17‏/02‏/2007

حول آخر فالنتين [2]

زياد الرحباني
الأخبار السبت ١٧ شباط ٢٠٠٧
مثلّث الصمود والخصخصة:
مهما توالت الأحداث وتسارعت، مهما كان حجم المستجدّ على البلاد، مهما كانت التطورات دراماتيكية، مهما تبدّلت أمزجة الناس وانتماءاتهم، مهما كان موقف سوريا أو موقف إسرائيل اليوميان الرسميان، مهما ازدادت التدخلات الخارجية في وطننا العزيز، مهما جرى في فلسطين المحتلة أو في العراق المنكوب، في إيران ـ المحور الحالي، أو في السعودية ـ المحور الدائم، لا يسعنا إلاّ أن نتوقّف بإجلال وتقدير عند ثبات المواقف لدى بعض قياداتنا التاريخية اللبنانية.
فمن أين تبدأ أصلاً، مواصفات أيّ قائدٍ على مرّ الزمن، إن لم يكن بالثبات؟
إن الثبات أكثر جذريةً من الصمود، الصمود واجبٌ في لحظات الشدائد، في مراحل الذروة، أما الثبات ففي حينه ومن قبله ومن بعده، فيه شيء من الأبدية. إنه يعطي جماهير القائد، شعوراً بالطمأنينة إلى الحاضر والمستقبل.
الثبات يعني: لن نغيّر شيئاً، لا تخافوا. أما التجلّي الكامل فيحلّ عندما تضاف إلى هذا الثبات، الرؤيا السياسية الثاقبة، التي هي، سبحان الله، نعمةٌ من نِعَمِهِ.
وعليه، علينا يا إخوتي أن ننحني لثبات «المثلّث السياسي للصمود»: الحريري ـــ جنبلاط ـــ جعجع. لقد ثبتوا وسيتابعون، وخاصة أنهم توزّعوا المهام.
هنا أيضاً ننحني مرّة أخرى للحنكة والدهاء. لقد قسّموا المأزق ثلاثة مفاصل، لذا «هان» عليهم فنجحوا.
الحريري متخصّص بالمحكمة الدولية، وجنبلاط متخصّص ببشار الأسد، أما جعجع فقال لهم في زمانه: اتركوا لي الرئيس لحود!
عند هذه النقطة تمّت السيطرة على كل جوانب الأزمة وانتهى الموضوع، بدليل: انظر إلى البلاد وهي في أحسن حالاتها! يبدو أن من الأفضل أن «يَتَحَطَّط» مارونيٌ على مارونيّ ودرزيٌ على علويّ، أمّا السنّي فعلى الأوادم والحقيقة.
إنها التخصصّية بالشعوب، وهي أرقى مراحل الخصخصة.
إن أموراً كالهاتف والاتصالات، كمؤسسة كهرباء لبنان أو ضمانه الاجتماعي، ما هي سوى تفاصيل جانبية «ساذجة» بالمقارنة بصناعة التاريخ. وهم يستطيعون، متى خفّ الضغط عليهم، مثلّثين، أن يتسلّوا بها ويحسموا أمرها فوراً.
طبعاً أنّى لنا، إذاً، استقرار البلد الحاليّ غير المسبوق والممتدّ بإذنه تعالى؟
الحكمة ـــ الرياضي ـــ والتقدّمي الاشتراكي:
نلاحظ جميعاً، أو يهيّأ لنا، أن كرة السلّة اللبنانية، منذ فترة من الزمن طالت، لم تعد في الواجهة ولا في التلفزيون، والحيّز الذي شغلته لسنين، منذ التسعينات، تراجع كثيراً حتى إنه غاب تقريباً.
والسبب الواضح غير موجود لدى الكثيرين. إن الحقيقة مختلفة، فالأسباب موجودة وخطيرة، لا بل ألعن ممّا تتصوّرون، والعفو منكم.
في لغتنا العامية، كلمةٌ تتردّد جداً لشدّة اختصارها في التعبير، كلمةٌ لا نجد غيرها أحياناً، وخاصةً عندما نصل إلى شيء ما ونقف أمامه مذهولين، لا نفهمه، حتى بعد استنفاد كل أنواع المنطق المعروفة وأساليب الفهم أو الاستيعاب المعهودين، وهي: «شو دينو؟»، أي: ما هو دينه؟ والكلمة لم تأتِ بالصدفة طبعاً، يا مخايل، فنحن، وأنت تعلم، نعيش في علمانيةٍ أسوجية شاملة!!!
إذاً، عندما تتمكّن من فهم التحالف القيصري بالأنابيب والأعاجيب بين تيار المستقبل والتقدمي الأيوبي الاشتراكي وقوات الصليب المشطوف، وقتها فقط، تستطيع أن تفهم الغياب الحالي لـ«لباسكيت بول».
[يتبع الاثنين]

ليست هناك تعليقات: