18‏/05‏/2009

من مدينة "همبورغ" [1]

زياد الرحباني

الأخبار عدد الاثنين ١٨ أيار ٢٠٠٩


بمدينة همبورغ (ألمانيا) يا اخواتي يا حلوين، همبورغ للّي خصّصها قصف الانكليز بأواخر الحرب العالمية الثانية بشكل محبّب وموجّه وخاص، يعني مطرح ما كنت من أسبوعين، بعد الحرب العالمية الثالثة ع غزّة وبغداد وكابول: استحلَيْت فوت عَ مطعم وتطلع فيه المملحة ما بتنزّل ملح، وكلّهن، مطعم وسط، غالي، رخيص، كلّو ممالحو بترشّ. ومع الملاحظة إنو عدد قليل كتير من الممالح، حاطّين فيها رزّ. هيدا شو بيعني؟ هيدا ممكن برأيكم مش / شو هالتفصيل للّي بدّو مقال، لا والله هيدا مهم وكتير لدرجة إنو لازم كلّنا، نحنا عجايب هيدا الشرق الحزين، نقوم ننضبّ... تعو ننضبّ، أشرفلنا واللهِ... هلّق وين بدنا ننضبّ كلّنا ما عم بقدر أعرف. أنا بس لأنّي عم بتأسّف كتير عحالي، عم بكتب هالمقال، وما عم حرّض حدا ع حدا ولا في مين حرّضو لانّو كلّنا هيك، لسوء الحظ، وما دخّل الحظ، نحنا للي عم ندَخّلو.
ولِيه لي تلات أرباع الممالح عنّا ما بتنزّل ملح؟ وليه هَيْ شو دخّل رستم غزالي فيها؟ وشو بيقدرو الألمان يعملو بهيك حالة؟ ما في شي رح ينفع، أيّا تحريض؟ فانية وهيك. أساساً نحنا ما رح نحضرها للآخرة، لأنو رح ننقرض قبل بكتيييييير. هلّق أنا منّي عارف أيمتا الآخرة ولا يوم القيامة ولا الحشر بس للّي أكيد منّو وبقصّ أ...ي اذا نحنا مش قبلهن بكتير. خَلَص ولا يهمّكن! انتو بهالوقت خلّيكن عم بتحطّو رزّ بالممالح وإصْحا تغيّروهن أبداً كل فترة، وخدوا نتيجة! وخلّيكن عم تتمسخروا ع الصينيّين وع البضاعة الصينيّة (للّي غازية هامبورغ) وع البضاعة الكوريّة والماليزيّة واطرقوا إيد بإيد وقولوا: Yes! وكتبوا حرف العين برقم 3 والهمزة بالـ 2 ونزلوا من جيب طلعوا بالتاني ع أساس الحالة كتير تعبانة.
الظاهر إنّو يسوع المسيح لمّا قال لتلاميذو: "أنتم ملح الأرض فإذا فسد الملح فبماذا يُملَّح؟"، كان عم بيوجّه رسالتو للألمان انتو ما ألكن تعلُّق... نحنا يعني، ما إلنا تعلُّق. نحنا بدنا كل يوم نطلّ عالمملحة؟؟؟!!! بعد ناقص، ما في مية ألف شغلة براسنا.
مين بدافع عن الحريات؟
مين بيحمي هالديموقراطية الوحيدة بالشَرق أو تحت اللسان؟
مين بيوقّف المخططات الإيرانيّة ـ السوريّة؟
وأخيراً مين بيحرس ثورة الأرز؟
طبعاً، لبنان أولاً.


ليست هناك تعليقات: