09‏/02‏/2007

المكيّف

زياد الرحباني
جريدة الأخبار الجمعة ٩ شباط ٢٠٠٧
إذا تعرّض يوماً ما أمير سعودي خطأً للكثير من التكييف، ظناً منه أن المكيّف أرقى وأدق من أن يصيب المرء بالزكام أو الأنفلونزا، وانتقل من حالة التكييف إلى حالة اليأس المفاجئ والقنوط، فقد يصير طريح الفراش ويُمنع عنه التكييف كلياً.
ولن يعود مكيّفاً بأي شيء على الإطلاق..
فهو شديد السخونة والبرودة في آن.
طبعاً، لأن حرارته قد ارتفعت إلى 39 درجة ونصف درجة.
هل فكّرنا أو أحسسنا مرة معه؟
كم يصبح مجموع حرارة هذا الإنسان إذا اعتبرنا أن الحرارة في الرياض تقارب خمسين درجة مئوية؟
إن حرارة هذا الأمير تصبح بحدود 89 درجة ونصف درجة.
فأنّى له أن يفكّر بشكل سليم، وكيف يُترك وحده في محيط من الآبار النفطية والمصافي.
هل يجوز أن يقترب أي شيء، وليس الإنسان فقط، حرارته 89 درجة ونصف درجة من النفط؟
هذا ممنوع، والجماجم مرسومة في كل مكان.
قد نفهم يا إخوتي لماذا ترك الأمراء السعوديون أمور تلك الآبار وما فيها لبلاد وشركات أبرد، فهي تتعامل مع النفط بشكل أكثر أماناً، تكرّره وتصنّعه وتصنّفه وتبيعنا ما يناسبنا منه، وما يلائم حرارة عقولنا وأجسادنا.
شكله صحي عموماً، استعماري بعض الشيء، لكنه لا ينفجر عند أول هفوة حرارية!

ليست هناك تعليقات: