العالقة داخل السراي، على أمنها وعلى نفس يعقوب.
لكنه ما زال صامداً في الداخل. إن الرئيس السنيورة لا يفهم حتى اللحظة سبب كل هذا العنف والتظاهر، ما العمل؟
مع أنَّ الوزيرة الوَقَّادة النائلة (مائة نيلة) معه في الداخل ومع أن من هم في الخارج أفهموه مرارا،ً لكنه لا يشاهد التلفزيون فهو يبث من ريف دمشق. كما أنه لا يتقن الفارسية كي يقرأ الصحف.
دار العَدّاؤون محيط الساحتين.
أصبحوا على مشارف التحويطة باتجاه سن الفيل.
إشكال يبدو كبيراً أمام جامع الخاشقجي-كورنيش قصقص. فأثناء مرور احتشادٍ سَيَّار بالفانات، رُشِقَ بالحجارة وأصيب البعض. وأهالي بيروت الأصليون، شباب تيار المستقبل، مُتسَمِّرون في المكان يحمل بعضهم العصي ولا دخل لهم بما حصل، وقد نفوا ذلك فوراً (دائماً).
فوج من الفهود يهرول الى المكان رغم عدم اشتراكه بالماراتون، ويقابل بالتصفيق الحاد رغم أن الماراتون لم ينتهِ.
أعيِرَة نارية تُسمع، المواطنون الأصليون يركضون هرباً من المستقبل باتجاه الماضي.
حاملو العصي رموها للتمويه أو اندسوا بين المتسابقين لجهة المتحف، وراحوا يستفسرون من بعض المقعدين المشتركين اذا كان الماراتون سَيَمُر في الضاحية.
الكيني إريك كيبتون في المقدمة حتى الآن يليه الأثيوبي إبراهام ييلما (إنشالله).
طلق ناري يصيب أحمد علي محمود ويقتله في أرض جلول.
يخرج عمرو موسى ليبلغنا بأنَّه يدعم الرئيس السنيورة، لكنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما يزعج السنيورة أساساً في شخصية عمرو موسى أو أي عمر كان يتصرف مثله.
يتبع غداً

ليست هناك تعليقات: