16‏/02‏/2007

حول آخر فالنتين [1]

زياد الرحباني
الأخبار الجمعة ١٦ شباط ٢٠٠٧
أسرار «الأخبار»:
لوحظ عدم وجود الرئيس السنيورة في يوم القيامة الأخير من 14 شباط إلى جانب قياداته المتراصّة على «زودٍ ومضض»، وقد علّق أحد المقرّبين عندما سئل عن السبب: إن الرئيس السنيورة أذكى من ذلك بكثير.
أولاً: هو ليس طرفاً، وهذا بات معروفاً حتى لدى الأطفال.
ثانياً: معظم الإحصاءات الحديثة ترجّحه لرئاسة الحكومة بفوارق كبيرة عن باقي القيادات السنّية، فلمَ يخطب بجماهير 14 شباط حتى الـ14 من آذار، وكل مَن خطب فيهم صفّقوا له أولاً ثم خسر.
فاستمرار الخطاب باختراع الحجج كالمحكمة الدولية ومصيريّتها وخطورة عدم انعقادها، وسوريا سوريا و«اطلعي برّا» وهِيَ برّا، أصبح في الحقيقة: «خسارة بخسارة».
والسنيورة اقتصاديٌ قبل أن يكون سياسياً، والخسارة من آخر هواياته.
إن جماهير سان فالنتين عزيزة لكن، إن شاء الله، في شباط المقبل، بعد تحرير السرايا من رياض الصلح وأخواته ومن القوة الدولية التركية المتوقعة، إذا أمكنه ذلك.

أخبار سوبر ستار:
إن مقال الزميل خالد صاغيّة البارحة في 15\2\2007 بعنوان: «رجولة»، تعليقاً على الكلمة التي ألقاها القائد العام الوليد بك بن جنبلاط، على جماهير الساحة الحمراء، إي والله، وهي طبعاً ليست بعيدة عن الرفيق وليد واشتراكيته الدولية، إن هذا المقال وفّر عليّ الكثير من الجهد المؤلم المرافق لكبت الردّ وأثلج قلوب العديد من القرّاء الذين يكتشفون فيقدّرون «الزعيم الوطني» أكثر فأكثر يوماً بعد يوم.
شكراً يا خالد على الدقّة في التشريح، أي ما بعد الشرح، وعلى ضبط النفس البشريّة عند هذا الحد. هذا أصعب من الصوم المسيحي، إنها قدرة عالية جداً على التروّي أمام خطابٍ فيه كلّ ما يُبهج ويستفزّ ويستنفر «الرجولة» و«الأنوثة» و«الأمومة» و«الكفّار» و«المراهقين» و«الألوية الحمراء» عند الشعوب اللبنانية. إن كان هذا هو المطلوب فقد وصل.
أما الآتي فأعظم، الاحتياط واجب وكل مواطن خفير.

عُيُون وعمى:
استفسرت بعض الأوساط المتابعة عن سبب غياب الوزير العريضي عن كل ما سبق ورافق التحضير لـ14 شباط، وخاصة يوم الذكرى نفسها.
فسرّبت بعض المصادر المتابعة، رداً على ذلك، أنها: ليست المرّة الأولى، فكل مرّة يستعدّ فيها قائد الأكثرية المطلقة وليد بك جنبلاط للخطاب، أو لاختراق الشاشة أو الصحافيين، يكون العريضي في طريقه إلى دمشق كي يعدّ المسؤولين السوريين لتوقّع الأسوأ وتحمّله، وذلك بسبب الأوضاع الراهنة حول الرفيق وليد، وليفهمهم أن وليد بك لا يقصد كل كلمة يقولها، إنما، كما يقال بالعامية: مِعْناة الحكي.
أما الأساس فموجود والعمق ما زال عربياً سورياً والاتجاه الوحدوي الاشتراكي على نموّ! والغيمة هذه، صيفاً شتاءً، لا علاقة لوليد بك بها، كما أنه لا يعرف من أين أتت ولا مَنْ دسّها في سمائنا المشتركة، وهو مزعوج منها ومستغربٌ لها جداً أكثر منكم في سوريا، بل أكثر من شعبكم السوري أولاً وليس النظام!
وهذا ليس مقصوداً طبعاً، ولا أنتم المقصودون، لكن هذا ما تمليه الاشتراكية بما يخصّ علاقة الجماهير بالسلطة التي منها: كل الحقيقة للجماهير.

تضارب أم تنسيق؟
إنها حزّورة الأسبوع وجوابها.
السؤال: لماذا حاول الشيخ سعد الحريري في خطاب 14 شباط أن «يُظبّط»، أما وليد بك فأن «يُلبّط»؟
الجواب: لأن وليد بك ابن جبل يعرف الطبيعة اللبنانية ويعلم جيداً أن شباط «لبّاط»، بينما قضى الشيخ سعد جزءاً كبيراً من حياته على «التبريد» صيفاً شتاءً، لوجوده شبه المستمر في مناخ خليجي صحراويّ. والإنسان عموماً «يتكيّف»، أما في السعودية فالتكيُّف وحده لا يكفي، إن التكييف هو الأساس ولا حياة خارج المكيّفات ولا آذار غدّار و«لا أيلول طرفو بالشتي مبلول».
الجواب الحقيقي: كلا، كان الجواب أعلاه، تركيبة لنكتة فاشلة. أما الحقيقة فهي أنه: لا يمكن فرط تحالف البريستول الرئيسي كله دفعةً واحدة، والآن. لقد أجّلها الضغط السنّي البيروتي على الشيخ سعد إلى أواسط الربيع على أبعد تقدير وبإذنه تعالى، علّه خيراً.

غداً: أين كرة السلة اللبنانية؟ وما موقفها من المحكمة الدولية؟

[يتبع]

ليست هناك تعليقات: