15‏/03‏/2007

الأصل، الجرأة! (تابع)

زياد الرحباني
الأخبار، عدد الخميس ١٥آذار 2007
نحن بالفعل لا نظلم محطة الـ“L.B.C”، بل على العكس، فهي “البادي”. إنها أول تلفزيون خاص يبدأ البث، إنها أول تلفزيون يبدأ الدسّ، فهي الأظلم وهي الأقدم.
وقد بكّرت بظلمها للملل الأخرى، المنهمكة وقتها بإعداد العدة للبث المضاد، فالبث بالبث والسن بالسن.دعك من الموضوعية يا مخايل.
ربما كان الغرب يضع المسيحيين اللبنانيين في رزمة واحدة ولا عجب، فهو يفعل الشيء نفسه مع المسلمين، يفعله أجل، لتبسيط التعاطي كما الفهم لـ“المعجزة الأهلية اللبنانية”.
أما نحن وأنت والمشاهدون يا ولدي، فنعرف أن للمحطة الترفيهية المذكورة تاريخاً سياسياً معيناً جداً، وهو “قواتي” باسم المجتمع المسيحي، ونقطة تضعها أينما رأيت السطر!.
ضع النقطة و“افتح يا سمسم”، إننا لم نكتشف شيئاً، إننا “اكتشفنا البارود” و“باب الحظ” وهلّت علينا “نجوم السبت” والظهر، ولم تشفع كلها لتلطيف توجّه المحطة ــــ الأساس. لن تستطيع، لا مهرجانات “الفونيكس الذهبي” ولا تغطية معارض السيارات في دبي، بمذيعات و“مقدّمي اللبنانيات للإرسال”، أن تموّه فينيقية الجوهر.
لا بل إن المحطة فخورة بموقعها، وتجاهر بصدقيّتها العالية وكمال الموضوعية.
إنها محطة “لمن يجرؤ فقط” علناً و“بكل جرأة”. إنها تعمي “حيث لا يجرؤ الآخرون”.
إنهم جريئون، داسوا على الذاتية فداءً للمجتمع المسيحي وبعض من إخوانه المسلمين، وأصبحت الموضوعية لهم.
إنهم يفسّرون ويدرِّسون كل ليلة “موضوعيّتهم” لكل من هو فوق الثامنة عشرة.
إنها: المؤسسة الموضوعية للراشدين!.
وأية موضوعية!؟ لم يسمع أحد بها أو يشاهدها سوى العاملين في المؤسسة وخاصة المزمنين المعمّرين منهم.
ومن لم يقتنع منهم بها، ولاحظ ذلك، يكُنْ منفرداً في زاوية، “ذاتياً”، والغالب أن الباقين لاحظوه وأتركوه “المحطة الموضوعية للإرسال”، بالتي هي أحسن وصادف أنها الأحسن وهي، بناءً عليه، ستحسم أمره الذاتي بمنتهى الموضوعية.
والبث شغال، يا ليل يا عين يا معين يا ويلاه!.
أعجب ما في هذه المحطة، أنّ لها وجهاً عربياً.
إنها الوجه السافر للمحجوب الذي تحظره المملكة السعودية في الداخل، لتباركه بل تموّله في العالم العربي بأسره،
وذلك من لبنان بإدارة مسيحيين موارنة “غير مكرهين” فكما أنه لا إكراه في الدين، لا إكراه في العهر أيضاً.

ليست هناك تعليقات: