11‏/05‏/2007

♦ ♦ ♦ (تابع)

زياد الرحباني
الجمعة ١١ أيار٢٠٠٧
أعزائي، القادة في ثورة الأرز والشهداء، حضرات «الفَعّاليّين» والفعاليات، يا أيها الرفاق «الفَرارِيّين» من الحركة الوطنية وبركتها، حضرات قادة وكوادر الانقلاب على «النظام الأمني» والوصاية، وعلى النظام السوري قريباً وقطره الشقيق، أيا أقطاب انتفاضة الاستقلال «الأوكرانية ــــــ الأوسطية» السريعة الذوبان، يا أعلام الديموقراطية الأولى في هذا الأوسط الكبير، أرباب الأكثرية مهما حصل، تحية ثانية وبعد...
أخبرتكم البارحة بما يؤرقني في حال بدأ الحوار الوطني واستمر، وذكرت أن أصعب ما فيه هو موضوع الدمغتين (ثقافة الموت وحب الحياة) اللتين اخترعهما، بكل تجرد، وللأمانة، فريق واحد، ألا وهو: أنتم.
ولم أخبركم أنه، ليس هذا كل ما يؤرقني.إن من جملة ما يؤرقني أيضاً، ما يمكن أن يتأتَّى عن هذا الطريق المسدود المستحيل بين الدمغتين أو «الثقافتين» أي بصريح العبارة: الفريقين.
في لبنان اليوم، قسمة إضافية، جديدة على حربه الأهلية، أحسن ما فيها أنها جدِّية ومختلطة والحمد لله، وأقصد طائفياً.
أمَّا أسوأ ما فيها فهو أنَّ قسمة الطائفة المسلمة فيها، غير موفقة على الإطلاق، فهي مذهبية.
وهي لذلك، تُكَبِّلُ ثم تُجَمِّدُ الصراع الفعلي الطبيعي العام بين الفريقين، نتيجة (الوعي) السني ــــــ الشيعي العام. إن قسمة المسيحيين فيها، مثلاً سبحان الله، أكثر نجاحاً كما عوّدونا دائماً.
فهم حين ينقسمون على بعضهم، مبدئيون، ويشبهون شعوب أي مجتمع آخر في العالم العربي أو في أوروبا.
أمّا متى حان موعد القسمة مع المحمديين فتبرز «المشاعر المشطوفة» والخوف المسيحي، وقد استُورِدَ لهم مؤخراً، الغبن وراعيه الحصري: الإجحاف، (وهو يجلس على المقعد الخلفي).
وهذا بالضبط ما سَيُخَلخِل من أكثرية الأكثرية يا يسار الديموقراطية الأممي، يا فَهلَوي.
يا «ماجد وعطا الله للفَهلَوة والنشر»!! إن الفريق المسيحي المتحالف معكم، المتداخل فيكم عفواً لن يَهضم السُنَّة، فهؤلاء يطالبون تارة بالشهيد الرئيس رشيد كرامي، وتارة يعتنقون الإسلام، وبشغف حتى الأصولية. أمّا الشيعة فحَدِّث ولا... تُحَدّث اذا أمكن، فهذا أفضل.
إنَّ هؤلاء أصبحوا كالـFAT (الدهنيات) ممنوعين عن أي جسم سليم (حتى ولو دون عقله) في المجتمع الآمن الافتراضي المسيحي.
إن هذا الجزء الأخير حول «الأخطاء في القسمة»، لا يؤرقني.
على العكس إنه الأمل النابض والوحيد حالياً الذي يجعل من هذه الأكثرية، وكما ذكرنا البارحة، تعاني وما تزال من المعالجة الجينية الضرورية والجراحة القيصرية.
وقد بدأت أعراضها المفروضة على المجتمع تزول تباعاًإن ما يؤرقني أيها الأعزاء، أولاد يكبرون في جميع الأحياء والحارات، في المدارس وعلى الشاشات وهم مثلاً يرددون: ثقافة موت أو حب حياة.
إن الحملة المالية الباهظة التي خُصِّصَت لهذين الشعارين، كان يمكن أن يُساعَدَ بها، مسيحيو النبعة وبرج حمود مثلاً، وهم أول ما يتبادر إلى الذهن، إن بقينا ضمن بيروت وتحديداً شرقاً.
فالكثير منهم يتمنى أن يشترك في حب الحياة، وقد قررت قواكم «الفاتحة من فبراير» أن تُلحِقَهُم دونما قصد وعن سهو وطبعاً غلط بالموت دون ثقافته حتى.
يتبع غداً

ليست هناك تعليقات: